مجزرة سعسع

تشير مجزرة سعسع إلى المجزرتين التي ارتكبتهما قوات الهاغاناه خلال عام 1948 في قرية سعسع. الأولى وقعت في منتصف شباط 1948 والثانية في أواخر تشرين الأول 1948. ففي ليلة 14-15 من شباط دمرت القوات الإسرائيلية عشرين منزلاً فوق رؤوس أصحابها، وكانت حصيلة هذه المجزرة قتل حوالي 60 من أهالي القرية، معظمهم من النساء والأطفال. أما المجزرة الثانية فقد ارتكبت في 30 تشرين الأول يوم احتلال القرية في سياق عملية حيرام.[1]

وحدة بلماح تهاجم قرية سعسع.
جيش الدفاع الإسرائيلي خلال اجتياح سعسع في 30 أكتوبر 1948.
مجزرة سعسع 1948
سعسع

جزء من حرب فلسطين 1948
المعلومات
الموقع سعسع
الإحداثيات 33°01′43″N 35°23′40″E
التاريخ 14 شباط و 30 تشرين الأول عام 1948
الهدف الاهالي والمدنيين في القرية
نوع الهجوم قتل جماعي
الخسائر
المنفذون قوات الهاجاناه الصهيونية

التفاصيل

سعسع كانت قرية فلسطينية في قضاء صفد، تبعد 31 كم شمال شرق مدينة صفد و 4 كم من الحدود مع لبنان. كان عدد سكانها عام 1945م "1130" نسمة. ارتكبت قوات الهاغاناه مجزرتين في سعسع خلال سنة واحدة عام 1948م، وقد احتلتها بينما كان حكم الانتداب البريطاني قائماً في فلسطين. وقعت المجزرة الأولى في منتصف شباط 1948 والثانية في أواخر تشرين الأول 1948.

شباط 1948

في ليلة 14-15 من شباط/فبراير عام 1948م، هاجمت قوة من كتيبة "البالماخ" الثالثة التابعة لـ"الهاغاناه" قرية سعسع، تحت ذريعة أن القرية كانت تُستخدم قاعدة للمقاتلين الفلسطينيين، حسب ما أورده كتاب تاريخ الهاغاناة. لكن التقارير الصحافية في تلك الفترة كذبت الزعم أن القرية كانت تُستخدم قاعدة عسكرية. وكانت الأوامر الصادرة عن "إيغال آلون"، قائد البالماخ في الشمال، لقائد الكتيبة "موشيه كلمان" هي أن ينسف عشرين بيتاً ويصيب أكبر عدد ممكن من المقاتلين.[2] ووفقا لإيلان بابيه قد نصت الاوامر على ان يجب تقرأ "المقاتلين" "القرويين".[3] ففي منتصف الليل تسلل المسلحون إلى القرية وزرعوا العبوات الناسفة حول المنازل وأشعلوا الصواعق، فكانت النتيجة أنه دمر 20 منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهل القرية قد رفعوا الأعلام البيضاء. وأسفر ذلك عن مقتل حوالي 60 شخصا من أبناء القرية، معظمهم من النساء والأطفال.[4][5] ثم انسحب المسلحون تحت ستار الليل. صرح موشيه كلمان حول العملية: "لم تكن عملية سعسع عملية احتلال عسكري في وضح النهار بل عملية اضرب واهرب ليلية قائمة على توغل سريع في ارض العدو ومفاجأته وضربه".[6] اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الغارة دليلاً على أن القوات الصهيونية بادرت إلى الهجوم في الجليل الشمالي.[7]

تشرين الأول 1948

أما المجزرة الثانية، فقد ارتكبت في 30 تشرين الأول/أكتوبر عام 1948م، في إطار تنفيذ عملية حيرام لاحتلال الجليل. وقد تركزت الخطة التي وضعت لعملية حيرام على قرية سعسع الواقعة عند مفترق طرق ذي أهمية استراتيجية خاصة. إشترك في العملية أربعة ألوية إسرائيلية واطلق اللواء شفيع(السابع) العملية البرية الأساسية. حيث تقدم من صفد واحتل قرية ميرون وقرية صفصاف وجبل الجرمق المشرف على قرية سعسع. ثم أخذ بقصف القرية من موقعه في جبل الجرمق بكل أنواع الأسلحة تمهيداً لاقتحامها رغم عدم وجود مقاومة فيها. ثم بدأ الهجوم البري، فتم احتلال القرية وقتل العشرات من السكان وطرد من تبقى منهم.[8][9] ويوجد هناك ادعاءات بحدوث جرائم حرب في هذا الوقت. حيث أفاد رئيس أركان الهاغاناه يسرائيل غاليلي حول مجزرة سعسع: "أن عملية احتلال قرية سعسع قام بها اللواء السابع "شيفع" حيث استولى عليها بيسر وإن الوحدة نفذت أعمال قتل جماعي في القرية اثر ذلك."[10] وأشار تحقيق رسمي أجراه الميجور عمانوئيل يالان إلى أن بعض القرويين، بما فيهم العجزة، ربما قُتلوا بعد احتلال القرية. ومع ذلك، تبقى الملفات ذات الصلة مغلقة للمؤرخين.[11]

القرية بعد الإحتلال

وصف المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي بقايا القرية في عام 1992م:«لا يزال بعض أشجار الزيتون العتيقة حيث كان، كما لا يزال عدد من المنازل والحيطان قائماً. بعض هذه المنازل يستعمله حالياً سكان المستعمرة؛ ولأحدها مدخل مقنطر ونوافذ مقنطرة. وقد حُوّل قسم كبير من الأراضي المجاورة إلى غابات، أما الباقي فيستغله المزارعون الإسرائيليون.»[2]

انظر أيضا

مراجع

  1. 64 عاما على مذبحة سعسع، موقع تنوير، فبراير 2012. نسخة محفوظة 20 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. Khalidi, W. (1992). All That Remains:The Palestinian Villages Occupied and Depopulated by Israel in 1948. واشنطن العاصمة: مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ISBN 0-88728-224-5. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة). نسخة محفوظة 21 مارس 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. Pappé, I. (2007). The ethnic cleansing of Palestine. (reprint). Oneworld Publications Limited. ISBN 978-1-78074-056-0. مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)p. 77.
  4. علي محمد عبد الله، اليهود : من عهد داوود إلى دولة إسرائيل، دار المنهل للنشر. نسخة محفوظة 9 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. سعيد جميل تمراز، طرد الفلسطينين في الفكر والممارسة الصهيونية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع. نسخة محفوظة 10 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. غازي السعدي، من ملفات الإرهاب الصهيوني (2): مجارز وممارسات 1936 - 1983، نشر دار الجليل للنشر والداسات والأبحاث الفلسطينية. "مجزرة+سعسع"&source=bl&ots=r3toMGnqcl&sig=ACfU3U0o1dqAPJLDefBDR3nuBFZ46U-jvA&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjU27qF5ezgAhXJMewKHZ56ABEQ6AEwAXoECAkQAQ نسخة محفوظة 9 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. سعسع، موقع ذاكرات. نسخة محفوظة 14 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
  8. يوسف حجازي، الإرهاب اليهودي - المذابح الإسرائيلية (3)، موقع المقاومة الإسلامية، 25-شباط-2008. نسخة محفوظة 12 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. دان فريمان- مالوي، "ماحال" وطرد الفلسطينيين من أرضهم، مجلة الدراسات الفلسطينية، 2012. نسخة محفوظة 24 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  10. رام حنين، جرائم الاحتلال على مدار 100 عام (الحلقة الثانية)، شبكة فراس، 07/08/2017. نسخة محفوظة 26 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  11. Morris, B. (2004). The Birth of the Palestinian Refugee Problem Revisited. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-00967-6. مؤرشف من الأصل في 09 فبراير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) pp. 481, 501, 503.
    • بوابة حقوق الإنسان
    • بوابة فلسطين
    • بوابة إرهاب
    • بوابة الصراع العربي الإسرائيلي
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.