محمود سلمان
ولدالعقيد محمود سلمان الجنابي في الموصل(1-7-1898) وكان شخصية لامعة في الجيش العراقي اشتهر بالشجاعة والاقدام والتضحية والثبات على المبدأ وأداء الواجب بلا توان.[1]
محمود سلمان | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1889 بغداد |
الوفاة | 1942 العراق |
سبب الوفاة | شنق |
الحياة العملية | |
المهنة | عسكري |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | الحرب العالمية الأولى |
خدماته العسكرية
محمود سلمان الجنابي بدأ حياته العملية عام 1916 ضابطا برتبة ملازم وبمنصب امر سرية في الجيش العثماني، ثم التحق ب الجيش العربي، ثم عاد إلى العراق بعد معركة ميسلون في ظل أوضاع قيض لها ان تلعب فيما بعد دورا حساسا وحاسما في تكوين تفكيره الشخصي والعسكري وتحديد مسار حياته حتى النهاية لقد كانت الخبرة التي اكتسبها إضافة إلى مزاياه العملية وتفوقه ذات اثر بالغ في تقدمه السريع داخل الجيش العراقي عند انضمامه إلى صفوفه عام 1934 وكذلك تاهليه واعداده لاشغال أعلى المراكز العسكرية واكثرها اهمية وحساسية واجتيازه مختلف الدورات العملية والنظرية بنجاح اثار دهشة معاصريه وعارفيه.
ثورة مايس عام 1941
توطدت الصلة بين العقيد محمود سلمان وصلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد و كامل شبيب وضباط اخرين في بداية ثورة مايس التحررية عام 1941، فقد قاسى ابطال هذه الثورة القهر والاضطهاد على يد الإنجليز فانتقلوا من معتقل إلى اخر ثم انتهوا إلى العراق فضحوا من اجلهوفي سبيل امتهم العربية بكل شيء لايمكن وصفها لبشاعتها ابدا.[2]
في عام 1930 عين محمود سلمان مساعدا لامر المدرسة العسكرية ثم مدرسة الفروسية وغدا استاذا للملك غازي الأول الذي تعلق به تعلقا شديدا فكان يخاطبه بلقب سيدي وذات يوم اتصل به الملك فيصل الأول ليكون مرافقا له، وهو مركز هام كان الكثيرون من الضباط يتطلعون اليه إلا أن محمود سلمان اعتذر عن قبول عرض الملك مفضلا البقاء في سلكه العسكري.
تسلم محمود سلمان في 1937/8/31 منصب امر الحرس الملكي وعهد إلى زملائه مناصب حساسة في الجيش استطاعوا بذلك ان يسيروا السياسة العراقية حتى انتهى الامر بحكم تطور الظروف المحلية والعربية إلى تحكمهم فيها حتى وجدوا انفسهم امام متطلبات السياسة البريطانية في بداية الحرب العالمية الثانية ومناورات اعوان بريطانيا امثال نوري السعيد والوصي عبد الاله حيث وضع العراق في خدمة المجهود الحربي البريطاني دون اخذ مصالح البلد ومستقبل العرب بنظر الاعتبار ما اسفر عن انفجار ثورة مايس 1941.
وكانت تطلعات الضباط الشباب امثال محمود سلمان وصلاح الدين الصباغ وغيرهما تتلخص في ضمان الاستقلال الحقيقي للعراق ودفعه في طريق التقدم للحاق بالدول الأخرى المتقدمة مثل تركيا وإيران، وتخليص فلسطين المهددة بالضياغ، والسعي لتحقيق الوحدة العربية واعادة بناء دولة العرب الكبرى.
أدى مقتل الملك غازي الأول إلى تقوية مركز العقداء الاربعة داخل الجيش، لم تكن هيمنة العقداء الاربعة على الجيش بالامر الميسور.
في 1936/4/22 عين محمود سلمان امرا للحرس وهو لايزال برتبة رائد، وبعد مضي فترة قصيرة نقل إلى مركز معاون الكتيبة الثالثة.
1939 تعيين محمود سلمان قائدا للقوة الجوية لاعادة الضبط إليها، الا انه رفض ذلك في البداية لاصراره على تعلم الطيران قائلا: كيف استطيع السيطرة على القوة الجوية وانا لاعرف الطيران؟
عندما فشل انقلاب عام 1941 وحكومة الدفاع الوطني التي شكلها رشيد عالي الكيلاني اثر سقوط بغداد على يد الإنجليزولجوء اعضاء الحكومة إلى إيران ثم القبض عليهم من قبل الإنجليز ونقلوا إلى بغداد مخفورين مكبلي الارجل والايدي حيث حكم بالا عدام على كل من الشهداء محمود سلمان ويونس السبعاوي وفهمي سعيد وصلاح الدين الصباغ.
قال الشهيد محمود سلمان في ساعته الأخيرة: لقد قبلت هذا الحكم القاسي والجائر برباطة جأش ولي الفخر والشرف بان تكون هذه الجمجمة الأساس في بناء الوحدة العربية فلتحيا الامة العربية وليحيا العراق الابي واني لست اسفا على موتي حيث اني سجلت للامة خدمتي ويجب على افراد الامة ان يسجلوا هذا حتى تاخذ الامة مكانها اللائق بين الأمم.
وردت في مذكرات زوجة الشهيد محمود سلمان: عندما زرت زوجي في زنزانته يوم تنفيذ حكم الإعدام عليه فنظر زوجي الينا بعينين تشع فيهما الصلابة والعزم فقال لي: اوصيك بأولادي كوني لهم الاب والام لاتجزعي من مصيري ولا يمنعك ذلك من دفع أولادي إلى خدمة الوطن، والتضحية من اجله لان الزمن سيتغير ولا يمكن ان يبقى هكذا ولابد ان ياتي اليوم الذي يقدر الناس التضحيات من اجله، لابد ان الزمن سيتغير لاتقفي في طريقهم بل ادفعيهم نحو خدمة الوطن والتفاني في سبيله.
صبيحة يوم إعدام الضباط الأحرار كل من العقيد الطيار محمود سلمان والعقيد فهمي سعيد والعقيد كامل شبيب حضر الوصي عبد الإله إلى أبو غريب حيث كانوا معتقلين وأمر أن يراهم قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم ووقف يستعرضهم واحداً وراء الأخر وهم يمرون من أمامه وقد وضع على عينيه نظارة سوداء وكأنه كان يتشفى بهم وعندما مر العقيد الطيار محمود سلمان من أمام الوصى أدار وجهه ناحيته و(بصق) على الأرض ثم استمر في مشيته فغضب الأمير عبد الإله غضباً شديداً ولكنه لم ينطق بكلمة وترك المكان مسرعاً عائداً إلى بغداد وبعدها بساعات تم تنفيذ حكم الإعدام.. ويذكر أن صداقة قوية وعلاقة وثيقة كانت تربط عبد الإله بالعقيد محمود سلمان، وقد تحولت هذه الصداقة إلى عداوة.
عيَّن عام 1961 محمد سلمان، وزيراً للنفط، تكريماً لأخيه العقيد محمود سلمان، وتم طرده من قبل انقلابي شباط وأودع السجن، لا لشيء إلا لكونه وافق أن يكون وزيراً في حكومة عبد الكريم قاسم.
مصادر
- فاروق صالح العمر، المعاهدات العراقية البريطانية واثرها في السياسة الداخلية من 1922 ولغاية 1948، 1977.
- مذكرات مديحه السلمان الموسومة (الأسيرة رقم 93)
- د. عبد الرحمن البزاز، العراق من الاحتلال حتى الاستقلال، 1967
- خالد عبد المنعم، موسوعة العراق الحديث، 1977
مراجع
- Hamdi, Walid (1987). Rashid Ali Al-Gailani and the Nationalist Movement in Iraq 1939-1941. p. 220.
- Simon, Reeva Spector (2012). Iraq Between the Two World Wars: The Militarist Origins of Tyranny. Columbia University Press. p. 119. ISBN 9780231507004.
- بوابة الموصل
- بوابة أعلام