مسعود بن مضيان الظاهري
مسعود بن مضيان الظاهري الحربي، أمير قبيلة حرب وحاكم المدينة المنورة وكان قائد الجيش السعودي في المدينة المنورة في ذلك الوقت.
مسعود بن مضيان | |
---|---|
أمير المدينة المنورة وأمير الظواهر من قبيلة حرب | |
في المنصب 1220 هجري - 1227 هجري | |
بداي بن مضيان
غانم بن مضيان
|
|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | مسعود بن بدوي بن مضيان الظاهري السالمي الحربي |
الميلاد | وادي الصفراء بادية الحجاز |
الوفاة | 1227هـ الإعدام |
الحياة العملية | |
المهنة | حاكم، أمير، شيخ، فارس |
مولده ونشأته
ولد في قرية خيف الواسطة عقد القرى المنتظمة في خيف وادي الصفراء، والتي تبعد مسافة 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من المدينة المنورة. وكان من أعظم شيوخ قبيلة حرب من هذه الأسرة، وقد عُرف بالشجاعة والمهابة وكثرة الأتباع، وكان من أبرز قادة الإمام عبد العزيز وابنه سعود، وله دور لا ينسى في دحر قوات طوسون باشا في وقعة الخيف التاريخية سنة 1226هـ ولذلك عينه الإمام سعود أميراً على المدينة المنورة.
نسبه
يعود نسبه إلى الظواهرة من المرواحة من بني سالم أحد فروع قبيلة حرب.
من أخباره
مسعود بن مضيان يحج مع الإمام سعود في عام 1221هـ. يقول المؤرخ ابن بشر: (وفيها حج سعود بن عبد العزيز رحمه الله بالمسلمين حجته الثالثة، خرج من الدرعية ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة من ذي القعدة. وكان قد سير قبل خروجه وقت انسلاخ شهر رمضان عبد الوهاب بن عامر برعاياه من عسير وألمع وغيرهم وفهاد بن سالم بن شكبان بأهل بيشة ونواحيها وعثمان المضايفي بأهل الطايف ونواحيه وأهل اليمن وتهامة وأهل الحجاز ... إلى أن يقول : ثم سير أمامه من أهل نجد حجيلان بن حمد بشوكة من أهل القصيم, ومحمد بن عبد المحسن بن علي بشوكة أهل الجبل ومن تبعه من شمر وغيرهم وشوكة أهل ناحية الوشم، وواعده المدينة النبوية. واجتمع معهم مسعود ابن مضيان وأتباعه من حرب، وذلك أن سعودا خاف من غالب شريف مكة أن يحدث عليه بسبب دخول الحواج الشامية وأتباعهم في مكة. فرجع عبد الله العظم باشا الشام ومن تبعه من المدينة إلى أوطانهم، ثم رحل هؤلاء الأمراء وأتباعهم من المدينة وقصدوا مكة فاجتمعوا فيها بسعود فاعتمروا وحجوا على أحسن حال).
بعض معاركه
- معركة السويقة وبدر سنة 1226هـ: بعد زحف طوسون باشا من ينبع إلى المدينة وأثناء اقترابه من بدر والسويقة حدث اشتباك بين العساكر والقوات السعودية بقيادة عبد الله بن سعود على رأس قوة كبيرة من أهل نجد وكان من رؤسائهم مسعود بن مضيان وعثمان المضايفي ومحمد بن شكبان وابن جبارة وغيرهم، وتذكر مصادر محمد علي أن القوات النجدية انسحبت من أمام قوات طوسون بعد أن خسرت حوالي مائتين من القتلى في حين لا تذكر هذه المصادر خسائر قوات طوسون.
- معركة الخيف سنة 1226هـ: لعب الأمير مسعود ابن مضيان وأتباعه من حرب دورا حاسما في مقاومة هذه القوات، يوضح ذلك ما أورده ابن بشر في عنوان المجد بعد أن ذكر خروج القوات المصرية في حملتها الأولى ووصولها إلى الشواطيء السعودية وخروج الامام عبد الله بن سعود بجنوده لمواجهتها يقول : (وفي هذه السنة (1226) هـ أجمع أمراء الترك على المسير إلى الحجاز وأعدوا جميع اّلات الحرب من السفن والمدافع والقنابر والبنادق وجميع اّلاتها وما يحتاجون إليه من الأموال والذخائر من الطعام وغيره فاجتمع العسكر من اصطنبول ونزاحيها وما دونها إلى الشام ومصر والرئيس المقوم بهذا الأمر من جهة الترك صاحب مصر محمد علي فسير العساكر المذكورة برا وبحرا فسير عساكر في السفن واستولى على بندر الينبع ثم سير ابنه أحمد طوسون بالعسكر الكثيف مع البر فاجتمعت العساكر البرية والبحرية فكانت العساكر التي استقلت من مصر من الترك وأهل المغرب نحو أربعة عشر ألف مقاتل أو يزيدون ومعهم من الخيل عدد كثير. فلما اجتمع العساكر في الينبع هرب منه رئيسه جابر بن جبارة وقصد المسلمين فلما سمع سعود بمسيرهم أمر على نواحي المسلمين من الحاضرة والبادية من أهل نجد والجنوب والحجاز وتهامة وغيرهم فسيرهم مع ابنه عبد الله فنهض عبد الله بتلك الجنود ونزل الخيف المعروف من وادي الصفراء فوق المدينة النبوية واستعدوا لإقبال العساكر المصرية واجتمع معه من الجنود نحو ثمانية عشر ألف مقاتل وثمانمائة فارس ولما نزل عبد الله بالخيف أمر على مسعود بن مضيان ومن معه من بوادي حرب وجيش أهل الوشم أن ينزلوا في الوادي الذي في جانب منزلهم الذي هم فيه مخافة يأتي معه دفعة من الترك فيفتكوا بالمسلمين ويخفرونهم ثم إن العساكر المصرية والتركية زحفت على المسلمين وأقبلت عليهم فأرسل إليهم عبد الله طليعة جيش وفرسانا واستعد لهم الترك وحصل على المسلمين هزيمة وقتل اثنان وثلاثون رجلا فنزل عسكر الترك مقابل عسكر المسلمين فالتقى الفريقان وجعل عبد الله على الخيل أخاه فيصل بن سعود وحباب المطيري فحصل قتال شديد وصبر الفريقان وكثر القتل الترك والمسلمين وصار عدة وقائع ومقاتلات في هذا المنزل وابتلي المسلمون بلاءا شديدا فكلما حمل الترك على جمع المسلمين انهزم الأعراب وثبت غيرهم وأقاموا على ذلك نحو ثلاثة أيام فأرسل عبد الله إلى مسعود بن مضيان ومن معه من حرب وأهل الوشم وأمرهم أن يحملوا على الترك فأقبلوا وصار أول حملهم عليهم مع جملة جنود المسلمين فانهزمت العساكر المصرية لا يلوي أحد على أحد وانكشفوا عن مخيمهم ومحطتهم وولوا مدبرين وتركوا المدافع وهي سبعة والخيام والثقل والرحايل وكثير السلاح وما في محلهم من جميع اّلات الحرب والذخائر ولا نجا منهم إلا أهل الخيل الذين أدبروا مع باشتهم. ومات غالب خيولهم حفا وظمأ حتى وصلوا إلى البريك وركبوا منها في السفن إلى الينبع واستقروا فيه وقتل من رجالاتهم عدد كثير وأخذ المسلمون منهم من الأموال والسلاح ما لا يحصر والذي حرر لنا أن القتلى من الترك أكثر من أربعة اّلاف رجل وقتل من المسلمين من جميع النواحي نحو ستمائة). ويقول صاحب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر: (فلما نفذت ذخاير الوهابي وأوزعه واحتاج إلى رجوع النفس بعث إلى ابن مضيان من مكان مبعده عنه فيه جاء معه ألف راية، فلما رآه عسكر الوزير بهذا العدد قالوا هذا الوهابي الكبير يعنون سعود والذي في نجد ولده عبد الله، فأدبر عسكر الوزير ممشى ثلاث ساعات على موضوع يقال له بدر). .. وقال في موضع آخر عن الشيخ مسعود بن مضيان (والمذكور اعظم اقرانه في الشجاعة وهو الذي هزم عسكر الوزير المغفورله احمد بن طوسون باشا ابن الوزير محمد علي باشا).
-معركة وادي الصفراء: في عام 1226 هـ اشتبكت قوات محمد علي باشا بقيادة طوسون باشا مع قوات جيوش الدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير عبد الله بن سعود بُغية وقف زحف جيوش طوسون باشا. التقى الجيشان في قرية الخيف وكاد أن يهزم الجيش السعودي ولكن قلب المعركة أمير قبيلة حرب في وقته، مسعود بن مضيان الظاهري وكان على رأس جيش ارتأى الأمير عبد الله بن سعود أن يكون على تخوم الخيف ليحمى ظهر الجيش السعودي ويقطع الطريق دون أي محاولة غدر من الجيش المقابل، احتدمت المعركة ولا مناص من أن يشترك فيها فعلياً الأمير مسعود بن مضيان وحصل النصر، فهذا القائد الشجاع هو ابن قبيلة حرب المسيطرة والمهيمنة لتلك الديار. ليس ابنها فحسب بل شيخها الذي تدين له تلك القبائل بالولاء والطاعة.
وعلى أثر هذه المعركة تولى الأمير المجاهد مسعود بن مضيان أمارة المدينة المنورة حتى كانت الحملة المصرية الثانية والتي أنهت حكم آل مضيان للمدينة المنورة وأيضا أنهت الدولة السعودية الاولى .
- معركة في ينبع سنة 1226هـ: لما وصل طوسون باشا بقواته أرض ينبع البحر وبدأ يقيم معسكراته خارجها استعدادا للزحف صوب المدينة حدث أن فرقة سعودية مكونة من قبائل حرب وجهينة الموالين للسعوديين بقيادة كل من الشيخ مسعود بن مضيان وجابر بن جباره من شيوخ جهينة أغارت على العساكر واشتبكت معها في وقعة جزئية وذلك يوم 4 رمضان سنة 1226هـ, لكن هذه الفرقة لم تصمد أمام قوات طوسون باشا على حد قول مصادر محمد علي، مما اضطر هذين القائدين إلى التراجع والانضمام إلى القوات السعودية المحتشدة في بدر لملاقاة الحملة المصرية .
حول هذه الوقعة تقول إحدى الوثائق المرفوعة من محمد علي باشا إلى الباب العالي في اسطنبول : (أقاموا _ أي العساكر _ خارج البحر وبينما هم يرسلون رسائل التأليف والاستمالة إلى صنوف العربان، إذ هاجم الملعونان المدعوان جابر ابن جبارة ومسعود ابن مضيان أخص أصدقاء السعود وأهم رؤساء أنصاره مع ما استصحباه من حشرات لاتعد، ركبانا على الخيول الهجين، وحملوا على العساكر المنصورة ... إلخ) . كما تذكر هذه الوثيقة أيضا أن هذه المعركة استغرقت ثلاث ساعات وانتهت بانتصار العساكر وانسحاب المهاجمين بعد أن قتل وجرح منهم حوالي ألف رجل, في حين بلغ قتلى وجرحى العساكر حوالي مئتين. وتعد هذه المعركة أول المواجهات بين العساكر المصرية التي تستخدم البنادق والمدافع والمتفجرات المتطورة وبين عرب الجزيرة الذين يقاتلون بالسيوف والرماح، ولعل هذا مايفسر عدم صمودهم وارتفاع عدد قتلاهم وجرحاهم حيث فتكت بهم أسلحة حديثة لاعهد لهم بها. كما يعد هذا الاشتباك أول مواجهة عسكرية بين القوات المصرية وبين القوات السعودية، وهذا مايتحض القول بأن ابن مضيان وحرب قد ساعدوا قوات محمد علي أو كانوا في صفها ضد السعوديين.
المشيخه
مسعود بن مضيان هو أمير شمل الظواهرة وأجتمعت قبيلة حرب تحت رايته في معركة وادي الصفراء. ومشيخة أسرة ابن مضيان من الظواهرة من المراوحة من بني سالم من حرب أحد أركان قبيلة حرب وأهم أعمدتها في التاريخ ومن أعرق وأبرز مشيخاتها ومشيخات القبائل في الجزيرة العربية، وكانوا بالحجاز ثم بعد ذلك نزحوا إلى نجد عندما بدأت قبيلة حرب بالنزوح إلى نجد.
خادم الحرمين الشريفين
ذكر ابن بشر في عنوان المجد ص 137:
في سنة 1220هــ قبل مبايعة الشريف غالب شريف مكة بايع اهل المدينة المنورة سعوداً على دين الله ورسوله والسمع والطاعة وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد ذلك ان ال مضيان رؤساء حرب وهما بادي وبداي أبناء بدوي بن مضيان ومن معهم من تبعهم من عربانهم من حرب أحبوا المسلمين ووفداو على عبد العزيز وبايعوه وارسل معهم العالم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلمهم الفرائض والدين ويقر لهم التوحيد ؛ فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها ثم امر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه واحكموه واستوطنوه ومسعود ابن مضيان خادم الحرمين الشريفين هازم قوات طوسون باشا في معركة الخيف الشهيره استلم امارة المدينة المنورة ولقب بخادم الحرمين الشريفين.
يقول صاحب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر محمد بن بسام النجدي ص 41 عن الشيخ ابن مضيان (المذكور اعظم اقرانه في الشجاعة وهو الذي هزم عسكر الوزير أحمد طوسون باشا ابن الوزير محمد علي باشا وبعد ذلك أرسلوا قوات أكبر بقيادة إبراهيم باشا حملة المصريين والاتراك وعندما وصلوا للدرعية حاصروا الشيخ مسعود بن مضيان في المدينة واعطوه الامان ونزل بعد ما اعطوه الامان واكرموه ثلاث أيام وبعد ذلك غدروا به وأسروه وأرسلوه لإسطنبول وأعدم هناك.
حكمه للمدينة المنورة
أصبح أميراً على المدينة المنورة بعد وفاة أخيه بداي واستمرت إمارته إلى نهاية الدولة السعودية الأولى، وكانت فترة حكمه حوالي سبع سنوات وأشهر وأسهم في بناء القصر في العوالي وسمي باسمه.
وذكر البرادعي في تاريخ المدينة المنورة عبر التاريخ الإسلامي: أن ابن مضيان سكن بالساحة وعرف سكنه بسقيفة الأمير نسبة اليه كما أن من آثاره القلعة التي عرفت باسم قلعة ابن مضيان، وحج سنة 1221هـ مع الإمام سعود ومعه اتباعه من قبيلة حرب وأهل المدينة ونواحيها.
واشترك في مهاجمة قوات طوسون باشا في رمضان 1226هـ وهو أول هجوم من القوات السعودية على القوات المصرية والتقاء بينهما.
أسره
أُسر ابن مضيان أثناء معارك مع الجيش المصري لاستعادة المدينة المنورة للحكم العثماني، واُرسل إلى القاهرة ثم إلى الأستانة في إسطنبول حيث أعدم هناك.
وفاته
تم نفيه من قبل قوات محمد علي باشا وأرسله مع ابنه كامل إسماعيل باشا إلى إسطنبول وهناك طافوا به في البلاد ثم قطعوا رأسه وصلبوه. وكان ذلك في عام 1227هـ.
مراجع
- مذكرات تاريخية عن بعض أعلام قبيلة حرب، (ج1)، فائز بن موسى البدراني الحربي، الطبعة الأولى، دار البدراني للنشر والتوزيع، الرياض، 1417هـ/1996م، ص147