محمود بن محمد بن ملكشاه

مُغيث الدين أَبا القَاسم محمود بن محمد بن ملكشاه السَّلْجُوْقي أو محمود الثاني (1105م - 1131م) كان السلطان السلجوقي لبغداد خلفا لوالده محمد بن ملكشاه سنة 1118 ومع الوقت أصبح حاكم العراق وفارس.

محمود بن محمد بن ملكشاه
ضرب "دينار" في عهد محمود الثاني ، نقلاً عن الحاكم إينانتش يابغو. ضرب بتاريخ 1125/6

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 1105
الوفاة سبتمبر 10, 1131
مدينة همدان  
الجنسية
أبناء محمد الثاني بن محمود
داود بن محمود السلجوقي
ملكشاه الثالث  
الأب محمد بن ملكشاه  
عائلة سلالة السلاجقة  
الحياة العملية
المهنة سياسي [1] 

كَانَ محمود ذكيّاً فَطِناً، لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالنَّحْوِ، وَمَيْل إِلَى العِلْم، وَنظر فِي التَّارِيْخ، مَدحه الحَيْصَ بَيْصَ، كَانَ عَمّه السُّلْطَان سَنجر أَعْلَى رُتبة مِنْهُ. وَسَلطَنوا بعدهُ أَخاهُ طُغْرُل، فَمَاتَ بعْد عاميْن، ثمّ تسَلطن أَخُوْهُمَا مسْعُوْد، وَطوَّل.[2]

سيرته

تميز عهده بالفوضى والتمردات، حيث ثار أخوه الأصغر مسعود عليه سنة 1120، وفي سنة 1129 أعطى السلطان إمارة الموصل لعماد الدين زنكي بعد أن ساعده في القضاء على تمرد ضده.

في بداية عهد محمود، غضب على الملك التابع لوالده گرشاسپ الثاني. فأرسل محمود قوة إلى مدينة يزد ألقت القبض على گرشاسپ وحبسه في إقليم الجبال، وأعطى يزد لساقيه. إلا أن گرشاسپ فر من السجن وعاد إلى يزد، حيث طلب الحماية من غريم السلطان محمود، أحمد سنجر، فزوجة گرشاسپ كانت شقيقة أحمد سنجر. وافق أحمد وتقدم بجيش إلى الغرب عام 1119 ، وقد تحالف معه خمسة ملوك ، فهزم محمود و أجبر على التخلي عن مناطق إستراتيجية في شمال بلاد فارس.

خلال نمو الدولة الزنكية كانت حروب السلاجقة الداخلية لا تزال مستمرة فانهزم محمود من مسعود، وقتل الخليفة المسترشد عام 1135م أثناء محاربة مسعود مدافعًا عن محمود،[3] وأصبح الراشد بالله خليفة من بعده، غير أن السلطان مسعود السلجوقي سرعان ما خلعه، فهرب الخليفة إلى أصفهان حيث قتل عام 1136م وأصبح المقتفي لأمر الله خليفة من بعده.[4]

محمود و دبيس بن صدقة

ويذكر أن دبيس بن صدقة طلب من السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه أن يرده إلى الحلة فاجابه إلى ذلك فعظم أمره. وقد عرف عنه أنه من المشاغبين الذين عاثوا فسادا في بغداد وما حولها[5] وكان مسعود ابن السلطان محمد له الموصل وأذربيجان فكاتب دبيس بن صدقة جيوش بك أتابك مسعود يشير عليه بطلب السلطنة لمسعود ووعده دبيس بأن يسير إليه وينجده وكان غرض دبيس أن يوقع بين محمود ومسعود لينال دبيس علو المنزلة كما نالها أبوه صدقة بسبب وقوع الخلاف بين بركيارق وأخيه محمد بن ملكشاه.

وكان ذلك في عام 514هـ / 1121م فأجاب مسعود إلى ذلك وخطب لنفسه بالسلطنة وجمع عسكره وسار إلى أخيه محمود والتقوا عند عقبة أستراباذ منتصف ربيع الأول من هذه السنة واشتد القتال بينهم فانهزم مسعود وعسكره ولما انهزم مسعود اختفى في جبل وأرسل يطلب من أخيه محمود الأمان فبذله له وقدم مسعود إلى أخيه محمود فأمر محمود بخروج العسكر إلى تلقيه ولما التقيا اعتنقا وبكيا وبالغ محمود في الإحسان إلى أخيه مسعود وفي له ثم قسم جيوش بك أتابك مسعود على محمود فأحسن إليه أيضاً وأما دبيس بن صدقة فإنه لما بلغه انهزام مسعود أخذ في إفساد البلاد ونهبها وكاتبه محمود فلم يلتفت إليه. ثم أنه نهب جسر السلطان فركب السلطان بنفسه لقتاله واستصحب معه ألف سفينة ليعبر فيها، ولما قرب منه خرج دبيس عن الحلة والتجأ إلى أيلغازي بن أرتق صاحب ماردين، فأقام عنده سنة. ثم اتفق الحال على أن يرسل دبيس أخاه منصوراً رهينة ويعود إلى الحلة فأجيب إلى ذلك.

ويذكر أن دبيس التجأ إلى طغرل بن محمد بن ملكشاه عام 519هـ / 1126م وقد اتفقا على أخذ بغداد، فعلم الخليفة بذلك واستعد لهما، فمرض طغرل ولم يشترك بالمعركة. لذلك فقد التجأ طغرل ودبيس إلى الملك سنجر وسألاه العفو من الخليفة والسلطان محمود، أما دبيس فقد حبس في قلعة. حتى عام 522هـ / 1129م عندما تصالح السلطان محمود مع السلطان سنجر بعد خشونة وجفاء، فسلم سنجر دبيسا إلى السلطان محمود على أن يسترضي عنه الخليفة ويعزل زنكي عن الموصل ويعطيها لدبيس، إلا أن عماد الدين زنكي أقنع السلطان محمود بأهميته في ولاية الموصل، وذلك بإعطائه 100 ألف دينار كل سنة وهدايا وتحف، وللخليفة مثلها على أن لايولي دبيس شيئا وأن يستمر زنكي على عمله بالموصل، ثم سرت شائعة في ربيع الأول بان دبيس أقبل إلى بغداد في جيش كثيف، فأرسل الخليفة إلى السلطان محمود: لئن لم تكف دبيسا عن القدوم إلى بغداد، وإلا خرجنا إليه ونقضنا ما بيننا وبينك من المواثيق والعهود.

سار السلطان محمود إلى العراق، فلما سمع دبيس بذلك أرسل إليه هدايا جليلة المقدار وبذل ثلاثمائة حصان منعَّلة بالذهب ومائتي ألف دينار، ليرضى عنه السلطان والخليفة. فلم يجبه إلى ذلك، ووصل السلطان إلى بغداد في ذي القعدة، فلما تيقَّن دبيس وصوله رحل إلى البرية وقصد البصرة ونهبها، وأخذ منها أموالاً كثيراً وما للخليفة والسلطان هناك من الدخل، فسيَّر السلطان أثره عشرة آلاف فارس، فانهزم دبيس إلى البرية.[6]

الوفاة

توفي السلطان محمد بن محمود بن محمد بهمذان، في شوَّال، سنَة 525 هـ ،[2] وهو في سن 26 وتبع موته حرب أهلية بين ابنه داود وأخيه مسعود. وهو الذي حاصر بغداد طالبًا السلطنة وعاد عنها فأصابه سل وطال بهن فمات بباب همذان ، فلما حضره الموت أمر العساكر فركبت وأحضر أمواله وجواهره وحظاياه ومماليكه فنظر إلى الجميع من طيارة تشرف على ما تحتها فلما رآه بكى وقال: هذه العساكر والأموال والمماليك والسراري ما أرى يدفعون عني مقدار ذرة ولا يزيدون في أجلي لحظة.[7] وأمر بالجميع فرفع بعد وكان حليمًا كريمًا عاقلًا كثير التأني في أموره وكان له ولد صغير فسلمه إلى آق سنقر الأحمديلي وقال له: أنا أعلم أن العساكر لا تطيع مثل هذا الطفل وهو وديعة عندك فارحل به إلى بلادك.[7]

فرحل إلى مراغة فلما مات اختلفت الأمراء فطائفة طلبوا ملكشاه أخاه وطائفة طلبوا سليمان شاه وهم الأكثر وطائفة طلبوا أرسلان الذي مع إيلدكز فإما ملكشاه فإنه سار من خوزستان ومعه دكلا صاحب فارسن وشملة التركماني وغيرهما فوصل إلى أصفهان فسلمها إليه ابن الخجندي وجمع له مالًا أنفقه عليه وأرسل إلى العساكر بهمذان يدعوهم إلى طاعته فلم يجيبوه لعدم الاتفاق بينهم ولأن أكثرهم كان يريد سليمان شاه.[7]

مراجع

  1. https://pantheon.world/profile/person/Mahmud_II_(Seljuq_sultan)
  2. "السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي - The Hadith Transmitters Encyclopedia". hadithtransmitters.hawramani.com. مؤرشف من الأصل في 7 سبتمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 04 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. المسترشد بالله، موقع حنين، 6 آذار 2011. نسخة محفوظة 28 مارس 2020 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  4. أمير المؤمنين الراشد بالله، إسلام ويب، 6 آذار 2011. نسخة محفوظة 23 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. دكتور علي الصلابي: دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي> المكتبة العصرية. الطبعة الأولى 1428هـ - 2007م، ص:164 ISBN 9953-34-709-3
  6. المختصر في أخبار البشر
  7. "فصل: ذكر وفاة الملك محمد بن محمود بن ملكشاه|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 27 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 27 نوفمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    سبقه
    محمد بن ملكشاه
    'سلطان سـلجوقي'

    1118-1131

    تبعه
    مسعود بن محمد
    • بوابة السياسة
    • بوابة أعلام
    • بوابة التاريخ
    • بوابة الوطن العربي
    • بوابة الشرق الأوسط
    • بوابة الدولة السلجوقية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.