نوري بن هزاع الشعلان
الأمير النوري بن هزاع بن نايف الشعلان، ولد عام 1263هـ/1847م. تولى الإمارة بعد مقتل أخيه الأمير فهد بن هزاع الشعلان في عام 1319هـ/1901م. من أشهر أمراء العرب وأعظمهم شأناً، استمر أميراً على الرولة والجلاس من عنزه، لأكثر من خمسين عاماً، وكانت علاقاته مع الحكومات تتصف بالود والمسالمة، أخذ منطقة الجوف في شمال الجزيرة العربية من ابن رشيد عام 1326 هـ/1909. وعين ابنه نواف أميراً عليها، يعتبر هو وجماعته دوله متنقلة حيث أن بادية الطائف وأجزاء من العراق والجوف خضعت له وتدين له بالولاء.[1]
نوري بن هزاع الشعلان | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | سنة 1847 |
تاريخ الوفاة | سنة 1942 (94–95 سنة) |
الدولة السعودية
تعاهد الشعلان أمراء الرولة مع الأمير عبد العزيز بن سعود وأصبحوا يدًا واحدة على كل من يعاديهم (كانون الأول/ديسمبر 1926م).[2]
ذكريات علي الطنطاوي معه
قال عنه الشيخ علي الطنطاوي: كان شيخ مشائخ الرولة نوري الشعلان؛ ولما كانت الجزيرة مقسمة في كل ناحية ملك وسلطان، كان الملك عبد العزيز في نجد، وابن رشيد في حائل، والأشراف في الحجاز وكان النوري في القريات، وكانت له شبة دولة. إلى أن قال: ثم استقر -أي النوري- في عذرا، وراء الغوطة، وبنا في طرف دمشق أي بساتينها داراً واسعة له ومسجدًا ومنازل، وسمي ذلك حي الشعلان، ولما توسعت دمشق صار في وسطها بعد أن كان في طرفها، ولطالما خطبت في مسجده -أي جامع الشعلان- ورأيته وسلمت عليه، وكان داهية مهيبًا، ويقولون: أنه كان في شبابه جبارًا، بطاشاً مخيفاً، عاش مئة سنة إلا سنتين.[3]
قرار إعدامه من العثمانيين
قامت الدولة العثمانية بدعوة الأمير النوري الشعلان وأعطته العهود والمواثيق ؛ فلما حضر اعتقلوه. وقد أصدر القائد التركي سامي باشا الفاروقي قراراً بإعدام الأمير النوري، وفي ليلة التنفيذ قتل سامي باشا، وألغى القائد الذي جاء بعده قرار الإعدام وأفرج عن الأمير النوري وقال قصيدة في هذه المناسبة. ولعل نفيه، وفيما بعد سجنه، والأمير بقتله ؛ أحد الأسباب الرئيسية لوقوف الأمير النوري إلى جانب الشريف حسين بن علي فيما يسمى الثورة العربية الكبرى ؛ وحتى هناك سنة عند الرولة تسمى سنة الشريف 1334هـ/1916م. وقوف الأمير النوري الشعلان الفعلي مع الشريف حسين كان في صيف عام 1336هـ/1918م. عندما وصل الثوار العرب إلى شمال الجزيرة العربية وإلى بادية الشام، حيث دخلوا الأراضي التي يسيطر عليها؛ عندما وقف بكل قوته، وكان الفضل له وقياداته في حفظ الأمن والنظام عندما سيطر الشريف فيصل على دمشق.
تحدث لورنس العرب عن الثورة العربية، وعن وقوف الأمير النوري معها فقال: كانت تقع في الخلف منه -أي شيخ بني عطية عندما حضر لمقابلة الشريف فيصل في الوجه- قبائل تدين بالطاعة والولاء لنوري الشعلان، أمير قبائل الرولة، وكان يأتي في المرتبة الرابعة بعد الشريف حسين وابن سعود وابن رشيد في الجزيرة العربية بتلك الفترة.[بحاجة لمصدر]
ماقاله لورنس العرب عنه
إن الأمير نوري الشعلان الرجل الهادئ الصلب، كان يسيطر على قبيلته تماماً كمثل آلة بيده. كان نادراً من وجود مثله في الصحراء، كرجل ليس لديه إحساس بالجدال. فعندما كان الآخرون ينهون كلامهم، كان يعلن رغبته ببضعة عبارات، وينتظر بهدوء طاعتة ؛ الذي تأتي دون تأخير، حيث أنه كان مهيبًا. كبيرًا في السن وحكيماً.[4]
من مواقفه
موافقته على صلح بادية الشام الكبير بين ضنا عبيد من عنزة، وضنا مسلم من عنزة. والذي عقد في المفوضية الفرنسية العليا في بيروت سنة 1347هـ/1929م، حيث كان بين الحضور أعيان الشام من بدو وحضر، وأغلب فروع عنزة الفدعان والسبعة والحسنة والرولة والمحلف وولدعلي، وغيرهم من شيوخ القبائل الشاهدة على الصلح، أمثال الشيخ النعيمي والجربا، والموالي والعبد القادر، والفائز، ومن العاصمة بيروت، ابن الآغا الكريدية، وعبد الله بيهم، وناجي سرسق، وغيرهم من اعيان المدن الشامية، علماً بأن ذلك الصلح يصب في خانة تأمين طرق البادية لكن هذا الصلح لم يقطع دابر المشاكل، «إلى ان عقد مؤتمر عشائري كبير في قرية عذرا شرقي دمشق، في مضارب الأمير نوري الشعلان عام 1351هـ/1932م، وتم الصلح نهائيًا وصفا الجو بين ضنا مسلم وضنا عبيد صفاءً تامًا، بفضل حكمه الأمير النوري الشعلان وسماحته [5]
وصف راية الرولة بعهد الأمير النوري
يقول موسى الرويلي (ألويس موزيل) يصف هذه الراية: لقد جاء -أي الأمير نواف- لزيارة والده، ويصحبه مئات من المحاربين على الجمال وهم يحملون في مقدمة صفوفهم علما غريباً مميزاً(بيرق). إلى حربة طويلة مزينة بريش النعام، وكانت قطعة من قماش أسود مخاط عليها شكل سيف من قماش أبيض موشّى في شكل متقاطع بالكلمات:لا إله إلا الله محمد رسول الله [6]
أسماء خيل الأمير النوري
فرحة، وفريحة، وسعدة، ونومة، وفلحة، وغراء، وسميحة، وشيحة، وعونة، ومغيضة، وعيدة.[7]
علاقات الأمير النوري مع القوى المحيطة
الملك عبد العزيز آل سعود
كانت العلاقات جيدة، بين الملك عبد العزيز والشيخ النوري وتوجوها بالنسب والمصاهرة، فقد زوج الأمير النوري الملك عبد العزيز الأميرة نوف بنت نواف الشعلان، وأنجب منها الملك عبد العزيز الأمراء: ممدوح ومشهور وثامر. وأيضا اتفق معه على تسليم منطقة الجوف التي كانت تحت سيطرة حفيده الأمير سلطان بن نواف الشعلان ودياً دون معركة.
ابن رشيد
كانت العلاقة جيدة في كثير من الأوقات إلى أن قام الأمير النوري بالإستيلاء على مدينة الجوف ووضع أبنه نواف اميراً عليها، وبعدها توترت العلاقة ونتج عنها معركة الجوف المعروفة.
الأشراف
حكام العراق والحجاز فيما سبق والأردن حالياً. العلاقة جيدة، ووصلت إلى تبادل الهدايا معهم ؛ بل أكثر من ذلك فقد وقف معهم في ثورتهم. ولاتزال العلاقة جيدة بين الأشراف والشعلان إلى يومنا هذا.
الدولة العثمانية
كانت العلاقة فيما سبق جيدة، إلا أنهم أخذوا على الأمير النوري بعض المآخذ؛ الذي جعلهم ينفونه إلى الأناضول، وبعد مدة عاد فازدادت قوته ومنعته، فاحتالوا عليه واعتقلوه وارادو قتله؛ لكن الله سلمه منهم. وهم بهذا يريدون أن يسيطروا على الوضع، وما علموا أن بهذا قد فقدوا الأمير النوري؛ حيث ما أن هبت رياح الثورة العربية الكبرى حتى وقف معها بكامل قوته، وما كانت لتنجح هذه الثورة؛ لولا وقوف سلطان البادية الأمير النوري الشعلان معها.
بريطانيا
خطبوا وده من البداية، ووافق هذا هوى في نفسه، فقد ابغض الدولة العثمانية إلا أنه لم يكن يثق في بريطانيا. قال(لورنس): أحضر لي الأمير النوري الشعلان ملفاً يحتوي على وثائق كان يحتفظ بها في خيمته، وسألني: أي من التعهدات يجب أن نصدق؟ فمن خلال نبرته منتظراً جوابي، كان يكمن نجاح أو فشل الثورة. وكانت إجابتي: بأن يثقوا بالوعود البريطانية بالرغم من التناقضات التي تشوبها [8]
فرنسا
لم يقف ضدها ولم يقف معها عندما احتلت سوريا ولبنان وأسقطت الحكومة العربية في معركة ميسلون سنة 1338هـ/1920م، وكان هدفه هو اكتفاء شرها كقوة عظمى في ذلك الزمان ولا زالت. ومساعدته لها كان في تأمين طرق البادية. وبحكم موقفة هذا فقد منحوه في سنة 1345هـ/1927م وسام جوقة الشرف من درجة فارس، ثم رفعوا هذا الوسام إلى درجة كوماندور، وجعلوا الأمير النوري ممثلاً لعشيرته في جميع المجالس التمثيلية والنيابية في دمشق [9]
وفاته
في آخر حياته تنسّك الأمير النوري، وأوكل الأمر إلى حفيده الأمير فواز بن نواف بن النوري الشعلان ؛ حتى إنه عندما تأتيه الرولة في بعض الموضوعات يقول: شيخكم فواز. وكانت وفاة الأمير النوري في سنة التي تسمى عند الرولة في سنة الغبار عام 1361هـ/1942م بدمشق، ودفن في عذرا.
مراجع
- الرحلة التنوخية رحلة عزالدين التنوخي من الزرقاء للحويه، ص24
- اخبار نجد.. في مجلة لغة العرب البغدادية
- ذكريات علي الطنطاوي، 2/224
- أعمدة الحكمة السبعة، توماس إداورد لورنس(لورنس العرب)،ص737
- عشائر الشام،أحمد وصفي زكريا،ص372
- الرحالة الأوربيون في شمال الجزيرة العربية،عوض البادي،ص424
- أصول الخيل العربية الحديثة،حمد الجاسر، نقلاً عن: الرولة أخلاقهم وعاداتهم، فصل الخيل،(موسيل)
- أعمدة الحكمة السبعة،توماس إدوارد لورنس(لورنس العرب)،ص319
- عشائر الشام،أحمد وصفي زكريا،ص377
- بوابة أعلام
- بوابة السياسة
- بوابة العرب