لقمة هستيرية

اللُّقْمةُ الهستيريَّة (الإحساس بوجود كتلة في الحلق)، هي الإحساس المستمر أو المتقطع بوجود بلغم أو حبة أو أي عائق في الحلق رغم عدم وجود شيء حقيقةً. عادةً ما تكون الحالة طويلة الأمد ويصعب علاجها، وتشكل نحو 4% من الإحالات الجديدة إلى عيادات الأنف والأذن والحنجرة،[1] يمكن البلع بشكل طبيعي فهي ليست حالة حقيقية من عسر البلع، ولكن يمكن أن تصبح مزعجة جدًا. قد يشعر المرء أيضا بألم خفيف أو شديد في الصدر.

لقمة هستيرية
معلومات عامة
من أنواع اضطراب التحويل  

التاريخ

لاحظ أبقراط اللقمة الهستيرية لأول مرة منذ حوالي 2500 سنة مضت.[2] في عام 1707، كان بورسيل[3] أول من وصف الحالة بدقة؛ كان يعتقد أن الحالة ناتجة عن الضغط على الغضروف الدرقي بسبب انكماش عضلات حزام الرقبة. ففي الماضي، وُصِفت باللقمة الهستيرية بسبب ارتباطها المتكرر مع انقطاع الطمث أو العوامل النفسية. ومع ذلك،[4] صاغ مالكومسون مصطلح أكثر دقة "كرة البلعوم" في عام 1968 بعد اكتشاف أن معظم المرضى الذين يعانون من الحالة لم يكن لديهم أعراض نفسية. لا تزال المسببات غير معروفة ولكن يبدو أنها متعددة العوامل. وعلى الرغم من أن المعلومات محدودة، ركزت الدراسات الحديثة على مرض الجزر المعدي المريئي وتشوهات العضلة العاصرة المريئية العليا والاضطرابات النفسية والإجهاد كعوامل رئيسية تُسهم في هذا الإحساس.

الأسباب

غالبًا ما يكون الإحساس "بكتلة في الحلق" الذي يميز اللقمة الهستيرية ناجمًا عن التهاب واحد أو أكثر من أجزاء الحلق مثل الحنجرة أو البلعوم السفلي بسبب تشنج البلعوم الحنجري والارتجاع المريئي وارتجاع الحنجرة البلعومية.

في بعض الحالات يكون السبب غير معروف ويمكن أن تعزى الأعراض إلى سبب نفسي أو اضطراب جسدي أو قلق. وذُكِر أنها قد تكون أحد أعراض الاكتئاب، الذي يستجيب للعلاجات المضادة للاكتئاب.[5][6] يجب إجراء التشخيص التفريقي عن متلازمة النسر. متلازمة النسر هي استطالة الناتيء الإبري مما يتسبب في تهيج الأعصاب والعضلات في المنطقة وعدد من الأعراض.

وقد أشارت نتائج الدراسات الحديثة بقوة إلى أن الارتجاع المريئي هو السبب الرئيسي للُّقمة الهستيرية،[7] على الرغم من أن هذا لا يزال تحت نقاش كبير.

هناك سببٌ أقل شيوعًا وهو احتكاك غضروف الغدة الدرقية ضد التشريح غير المتناظر على سبيل المثال.[8][9][10] غالبًا ما يتم تشخيص هذا السبب على نحو خاطئ، على الرغم من أنه يتطلب فحصًا سريريًا بسيطًا يتضمن ملامسة دقيقة لجانبي الرقبة والتي تثير الإحساس بالنقر وكذلك ألم الحنجرة عند البلع، فتعزى معظم الحالات إلى صدمة سابقة في الرقبة. عادةً ما يُطلَب دقة عالية من التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحنجرة لفهم كامل لتشريح الحنجرة غير الطبيعي. ومن الأسباب أيضًا:

التشخيص

لم يكن هناك توافق في الآراء حول أفضل طريقة لتشخيص وعلاج اللقمة الهستيرية. وجدت دراسة لمختصي الأنف والأذن والحنجرة في المملكة المتحدة أن 14٪ لم تُجرَ أي اختبارات على مرضى اللقمة الهستيرية بل وُصفت لهم ببساطة الأدوية المضادة للحموضة.[18] أما الباقون 86٪ فتم تشخيص الحالة بطرق مختلفة، بما في ذلك التنظير (61٪) وتتبع الباريوم (56٪) أو مزيج من هذه الأساليب (17.5٪).

تكون الخطوة الأولى للتحقيق في أعراض اللقمة الهستيرية أخذ تاريخ مفصل من المريض، مع إيلاء اهتمام خاص لوجود أعراض عالية المخاطر أو أعراض ارتجاع أو المشاكل النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأطباء إجراء الفحص البدني للرقبة يليه فحص الأنف والحنجرة، على الرغم من أن الاستخدام الروتيني لتنظير الأنف في المرضى الذين يعانون من أعراض اللقمة الهستيرية لا يزال مثيرًا للجدل. ويجب أن يخضع المرضى الذين يعانون من "علامات تنبيهية"، مثل عسر البلع أو ألم أثناء البلع وآلام الحلق وفقدان الوزن وبحة في الصوت لتقييم أكثر شمولًا.[19] في بعض الأحيان إذا كان تشخيص الإحساس باللقمة البلعومية غير واضح، يمكن اقتراح العديد من التحقيقات الأخرى وقد تشمل:[20]

  • الأشعة السينية على الصدر.
  • منظار المعدة - وهو اختبار للنظر داخل المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). ويتم ذلك عبر منظار رقيق ومرن يتم تمريره من خلال الفم.
  • ابتلاع الباريوم[21] - وهو الاختبار الذي يساعد على البحث عن مشاكل المريء. لا تظهر الأمعاء (الجهاز الهضمي) بشكل جيد على صور الأشعة السينية العادية. ومع ذلك، إذا شُرِب سائل أبيض يحتوي على مادة كيميائية تسمى كبريتات الباريوم، يظهر مخطط الأجزاء العلوية من الأمعاء (المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة) بشكل واضح على صور الأشعة السينية. وذلك لأن الأشعة السينية لا تمر عبر الباريوم.
  • قياس ضغط المريء - وهو الاختبار حيث يتم تمرير أنبوب حساس للضغط عن طريق الأنف والفم في المريء لقياس ضغط انقباض العضلات في المريء.
  • فلوروسكوب[22] - وهو مثل ابتلاع الباريوم. يتم خلط المشروبات والأطعمة المختلفة مع الباريوم ويُطلب من المريض ابتلاع الخليط.
  • مراقبة الرقم الهيدروجيني - خلال هذا الاختبار، يتم تمرير أنبوب رقيقة من خلال الأنف والفم والمريء لقياس مستوى الحموضة في المريء.

العلاج

قد تُقتَرح علاجات مختلفة مثل: العلاج الطبيعي للعضلات حول الحلق بواسطة أخصائي النطق واللغة[23] والعلاج بالتنقيط للأنف مثل رذاذ الأنف، وعلاج ارتجاع الحمض عن طريق الأدوية المضادة للحموضة والأدوية المثبطة للحمض.[24] يجب كذلك وقف التدخين، وعلاج الإجهاد إذا كان هذا هو المشكلة. والعلاج السلوكي المعرفي في حالات الاضطرابات النفسية.[25]

المراجع

  1. Galmiche JP, Clouse RE, Bálint A, Cook IJ, Kahrilas PJ, Paterson WG, Smout AJ Gastroenterology. 2006 Apr; 130(5):1459-65.
  2. Management of globus pharyngeus: review of 699 cases. Harar RP, Kumar S, Saeed MA, Gatland DJ J Laryngol Otol. 2004 Jul; 118(7):522-7.
  3. Purcell J. A treatise of vapours or hysteric fits. 2nd ed. London: Edward Place; 1707. pp. 72–74.
  4. Globus hystericus vel pharyngis (a recommaissance of proximal vagal modalities). Malcomson KG J Laryngol Otol. 1968 Mar; 82(3):219-30.
  5. Cybulska EM, 1997, "Globus Hystericus—A Somatic Symptom of Depression? The Role of Electroconvulsive Therapy and Antidepressants"Psychosomatic Medicine, 59:67-69.
  6. Cybulska EM,1998, "Globus Hystericus or Depressivus?", Hospital Medicine, Aug;59(8):640-1.
  7. Lee, Bong Eun. "Globus pharyngeus: A review of its etiology, diagnosis and treatment". World Journal of Gastroenterology. 18 (20): 2462. doi:10.3748/wjg.v18.i20.2462. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Nadig, S K; S Uppal; G W Back; A P Coatesworth; A R H Grace (2006). "Foreign Body Sensation in the Throat Due to Displacement of the Superior Cornu of the Thyroid Cartilage: Two Cases and a Literature Review". The Journal of Laryngology & Otology. 120 (07): 608–609. doi:10.1017/S0022215106001125. PMID 16681864. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Lin, Doris; Nancy Fischbein; David Eisele (2005). "Odynophagia Secondary to Variant Thyroid Cartilage Anatomy". Dysphagia. 20 (3): 232–234. doi:10.1007/s00455-005-0012-2. PMID 16362512. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Smith, Marshall E.; Gerald S. Berke; Steven D. Gray; Heather Dove; Ric Harnsberger (2001-09-01). "Clicking in the Throat: Cinematic Fiction or Surgical Fact?". Arch Otolaryngol Head Neck Surg. 127 (9): 1129–1131. doi:10.1001/archotol.127.9.1129. PMID 11556866. مؤرشف من الأصل في 23 أبريل 2012. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2008. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Globus pharyngis, commonly associated with esophageal motility disorders. Färkkilä MA, Ertama L, Katila H, Kuusi K, Paavolainen M, Varis K Am J Gastroenterol.
  12. Lee JW, Song CW, Kang CD, Hur BW, Jeen YT, Jeon HJ, Lee HS, Lee SW, Um SH, Choi JH, et al. Pharyngoesophageal motility in patients with globus sensation. Korean J Gastroenterol. 2000;36:1–9.
  13. Severe hypertrophy of the base of the tongue in adults. Mamede RC, De Mello-Filho FV, Dantas RO Otolaryngol Head Neck Surg. 2004 Oct; 131(4):378-82.
  14. Retroverted epiglottis presenting as a variant of globus pharyngeus. Agada FO, Coatesworth AP, Grace AR J Laryngol Otol. 2007 Apr; 121(4):390-2.
  15. Thyroid pathology and the globus symptom: are they related? A two year prospective trial. Burns P, Timon C J Laryngol Otol. 2007 Mar; 121(3):242-5.
  16. Smooth muscle tumour of the pharynx: a rare tumour presenting with globus pharyngeus symptoms. Husamaldin Z, Aung W, McFerran DJ J Laryngol Otol. 2004 Nov; 118(11):885-7.
  17. Lee BE, Kim GH; Globus pharyngeus: A review of its etiology, diagnosis and treatment. World J Gastroenterol. 2012 May 28 18(20):2462-71.
  18. Globus pharyngeus: a postal questionnaire survey of UK ENT consultants. Webb CJ, Makura ZG, Fenton JE, Jackson SR, McCormick MS, Jones AS Clin Otolaryngol Allied Sci.
  19. Galmiche JP, Clouse RE, Bálint A, Cook IJ, Kahrilas PJ, Paterson WG, Smout AJ Gastroenterology.
  20. Karkos PD, Wilson JA; The diagnosis and management of globus pharyngeus: our perspective from the United Kingdom. Curr Opin Otolaryngol Head Neck Surg. 2008 Dec 16(6):521-4. doi: 10.1097/MOO.0b013e328316933b.
  21. The role of barium swallow in the management of the globus pharyngeus. Alaani A, Vengala S, Johnston MN Eur Arch Otorhinolaryngol. 2007 Sep; 264(9):1095-7
  22. Utility of ambulatory pH monitoring and videofluoroscopy for the evaluation of patients with globus pharyngeus. Chen CL, Tsai CC, Chou AS, Chiou JH Dysphagia. 2007 Jan; 22(1):16-9.
  23. Wareing M, Elias A, Mitchell D. Management of globus sensation by the speech therapist. Logoped Phoniatr Vocol. 1997;22:39–42.
  24. Medical therapy of supraesophageal gastroesophageal reflux disease. Katz PO, Castell DO Am J Med. 2000 Mar 6; 108 Suppl 4a():170S-177S.
  25. Efficacy of treatment for somatoform disorders: a review of randomized controlled trials. Kroenke K Psychosom Med. 2007 Dec; 69(9):881-8.
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.