ألم مزمن

للألم المزمن العديد من المعان في المجال الطبي. فعادة، الفرق بين الألم الحاد والألم المزمن يعتمد على فترة اعتباطية من البداية؛ فأحدى أكثر الطرق المساعدة المستخدمة شيوعاً الفترة ما بين 3-6 أشهر منذ بدء الألم، [1]، إلا أن بعض واضعو النظريات والباحثون قد حدد الانتقال من الألم الحاد إلى الألم المزمن خلال 12 شهر.[2] والبعض الآخر يطلق لفظ حاد على الألم الذي يستغرق أقل من 30 يوماً، ومزمن على الألم دام أكثر من 6 أشهر، و تحت الحاد (أي ما بين حاد ومزمن) على الألم الذي يستمر ما بين شهر إلى 6 أشهر[3] وإن تعريف شائع بديل للألم المزمن، لا يشترط فترة اعتباطية محددة بل هو "الألم الذي يستغرق أكثر من المدة المتوقعة للشفاء." ."[1]'

ألم مزمن
معلومات عامة
من أنواع علامة سريرية ،  والألم  

التصنيف

يمكن تقسيم الألم المزمن إلى "مستقبل للألم" (بسبب تنشيط حس الألم)، و"اعتلال عصبي" (بسبب خلل أو قصور في الجهاز العصبي).[4]

قد ينقسم حس الألم إلى "ألم جسدي سطحي" و"ألم جسدي عميق"، و العميق ينقسم إلى قسمين "ألم جسدي عميق" و"ألم حشوي". يبدأ الألم الجسدي السطحي بتنشيط الإحساس الألم في الجلد أو الخلايا السطحية. بينما يبدأ الألم الجسدي العميق عن طريق تنبيه مستقبل الألم في الأنسجة والأوتار والعظم والدم والأوعية و اللـفافات والعضلات، وهو ألم موضعي سئ، مؤلم ومكتوم. ينشأ الألم الحشوي في الحشى (الأعضاء). متمركز بشكل واضح، ولكن كثيرا ما يَصعُب تحديد مكان الألم وتؤدي العديد من المناطق الحشوية إلى الألم "المشار إليه" عند إصابتها، حيث يكون الشعور بالألم في منطقة أبعد ما تكون عن مكان الألم أو الإصابة.[5]

أما الألم الاعتلال العصبي فمنقسم إلى "ألم محيطي"(ناتج عن الجهاز العصبي المحيطي) و"مركزي" (ناتج عن الدماغ أو الحبل الشوكي).[6] كثيرا ما يتم وصف الألم الاعتلال العصبي المحيطي بـ"الشديد" ،"وخزي"، "كهربائي"، "الحاد".أو يتم تشبيهه بـ "أحر من الجمر".[7] فاصطدام "عظمة الكوع" مـُحد ِث للألم العصبي المحيطي.

فيزيولوجيا المرض

قد يؤدي التنشيط المستديم لانتقال إحساس الألم إلى القرن الظهراني إلى ظاهرة مزعجة. وهذا يؤدي إلى تغيرات مرضية تخفف من حدة ألم الإشارات المنتقلة. كما أنها قد تنتج ألياف عصبية مستقبلة للألم رداً على إشارات الألم. وقد تستطيع ألياف عصبية لإحساس الألم أن تنتج وتنقل إشارات الألم. ففي الألم المزمن تعد عملية الإعادة أو الإزالة صعبة إذا تم إثباتها.[8]

للأم المزمن سببيات مختلفة تم توصيفها بالمرض الذي يؤثر على بنية الدماغ ونشاطها. وأظهرت دراسات تصوير الرنين المغناطيسي أن هناك اتصال[9] وظيفي وتشريحي[10] مضطرب بصدد مناطق تتعلق بمعالجة الألم. كما أظهرت أن الألم المستديم ينتج عنه فقدان المادة السنجابية، قابلة للإصلاح إذا برأ الألم.[11]

الضبط

نادرا ما ينجح تحفيف وطأة الألم التام والمستديم للعديد من الاعتلالات العصبية وأغلب الآلام المزمنة مجهولة السبب (الألم الذي يستغرق أكثر مما هو متوقع لشفاءه، أو ألم مزمن لمرض دفين غير معروف)، لكن يمكن فعل الكثير لتقليل من المعاناة وتحسين جودة الحياة.

يعد ضبط الألم (يُسمى أيضا طب الألم) أحد فروع الطب التي توظف طريقة متعددة الاختصاصات لتفريج الألم وتحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى.[12] إن الفريق النموذجي لضبط الألم يتضمن أطباء متمرسون، وأخصائيو علم نفس سريري، ومعالجون فيزيائيون(أخصائيو علاج طبيعي)، و معالجون مهنيون، ممرضات متمرسات [13] عادة ما يبرأ الألم الحاد بجهود أحد هؤلاء الممارسون. إلا أن ضبط الألم المزمن كثيرا ما يتطلب الجهود المتظافرة للفريق المعالج.[14][15][16]

نموذج سلوكي

إن النموذج السلوكي للألم المزمن يعود أصله إلى أدب التحليل التطبيقي للسلوك. يركز النموذج على التقليل من تصرفات مصاحبة للألم.[17] . وقد كشف هذا النموذج عن فاعلية في تقليل استجابة الألم من خلال تدابير استثابية. .[17] فتم تفعيل نموذج [نشاط سلوكي] للألم مؤخراً.[18]

توقعات سير المرض

قد يسبب الألم المزمن أعراض أخرى أو حالات، تشمل الاكتئاب والقلق. كما أنها قد تشارك في نقص نشاط جسماني في إطار فهم الألم المتفاقم. .[19] أ ُجرى القليل من الأبحاث حول الآثار المعرفة بلألم المزمن، بجانب أغلب المطبوعات تركز على نتائج المعرفة بالألم ولكن 5% فقط يدرسون تأثير الألم على المعرفة.[20] فقد اختزل مرضى الألم المزمن الحاد بطريقة ملحوظة من قدرتهم على أداء المهام [21] التي تتطلب المراعاة والانتباه. فالألم يظهر ليسترعي اهتمام مرضى الألم المزمن بقوة؛ تكشف اختبارات تقيم القدرة على المعالجة عن أداء أضعف من الأصحاء في جميع الاختبارات التي تتطلب اهتمام.[22] وُجد الاستثناء في المهام التي تسترعي انتباه شديد حيث تعادل أداء الطرفين. .[22] ففي اختبار تجريبي، أثبت ثـُلثي مرضى الألم المزمن إكلينيكيا(سريريا) قصور ملحوظ في الانتباه، بصرف النظر عن السن، التعليم، العلاج واضطرابات النوم. أظهر أصحاب أعلى معدلات الألم أن اضطراب تتابع الذاكرة يشير إلى أن الألم ينتقص من الذاكرة العاملة.[23]

علم النفس

الشخصية

أثنان من أكثر سمات الشخصية شيوعا لدى مرضى الألم المزمن قام بها اختبار مينيسوتا المتعدد الأدوار للشخصية (MMPI) هي تحويل الخامس والثالوث العُصابي. إن شخصية التحويل الخامس، المزعوم بسبب أعلى نتائج لاختبار مينيسوتا المتعدد الأدوار للشخصية (MMPI) لمقياسي 1 و3، فيما يختص بالمقياس 2، من شكل “V” على الرسم البياني، يشير إلى قلق مبالغ فيه حول أحاسيس الجسد، تطوير أعراض جسدية في استجابته للضغط، وعادة ما يفشل في إدراك حالتهم النفسية. التي تشتمل على الاكتئاب. كما تشير شخصية الثالوث العصابي، بتسجيل نتائج عالية على المقياس 1، 2 و3 قلق مبالغ فيه بشأن أحاسيس الجسد وينـّمي أعراض جسدية استجابة للضغط، ولكنه يشترط ويشتكي.[24]

انظر أيضا

أدوية
عوامل أخرى
أساليب أخرى في الطب الفيزيائي والتأهيل (الطب الطبيعي)
علاج بديل

جراحة


المراجع

  1. Turk, D.C.; Okifuji, A. (2001). "Pain terms and taxonomies". In Loeser, D.; Butler, S. H.; Chapman, J.J.; Turk, D. C. (المحررون). Bonica's management of pain (الطبعة 3). Lippincott Williams & Wilkins. صفحات 18–25. ISBN 0683304623. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Main, C.J.; Spanswick, C.C. (2001). Pain management: an interdisciplinary approach. Elsevier. صفحة 93. ISBN 0-443-05683-8. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  3. Thienhaus, O.; Cole, B.E. (2002). "Classification of pain". In Weiner, R.S. (المحرر). Pain management: A practical guide for clinicians (الطبعة 6). American Academy of Pain Management. ISBN 0-8493-0926-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Keay, KA; Clement, CI; Bandler, R (2000). "definitions+of+pain+and+its+central+representation"&source=bl&ots=mKVpvW_2gA&sig=gs3Z5lQMiMHg2tT7Fc1D2RSzbHI&hl=en&ei=DlpAS83FE8uHkQWOnon1Bg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CAoQ6AEwAA#v=onepage&q="definitions%20of%20pain%20and%20its%20central%20representation"&f=true "The neuroanatomy of cardiac nociceptive pathways". In Horst, GJT (المحرر). The nervous system and the heart. Totowa, New Jersey: Humana Press. صفحة 304. ISBN 089603 تأكد من صحة |isbn= القيمة: length (مساعدة). الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Coda, BA; Bonica, JJ (2001). "General considerations of acute pain". In Loeser, D; Bonica, JJ (المحررون). Bonica's management of pain (الطبعة 3). Philadelphia: Lippincott Williams & Wilkins. ISBN 0443056838. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Bogduk, N; Merskey, H (1994). Classification of chronic pain: descriptions of chronic pain syndromes and definitions of pain terms (الطبعة second). Seattle: IASP Press. صفحة 212. ISBN 0931092051. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  7. Paice, JA (2003). "Mechanisms and management of neuropathic pain in cancer" (PDF). Journal of supportive oncology. 1 (2): 107–20. PMID 15352654. مؤرشف من الأصل (PDF) في 24 يوليو 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Vadivelu N, Sinatra R (2005). "Recent advances in elucidating pain mechanisms". Current opinion in anaesthesiology. 18 (5): 540–7. doi:10.1097/01.aco.0000183109.27297.75. PMID 16534290. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Baliki MN, Geha PY, Apkarian AV, Chialvo DR (2008). "Beyond feeling: chronic pain hurts the brain, disrupting the default-mode network dynamics". J of Neurosci. 28 (6): 1398–1403. doi:10.1523/JNEUROSCI.4123-07.2008. PMID 18256259. مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  10. Geha PY, Baliki MN, Harden RN, Bauer WR, Parrish TB, Apkarian AV (2008). "The brain in chronic CRPS pain: abnormal gray-white matter interactions in emotional and autonomic regions". Neuron. 60 (4): 570–581. doi:10.1016/j.neuron.2008.08.022. PMC 2637446. PMID 19038215. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link) صيانة CS1: تنسيق PMC (link)
  11. May A (2009). "Chronic pain may change the structure of the brain". Pain. 137 (1): 7–15. doi:10.1016/j.pain.2008.02.034. PMID 18410991. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Hardy, Paul A. J. (1997). Chronic pain management: the essentials. U.K.: Greenwich Medical Media. ISBN 1 900 151 855. مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Main, Chris J.; Spanswick, Chris C. (2000). Pain management: an interdisciplinary approach. Churchill Livingstone. ISBN 0 443 05683 8. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Thienhaus, Ole; Cole, B. Eliot (2002). "The classification of pain". In Weiner, Richard S, (المحرر). Pain management: A practical guide for clinicians. CRC Press. صفحة 29. ISBN 0 8493 0926 3. مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: extra punctuation (link)
  15. Henningsen P, Zipfel S, Herzog W (2007). "Management of functional somatic syndromes". Lancet. 369 (9565): 946–55. doi:10.1016/S0140-6736(07)60159-7. PMID 17368156. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  16. Stanos S, Houle TT (2006). "Multidisciplinary and interdisciplinary management of chronic pain". Physical medicine and rehabilitation clinics of North America. 17 (2): 435–50, vii. doi:10.1016/j.pmr.2005.12.004. PMID 16616276. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  17. Steven H. Sanders (2006): Behavioral Conceptualization and Treatment for Chronic Pain (2006). The Behavior Analyst Today, 7.(2), Page 253 - 275 BAO نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. Duane A. Lundervold, Chris Talley & Michael Buermann (2008).Effect of Behavioral Activation Treatment on Chronic Fibromyalgia Pain: Replication and Extension. Internationa Journal of Behavioral Consultation and Therapy, 4(2), 146-157 نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. Pruimboom L, van Dam AC (2007). "Chronic pain: a non-use disease". Med. Hypotheses. 68 (3): 506–11. doi:10.1016/j.mehy.2006.08.036. PMID 17071012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Kreitler S (2007). "Cognitive impairment in chronic pain". Pain: Clinical Updates. International Association for the Study of Pain. XV (4): 1–4. مؤرشف من الأصل (pdf) في 3 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  21. Eccleston C (1995). "Chronic pain and distraction: an experimental investigation into the role of sustained and shifting attention in the processing of chronic persistent pain". Behav Res Ther. 33 (4): 391–405. doi:10.1016/0005-7967(94)00057-Q. PMID 7538753. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Von Bueren Jarchow A (2005). "Pain influences several levels of attention". Zeitschrift für Neuropsychologie. 16 (4): 235–242. doi:10.1024/1016-264X.16.4.235. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 15 أبريل 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  23. Dick BD, Rashiq S (2007). "Disruption of attention and working memory traces in individuals with chronic pain". Anesth. Analg. 104 (5): 1223–9, tables of contents. doi:10.1213/01.ane.0000263280.49786.f5. PMID 17456678. مؤرشف من الأصل في 08 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  24. Leo, Raphael (2007). Clinical manual of pain management in psychiatry. Washington, DC: American Psychiatric Publishing. صفحة 58. ISBN 9781585622757. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2 مايو 2008. اطلع عليه بتاريخ 10 سبتمبر 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    (بالألمانية: )

    • بوابة علوم عصبية
    • بوابة علم النفس
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.