أبولو 15

كانت أبوللو 15 البعثة التاسعة لفريق العمل في برنامج أبوللو الذي أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية، والبعثة الرابعة التي تهبط على القمر. كانت أول بعثة من بعثات الفئة جيه، والتي بقيت على القمر لفترة أطول من سابقاتها، وركزت بصورة أكبر على الجانب العلمي مقارنةً بعمليات الإنزال السابقة. شهدت بعثة أبوللو 15 أول استخدام للعربة القمرية.

 

أبولو 15
أبولو 15
صورة

المشغل ناسا  
المصنع روكويل الدولية ،  وغرومان  
الأعضاء ديفيد سكوت ،  وألفريد وردن ،  وجيمس إروين  
تاريخ الإطلاق 26 يوليو 1971[1] 
الصاروخ ساتورن 5 [1] 
موقع الإطلاق مجمع الإطلاق 39 في مركز كينيدي للفضاء [1] 
تاريخ الهبوط 7 أغسطس 1971 
موقع الهبوط المحيط الهادئ  
نقطة الحضيض 101.5 كيلومتر (القمر ) 
نقطة الأوج 120.8 كيلومتر (القمر ) 

بدأت المهمة في 26 يوليو عام 1971، وانتهت في 7 أغسطس من العام ذاته، واستكشفت سطح القمر بين 30 يوليو و2 أغسطس. هبط قائد البعثة ديفيد سكوت وربان المركبة القمرية جيمس إيروين بالقرب من هادلي ري، واستكشفا المنطقة المحلية باستخدام المركبة، ما أتاح لهما التنقل إلى مكان أبعد عن المركبة القمرية مما كان ممكنًا في المهمات السابقة. أمضيا 18.5 ساعة على سطح القمر في نشاط خارج المركبة، وجمعا 170 رطلًا (77 كغم) من المواد السطحية.

في الوقت ذاته، دار ألفريد وردن، قائد وحدة القيادة، حول القمر، وشغّل حساسات وحدة الخدمة. جمعت مجموعة الأدوات هذه بيانات عن القمر وبيئته باستخدام كاميرا بانورامية ومقياس طيف أشعة غاما وكاميرا مسح وأداة قياس الارتفاع بالليزر ومقياس طيف الكتلة وقمر اصطناعي فرعي أُطلِق في نهاية نشاط المشي على سطح القمر. عادت الوحدة القمرية بأمان إلى وحدة القيادة، وفي نهاية المدار القمري الرابع والسبعين لأبوللو 15، شُغِّل المحرك للعودة إلى الأرض. في أثناء رحلة العودة، أجرى وردن أول نشاط خارج المركبة في الفضاء العميق. هبطت بعثة أبوللو 15 بأمان في 7 أغسطس على الرغم من فقدان مظلة من مظلاتها الثلاث.[2]

أنجزت البعثة أهدافها ولكن شابتها دعاية سلبية في العام التالي عندما تبين أن الطاقم حمل أغلفة بريدية غير مصرح بها إلى سطح القمر، اشتُري بعضها من تاجر طوابع ألماني غربي. وُبِّخ أفراد الطاقم بسبب حكمهم السيئ، ولم يسافروا إلى الفضاء مرة أخرى. تُذكر بعثة أبوللو 15 أيضًا لاكتشاف صخرة التكوين، واستخدام سكوت لمطرقة وريشة للتحقق من صحة نظرية غاليليو، وهي أن الأجسام تسقط بمعدل السرعة ذاته بسبب الجاذبية في بيئة تفتقر إلى مقاومة الهواء.

المعالم البارزة للبعثة

الانطلاق ورحلة الذهاب

انطلقت بعثة أبوللو 15 في 26 يوليو عام 1971، الساعة 9:34 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية من مركز كنيدي للفضاء في جزيرة ميريت، فلوريدا. كان وقت الإطلاق في بداية نافذة الإطلاق التي استغرقت ساعتين و37 دقيقة، والتي التي تتيح لبعثة أبوللو 15 الوصول إلى القمر في ظروف الإضاءة المناسبة في هاردلي ري؛ لو تأجلت البعثة إلى نافذة إطلاق أخرى في 27 يوليو، لما كان من الممكن إعادة جدولتها حتى أواخر أغسطس. أوقظ سلايتون رواد الفضاء قبل خمس ساعات وربع من الانطلاق، وبعد تناول الإفطار وارتداء البدلات، نُقلوا إلى منصة 39 إيه، وهي موقع الإطلاق المستخدم لجميع المحاولات السبع للهبوط على سطح القمر. دخلوا المركبة الفضائية قبل نحو ثلاث ساعات من الإطلاق. لم يحدث أي تأخير غير مخطط له في العد التنازلي.

عند توقيت 000:11:36 منذ بدء المهمة، أُطفئ محركS-IVB ، تاركًا أبوللو 15 في مدار الوقوف المخطط له في مدار أرضي منخفض. بقيت البعثة هناك لمدة ساعتين و40 دقيقة، ما أتاح للطاقم (وهيوستن، لاسلكيًا) التحقق من أنظمة المركبة الفضائية. عند توقيت 002:50.02.6 منذ بدء المهمة، أُعيد تشغيل محرك S-IVB لإجراء مناورة حقن مدار القمر (تي إل آي)، ووضع المركبة على مسارها إلى القمر. أكملت المركبة دورة ونص حول الأرض قبل إجراء المناورة.[3]

مقطع فيديو: رائد الفضاء آل وردن يجري مناورة لإرساء وحدة القيادة والخدمة على الوحدة القمرية فالكون

ظلت وحدة القيادة والخدمة (سي إس إم) والوحدة القمرية متصلتين بمعزز S-IVB شبه المستنفد. بعد تنفيذ مناورة حقن مدار القمر، ووضع المركبة الفضائية على مسارها نحو القمر، فصلت الحبال المتفجرة وحدة القيادة والخدمة عن الصاروخ المعزز، وشغّل وردن محركات وحدة القيادة والخدمة لدفع المركبة. أجرى وردن مناورة لوصل وحدة القيادة والخدمة (سي إس إم) مع الوحدة القمرية المثبتة على نهاية الصاروخ المعززS-IVB ، ثم فُصِلت المركبة المدمجة عن S-IVB بالاعتماد على المتفجرات. بعد انفصال مركبة أبوللو 15 عن الصاروخ المعزز S-IVB ، تحرك الصاروخ مبتعدًا، واصطدم بالقمر بعد ساعة تقريبًا من دخول المركبة الفضائية المأهولة إلى مدار القمر وفقًا للمخطط، على الرغم من وجود خطأ حصل بسببه الاصطدام على بعد 79 ميلًا بحريًا (146 كم) من الهدف المقصود. التقطت مقاييس الزلازل التي تركتها بعثتا أبوللو 12 وأبوللو 14 على القمر اصطدام الصاروخ المعزز، لتقدم بذلك بيانات علمية مفيدة.[4]

كان هناك ضوء معطل في نظام دفع خدمة المركبة (إس بّي إس)؛ بعد إجراء عملية لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها، أجرى رواد الفضاء اختبارًا للمناروة المدارية، وكان الاختبار بمثابة عملية تصحيح في منتصف الطريق. حدث هذا عند توقيت 028:40:00 منذ بدء المهمة. تجنب رواد الفضاء استخدام مجموعة التحكم ذات الضوء المعطل، خوفًا من أن يعمل نظام دفع خدمة المركبة بصورة غير متوقعة، واستُخدمت عند الضرورة فحسب، وكان التحكم بها يدويًا. بعد عودة البعثة، ثبت أن العطل نجم عن انضغاط قسم صغير من السلك ضمن القاطع.[5][6]

بعد تطهير الوحدة القمرية وتجديد جوها للتخلص من المواد الملوثة، دخل رواد الفضاء إليها بعد نحو 34 ساعة من بدء البعثة، وكان عليهم التحقق من حالة معداتها وأخذ الأشياء اللازمة على القمر. نُقل تسجيل لقسم كبير من هذه المهمة إلى الأرض، واستخدم وردن الكاميرا لتصوير هذا العمل. اكتشف الطاقم أن غطاءً خارجيًا على جهاز قياس النطاق كان مكسورًا. أثار هذا بعض القلق، ليس لأنه قطعة مهمة من المعدات التي توفر معلومات عن المسافة ومعدل الاقتراب فحسب، بل لأن أجزاء من الغطاء الزجاجي كانت تطفو داخل فالكون. كان من المفترض أن يكون جهاز القياس في جو من الهليوم، ولكن بسبب الكسر، أصبح الجهاز في جو من الأكسجين. أثبت الاختبار على الأرض أن جهاز القياس سيظل يعمل بصورة صحيحة، وأزال الطاقم معظم الزجاج باستخدام مكنسة كهربائية وشريط لاصق.

لم تكن هناك سوى مشكلات طفيفة حتى تلك اللحظة، ولكن في نحو الساعة 61:15:00 من توقيت البعثة (مساء 28 يوليو في هيوستن)، اكتشف سكوت تسربًا في شبكة المياه في أثناء التحضير لكلورة إمدادات المياه. لم يتمكن الطاقم من معرفة مصدر التسرب، وكان من المحتمل أن يصبح ذلك مشكلة خطيرة. وجد الخبراء في هيوستن حلًا، ونفذه الطاقم بنجاح. مُسِح الماء بالمناشف، ثم تُركت لتجف في النفق بين وحدة القيادة والوحدة القمرية. ذكر سكوت أنها كانت تشبه غسيلًا تركه أحد الأشخاص ليجف.

في الساعة 073:31:14 من بدء البعثة، أُجري تصحيح ثانوي في منتصف الطريق، وأُجريت مناورة مدارية دامت لأقل من ثانية. رغم وجود أربع فرص لإجراء تصحيحات منتصف الطريق بعد عملية حقن مدار القمر، لم يكن ذلك ضروريًا أكثر من مرتين. اقتربت بعثة أبوللو 15 من القمر في 29 يوليو، وكان من الضروري إجراء مناورة مدارية في مدار القمر باستخدام نظام دفع خدمة المركبة، على الجانب البعيد من القمر، خارج مجال الاتصال اللاسلكي بالأرض. لو لم تحدث أي مناورة مدارية، لخرجت بعثة أبوللو 15 من الظل القمري وعادت إلى مجال الاتصال اللاسلكي بصورة أسرع من المتوقع؛ جعل النقص المستمر في الاتصال قسم مراقبة البعثة يستنتج أن المناورة المدارية حدثت. عند استئناف الاتصال، لم يعط سكوت تفاصيل المناورة المدارية مباشرةً، بل تحدث بإعجاب عن جمال القمر، ما أدى إلى انزعاج آلان شيبرد، قائد بعثة أبوللو 14، الذي كان ينتظر مقابلة تلفزيونية، وقال: «فليذهب هذا الكلام التافه إلى الجحيم! أعطنا تفاصيل عن المناورة المدارية». وقعت المناورة المدارية التي بلغ زمنها 398.36 ثانية عند الساعة 078:31:46.7 منذ توقيت بدء المهمة على ارتفاع 86.7 ميلًا بحريًا (160.6 كم) فوق سطح القمر، ووضعت بعثة أبوللو 15 في مدار قمر بيضاوي الشكل بأبعاد 170.1 × 57.7 ميل بحري (315.0 × 106.9 كم). [5]

أعضاء الرحلة

طاقم الرحلة أمام العربة القمرية - من اليمين إلى اليسار : إيروين، ووردن، سكوت

تكون أعضاء هذه الرحلة من ثلاثة رواد فضاء هم :

نتائج بعثة أبولو 15

استغرقت بعثة أبولو 15 من 26 يوليو حتى 7 أغسطس عام 1971 ،وهي تعتبر من البعثات العلمية إلى القمر. خلال بعثة أبولو 15 أمضى إروين 295 ساعة كربان للمركبة القمرية. كما قام سكوت وإروين بقيادة العربة القمرية Lunar Roving Vehicle على سطح القمر وجمعا سويا عينات من تربة القمر وصخوره في طلعات استكشافية خارج المركبة القمرية لمدة 18 ساعة ونصف بالإضافة إلى 33 دقيقة قام إروين خلالها بتصوير سطح القمر خارج نافذة مركبة الهبوط على القمر قبل العودة.

صخرة التكوين أبولو 15.

وكانت جولات إروين وسكوت على سطح القمر بغرض تنفيذ أعمال تختص بالبحث العلمي، ولذلك كان من ضمن استعدادات الرواد قبل بعثتهم إلى القمر تدريب عملي في علم المعادن والجيولوجيا. وكان يقوم بتدريبهم العالم المصري فاروق الباز الذي كان أحد الجيولوجيين الذين اختارتهم ناسا لتدريب رواد الفضاء. ساعدهم فاروق الباز وشرح لهم ما سيقومون به من مهمات في تجميع العينات من القمر، وقام بتدريبهم الجيولوجي، كما كان بسبب وضوح شرحه للرواد المهمات العلمية همزة الوصل بين العلميين ورواد الفضاء. تمكن الرواد بعد ذلك من أداء مهمتهم العلمية والجيولوجية على سطح القمر وعادوا بالعديد من العينات القيمة ومن ضمنها صخرة تعتبر من أقدم صخور القمر سميت صخرة التكوين Genesis Rock يقدر عمرها بنحو 7و3 مليار سنة. وعاد رواد الفضاء بكمية من عينات تربة وصخور القمر تقدر بنحو 77 كيلوجرام.

سورة الفاتحة مع الرواد

ديفيد سكوت أثناء التدريب الجيولوجي في نيومكسيكو في 19 مارس 1971.

تميزت رحلة أبولو 15 بتطوير وتحسينات متعددة لمركبة الفضاء والعربة القمرية حتى أن الرواد وكل العاملين في ناسا قلقين على نجاح الرحلة . فأشار الباز إليهم بأن يأخذوا معهم سورة الفاتحة لتحميهم ويكون الله معهم، وكانوا متعلقين بالحصول على أي يستبشرون به ويطمئنهم على أداء رحلتهم والعودة بسلام إلى الأرض. وفعلا قام فاروق الباز بطبع سورة الفاتحة على ورقة في بيته، وقام هو بناته بتسجل أسمائهم على الورقة أيضا، ليس هذا فقط بل قام مع بناته بالصلاة يوم انطلاق الرحلة والدعاء بأن تتم رحلة الرواد على خير . ثم قام بحفظ سورة الفاتحة في حافظة من البلاستيك وسلمها لألفريد وردن وكان الرواد شاكرين . والحمد لله تمت الرحلة بسلام .[7]

رائد الفضاء الفقيد

قام طاقم الرحلة أيضا بوضع نصب تذكاري يسمى رائد الفضاء الفقيد فوق سطح القمر، تخليدا لذكرى من فقدوا في سبيل ابحاث الفضاء وهو يعد العمل الفني الوحيد خارج كوكب الارض.

اقرأ أيضا

مراجع

    وصلات خارجية

    • بوابة علم الفلك
    • بوابة المجموعة الشمسية
    • بوابة الفيزياء
    • بوابة استكشاف
    • بوابة الفضاء
    • بوابة القمر
    • بوابة الولايات المتحدة
    • بوابة رحلات فضائية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.