موسيقى الفولك

تشمل موسيقى الفولك (بالإنجليزية: Folk music) كلًا من موسيقى الفولك التقليدية والنوع الموسيقي الذي تطور عنها خلال إحياء الفولك في القرن العشرين. تُسمى بعض أنواع موسيقى الفولك أحيانًا بموسيقى العالم. صُنفت موسيقى الفولك التقليدية بعدة طرق: كموسيقى منقولة شفهيًا، أو موسيقى لا يُعرف مؤلفوها أو موسيقى أصبحت عرفًا على مر الزمن. وقد قورنت مع الأنماط الكلاسيكية والتجارية. نشأ المصطلح في القرن التاسع عشر، لكن تمتد موسيقى الفولك إلى أبعد من ذلك.

موسيقى الفولك
بيلا بارتوك يسجل مغنيات مزارعات سلوفاكيات سنة 1908
آلاتآلات فولك
مواضيع أخرى

بدءًا من منتصف القرن العشرين، تطور شكل جديد من موسيقى الفولك الشعبية عن موسيقى الفولك التقليدية. تُدعى هذه العملية والفترة بنهضة الفولك (الثانية) التي بلغت أوجها في ستينيات القرن الماضي. وقد يُعرف هذا النوع من موسيقى الفولك المعاصرة أو موسيقى نهضة الفولك، من أجل تمييزه عن أشكال موسيقى الفولك الأولى.[1] حدثت نهضات مشابهة أصغر في عدة أماكن أخرى من العالم وفي فترات مختلفة، لكن لم يُطلق مصطلح موسيقى الفولك على الموسيقى الجديدة التي صُنعت خلال هذه الفترات. يشمل هذا النوع من موسيقى الفولك أيضًا أنواعًا موسيقيةً مدموجةً مثل الفولك روك والفولك ميتال وغيرها. تُعتبر موسيقى الفولك المعاصرة بشكل عام نوعًا منفصلًا عن موسيقى الفولك التقليدية، إلا أنها تشترك معها بنفس الاسم في اللغة الإنجليزية الأمريكية، وغالبًا ما تتشارك معها بالعازفين وأماكن العرض.

موسيقى الفولك التقليدية

تعريفها

تُعد مصطلحات موسيقى الفولك، وأغاني الفولك ورقص الفولك تعابير حديثةً نسبيًا. وهي امتدادات للمصطلح فلكلور، الذي صيغ في عام 1846 عبر خبير الآثار ويليام تومز من أجل وصف «تقاليد الطبقات غير المثقفة وأعرافها وخرافاتها».[2] يُشتق المصطلح بشكل أبعد من الكلمة الألمانية فولكش، التي تعني «الشعب بأكمله»، أُطلق على الموسيقى الوطنية والشعبية بواسطة يوهان جوتفريد هردر والرومانسيين الألمان قبل أكثر من نصف قرن.[3] على الرغم من اعتبار الفولك موسيقى الشعب، فإن المراقبين يفضلون تعريفًا أدق بعيد المنال.[4][5] إذ إن بعضهم لا يوافق على استخدام مصطلح موسيقى الفولك حتى.[4] قد تميل موسيقى الفولك إلى خصائص معينة[2] لكن لا يمكن تمييزها بوضوح عبر المصطلحات الموسيقية البحتة. غالبًا ما يدل أحد معاني المصطلح على «الأغاني القديمة، التي لا يُعرف مؤلفوها»،[6] بينما يدل معنى آخر على تلك الأغاني التي خضعت «لعملية تطورية من الانتقال الشفهي.... والتشكيل وإعادة التشكيل عبر المجتمع الذي يعطيها طابع الفولك الخاص بها».[7]

تعتمد مثل هذه التعريفات على «العمليات (الثقافية) بدلًا عن الأساليب الموسيقية المجردة...»، وعلى «الاستمرارية والانتقال الشفهي... الذي يميز جانبًا واحدًا من الانقسام الثقافي، ولا يُعثر على الجانب الآخر في الطبقات السفلى للمجتمعات الإقطاعية والرأسمالية والشرقية فقط، بل أيضًا في المجتمعات «البدائية» وفي أجزاء من «الثقافات الشعبية».[8] يُستخدم التعريف بأن «موسيقى الفولك هي ما يغنيه الناس» على نطاق واسع.[9]

بالنسبة إلى شولز،[2] وكذلك إلى بيلا بارتوك وسيسيل شارب،[10] يختلف إحساس موسيقى الريف عن ذلك الخاص بالبلدة. وقد اعتُبرت موسيقى الفولك بالفعل «تعبيرًا واقعيًا عن طريقة الحياة الحالية أو الماضية أو تلك التي على وشك الاختفاء (أو في بعض الحالات، تلك التي حُفظت أو أُعيد إحياؤها)،[11] وخاصةً في «مجتمع غير متأثر بفن الموسيقى»[7] وبالأغاني التجارية والمنسوخة. رفض لويد هذا لصالح التمييز البسيط للطبقات الاقتصادية،[10] إذ كانت موسيقى الفولك بالنسبة له، على حد تعبير تشارلز سيغر، «مرتبطةً بالطبقة الأدنى»[12] للمجتمعات الطبقية المقسمة ثقافيًا واجتماعيًا. من هذا المنطلق، يمكن النظر إلى موسيقى الفولك على أنها جزء من مخطط مؤلف من أربعة أساليب موسيقية: «بدائية» أو «قبلية» و«نخبة» أو «فن» و«فولك» و«شعبية».[13]

تُدعى موسيقى هذا النوع أيضًا بالموسيقى التقليدية. رغم أن المصطلح عادةً ما يكون وصفيًا فقط، فزن الناس تستخدمه أحيانًا كاسم نوع موسيقي. على سبيل المثال، استخدمت جائزة الغرامي سابقًا المصطلحين «الموسيقى التقليدية» و«الفولك التقليدي» للإشارة إلى موسيقى الفولك التي لا تندرج ضمن موسيقى الفولك المعاصرة.[بحاجة لمصدر] قد تشمل موسيقى الفولك معظم موسيقى الشعوب الأصلية.[4]

خصائصها

وفقًا للمنظور التاريخي، تملك موسيقى الفولك الخصائص التالية:[12]

  • انتقلت عبر التراث الشفهي. قبل القرن العشرين، كان الناس عادةً أميين؛ واكتسبوا أغانيَ عن طريق حفظها. في بادئ الأمر، لم يحصل هذا بمساعدة الكتب أو الوسائط المسجلة أو المنقولة. أمكن للمغنيين توسيع مخزونهم الفني باستخدام البرودشيت أو كتب الأغاني، لكن تمتاز هذه التحسينات الثانوية في جوهرها بخصائص الأغاني الأولى.
  • ارتبطت غالبًا بالثقافة الوطنية. إذ كانت على وجه التحديد ثقافيةً؛ من منطقة أو ثقافة محددة. في سياق المجموعات المهاجرة، تحظى موسيقى الفولك ببعد إضافي يتمثل بالتماسك الاجتماعي. ويظهر هذا مليًا في مجتمعات المهاجرين، حيث يسعى الأستراليون اليونانيون، والصوماليون الأمريكيون، والبنجابيون الكنديون وغيرهم إلى إبراز اختلافهم عن الغالبية. إذ يتعلمون الأغاني والرقصات التي نشأت في مواطن أجدادهم.
  • شاركت في إحياء الأحداث الشخصية والتاريخية. في أيام محددة من السنة، بما في ذلك الأعياد مثل عيد الميلاد وعيد الفصح ويوم مايو إذ تشارك أغان معينة في الاحتفال بالدورة السنوية لهذه الأعياد. وقد توجد أيضًا أغانٍ ورقصات وأزياء خاصة في أعياد الميلاد وحفلات الزفاف والجنازات. غالبًا ما تحتوي الأعياد الدينية أيضًا على عناصر موسيقى الفولك. تجذب الجوقة في هذه الأحداث الأطفال والمغنيين غير المحترفين الذين يشاركون في الساحة العامة، ما يعطي ارتباطًا عاطفيًا بعيدًا عن صفات الموسيقى الجمالية.
  •  أُنشدت الأغاني وفقًا للعرف فترة طويلة من الزمن، وغالبًا على مر العديد من الأجيال.

كتأثيرات جانبية، تظهر الخصائص التالية في بعض الأحيان:

  • لا تملك الأغاني حقوق تأليف ونشر. إذ توجد مئات أغاني الفولك من القرن التاسع عشر التي يُعرف مؤلفوها، لكنها استمرت في الانتقال الشفوي حتى بلغت مرحلة اعتبارها تقليديةً بغرض نشر الموسيقى. وقد انخفض تكرار هذا منذ أربعينيات القرن الماضي. اليوم، تُنسب كل أغاني الفولك تقريبًا إلى منظم لها.
  • دمج الثقافات: بسبب تفاعل الثقافات مع بعضها وتغيرها على مر الزمن، قد تشتمل أغاني الفولك المتطورة بمرور الوقت على تأثيرات ثقافات منفصلة وتعكسها. تشمل العوامل ذات الصلة كلًا من الآلات الموسيقية، والضبط الموسيقي، والتصويت، والصياغة وحتى وسائل الإنتاج.

النغمة

في موسيقى الفولك، النغمة هي عبارة مقطوعة موسيقية قصيرة، ولحن، مع فقرات موسيقية متكررة وتُعزف غالبًا عدة مرات. تُسمى مجموعة النغمات ذات البنى المتشابهة بعائلة النغمة. يشير كتاب المشهد الموسيقي الأمريكي إلى أن «أكثر أشكال النغمات شيوعًا في موسيقى الفولك هي «إيه إيه بي بي»، التي تُعرف أيضًا بالشكل الثنائي».[14]

في بعض التقاليد، قد تُربط النغمات ببعضها في ألحان أو «مجموعات».

مراجع

  1. Ruehl, Kim. "Folk Music". About.com definition. مؤرشف من الأصل في 22 نوفمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Percy Scholes, The Oxford Companion to Music, OUP 1977, article "Folk Song".
  3. Lloyd, A.L. (1969). Folk Song in England. Panther Arts. صفحة 13. ISBN 978-0586027165. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. The Never-Ending Revival by Michael F. Scully University of Illinois Press Urbana and Chicago 2008 (ردمك 978-0-252-03333-9)
  5. Middleton, Richard, Studying Popular Music, Philadelphia: Open University Press (1990/2002). (ردمك 0-335-15275-9), p. 127.
  6. Ronald D. Cohen Folk music: the basics (CRC Press, 2006), pp. 1–2.
  7. International Folk Music Council definition (1954/5), given in Lloyd (1969) and Scholes (1977).
  8. Charles Seeger (1980), citing the approach of Redfield (1947) and Dundes (1965), quoted in Middleton (1990) p.127.
  9. Donaldson, 2011 p. 13
  10. A. L. Lloyd, Folk Song in England, Panther Arts, 1969, pp. 14–15.
  11. Middleton, Richard 1990, p. 127. Studying Popular Music. Milton Keynes; Philadelphia: Open University Press. (ردمك 0-335-15276-7، وردمك 0-335-15275-9)
  12. Mills, Isabelle (1974). http://cjtm.icaap.org/content/2/v2art5.html The Heart of the Folk Song, Canadian Journal for Traditional Music Vol. 2 نسخة محفوظة 2020-07-17 على موقع واي باك مشين.
  13. Charles Seeger (1980) quoted in Middleton (1990) p. 127.
  14. Crawford, Richard (1993). The American musical landscape. Berkeley: University of California Press. ISBN 978-0-520-92545-8. OCLC 44954569. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
    • بوابة موسيقى
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.