هولة
الهُوِلَة (بضم الهاء وكسر الواو وفتح اللام) ومفردتها هولي « حولي » هم العرب الذين تحولوا في هجرات مختلفة ومتتالية من شبه الجزيرة العربية واستقروا في مناطق على الشاطئ الشرقي للخليج العربي، وتسمى المنطقة " بر فارس " المسمى بشيبكوه، وهي منطقة مهمة في خارطة العالم الإسلامي، وتبلغ مساحتها حوالي 7230 كلم مربع، وقد اختارتها القبائل المهاجرة لقربها من جزيرة العرب، وساحل الخليج العربي، بالإضافة إلى مناخ المنطقة الذي لا يختلف كثيرًا عن بقية مناطق الخليج، إلا أن طبيعة التضاريس الجبلية لها تأثير في درجة الحرارة وكثرة الأمطار، وكان هذا الساحل موطنًا للفرس الذين فروا إلى داخل إيران بعد دخول العرب.
مناطق الوجود المميزة | ||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| ||||||||||||||||||
اللغات | ||||||||||||||||||
الدين | ||||||||||||||||||
ينحدر الهولة من عرب الساحل الشرقي للخليج.
اهتمام بالعلوم الشرعية
قد برز منهم علماء أفاضل مثل الشيخ سلطان العلماء الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الذي نال هذا اللقب من الخليفة العثماني وهو من أحفاد خالد بن الوليد. وكان عالمًا وحكيمًا ولما توفي في فارس أقام عليه علماء الأزهر صلاة الغائب. وابنه الشيخ محمد علي العالم الأكبر والمرجع الأعلى لأهل السنة والجماعة في بر فارس . وهو الآن يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة وله مجموعة كبيرة من المؤلفات الدينية التي تهم المسلمين.
ومن الجماعات المعروفة في بر فارس السادة وهم من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسكنون في قرية كمشك وجناح وظهر منهم من كان يشار له بالبنان وله مآثر دينية مثل الشيخ سيف الله قتال والشيخ يوسف الملخي.
ومن أشهر علماء بر فارس : العلامة الشيخ ملا محمد علي الكوخردي والشيخ محمد رضا خان والشيخ يعقوب وإبنه الشيخ أحمد والشيخ عبد الله إبراهيم الأنصاري والشيخ عبد السلام الخنجي، والشيخ عبد الله بن عثمان الملا والشيخ عبد الله محمد عقيل رمكاني والشيخ عبد الواحد الفلامرزي والشيخ محمد أحمد صديقي والشيخ محمد علي زمان والشيخ أحمد العوضي والعالم الجليل الشيخ أحمد الكلداري المقيم حاليًا في الدمام.
الهجرة المعاكسة
بعد انتشار القبائل العربية المهاجرة في بر فارس واستقرارهم فيها وفرض نفوذهم عليها، أعاد التاريخ نفسه مرة أخرى فبدأ عرب فارس في الهجرة المعاكسة إلى الجزيرة العربية ودول الخليج بسبب فقرهم الشديد وبعد أن قامت حكومة رضا شاه بفرض قوانين صارمة عليهم، ومن ضمن هذه القوانين إجبار الفتيات على خلع الحجاب بالإضافة إلى تطبيق التجنيد الإجباري على الشباب ورفع ضريبة الجمارك إلى حد لا يطاق وفرض قانون يمنع السفر من دون إخذ إذن من السلطة الإيرانية وحصر تجارتهم والتدخل في شؤونهم الخاصة والعامة.
الهولة حاليا
يوجد عرب هولة حاليا في جميع دول الساحل الغربي للخليج العربي ويرتكز أكثرهم في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة و ساحل الباطنة في سلطنة عمان و الكويت. ارتبط عرب فارس بالخليج منذ هجرتهم المعاكسة . وعند عودتهم امتهن بعضهم صيد اللؤلؤ والغوص و صيد الاسماك والتجارة والبناء . وقد شيدوا الكثير من المباني أهمها قصر الإمارة المعروف . واشتهر البعض منهم بمهنة الخبازة حتى سموا خبز التنور بــ الخبز الهولي أما الجيل الثاني من أبنائهم وأحفادهم فقد عملوا في المجالات المختلفة التجارية والثقافية والدينية والقيادية.
ثقافتهم
للهولة أكلة شهيرة اشتهروا بها معروفة وتسمى (مهياوة ) تصنع من السمك الصغير التي لا يتجاوز حجمة 5-10 سم يسمى ( المتوت ) وبعد أن يجفف في الشمس يطحن مع الخردل ويعجن ويضاف إليه حبة حلوة وكمون وقليل من الطحين مع الملح ويرش عليه قليل من ماء الورد والليمون ويصبح سائلًا ثقيلًا، بعضها يعرض للشمس ليصبح طعمه ألذ ويؤكل بعدها مع الخبز. ويذكر أن ابتكار هذه الأكلة يعود إلى العالم الإسلامي ابن سينا.