مجتمع صناعي

تشير عبارة المجتمع الصناعي إلى النموذج الحاسوبي المعتمد على الوكيل المحدد من أجل القيام بـمحاكاة بالحاسوب في التحليل الاجتماعي. وترتبط غالبًا بالسمة في النظام المعقد والتولد وطريقة مونت كارلو وعلم الاجتماع الحاسوبي ونظام متعدد الوكلاء والبرمجة التطورية. وبالرغم من أن المفهوم في ذاته بسيط بالقدر الكافي إلا أن الوصول إلى هذه النقطة المفاهيمية يستغرق بعض الوقت. فالنماذج الرياضية المعقدة كانت ولا تزال منتشرة، والنماذج البسيطة المخادعة فقط تعود جذورها لفترة متأخرة من الأربعينيات، ثم تولت الريادة في الحاسوب الصغير لتعمل فيما بعد بكامل طاقتها.

نظرة عامة

الهدف بناء عمليات محاكاة موازية تتكون من أجهزة حاسوبية، التي يشار إليها باسم وكلاء، ذات خصائص محددة من أجل تقديم نموذج للظاهرة المستهدفة. والموضوع هو عملية التولد من المستوى الأدنى للنظام الاجتماعي إلى المستوى الأعلى.

يمكن تتبع تاريخ النمذجة المعتمدة على الوكيل بالرجوع لأجهزة جون فون نيومان وهو مفهوم الأجهزة القادرة على التكاثر. فالجهاز الذي اقترحه يمكنه اتباع تفاصيل التعليمات بدقة لينتج نسخة من نفسه. ثم قام ستانيسلو أولام، عالم رياضيات أيضًا، صديق فون نيومان بتوسعة المفهوم باقتراح بناء الجهاز على الورق كمجموعة من الخلايا على الشبكة. لقد أثارت الفكرة فون نيومان والذي صاغها ومن ثم قام بإنشاء الأجهزة التي سميت فيما بعد الخلايا ذاتية السلوك.

وقد قام أيضًا الرياضي جون كونواي بإحراز تقدم لاحق. فقد قام بتصميم لعبة الحياة الشهيرة. وخلافًا لجهاز فون نيومان فإن لعبة الحياة لكونواي تعمل طبقًا لقواعد بسيطة جدًا في عالم افتراضي في شكل رقعة شطرنج ثنائية الأبعاد.

لقد بدأ في أول الأمر عالم الحاسوب كريغ رينولدز بتطبيق نموذج الاعتماد على الوكيل كنموذج اجتماعي فقد حاول عمل نموذج من الوكلاء البيولوجيين الأحياء، وهو الأسلوب المعروف باسم الحياة الاصطناعية وهو المصطلح الذي صاغه كريستوفر لانجتون.

وقد تم تطبيق الأساليب الحاسوبية للحياة الاصطناعية على تحليل الأنظمة الاجتماعية وأطلق عليه جوشا إم إبستاين ووبرت أكستيل في المرة الأولى اسم "المجتمع المصطنع".[1] وفي نهاية الأمر قدم المجتمع الاصطناعي أسلوبًا جديدًا في التحليل الاجتماعي في شكل علم الاجتماع الحاسوبي. إن المشكلة الأساسية مرتبطة بعلم الاجتماع التقليدي، وموضوع الارتباط بين الأدنى والأعلى: كما بينها عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم، والسؤال حول كيفية تأثير الأفراد داخل النظام الاجتماعي، وكيف أنهم يتأثرون بمستوى اجتماعي أعلى.

لقد حظي المجتمع الاصطناعي بقبول واسع من قِبل علم الاجتماع الحديث باعتباره طريقة واعدة تتصف بالاستعمال المكثف لـبرامج الحاسوب، وعملياتالمحاكاة بالحاسوب والتي تتضمن الخوارزمية التطورية، والخوارزمية الوراثية، والبرمجة الوراثية، وبرمجة علم التطور الثقافي والنمذجة المعتمدة على الوكيل والخلايا ذاتية السلوك.

وبالنسبة لكثيرين يعتبر المجتمع الاصطناعي نقطة التقاء للأفراد المنتمين للمجالات الأكثر تقليدية الأخرى في مجال البحث متعدد التخصصات مثل، اللغويات والفيزياء والرياضيات والفلسفة وعلم الحاسوب والأحياء وعلم الاجتماع حيث يمكن مناقشة المناهج الحاسوبية والنظرية التي يمكن أن تكون مثيرة للجدل في أنظمتها الأصلية. وباعتباره أحد المجالات فقد حظي بتاريخ مثير للجدل؛ فقد وصفه بعضهم بأنه "لاهوت عملي" أو "علوم خالية من الحقيقة". وبالرغم من ذلك إلا أن المنشورات الأخيرة للمقال التي تناولت المجتمع الاصطناعي بالمجلات العلمية تضمنت على سبيل المثال: Journal of Artificial Societies and Social Simulation and Journal of Social Complexity والتي أظهرت أن تقنيات الحياة الاصطناعية أصبحت بقدر ما مقبولة في الاتجاه السائد لعلم الاجتماع.

انظر أيضًا

المراجع

  1. Epstein, Joshua M.; Axtell, Robert L. (1996). Growing Artificial Societies: Social Science From the Bottom Up. Cambridge MA: MIT/Brookings Institution. صفحة 224. ISBN 978-0-262-55025-3. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة الاقتصاد
    • بوابة صناعة
    • بوابة علم الاجتماع
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.