مجزرة الناصرية (مارس 1922)

هاجم الأخوان على العشائر العراقية التي كانت ترعى في جنوب ذي قار وقتل فيها 700 شخص وقدرت المنهوبات من المواشي بـ130 فرسا و2530 جملاً و3811 حماراً و40310 و871 بيتاً[4].فعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة على خلفية هذه المجزرة فقرر تشكيل لجنة برأسة مدير الأمن العام نوري السعيد ورمضان ممثلاً عن وزارة الدفاع ومفتش العدلية داوود الحيدري ومستشار متصرف ذي قار الميجر ييتس فوصلت إلى ذي قار يوم 20 مارس فقدمت تقريرها بعد ستة أيام وكان ابرز فقراتها هو عدم وجود حدود رسمية بين البلدين.و قامت الطائرات البريطانية بقصف مواقع الأخوان بعد المجزرة ولم تقدر عدد خسائرهم لأنها لم تكن قليلة[5]. تم أرسال احتجاج للملك أبن سعود فأعرب عن أسفه ولم يتخذ اجراءات حقيقية لمنع حدوث مره أخرى[6].

أراد الملك فيصل الأول مواجهة خطر الأخوان وذلك بتسليح الجيش العراقي من جهة ودعم العشائر العراقية[7] من جهة أخرى لكن المندوب السامي البريطاني لم يقبل لأن تقوية الجيش العراقي سيهدد الوجود البريطاني[8] في العراق وتقوية العشائر العراقية في الجنوب سيهدد كذلك الوجود البريطاني[9] لأن هذه العشائر هي التي قامت ثورة العشرين [10]وخاصة أن قادة ثورة العشرين كانوا مساندين للملك بهذه الفكرة[4].و كذلك حصلة أزمة وزارية لأن الملك فيصل قدم طلباً لملجس الوزراء بزيادة حصة وزارة الدفاع بتاريخ 27 مارس لتقوية وسائل الدفاع عن العراق تجاه تجاوزات اتباع أبن سعود وعندما عقد مجلس الوزراء الجلسة قام رئيس الوزراء عبد الرحمن الكيلاني بعرض طلب الملك على الوزراء رفض كل من ناجي السويدي وعزت الكركوكلي وحنا خيط وعبد اللطيف المنديل وسري بك وكذلك كان رئيس الوزراء ووزير المالية ساسون حسقيل يؤيدوهم من طرف خفي[11]. فأرسل الملك بطلب الوزراء المعارضين فأبلغهم بقدان ثقته بهم وطلب منهم الأستقالة وقدموا أستقالتهم إلى الملك وحاول بيرسي كوكس وكورنوالس لتهدئة غضبه لكن دون جدوى وقبل الملك أستقالة الوزراء[12] وغضب برسي كوكس لأن لعدم استشارة الملك له قبل قبول أستقالة الوزراء وارسل برسي كوكس رسالة إلى تشرشل يشكو فيها سوء تصرفات فيصل -حسب وصفه- حيث أن فيصل أتخذ أجراءات قبل أستشارته فلما سمع الملك فيصل بذلك أعتدل في موقفه وأخذ يخفف من شدته[4].وبعد وعود ومماطلات بريطانية لم يستطع الملك فيصل الأول وكذلك الحكومة العراقية[13] القيام بشئ تجاه الأخوان فقامت الحوزة الشيعية في النجف بالاتفاق على عقد مؤتمر في 8 نيسان[14] الذي يصادف 15 شعبان يوم ولادة الأمام المهدي والتي تعتبر من الأيام المباركة لدى الطائفة الشيعية وبحضور مفتين من الطائفة السنية وبحظور وزير الداخلية توفيق الخالدي ممثلاً من الملك فيصل الأول[15] وكذلك جعفر أبو التمن وزير التجارة[16] وأجتمعوا في كربلاء يوم 9 شعبان الموافق 7 نيسان برأسة محمد الخالصي وأجمعوا على وجوب محاربة الأخوان والتصدي لهم وأعتبارهم خوارج عن الأسلام[17][18].

• بوابة التاريخ
• بوابة العراق
• بوابة السعودية
• بوابة السياسة