لاقبي

اللاقبي (في ليبيا)[1] أو اللاقمي (في تونس والجزائر)[2] هو مشروب يجمع من عصارة تُستخرج من سيقان بعض أشجار النخيل في مناطق متعددة من ليبيا وتونس والجزائر. قد يطلق عليه في بعض البلدان التي يتم استخراجه من أشجار النخيل المتوفرة بها اسم نبيذ النخيل، وقد يكون مُخَمَّراً (كحولي) أو غير مُخَمَّر (عصير)[2]، ويشرب الأخير عادة برمضان.[3] وطريقة استخراج مشروب من سيقان النخيل توجد بمختلف أماكن العالم في أفريقيا وآسيا ودول الكاريبي وأميركا الجنوبية.

في شمال أفريقيا، يُستخرج اللاقمي بقطع رأس النخلة مما يؤدي إلى موتها بعد ذلك مباشرة. الصورة من قابس في تونس

يعتبر العديد من المزارعين الاستخراج المتكرر والغير منضبط لهذا السائل من النخلة ضاراً لدرجة أنها قد تؤدي لموت النخلة بحال استخراج العُصارة بطريقة خاطئة. وازدادت في ليبيا والجزائر ظاهرة إنتاج اللاقبي بطريقة خاطئة تتضمن قتل النخلة بعد استخراج اللاقبي منها[4]، فيقوم البعض باستخراج اللاقمي (عصارة النخلة) حيث يقومون بقطع رأس النخلة وتجريحه بالفؤوس أو السكاكين (يسمونها تحجيم النخلة) كي يستخرجوا منها أكبر كمية من العصارة بأسرع وقت، فتموت النخلة بعد ذلك.[5] بينما تكون الطريقة الأفضل لضمان حياة النخلة باستخراج العصارة من سعف النخلة أو من جِذعها (ساقها)، وهي طريقة بطيئة تتبع ببقية أنحاء العالم كالهند مثلاً.[6]

اللاقمي المُخَمَّر بقارورة زجاجية

في ليبيا وتونس والجزائر، يعد مشروباً محلياً، في حال تركه لفترة أكثر من يوم يتخمر ليصبح مشروباً كحولياً. يتم في العادة استخراج هذا السائل في فصل الصيف ليعطي كمية وجودة أفضل منه في فصل الشتاء.أول ذكر مسجل لمشروب اللاقبي في ليبيا في العصر الحديث في لغة أوروبية ذكره الكاتب ريدي في عام 1666. كما أن هناك عديد من الإشارات في وقت لاحق أغلبها من قبل رحالة ذكروه بطريق الصدفة.[7]

وإن تم تخمير اللاقبي\اللاقمي، يتحول إلى نوع من أنواع نبيذ التمر (أي خمرة التمر)، ويكون لونه أبيض إن خُمٍّر، على عكس لون اللاقبي غير المخمر الذي يكون أقرب للون التمر (بني تقريباً). وقد تصل نسبة الكحول فيه إلى 8.1% كما هو الحال في اللاقبي المنتج في الهند[6] مما يجعله نبيذاً متوسط القوة. ويحظى اللاقبي المُخمر قبولاً وطلباً شعبياً ويعتبره البعض منافساً للمشروبات الكحولية المستوردة في الجزائر وتونس.[5] يُمكن تقطير اللاقبي المخمر لإنتاج العرق (المشروب الكحولي المقطر) ويكون لونه بعد التقطير شفافاً كالماء.