مس الشيطان
مس الشيطان يعرف على أنه قدرة الشيطان على الوسوسة للانسان وتزيين ارتكاب الأعمال المنكرة للفطرة السليمة..وقدرته أيضا على التشويش على الانسان، والتحكم بشهواته الباطنية واثارتها، وربما إرهاقه نفسيا وعصبيا بأفكار سوداوية أو منامات مزعجة.. ويتجلى ذلك على الانسان عندما يكون بعيدًا عن ذكر الله تعالى، ولاهيا في شؤون الدنيا، وليس بينه وبين الله صلاة أو توبة أو استغفار أو أي عبادة تذكر.
الأسباب الغيبية التي ذكرتها الكتب السماوية
يأتي مس الشيطان للانسان نتيجة للابتعاد عن ذكر الله، والتعلق بممارسة عادات منحرفة عن الفطرة الإنسانية الطبيعية، مثل أكل أموال الناس بالباطل، أو الوقوع في المحرمات التي تنهى عنها الشرائع السماوية، بحيث يستحوذ الشيطان على من يمارس تلك المحرمات، وتبدأ علامات سلوكية بالظهور على المصاب، بأن يصبح مرهقا نفسيا ويعاني من الاكتئاب .فيبدأ الشخص المصاب به بالمعاناة الشديدة من النسيان، والغضب الهستيري أحيانا، والإرهاق العصبي، والتعرض للوساوس المتكررة، في أن يسئ الظن في الأخرين، بل وان يتجاوز في الاعتداء على حقوقهم، والاستمرار في الغي والمعاصي.. وقد يصل به الحد إلى درجة صعبة في ان يفكر بالانتحار.. اما الأسوأ فهو ان المصاب بهذه الأعراض يبتعد كل البعد عن التوبة وارجاع الحقوق لاصحابها، ويصرف بفعل هذا المس عن اللجوء إلى الله تماما..
هناك مبالغة عند العامة من الناس في مسألة مس الشيطان، فمنهم من يأتي بخرافات انتشرت في العصور الجاهلية والعصور الوسطى، وليس لها أي دليل.. إلا أن قضية مس الشياطين هي قضية غيبية لم تذكرها الا الأديان السماوية.
مصادر الإسلام من القرآن الكريم تشير إلى دوافع واسباب هذه الظاهر في كذا موضع من آيات القرآن الكريم، ففي سورة الزخرف يبدو أن الامتناع والإعراض عن ذكر الله، وعدم الخوف منه في الاقبال على المعصية ومعاودتها باب من أبواب تسلط الشيطان على الانسان.
﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)﴾
هذا الشيطان القرين الذي يُوَسْوِس ليس له على الإنسان سلطان إطلاقًا ! إلا أنَّه يُوَسْوِس، فإن لم يسْتجب له ارْتقى الإنسان، وإن استجاب له فهذا اختيار الإنسان.[1]
من أسباب مس الشيطان كما ورد في نص القرآن الكريم في سورة البقرة هو أكل أموال الناس بالباطل وامتداد اليد إلى المال الحرام، وهذا لايقتصر على مال الربا، بل يمتد إلى كل مال مصدره مشبوه أو حرام.
﴿الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾[2]
الأسباب النفسية التي ذكرتها الكتب الطبية
قد لايكون هناك عند الانسان مس من الشيطان أساساً، إلا أنه يعاني من حالة نفسية اسمها الوسواس القهري ، أو يعاني أعراضا من الاكتئاب ، وهذه الحالات النفسية تعزى إلى اضطرابات في الجملة العصبية بسبب إضطرابا في افرازات بعض الهرمونات العصبية والتي تعرف باسم النواقل العصبية ناقل عصبي ، وهناك بعض الأطباء يشيرون إلى أعراض يعاني منها المريض النفسي مثل الاكتئاب، وهو على درجات قد تصل إلى الاكتئاب الحاد، والإحباط من عدم القدرة على القيام بالاعمال الصغيرة، أو الشعور الدائم بالخمول والكسل، أو الوسوسة الدائمة بفكرة سيئة.[3]
اقرأ أيضاً
المراجع
- التفسير المختصر - سورة الزخرف (43) -د. محمد راتب النابلسي
- القرءان الكريم- سورة البقرة- أية 275
- راجع كتب الدكتور جميل القدسي في هذا الموضوع.
- بوابة خوارق
- بوابة الأديان