مشاكلة

المشاكلة في اصطلاح علم البديع هي ذكر معنى بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الغير وقوعا محققا أو مقدرا. مثال الأول قول ﴿تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك﴾ حيث أطلق النفس على ذات الله تعالى. فإن قيل النفس قد تطلق ويراد به الذات وقد تطلق ويراد به القلب والمشاكلة إنما تتصور بالمعنى الثاني لا بالمعنى الأول فإن الذات قد يطلق عليه تعالى، قلنا إطلاق النفس بأي معنى كان عليه تعالى ليس بحقيقة. المثال الثاني وقول ﴿صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون﴾.

( اعتدوا ) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عن
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (مايو 2019)

المجازة بالاعتداء ؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه ( السببية ) أن تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه ( الجزاء) ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح ؛ لأنه يحدد الموقف بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى تظهر الشوكة والغلبة .


ومنه قول عمرو بن كلثوم : ألا لايجهلن أحد علينا / فنجهل فوق جهل الجاهلينا عبر الشاعر بقوله ( نجهل ) عن جزاء الجهل عليهم ؛ لأنه سببه وفي هذا التعبير إشارة حاسمة من الشاعر إلى أن الجهل عليهم إنما هو جهل على من جهل ؛ لأن الجزاء لايتخلف عنه بل إنه سيجد عندهم جهلاً فوق الجهل , والشاعر هنا يتخطى حدود العدل ولكن الآية الكريمة وهي تحظ على مواجهة أعداء الحق الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم تلتزم بمنطق العدل , فتقيد الاعتداء الثاني بالمثل ويعقبه الأمر بالتقوى بمفهومه الفسيح الذي يشمل العدل والالتزام كما يشمل الصلابة في المواجهة ودفع الظلامة .(1)

ومنه هذه الطرفة :

دخل دمشق أعرابي كان جائعاً فرأى حانوتاً فيه حلوى , وجفنة أرز متوج باللحم والشحم والأفاويه واللوز والفستق وغير ذلك من المقبلات والمشهيات , فظنه داراً للضيافة شارعة , فدخله مسلماً وعرف الطباخ الذكي قصده , وأراد مداعبته فقال له : ألا أسقيك ماءاً مثلجا ؟ فرد عليه الأعرابي : بل اسقني رزاً متوجاً , وكنافة وكربجاً .. ثم قال بعد أن رجع إلى أهله يقص عليهم خبره :

مررتُ بطباخ بِجِلق عارفٍ / بأسرار طهي الرز واللحم والشحم فسألته : هل منك مايمسك الحشا / وقد كاد مني الجوع يفتك بالجسم فقال : ألا أسقيك ماء مثلجا / فقلت : اسقني الرز المتوج باللحم وإلا اسقنيه كُربُجا وكُنافة / ولاتسقني مليس يُبْنى به عظمي (2)


أتمنى أن أكون قدمتُ شيئاً

بورك فيك ..



احمد عيد (1) التصوير البياني ..د. محمد أبو موسى (2) البلاغة العربية في ثوبها الجديد ( البديع ) .. د. بكري شيخ الأمين التعديل الأخير من قِبَل سامح ; 01 [1]

انظر أيضًا

مراجع

    • بوابة علوم اللغة العربية
    • بوابة أدب عربي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.