نوبة غضب

إن نوبة الغضب، مزاج الغضب، الكلام العنيف أو نوبة الصراخ هي حالة نفسية يتم التعبير عنها بانفجار شعوري قد تتطور من الحالة الإرادية إلى اللاإرادية، ترتبط دائمًا بالأطفال أو ممن يعانون من أزمة نفسية، وتتميز نوبة الغضب عادةً بحالةٍ من العناد والبكاء والصراخ والصياح والعويل والتحدي والغضب الأهوج ومقاومة محاولات التهدئة، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى اللجوء إلى العنف والخطر، وقد يفقد الشخص السيطرة على جسده مما يصعب عليه البقاء ساكنًا أو القدرة على التحكم بغضبه، وقد لا يهدأ المصاب حتى تتحقق له أهدافه، يبقى هذا المزاج أو النوبة فترة قصيرة و بعدها تزول[1][2][3][4][5]، وقد يتم التعبير عن نوبة الغضب في صورة خطبة عنيفة أي كلام مطول أو غاضب أو عنيف.[1][2]

تحتوي هذه المقالة اصطلاحات معربة غير مُوثَّقة. لا تشمل ويكيبيديا العربية الأبحاث الأصيلة، ويلزم أن تُرفق كل معلومة فيها بمصدر موثوق. فضلاً ساهم في تطويرها من خلال الاستشهاد بمصادر موثوقة تدعم استعمال المصطلحات المعربة في هذا السياق أو إزالة المصطلحات التي لا مصادر لها.(نقاش) (أكتوبر 2015)
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلى تدقيق لغوي أو نحوي. فضلًا ساهم في تحسينها من خلال الصيانة اللغوية والنحوية المناسبة. (أغسطس 2015)

الأطفال الصغار

تعد نوبات الغضب أحد أشكال المشكلات السلوكية الأكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار، ولكن يميل معدل تكرارها وشدتها إلى الانخفاض مع نمو الطفل واكتسابه بعض السيطرة على حياته، أما بالنسبة للطفل الرضيع قد تعتبر نوبات الغضب ظاهرة طبيعية، وتكون طاقة الغضب مقياسًا لقوة الشخصية التي تنشأ أخيرًا من كبح الغضب.[6]

في حين يرى البعض أن نوبات الغضب تعد مؤشرًا لسلوكيات معادية للمجتمع في المستقبل، [7] يرى البعض أن نوبات الغضب جزء طبيعي يصاحب عملية نمو الطفل، وتميل تلك النوبات إلى الاندثار مع نمو الطفل.[8]

" سيلما فرايبرج " حذرت من ممارسة ضغوط هائلة أو طرق قهرية للسيطرة من الخارج أثناء تربية الطفل حيث قد يؤدي ذلك إلى تحفيز نوبات غضب: "فإذا حولنا كل مرة نقوم فيها بتغيير ملابس الطفل والبحث عن الأشياء الثمينة والنوم والتلطخ في الطين ونشر القاذورات إلى أزمة حكومية سنستدعي بسهولة التحدي الصارم ونوبات الغضب وجميع الألعاب النارية للتمرد في مرحلة الطفولة".[9]

الأنماط

وجد بحث أجري عام 2011 أن الأطفال الصغار يستخدمون نوبات الغضب للتعبير عن شعورين هما: الغضب والخوف، سواء كان ذلك بالتزامن أو حدوث كل شعور منفصلاً عن الآخر.[10][11] ولنوبات الغضب هذه عادةً "نمط وإيقاع" حسب "الألفاظ المستخدمة".[11] ويمكن أن يؤدي تحليل تلك الأنماط إلى تمييز أي نوبات الغضب تكون نوبات طبيعية وأيها يكون علامة على مشكلات مستقبلية "قد تكون علامات تحذير لاضطراب خفي".[11][11][12] ذكرت محطة راديو بابلك ناشيونال حديثًا لـ "بوتيجال" يقول فيه "إن المحك في إنهاء نوبة الغضب في أسرع وقت ممكن يفوت على الطفل الشعور بذروة الغضب، وعندما يتجاوز الطفل الشعور بالغضب، يتبقى الشعور بالحزن وكثيرًا ماتجافي الراحة الأطفال الحزينين، إن أسرع طريقة لتجاوز الغضب هي ألا تفعل شيئًا".[10][11] ولقد أطلق على الباحثين اسم "العلماء الشجعان"؛ لتعاملهم مع موضوعات البحث هذه.[10]

العجز العقلي

فرويد اعتبر أن اكتساب الرجل الذئب لنوبات غضب مزاجية -عندما أصبح يشعر بـ "عدم الرضا والقلق والعنف، والقيام بأفعال عدائية في كل مناسبة ممكنة ثم الاندفاع في ثورة غضب والصراخ مثل الوحش"[13]- كانت ترتبط بتعرضه للإغواء من جانب شقيقته، واعتبر أيضًا أن مايعانيه المريض بعد ذلك من "نوبات من الغضب ومشاهد الثورة يكون لها هدف جديد، فرض عقوبات وإشباع إحساسه بالذنب" نقطة يرى أنه ينبغي أن يضعها المعلمون نصب أعينهم عمومًا عندما تنتاب الطفل نوبات غضب مستمرة.[14]

الغيرة من ميلاد شقيق صغير وماينتج عنها من سلوك عدائي قد يحث أيضًا نوبات الغضب تجاه أمور تافهة، في محاولة احتواء الغضب الشعوري الأساسي.[15]

قد يكون بعض الأشخاص المصابين باضطرابات عصبية كأن يجمعوا بين مرضي التوحد أو التأخر العقلي[16] أكثر عرضة للإصابة بنوبات غضب أكثر من غيرهم، رغم أن أي شخص يعاني من تلف في الدماغ الأمامي (مؤقت أو دائم) قد يعاني من نوبات الغضب أيضًا، وكل شخص عرضة للإصابة بنوبات غضب بغض النظر عن النوع أو العمر.

النرجسية

واستنتج هاينز كوهت أن جميع الأطفال يمتلكون جوهرًا متمركزًا حول أنفسهم، فيما يعرف باسم جنون العظمة الجزء المكشوف، وأن نوبات الغضب في مواجهة الشعور بالإحباط كانت نتيجة غضب نرجسي عند انفجار صورة الذات المتضخمة.[17]

ولاحظ إدموند برجلر فعلاً بطريقة مشابهة أنه عندما "يواجه الطفل بعض الرفض، بغض النظر عن مبررات هذا الرفض، فإن مجرد الرفض يثير تلقائيًا ثورة غضب، لأن هذا يزعج شعوره بـالقدرة التامة".[18]

في مراحل الحياة اللاحقة

يقول وليم ثاكري إنه في مراحل الحياة اللاحقة "يمكنك أن تميز نوبة الغضب بمجرد الشخص الذي يعانيها من خلال تعبيرات القلق والإحباط التي تظهر على محياه "شخصية نوبات الغضب" إذا كان لنا أن نسميها هكذا".[19]

في ثقافة الشهرة في القرن الحادي والعشرين، تجد تلك الشخصيات قمة شعورها في شكل نوبات غضب الشهرة، فالمشاهير من جميع الأعمار يستخدمون نوبات الغضب المزاجية كوسيلة للحصول على ما يريدون.[20]

أمثلة من وسائل الإعلام

  • زا تاون سانتا فورجوت، كانت حلقات رسوم متحركة تليفزيونية خاصة تتناول قصة الصبي جيرمي كريك الذي لا يعرف شيئًا سوى الطمع، فيقوم بنوبة غضب مزاجية وقتما يرى شيئًا يريده وهو يريد كل شيء يراه.
  • دونالد داك، هي قصة الرسوم المتحركة للبطة المستأنسة التي ابتكرها والت ديزني، ويتميز دونالد داك بمزاج متقلب جدًا تجاه السنجابين شيب ودال.
  • نيكي جراهام المتسابق في مسلسل "بيج برازر يو كيه" الذي أنتج عام 2006.

انظر أيضًا

المراجع

  1. "What is a tantrum?". Babycentre.co.uk. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2012. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Temper Tantrums". Kidshealth.org. مؤرشف من الأصل في 19 ديسمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "Tantrums". BabyCenter. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "When a Child Has a Tantrum - The Natural Child Project". Naturalchild.org. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 2018. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Make Nice With Mom". Girl World Daily. 2003-04-03. مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Robin Skynner/John Cleese, Families and how to survive them (London 1993) p. 177
  7. Potegal, Michael Ph.D., L.P.; Davidson, Richard J. Ph.D. (June 2003). "Temper Tantrums in Young Children". Journal of Developmental & Behavioral Pediatrics. 24 (3): 140–147. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); |access-date= بحاجة لـ |url= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  8. Roy Benaroch, Solving Health and Behavioral Problems from Birth Through Preschool (2008) p. 157
  9. Selma H. Fraiberg, The Magic Years (New York 1987) p. 65
  10. Ryan, Erin Gloria (December 5, 2011). "Brave Scientists Record and Study Kids Losing Their Shit". Jezebel. مؤرشف من الأصل في 8 يناير 2012. اطلع عليه بتاريخ December 6, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Vendatum, Shankar (December 5, 2011). "What's Behind A Temper Tantrum? Scientists Deconstruct The Screams". Jezebel. مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ December 6, 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Screaming, yelling, whining, and crying: Categorical and intensity differences in vocal expressions of anger and sadness in children's tantrums," Green, James A.; Whitney, Pamela G.; Potegal, Michael. Emotion, Vol 11(5), Oct 2011, 1124-1133. doi:10.1037/a002417. Found at Psycnet website; accessed on December 6, 2011. نسخة محفوظة 04 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  13. Sigmund Freud, Case Histories II (PFL 9) p. 242
  14. Freud, p. 257-8
  15. Fraiberg, p. 152
  16. Dominick KC, Davis NO, Lainhart J, Tager-Flusberg H, Folstein S (2007). "Atypical behaviors in children with autism and children with a history of language impairment". Res Dev Disabil. 28 (2): 145–62. doi:10.1016/j.ridd.2006.02.003. PMID 16581226. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  17. H. and I. Goldenberg, Family Therapy (2007) p. 172
  18. Quoted in J. Halliday/P. Fuller eds., The Psychology of Gambling (London 1974) p. 182
  19. William Makepeace Thackeray, The Irish Sketch Book (1848) p. 138
  20. Cooper Lawrence, The Cult of Celebrity (2009) p. 72
    • بوابة علم النفس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.