ودان (ليبيا)

ودّان مدينة قديمة تقع في منخفض الجفرة وسط ليبيا ،وتبعد مسافة (650كم) حوالي (406ميل) جنوب شرق العاصمة طرابلس..وتاريخيا كان اسم ودان يُطلق على كل ما يسمى الآن الجفرة, بل أكثر حيث يقول الإدريسي أنها كانت فيما سلف أكثر الأرض عمارة، ويقول ابن خلدون أنها تحتوي على بلدان عامرة، وتحيط بودان سلاسل جبلية من الشمال الشرقي والشمال الغربي، وودان أول مدن الجفرة من الشمال، أي بوابة الجفرة الشمالية.

ودان (ليبيا)
ودان
خط الأفق لـ ودان

ودان
موقع ودان في ليبيا
الإحداثيات: 29°09′40″N 16°08′37″E
تقسيم إداري
 جمهورية ليبيا
 شعبية الجفرة
خصائص جغرافية
ارتفاع 246 متر  
عدد السكان (2004)[1]
 المجموع 27٬590
معلومات أخرى
منطقة زمنية UTC + 2
رمز جيونيمز 2209055 

أصل التسمية

ودان اسم لقرية من أمهات القرى بالحجاز والتي سميت بها أول غزوة في الإسلام، وهو فعلان من الود [2] ، وهناك دراسات أمازيغية غير مؤكدة تقول بأن ودان اسم لقبيلة ليبية قديمة استقرت بودان منذ غابر الأزمان [بحاجة لمصدر][محل شك][انحياز]، ويقال لكثرة غزال الودان بها سابقاً، غير أن هذا الحيوان البري قد يكون هو الذي اكتسب الاسم من هذه المدينة التاريخية.

الفتح الإسلامي

فتح المسلمون ودان على حملتين، الأولى بقيادة بسر بن أبي أرطأة عام 23 للهجرة، والثانية بقيادة عقبة بن نافع عام 49 للهجرة.

التقسيم الإداري

مدينة ودان تابعة لبلدية الجفرة التي تضم أيضاً المدن الأربع الأخرى (زلة، هون، سوكنة، الفقهاء ).

السكان

يسكن ودان ثلاث قبائل رئيسة وهم الأشراف ( آل البيت ) وقبيلة المواجر والأهالى..وتعتبر مدينة ودان عاصمة الأشراف في ليبيا.

الاقتصاد

يعتمد بشكل أساس على إنتاج وتسويق التمور، ومن أنواع التمور بمدينة ودان: الدقلة والخضراي والصعيدي والتغايات والآبل ونواية مكة والحليمة والحمراي وأم جواري والبستيان والتاليس وتاف سرت وغيرها من الأنواع الأخرى، ويوجد بها أكبر مخزن للحبوب في ليبيا (الصومعة).

الآثار القديمة والمعالم السياحية

يقول جيرارد هلفس عن ودان (ليبيا) : "إن المسافرين الذين سيزورون هذه المناطق في المستقبل خصوصاً إذا هدأ تيار التعصب الديني يجب عليهم وقبل كل شيء الاهتمام بواحة ودان حيث يمكن أن تقودهم الحفريات إلى اكتشافات أثرية ذات أهمية كبيرة للتاريخ ..!"

ومن المعالم الأثرية والسياحية بمدينة ودان: قلعة (طوزة) الأثرية، القبور الدائرية التي تحوي موائد يعتقد برجوعها إلى العصر الجرمنتي، إضافة إلى (الفقارات) وهي قنوات ري مائية تحت الأرض ترجع للعصر الجرمنتي متنزه ودان السياحي، جبل ودان، كما يوجد بها الكثير من الآثار الجرمنتية والسهمية والحضرمية التي لم ينقب عن مدنها القديمة حتى الآن بالرغم من وجود بقايا بعضها ظاهراً للعيان مثل أسوار مدينتي بوصي ودلباك على بعد كيلو متر واحد جنوب غرب ودان، وتوجد في ودان المعالم حضارية منها منتزه ودان السياحي ومشروع تشنه الزراعي ومشروع اللود الزراعي الذي يحيط بمدينة ودان من الشمال، ويوجد نادي الطيران الجوي.

الجهاد ضد الاستعمار

مثلهم مثل كل الليبيين الأحرار، ساهم أهل ودان في الجهاد ضد الإيطاليين مساهمة مشرفة، بما يتناسب مع عددهم وحجم مدينتهم، واختار الله منهم الشهداء، أكثرهم تحت قيادة آل سيف النصر من قبيلة أولاد سليمان جنباً إلى جنب مع قبيلة القذاذفة وقسم من الورفلة وغيرهم من قبائل المنطقة الوسطى والجنوبية، وبعضهم تحت القيادة المباشرة للمجاهد الكبير أحمد الشريف وشيخ المجاهدين عمر المختار. وجهاد أهل ودان اعترف به القادة العسكريون الإيطاليون في مذكراتهم، وشهدت به مراسلاتهم مع المجاهد الكبير أحمد الشريف وغيره، والروايات الشفهية الموثقة لدى مركز جهاد الليبيين سواء الروايات المحلية أو من رفقائهم في الجهاد من المناطق والقبائل الأخرى. ولم يقتصر أهل ودان في جهادهم على المنطقة الوسطى فحسب بل شارك بعضهم في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية، وسجن بعضهم حتى الموت في سجن زوارة. ومن أشهر المعارك التي شارك فيها أهل ودان معركة طوزة وعافية والحشادية وتاقرفت والقرضابية وغيرها.

ودان وثورة 17 فبراير

مدينة ودان لها دور مبكر في ثورة 17 فبراير إذا ما قورن بحجمها وموقعها الجغرافي الصعب ولكن قبل البدء في سرد ماقامت به أثناء ثورة 17 فبراير يجب أن نبحث في الخلفية السياسية التاريخية لموقفها من نظام معمر القذافي وهو كما يلي: ....

مدينة ودان هي إحدي المدن التي عارضت نظام القذافي منذ السنوات الأولى لانقلابه عام 1969 م بعد اكتشافهم المبكر لسوء نوايا الملازم أول معمر القذافي وهذه المدن هي درنة وبنغازي وإجدابيا ومصراتة بالإضافة إلى ودان. ومعروف أن بشير الصغير هوادي عضو ما كان يسمى حينها بمجلس قيادة الثورة ويوسف السنوسي من الحرس الخاص قد شاركا في محاولة عمر المحيشي التصحيحية عام 1975 م وعوقبا على ذلك. ورغم التعتيم الإعلامي وانتشار الجهل حينها إلا أنهما قد لاقا مساندة من بعض شرائح المجتمع الوداني. وتم التشهير بمدينة ودان كمدينة "خائنة" لنظام معمر القذافي وخرجت مظاهرات مفتعلة من النظام تهتف ضد ودان ومصراتة. وأيضاً تم اعتقال مجموعة من طلبة ودان الدارسين في الجامعات الليبية ضمن حملة القمع والتصفية للحركة الطلابية الليبية عام 1976 م . كما رفض أهل ودان حرب تشاد منذ 1979 م وقاوموا التجنيد الإجباري وتصادموا مع القوات العسكرية النظامية في الشوارع في سعيها لاختطاف الشباب وتجنيدهم بالقوة حسب تعليمات العقيد القذافي. أما الصدام الكبير والطلاق الأخير بين عموم أهل ودان ونظام القذافي فقد حدث عام 1984 م عندما تم اتهام إسماعيل حسن السنوسي الشريف بالمساهمة في معركة باب العزيزية 1984 م التي خططت لها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التابع لها إسماعيل والكثير من أبناء المدن الليبية الأخرى. حيث انعقدت المؤتمرات والمحاكم "الشعبية" في مختلف المناطق بأمر من معمر القذافي ولجانه الثورية وبتوجيه إرهابي يدعو إلى إعدام كل من شارك أو ساهم في تلك المعركة. ففاجأت مدينة ودان النظام بأن أصرت علناً وبالغالبية المطلقة على رفض الحكم بالإعدام على ابنها إسماعيل. وفي جو من الإرهاب الأمني والعسكري النظامي أقدم الحضور على شتم النظام وتحطيم الأجهزة الإذاعية والاشتباك مع الأجهزة الحكومية. فتم اعتقال العديد من الشباب واحتجاز بعض النساء الثائرات في مركز الشرطة المحلي. قبل أن يتم إطلاقهن سريعاًوإرسال الشباب إلى السجون السياسية في العاصمة.

مراجع

    • بوابة ليبيا
    • بوابة تجمعات سكانية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.