لوقا

لوقا الإنجيلي (باليونانية Λουκᾶς لوكاس، بالإنجليزية Luke)، بحسب التقليد الكنسي يُعتقد بأن لوقا هو كاتب سفرين من أسفار العهد الجديد "إنجيل لوقا" وسفر "أعمال الرسل"، وفي التقليد الكاثوليكي يُعتبر شفيعا رئيسيا للأطباء والرسامين، فقد كان يمتهن الطب [1] ويُظن بأنه كان رساما وبأنه كان أول من رسم إيقونة للسيدة العذراء مع الطفل يسوع.

لوقا

معلومات شخصية
الميلاد أنطاكية، سوريا، الإمبراطورية الرومانية
الوفاة سنة 84  
اليونان
مكان الدفن اليونان  
الجنسية يوناني
عضو في الرسل السبعون  
الحياة العملية
المهنة طبيب ،  ورسام ،  وكاتب ،  ومؤلفي الأناجيل الأربعة ،  وراسم أيقونات   
أعمال بارزة إنجيل لوقا ،  وسفر أعمال الرسل  
لوحة لوقا يدون إنجيله بإلهام من الروح القدس، وفي الأعلى رُسِمَ العجل رمز إنجيل لوقا

لوقا في كتاب العهد الجديد

لم يكن لوقا من تلاميذ المسيح الإثنا عشر حتى أنه في مقدمة إنجيله إنجيل لوقا يذكر بأنه ينقل مايكتبه عن من وصفهم بأنهم كانوا معاينين (شهود عيان) وخدام للكلمة[2]، لا يوجد ذكر للوقا في الأناجيل الأربعة، ولكنه ذكر في سفر أعمال الرسل وفي عدة رسائل لبولس، ففي سفر أعمال الرسل نجد بأن لوقا كان بصحبة بولس في رحلته الثانية من تراوس حتى فيلبي [3] حيث بقي يكرز هناك وحده حتى بعد رحيل بولس ثم عاد الأخير إلى فيلبي فرافقه لوقا في رحلته الثالثة حتى أورشليم [4]، ثم ذهب معه أيضا إلى روما [5] وبقي معه كل فترة اعتقاله في روما[6]، سماه بولس الطبيب الحبيب [7] وبالرفيق الوحيد [8] ووصفه بأنه من معاونيه بالتبشير.[9]

لوقا في التقليد الكنسي

كان لوقا سوري الجنسية من مدينة أنطاكية الهيلينية بحسب أوسابيوس القيصري بينما يرى يعقوب الرهاوي بأنه من الإسكندرية، كان يعمل طبيبا وبحسب التقليد المسيحي فأنه كان واحد من الرسل السبعين وبعد ذلك انضم إلى الرسول بولس وساعده بالتبشير في معظم رحلاته، يُعتقد بأنه كان أحد التلميذين الذين التقيا يسوع بعد قيامته على طريق قرية عمواس [10][11]، عاش حياة البتولية ومات عن عمر يناهز الـ 84 عاما على مايُظن.

بحسب إبيفانيوس فأن لوقا رافق بولس إلى روما وبعد أن قتل بولس تابع لوقا العمل التبشيري حتى وفاته عام 90 م [12]، ويعتقد بأن نيرون قيصر روما أمر بقطع رأسه بعد أن وشى به كهنة الأوثان وبعد ذلك وضع جسده بكيس وأُلقي في البحر ولكن البحر لفظه إلى الشاطئ ووجده إنسان مسيحي وقام بتكفينه.[13] تُعيد له الكنيسة الكاثوليكية في 18 أكتوبر/تشرين الأول.

تأليف إنجيل لوقا وأعمال الرسل

إنجيل لوقا لا يذكر اسم مؤلفه.[14][15][16][17] لم يُكتَب الإنجيل ولم يدَّع أن يكون مكتوبًا من قبل شاهد عيان على الأحداث المذكورة، وذلك على العكس من سفر أعمال الرسل بداية من الفصل السادس عشر.[18][19][20] اقترحت أحد التحليلات إمكانية أن يكون مؤلف "إنجيل لوقا" امرأة.[21]

أقدم مخطوطة للإنجيل، حوالي سنة 200، تنسب العمل إلى لوقا، وكذلك إيرينيئوس، في أحد كتاباته حوالي سنة 180.[22]

يشكل كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل جزئين اثنين من عمل واحد يسميه العلماء لوقا–أعمال. معا يمثلان 27.5% من العهد الجديد، وهي أكبر مساهمة من قبل مؤلف واحد.[23]

كمؤرخ

تصور أرميني للوقا في العصور الوسطى.

معظم العلماء يصنفون أعمال لوقا (لوقا–أعمال) تبعا لأعمال التأريخ اليوناني.[24] مقدمة إنجيل لوقا[25] -استنادا على تحقيق تاريخي- حددت الكتاب بالنسبة للقراء على أنه ينتمي إلى هذا النوع.[26]

بناء على وصفه الدقيق للبلدات والمدن والجزر، وكذلك استخدام التسميات الصحيحة، كتب عالم الآثار وليام رامزي أن "لوقا هو مؤرخ من الدرجة الأولى؛ مقولاته ليست فقط حقائق جديرة بالثقة... [بل] ينبغي أن يوضع جنبا إلى جنب مع أعظم المؤرخين".[27] وكتب أستاذ الكلاسيكيات في جامعة أوكلاند، E. M. Blaiklock: "بسبب دقة التفاصيل، يقف لوقا جنبا إلى جنب مع ثوسيديديس. أعمال الرسل ليست منتجا للتخيلات التقية، بل سجل جدير بالثقة ... كشفت جهود علم الآثار هذه الحقيقة."[28] قام باحث العهد الجديد كولن همر بعدد من الاكتشافات التي ساعدت على فهم الطبيعة التاريخية ومدى دقة كتابات لوقا.[29]

بخصوص الغرض من سفر أعمال الرسل، لاحظ باحث العهد الجديد لوك تيموثي جونسون أن "روايات لوقا للأحداث قد تم اختيارها وتشكيلها بشكل يتناسب مع مصالحه التبريرية، وليس في ذلك مواجهة لمعايير التأريخ القديمة، بل اتفاق معها."[30] مثل هذا الرأي يتفق معه معظم المعلقين مثل ريتشارد هيرد والذي يرى أوجه القصور التاريخية لدى لوقا على أنها ناجمة عن "الأهداف الخاصة من الكتابة وقصور مصادر المعلومات."[31]

خلال العصر الحديث، تم التشكيك في كفاءة لوقا كمؤرخ.[32] منذ ما بعد عصر التنوير، يعمل المؤرخون بمنهج الطبيعانية،[33][34] لذا ينظر المؤرخون إلى السرد الذي يذكر الخوارق، والأشياء الخارقة مثل الملائكة والشياطين إلخ، على أنه مصدر تاريخي إشكالي. يرى مارك باول أنه "من المشكوك فيه ما إذا كانت كتابة التاريخ هي نية لوقا من الأساس. كتب لوقا ليعلن وليقنع ويفسر; لم يكتب للحفاظ على السجلات من أجل الأجيال القادمة. ومع إدراك ذلك، كان هذا بالنسبة للكثيرين المسمار الأخير في نعش لوقا المؤرخ."[32]

لاحظ روبرت م.جرانت أنه على الرغم من أن لوقا صنف نفسه كمؤرخ، فأعماله تحتوي على عدد من الإحصائيات المستحيلة مثل الحشد الكبير الذي تمت مخاطبته من قبل بطرس في أعمال الرسل 4:4. وقد لاحظ أيضا مشاكل في التسلسل الزمني حيث يجعل لوقا "غاماليل يشير إلى ثوداس ويهوذا بترتيب خاطئ، ثوداس في الواقع تمرد حوالي عقد من الزمن بعد حديث غاماليل (5:36-7)".[24]

مواضيع ذات صلة

المراجع

  1. (الرسالة إلى أهل كولوسي 4 : 14)
  2. (لوقا 1 : 1 - 4)
  3. (أعمال 10 : 16 – 17)
  4. (أعمال 21 : 17)
  5. (أعمال 27)
  6. (كولوسي 14 : 4، الرسالة الثانية إلى تيموثاوس 11 : 4)
  7. (الرسالة إلى أهل كولوسي 14 : 4)
  8. (الرسالة الثانية لتيموثاوس 11 : 4)
  9. (الرسالة إلى فليمون : 24)
  10. (لوقا 24 : 13)
  11. جريدة وطني القبطية. نسخة محفوظة 28 سبتمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  12. عيلة مار شربل. [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 16 يونيو 2010 على موقع واي باك مشين.
  13. مطرانية السريان الكاثوليك في حمص وحماة. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. E. P. Sanders, The Historical Figure of Jesus, (Penguin, 1995) pp. 63–64.
  15. Bart D. Ehrman (2000:43) The New Testament: a historical introduction to early Christian writings. Oxford University Press.
  16. Donald Senior, Paul J. Achtemeier, Robert J. Karris (2002:328) Invitation to the Gospels Paulist Press. نسخة محفوظة 24 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. Keith Fullerton Nickle (2001:43) The Synoptic Gospels: an introduction Westminster John Knox Press. نسخة محفوظة 24 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  18. بارت إيرمان (2005:235) Lost Christianities: the battles for scripture and the faiths we never knew Oxford University Press, New York. "do+not+claim+to+be+written&hl=nl&ei=c4IXTPWcC4WWsQavv9HiCQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2&ved=0CDMQ6AEwAQ نسخة محفوظة 25 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. بارت إيرمان (2004:110) Truth and Fiction in The Da Vinci Code: A Historian Reveals What We Really Know about Jesus, Mary Magdalene, and Constantine. Oxford University Press. "don't+even+claim+to+be+written&hl=nl&ei=nYQXTJDEKpaisQboquDmCQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CC4Q6AEwAA نسخة محفوظة 24 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. بارت إيرمان (2006:143) The lost Gospel of Judas Iscariot: a new look at betrayer and betrayed. Oxford University Press. "do+not+claim+to+be+written&hl=nl&ei=c4IXTPWcC4WWsQavv9HiCQ&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=1&ved=0CC4Q6AEwAA نسخة محفوظة 25 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. Helms, Randel McCraw (1997). Who wrote the Gospels?. Altadena, CA: Millenium Press. صفحة 64. ISBN 0-9655047-2-7. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  22. Brown, Raymond E. An Introduction to the New Testament, p. 267. Anchor Bible; 1st edition (13 October 1997). (ردمك 978-0-385-24767-2).
  23. Boring 2012، صفحة 556.
  24. Grant, Robert M. (1963). "Chapter 10: The Gospel of Luke and the Book of Acts". A Historical Introduction to the New Testament. Harper & Row. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2010. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  25. "Luke 1:1–4". مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  26. Richard Bauckham, Jesus and the Eyewitnesses. 117.
  27. Ramsay, The Bearing of Recent Discovery on the Trustworthiness of the New Testament, 222, 1915
  28. Blaiklock, The Archaeology of the New Testament, p. 96, Zondervan Publishing Houst, Grand Rapids, Michigan, 1970.
  29. Hemer, "The Book of Acts in the Setting of Hellenic History", 104–07, as summarized by MacDowell.
  30. Johnson, Luke Timothy (1992). The Acts of the Apostles. The Liturgical Press. صفحات 474–76. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  31. Heard, Richard (1950). "13: The Acts of the Apostles". An Introduction to the New Testament. Harper & Brothers. مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 2010. اطلع عليه بتاريخ 23 نوفمبر 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  32. Powell, Mark (1989). What are they saying about Luke?. Paulist Press. صفحة 6. ISBN 0-8091-3111-0. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  33. McGrew, Timothy, "Miracles", The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2015 Edition), Edward N. Zalta (ed.), http://plato.stanford.edu/entries/miracles/ Flew, Antony, 1966, God and Philosophy, London: Hutchinson. Ehrman, Bart D., 2003, The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings, 3rd ed., New York: Oxford University Press. Bradley, Francis Herbert, 1874, "The Presuppositions of Critical History," in Collected Essays, vol. 1, Oxford, Clarendon Press, 1935. McGrew's conclusion: historians work with طبيعانية (فلسفة), which precludes them from establishing miracles as objective historical facts (Flew 1966: 146; cf. Bradley 1874/1935; Ehrman 2003: 229). نسخة محفوظة 2019-11-22 على موقع واي باك مشين.
  34. Ehrman, Bart; Craig, William Lane (28 March 2006). "William Lane Craig and Bart Ehrman "Is There Historical Evidence for the Resurrection of Jesus?"". bringyou.to. مؤرشف من الأصل في 30 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 أغسطس 2010. Historians can only establish what probably happened in the past, and by definition a miracle is the least probable occurrence. And so, by the very nature of the canons of historical research, we can't claim historically that a miracle probably happened. By definition, it probably didn't. And history can only establish what probably did. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    مواقع ذات صلة

    • بوابة المرأة
    • بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
    • بوابة الإمبراطورية الرومانية
    • بوابة الإنجيل
    • بوابة المسيحية
    • بوابة أعلام
    • بوابة سوريا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.