ألان تورين

ألان تورين (بالفرنسية: Alain Touraine)‏ هو عالم اجتماع فرنسي.

ألان تورين
Alain Touraine
(بالفرنسية: Alain Touraine)‏ 

معلومات شخصية
الميلاد 3 أغسطس 1925
إيرمانفيل سور مير، فرنسا
الجنسية فرنسي
عضو في الأكاديمية البولندية للعلوم [1]،  والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ،  والأكاديمية البرازيلية للرسائل  ،  والأكاديمية الأوروبية [2]،  وأكاديمية تورينو للعلوم [3] 
مناصب
رئيس  
في المنصب
1968  – 1970 
 
الحياة العملية
التعلّم مدرسة الأساتذة العليا
المدرسة الأم مدرسة الأساتذة العليا
مدرسة لويس الكبير الثانوية
مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية
جامعة باريس  
طلاب الدكتوراه مانويل كاستليس [4][5] 
المهنة عالم اجتماع ،  وأستاذ جامعي  
اللغات الفرنسية [6] 
مجال العمل دراسات النوع الاجتماعي  
موظف في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية  
الجوائز
جائزة أميرة أستورياس للاتصالات والإنسانيات  (2010)[7]
الدكتوراة الفخرية من جامعة لافال    (1997)[8]
 قائد وسام استحقاق جمهورية بولندا الأسمى   
 نيشان الاستحقاق الوطني من رتبة ضابط   
الدكتوراة الفخرية من جامعة جنيف   
الدكتوراة الفخرية من الجامعة الكاثوليكية في لوفان 
 وسام جوقة الشرف من رتبة قائد   
الدكتوراة الفخرية من جامعة سان ماركوس الوطنية   
الدكتوراة الفخرية من الجامعة البابوية الكاثوليكية في بيرو   
المواقع
الموقع الموقع الرسمي 

السيرة الذاتية

يعتبر ألان تورين من أهم علماء الاجتماع المعاصرين. وهو فرنسي الأصل، من مواليد سنة 1925. عمل باحثاً في المجلس الوطني للبحوث الفرنسية حتى سنة 1958، أسس مركز دراسات علم الاجتماع العمل في جامعة تشيلي في سنة 1960، وأصبح باحثا في إيكول "إيتوديس" في العلوم بباريس، اشتهر بتطويره مفهوم مجتمع ما بعد الصناعي، إهتم بدراسة الحركات الاجتماعية، وكتب الكثير في هذا المجال، ويحظى تورين شهرة واسعة في أمريكا اللاتينية وفي أوروبا، حصل في سنة 1998، على جائزة "أمالفي Amalfi"، الأوربية لعلم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، وفي عام 2004 تلقى تورين درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة "فالبرايسو" في تشيلي، وفي سنة 2006 تلقى درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية في "سانت مارتن"، وفي ديسمبر 2006 من جامعة كولومبيا الوطنية، وفي سنة 2008 تلقى أيضا درجة دكتوراه فخرية من جامعة "مايوردي سان ماركوس" في ليما.

تأثر ألان تورين منذ شبابه بأشكال عديدة من الرفض السياسي، وبناء عليه، جعل تورين سوسيولوجيا مناضلا بكتاباته التي تتميز بجدة منظورها إذا لم نقل منظورها الثوري.

له عدّة مؤلفات أغنى بها المطبخ السوسيولوجي، من بينها: نقد الحداثة سنة 1998 Critique de la modernité، براديغم جديد: من أجل فهم عالم اليوم 2005، الحركات الاجتماعية، ما هي الديمقراطية؟، وعدة مؤلفات أخرى.

التخصص في علم الاجتماع

لـم يكن تسجيل ألان تورين لإسمه في الحقل السوسيولوجي اعتباطيا وتعسفيا أو صدفة من غير مبرر موضوعي، وإنما كان ذلك تأثراً منذ شبابه بأشكال عديدة من الرفض السياسي: رفض للحروب الإستعمارية العبثية الأليمة، ورفض لاشتراكية جي موليه الخائنة ورفض لذلك الخيار الذي فرضه مالرو على المثقفين الفرنسيين بين الديجولة والحزب الشيوعي. بناءً على هذه الظروف المقلقة، جعلت تورين مدفوعًا للانتماء بروح النضال، والرغبة في المشاركة، والحلم بتغيير العالم.

ويؤكد تورين أيضا بأن انتماءه للسوسيولوجيا ليس دافعًا شخصيًا بل هو شرط موضوعي لقيام السوسيولوجيا كعلم. يقول تورين: إن يكن المرء عالم اجتماع اليوم هو أن يتأمل شروط وجود مجتمع جديد، والطريقة التي يمكن بها للأزمة والقطيعة من جانب، والصراعات من جانب آخر، أن تتَّحد جميعًا لوضع تنظيم اجتماعي وثقافي جديد، من العبث الحلم بمجتمع مثالي مع نسيان التمزقات والانقلابات التي توشك على الحدوث.

إنتقاد السوسيولوجيا التقليدية ومبادئها

بدءًا بمسار ألان تورين السوسيولوجي أراد أن يتحرر من قيود المدرسة الوضعية في السوسيولوجيا وريثة أوغست كونتAugust Comte وإميل دوركهايم، والتي كانت تدرس الظواهر الاجتماعيةPhénomène Sociales متمثلة في القاعدة الأولى في منهج دوركهايم Durkheim باعتبارها أشياء Des Choses خارجية لها وجودها المستقل عن الأفراد، بل لها قوة إلزامية وإكراهية وقهرية عليهم (الأفراد)، الشئ الذي يوضح لنا بأن الوجود الموضوعي والمستقل للظاهرة الاجتماعية، يعنــي أن المجتمع والدولة هما الآلهة الجديدة عند دوركهايم Emile Durkheim. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لم يكتفي تورين بتحرره من المدرسة الوضعية فحسب، بل عمل على تقديم وعرض عدة انتقادات موضوعية تدعم تحرره من المدرسة التقليدية لكونها إهتمت على اختلاف مدارسها بدراسة النظام Système، أي دراسة المؤسسات: كالأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والدولة، وهي بذلك تكرس سيطرة النظام الاجتماعي على الفاعلين Les actions وتغفل دراسة الجانب الآخر في المجتمع وهو -الحركات الاجتماعية Mouvements Sociales– التي يعبِّر بها الفاعلون عن ذواتهم في مواجهة وتصدي سيطرة وقهر هذه المؤسسات. الأمر المستحيل الذي لا يمكن لألان تورين أن يقبله البثة، لأن انتماءه كان من أجل التغيير ورفض سيطرة النظام الاجتماعي على الفاعلينLes actions. أما عن مبادئ السوسيولوجيا التقليدية فيرى تورين أنها مجرد صورة لنمط خاص: تطابق النسق الاجتماعي مع الدولة القومية، الشئ الذي يعطي مكانا مركزيا لفكرة المؤسسةEtablissement ، وتحليل منظومات إحصائية محددة محل مستوى المشاركة الاجتماعية رُغمَا من أن هذه الأخيرة مبدء أساسي في السوسيولوجيا إذا ما إعتبرناها مُشَارِكَةَ ونِضَالِيَّةَ.

سوسيولوجيا ألان تورين (سوسيولوجيا الفعل)

إن من الأمور البديهية في نطاق القارة السوسيولوجية "أن كل سوسيولوجي يبتكر سوسيولوجياه"، "وأن السوسيولوجيا بنت عصرها". فإذا كانت سوسيولوجيا أوغست كونت ومعه إميل دوركهايم، بل والمدرسة الوضعية عموما قائمة على دراسة النظام، أي المؤسسات فيعتبرها ألان تورين أنها تكرس النظام الاجتماعي على الفاعلين.

وإذا كانت سوسيولوجيا كارل ماركسKarl Marx قائمة على فكرة أن الحياة الاجتماعية مؤسسة على علاقة تقوم على السيطرة في مواجهة سوسيولوجيا فيبر Max Weber القائمة على فكرة أن الفاعل توجهه دائما قيم معينة . فيعتبر تورين أن سوسيولوجياه سوسيولوجيا الفعل، وهي ما يقصده الاثنان: (فاعلين متعارضين عبر علاقات سيطرة، وصراعات، لديهم نفس التوجهات الثقافية والأنشطة التي تنتجها) وبالتالي، فإن مفاهيم ومناهج علم الاجتماع الكلاسيكي، ذي الطبيعة الميكانيكية والقاصرة على المجتمع الصناعي، تتزعزع، بل وتنهار في علم الاجتماع الجديد، وهو سوسيولوجيا الفعل، سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية تحديدا.

علم الاجتماع في منظور ألان تورين

يعتبر ألان تورين أن الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع هو دراسة التصرفات الاجتماعية التي ترتبط بالتاريخية، أي بعلاقات وصراعات الطبقات، وهي ما ندعوه "بالحركات الاجتماعية Mouvements Sociales"، فالسوسيولوجيا في نظر تورين لا تفترض الصدفة والتعسفية، ولكن يجب أن تكون نضالية، بل وثورية لتحرير الفاعل الاجتماعي من تكريس النظام الاجتماعي وقيوده.

مهمة علم الاجتماع بالنسبة لألان تورين

يرى ألان تورين أن مهمة علم الاجتماع هــي: ((أن يُقّْرَ لنفسه بهدف ووظيفة)) وليس كما جعلها فيبرWeber (أي مهمة علم الاجتماع) هي: ((فقط كيفية فهم النظام الاجتماعي))، فتورين يحدِّد أهمية علم الاجتماع انطلاقا من النضال الدائم والمستمر ضداً على الوضعية الزائفة للنظام القائم وخطاباته التبريرية، وعلاوة على ذلك، يرى ألان تورين أن مهمة علم الاجتماع في وضعه الجديد يجب أن يكون ذا الدور الإيجابيRôle Positive الذي يمثل دينامية علم الاجتماع والتي تنعكس بالضرورة لا محال على الباحث الاجتماعي وتؤثر في أدواته المنهجية وغاياته. علم الاجتماع الجديد يساهم في أن يتصرف أعضاء المجتمع كفاعلين بقدر الإمكان. وأن يتخلص المجتمع نفسه من نظامه وأيديولوجياته وبلاغته عن طريـق إبداع نظـمًا للفعل بواسطتها تصيغ المنظومة الاجتماعيـة بإستمـرار نفسـها... فهدف علم الاجتماع هو تنشيط المجتمع.

عَالِمُ الأجتماع بالنسبة لألان تورين

يقول تورين Alain Touraine: الإنسان السوسيولوجي لا تقوده مصلحته، ولكن ما ينتظر منه من هنا، يتضح تأكيد ألان تورين على أن مهمة عالم الاجتماع هي النضال من أجل التغيير، ومساعدة الفاعلين على التحرر من ضغوطات النظام الاجتماعي الإلزامي والإكراهي على نشاطهم، ويؤكد أيضا على مساعدة المجتمعات على الفعل Action، على صنع تاريخها، في غِنًى عن المصالح والإغواءات الشخصية.

نلمح من ألان تورين نزوع إنساني بفضل انتقاده للمثقفين والسوسيولوجيين الذين ساهموا في فرض سيطرة الفكر على الفاعلين بدون مساعدتهم على مقاومة النظم كما هو الشأن لـ مشيل فوكو وبيير بورديو، في فردهم لمثل هذه السيطرة. يقول تورين: أنا مثـل الآخريـن معجب بمثقفـي هذا البلد عندما يبتكرون ممارسات بحثيـة جديـدة، وعندما يمسكون بجوانب خبيثة في حياة المجتمـع كما بفعل شتراوس وفوكو... ولكن إذا لم يكـن لنا دور آخـر من الأفضل للمرء أن يهاجر عـن أن يكون مقلدًا أو مفسرًا... لماذا نكون نحـن علماء اجتماع إذا لم يكن مـن أجـل مساعدة المجتمعـات على الفعل، على صنع تاريخـها، بدلاً مـن أن ننسـاق إلى الاغتراب والخضوع واللاوعـي.

المجتمع بالنسبة لألان تورين

إن المجتمع وفقا للطرح التوريني هو ما ينبغي أن يكون لديه تنظيم وإستمرارية، فعلى مستوى النظام المجتمع هو مجموعة وظائف لا تتم إلا من خلال الضبط Contrôle (ضبط العلاقات، من خلال الوظائف). أمَّا على مستوى الإستمرارية فيمكن قراءة المجتمع في حركاته ودينامياته لا أندرسه في سكناته. فشرط التنظيم مضافًا إليه شرط الإستمرارية هو ما يمنح المجتمع معناه المحتمل، فالمجتمع ينتج تاريخا ويؤثر في بنياته عن طريق إرادتي: "الفعل" و"التغير"،...

إسهاماتة الفكرية في مجال علم الاجتماع

ألان تورين ليس مجرد عابر في السوسيولوجيا كما مَرَّ ويَمُر العديد من الباحثين، ولكن له حضور قوي ومعلن، فتورين انطلاقا من همومه السياسية استطاع أن يبلور جهوده الفكرية إذا لم نقل الثورية في مجال علم الاجتماع. وقد وصلت هذه الجهود إلى حد الرِّيادة في مجالين وموضوعين هامين من مجالات علم الاجتماع:

سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية

إن هدف الحركة الاجتماعية الحديثة عند ألان تورين هو تحرير الذات التي تمثل إليه مفهوم الفاعل الاجتماعي أي المفهوم الذي يجعل للعلاقة الاجتماعية بعدًا أصيلاً في الفرد. كما يؤكد تورين أن الحركة الاجتماعية تكون عن وعي الأفراد بذواتهم في غنى عن تشكل نِقابة سياسية من أجل الدفاع عن مطالبهم. يقول تورين: "الحركة الاجتماعية الجديدة: "لاتتشكل بالعمل السياسي والصدام، ولكن بتأثيرها في الرأي العام".

سوسيولوجيا المجتمعات التابعة

بفضل إقامة ألان تورين الطويلة في أمريكا اللاتينية وشيلي خصوصًا، إكتشف تورين أن علم الاجتماع الغربي ليس فعالاً في دراسة مجتمعات العالم الثالث، وبالتالي قام بتطوير سوسيولوجيا التنمية التي تعني سوسيولوجيا الانتقال من مجتمع لآخر، ويعرف تورين المجتمعات التابعة بأنها المجتمعات التي تقود التنمية والتصنيع فيها برجوازية أجنبية، ويعتبر تورين أن السوسيولوجيا في العالم الثالث هي أعقد بكثير، لأن البرجوازية هي التي تعمل ولكنها أجنبية. و بالتالي فإن وظائف وأدوار المكونات الاجتماعية مثل الدولة État، الطبقةClass ، المؤسسات Établissements، وباقي الفاعلين، تختلف اختلافًا جذريًا عن مثيلاتها في علم الاجتماع الكلاسيكي. ومن هنا، كان الجهد الذي بدله تورين في بلورة سوسيولوجيا المجتمعات التابعة.

الحركة الاجتماعية عند ألان تورين

تعتبر الحركة الاجتماعية من بين أهم المباحث الأساسية التي إشتغل عليها ألان تورين، وتعني بالنسبة له تحديداً، أن ما يقوم به الفاعلون les Actions ليس مجرد ردود أفعال تجاه تكريس المؤسسات الاجتماعية Établissements Sociales عليهم، ولكنهم ينتجونها ويحددونها بتوجهاتهم الثقافية وبالصراعات الاجتماعية المنخرطين فيها.

إن احتفاء ألان تورين بالحركة الاجتماعية ودورها في الثقافة المعاصرة جعله ينتقد كل من"ماركيوز" و"فوكو" و"ألتوسير" و"بورديو"، حينما رأوْا أن الحركة الاجتماعية مجرد تمرد يتم على هامش المجتمع دون تأثير كبير. بدعوى أن المجتمع المعاصر أصبح يميل أكثر فأكثر إلى التسلط والمراقبة المحكمة، بحيث أن الحياة الاجتماعية لم تعد إلا تجليات لسيطرة مطلقة.

يعتبر ألان تورين أن انتقادات "ماركيوز" و" فوكو" و"ألتوسير" و"بورديو" للحركة الاجتماعية قد ينسحب عليها في شكلها ودورها النقابي القديم المرتبط بالعمل السياسي من فئة نقابية تطالب بحقوقهم. لكن، ألان تورين يعتبر الحركة الاجتماعية الجديدة من وجهته: لا تتـشكل بالعـمل السيـاسـي والصـدام، ولكـن بتأثيـرهـا فـي الرأي العام فهنا، نتحدث عن حركة اجتماعية جديدة لها تأثيرها، وقائمة على وعي وقناعة بخلاف الحركة الباردة أو المتشكلة بالعمل السياسي والمرتبطة بالمجتمع الصناعي أساساً. تتميز الحركة الاجتماعية الجديدة عند ألان تورين بقدر معين من التنظيم والإستمرارية اللذان من خلالهما تسعى إلى الفعالية في إعادة إنتاج تاريخ الأنساق الاجتماعية، كما تتميز كونها لا توجد في المجتمع الصناعي ولا في المجتمع قبل الصناعي. ويؤكد ألان تورين بأن الحركة الاجتماعية هي التي من خلالها يمكن أن ندافع عن هويتنا، وإستقلالنا الذاتي، وحريتنا من الخضوع والخنوع للسيطرة. لدى نجد تورين يلح بالدفاع عن الحقوق كأفراد بمبدأ المقاومة وشرعية السلوك الذي يتمثل في الحركة الاجتماعية المستمرة والتي من المستحيل السيطرة عليها. يؤسس ألان تورين الحركة الاجتماعية على ثلاثة مبادئ أساسية:

مبدأ الهوية

ويقصد ألان تورين بمبدأ الهوية ضرورة تحديد الهوية الذاتية التي يمكن أن تكون متعددة ومركبة (مجموعة، طبقة، شريحة اجتماعية...) وبمقابلها أيضًا يجب تحديد هوية الخصم أي يجب أن تكون هناك فكرة وقضية.

مبدأ التعارض

يفترض مبدأ التعارض في الحركة الاجتماعية تحديد الخصم، أي يجب أن يكون الخصم الذي قائمة عليه الحركة واضحًا وموضوعيًا. أو بصيغة أخرى يكون لسؤال: لماذا الحركـة الاجتماعية؟ جوابًا معينا وواضحًا مثلا: "الحركة العمالية ضد تنظيم العمل، من أجل الاستقلال العمالي".

مبدأ الكلية

ويقصد ألان تورين بهذا المبدأ أن تكون الحركة الاجتماعية مكونة من وعي جمعي وبصيغة جمعية وشمولية لا أقلية وفردية من أجل النجاح في التأثير على الرأي العام والحصول على الحقوق والمطالب، لأنه إذا كانت هناك حركة كلية شمولية فمن المستحيل السيطرة عليها. وإستنتاجا من مبدأ الكلية عند ألان تورين، الحركة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل الوعي بالسيطرة على حقوقهم. وأن الحقوق لا يمكن أن ترجع إليهم. لأن الحقوق لا يتمتع بها المغفَّلين.

إشتغل تورين على الفعل الاحتجاجي والعمل النقابي والحركات الطلابية والحركات الجديدة لأنصار البيئة ومناهضي العولمة المجازفة والرأسمالية المتوحشة، كما نجده شارك في الاحتجاجات ضد الحروب الإستعمارية التي خاضتها بلاده فرنسا منذ شبابه قبل شعوره بالأخوة مع المثقفين والعمال الذين كانوا يرفضون الديكتاتورية الشيوعية في بودابست... يلخص ألان تورين هدفه من الحركة الاجتماعية الجديدة في تحديد إرادة الحصول على حقوق جديدة، وفرض الاعتراف بالحقوق الواجبة المحتكرة عليهم، كما يستمر ألان تورين في تأكيده على الانضمام في الحركة الاجتماعية الجديدة التي تمثل كما سبق الذكر الدفاع عن الهوية والمصالح الخاصة والنضال ضدا على الخصم.

دور علم الاجتماع المعاصر في منظور ألان تورين

يرصد ألان تورين أنه في كل مرحلة من تطور المجتمع هناك علم يمثل موقعًا مركزيًا ويكون بالغ التأثير. كالاقتصاد في المجتمع الصناعي والفلسفة السياسية في المجتمعات التجارية قبل الثورة الصناعية، أما اليوم فهذا الموقع يمثله علم الاجتماع المعاصر. كونه أصبح بؤرة الحياة الثقافية المعاصرة. كما أصبح دوره إيجابيًا في إنتاج المجتمع. كما يتمثل دور علم الاجتماع المعاصر أيضًا في تنشيط المجتمع ومساعدة المجتمعات على الفعل، على صنع تاريخها، ومساعدة الفاعلين على التحرر من سجن وقيود المؤسسات الاجتماعية التي تكرس النظام على نشاطهم وتجعل من حركاتهم الاجتماعية ضد خصومها على هامش المجتمع من غير تأثير ولا فعالية.

وعلاوة على ذلك، فدور علم الاجتماع المعاصر يرتبط ارتباطا قويًا بروح النضال وتغيير العالم. أي من عالم الصراعات والحروب والرأسمالية والأوهام الراسخة إلى عالم يعترف بالفاعلين الاجتماعيين وإرادتهم في إنتاج وإعادة الإنتاج.

خلاصة عامة عن ألان تورين

إستخلاصًا لإنجازات ألان تورين وإسهاماته الفكرية المتنوعة، نلحظ بأنه ليس عابرًا في الميدان السوسيولوجي، ولكن له حضور قوي ومتميز، جعله يعد من كبار وعمالقة هذا العلم، فيما يخص تحليله العميق وجدَّة منظوره إذا لم نقل منظوره الثوري. إلى جانب صياغته لبراديغم Paradigme قوي حاول من خلاله إبعاد الكثير من السوسيولوجيين الذين يستهدفون الحصول على مصالحهم الذاتية نتيجة للإغواءات الأيديولوجية. "الإنسان السوسيولوجي لاتقوده مصلحته ولكن ما يتوقع منه" ألان تورين طالما أمد الحقل السوسيولوجي بالعديد من الإسهامات والمفاهيم العديدة من قبيل الفاعل الاجتماعي، والحركة الاجتماعية، والمجتمع المبرمج أو ما بعد الصناعي.

ألان تورين ومع التأكيد من عمالقة علم الاجتماع الذين ساهموْا في إغناء السوسيولوجيا بجهاز مفاهيمي ثري. ومن علماء الاجتماع الذين لهم نزوع إنساني وخوف على العالم من الحروب والصراعات، والعولمة والحداثة المجازفة، لذا نراه دائم النضال بأفكاره ومنجزاته القوية والثورية..

المراجع والمصادر

  • Alain Touraine, le retour de l’acteur, Paris, Fayard, 1984.
  • ألان تورين، نقد الحداثة la Critique de la Modernité، ترجمة أنور مغيث، المجلس الأعلى للثقافة 1998.
  • عبد الرحيم العطري، الحركات الاحتجاجية بالمغرب، دفاتر وجهة نظر، الرباط،2008.

قراءة إضافية

انظر أيضًا

    روابط خارجية

    مراجع

      • بوابة أعلام
      • بوابة فرنسا
      • بوابة علم الاجتماع
      This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.