لارباع

لارباع أو أرض الربيع هي اٍحدى بلديات ولاية باتنة بالجزائر و هي منطقة من مناطق الأوراس.

لارباع
قرية ثاعزونت بلارباع

خريطة البلدية

إحداثيات: 35°21′19″N 6°08′42″E  
تقسيم إداري
 البلد  الجزائر
 ولاية ولاية باتنة
 دائرة دائرة بوزينة
خصائص جغرافية
 المجموع 99,04 كم2 (3٬824 ميل2)
ارتفاع 100 متر  
عدد السكان (2008[1] · [2])
 المجموع 8٬000
 الكثافة السكانية 81/كم2 (210/ميل2)
معلومات أخرى
منطقة زمنية ت ع م+01:00  
رمز جيونيمز 2491050 

أصل التسمية

تسكن منطقة الأرباع عرش يحمل نفس الاسم وهو عرش لارباع [1].و أصل تسمية قبيلة الارباع فيه عدة روايات تاريخية.الراي الأول يعود للأصل اللغوي لكلمة الأرباع أو لارباع حاليا. و كلمة الأرباع والتي مفردها الربع، والربع هو الموضع الذي ينزل فيه زمن الربيع أو الدار، ويقال أربع القوم أي صاروا في الربيع، واٍرتبع فلان المكان أقام فيه زمن الربيع [2]. فالأرباع تعني أرض الإقامة في فصل الربيع بسبب خصوبة مراعيها ومناخها المعتدل.

المنطقة تشتهر بالرعي وسكانها لهم تقليد قديم في الرعي، ففي فصل الشتاء يتوجهون بماشيتهم للرعي في الصحراء لدفئها.أما في فصل الربيع فيرجعون بها إلى لارباع. فلذلك سمي المكان بالأرباع أي أرض الربيع والمراعي. لكن هناك راي ثاني عن أصل هذا الاسم مبني على رواية شفوية حكاها لي الشيوخ الكبار من سكان لارباع تقول ان هذا الاسم يرجع إلى رجل يدعى الأرباعي قدم إلى هذه المنطقة مع بعض اهله وسكنها قديما، حيث اطلق السكان اسم المنطقة نسبة لقبيلة هذا الرجل الا وهي قبيلة الارباع التي كانت بمنطقة بسكرة، والتي اختلف المؤرخون حول أصلها بين أمازيغية وعربية فمن يردهم إلى البربر مثل [3] Mercier و Gauthier وهناك من يرى أن الأرباع قبيلة هلالية مثل Léon Lehuraux[3] و التي انتقلت بدورها إلى منطقة الأغواط لما واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل بالزيبان كان هذا سنة 1635. عاش الأرباع ما بين القرن السادس عشر والسابع عشر في منطقة الزيبان بين سيدي عقبة وسيدي خالد واولاد جلال، وبها نشأوا وتشكلت قبيلتهم ثم انتقلوا إلى منطقة الأغواط.

هناك رأي ثالث آخر وهو أن الاسم كنعاني اطلق خلال حقبة الفينيقين ومملكة قرطاجنة التي توسعت في المنطقة حيث وجددنا ان اسم قرية أرباع اسم كنعاني معناه "مدينة اربع". معنى كلمة اربع يدل على التحالف وأنها كانت أربعة أقسام. كل قسم لعشيرة وقد تحالفت تلك العشائر وأقامت فيها فدعيت بقرية أربع. مدينة رباعية، تييترابولس وربما اطلق هذا الاسم على المنطقة في الفترة الدولة القرطاجية ايام التوسع الفنيقي في شمال أفريقيا[1].

الأرباع قلعة من قلاع الأوراس

يقع حوض لارباع ضمن جبال الأوراس بين سلسلتين جبيلتين تجمع التنوع الطبيعي في الجزائر بين الجبال الصخرية والمناخ الحار والجاف وبين الجبال والطبيعة الخضراء وبين الثلوج في لوحة لا تكتمل ملامحها إلا في الأوراس الشامخ. تمتاز لارباع بقراها القديمة والعتيقة خاصة ثاقليغث وثاعزونت اللتان تشكلان قلاعا حقيقية تبين الطابع العمراني للمنطقة وطريقة البناء وكذلك الموقع الاستراتيجي الحصين ضد أي اعتداء. سلسلة من الجبال الصخرية الوردية اللون تمتد كجدار الصين من ثوفيقث إلى سمايل تزين أعالي قرتي ثاعزونت وثاقليعث القديمة والجديدة. عدة هضبات هنا وهناك كبوجناح التي تطل على مناظر جميلة. عدة سهول ومروج خضراء طول العام كمنطقة تنجدى الجذابة ومرج الوافي ومنطقة فوذ اقيلال ومرج بوعامر ومرج ايذمامن ومرج اعزون....... كما توجد بالمنطقة عدة وديان تشكل ديكورا جميلا بين الغابات والأحراج كالوادي الكبير تتفجر على أطرافه عيون وينابيع كثيرة وتنتشر البساتين على طوله لتشكل مناظر رائعة.

توجد بلارباع في المنطقة المنبسطة منه عدة أنواع من البساتين النوع الأول أقيم حول ينابيع الماء العذب-العيون- بارشون وثيت ملل وبوجناح ببساتينها المدرجة وبوعامر ولحواض ثم ثيت أعمر وثيت أخلوف ومناطق اخرى تشتهر ببساتينها الكثيفة كتيبحرين. ونوع أخر يمتد على طول الوادي الكبير على ضفافه كالاغ الجوز وهناك نوع ثالث من البساتين ينتشر داخل الغابات.

كما تشتهر لارباع بمواقعها السياحية كغابة الأرز الفريدة من نوعها التي كانت تجذب السياح والصيادين لملائمتها للتخييم وإمضاء العطل والنزهات في فصل الشتاء عند تساقط الثلوج وكذلك في الصيف لمناخها الرائع.

لارباع متحف طبيعي للثورة يحتاج للدراسة والتنقيب والاستكشاف. فبصفتها مركزا ثوريا استراتيجيا هناك عدة مواقع تاريخية كالمراكز الثورية على طول الوادي في كل قرى المنطقة وكذا منطقة تيبحرين التي كانت عاصمة للثورة ومركزا لها فهناك عدة مرافق كالمستشفى. و جبل ثوفيقثت الذي احتضن عدة معارك ثورية وأماكن أخرى كثيرة.

كما لا ننسى المواقع الأثرية الرومانية التي توجد في الأحواض وإيشارن تحتاج للكشف والتنقيب.

تقع بلدية لارباع جنوب ولاية باتنة يحدها شمالا بلدية بني فضالة وبلدية تازولت وغربا بلدية بني فضالة أيضا وجنوبا بلدية بوزينة وشرقا بلدية وادي الطاقة. إن منطقة لارباع عبارة عن حوض طبيعي تسوره سلسلتين جبليتين هما السلسلة الجنوبية الصخرية المعروفة بالمالو تمتد من فوذ أقيلال قرب جبل المحمل الذي ارتفاعه 2321م ثاني اعلى جبل بالمنطقة الاوراس بعد جبل شيليايقدرارتفاعه بـ 2328م شرقا إلى ثنوغيست غربا كحد طبيعي فاصل بين لارباع وبوزينة والسلسلة الجبلية الشمالية فهي جبال مغطاة بالغابات ممتدة من مضيق سمايل غربا إلى وادي البور وهضبة تيفراسين شرقا. قرى لارباع تمتد على ضفتي وادي لارباع الكبير كأنه شريان الحياة الذي يغذي جسم وخريطة لارباع من شرقها إلى غربها حيث تبدأ روافده الأولى شرقا من سفوح جبل المحمل عند بارث وفوذ أقيلال والوديان الصغيرة عند الوافي والاحواض وبلغو ثيت ملل وبوعامر ومنطقة أظهري إلولاغ ثم ينحدر نحوغرب لارباع ويزداد عمقا واتساعا شيئا فشيئا. ينضم إليه رافد ثاني عند تاعزونت هو وادي بوجناح وسط لارباع كما يصب فيه وادي ثنوغيست عند أسفل ثاقليعث غرب لارباع بعدها ينعرج شمالا عند حوض السمايل العميق وهو التواء صخرى كبير يشكل منعرجا لوادي لارباع وبعد هذا الالتواء يصب فيه رافد آخر هو وادي تيبحرين وبعدها ينتهي مجرى هذا الوادي ليلتقي مع وادي بني فضالة ويصب فيه قرب منطقة السمايل [1] .

جبل ثوفيقث قلعة الثوار يحكي مآثر الثورة في لارباع. حدثت به عدة معارك أشهرها معركتي ثوفيقث الأولى والثانية وهو محاط بثلاث قرى ثورية ثيبحرين و ثاعزونت و ثاقليعث كانت حصونا للثورة ومراكز لها

تتكون لارباع من عدة قرى أهمها وأقدمها القلعة القديمة أو ثاقليعث أم قرى لارباع. قرية ثاقليعث هي عاصمة لارباع القديمة ومعناها القلعة بالإضافة إلى ثاقليهت مهد لارباع هناك ست قرى اخرى رئيسية ثاعزونت وثيبحرين و بوجناح وبوعامر و بويعقاقن يوجد بها مقر بلدية لارباع وفوذ أقيلال وهناك تجمعات سكانية أخرى مثل اخفاون انتكعاب وبارث و الاحواض وثزنبوت.. الخ. لارباع منطقة جبلية غابية تجمع التنوع الطبيعي في الأوراس بين الجبال التي تكتسي قممها بالثلوج شتاء والطبيعة الخضراء ربيعا وتتزين بغابات الصنوبر حول ثوفيقث وثيليمسوين وقرب بوجناح وبوعامر و بأشجار الأرز الأطلسي النادر في غابة الزقاق كما تحوي مروجا خضراء كمرج بوعامر ومرج أوعزون ومروج ثينجدي وهضاب متوسطة كهضبة بوجناح وهضبة الأحواض وكما تمتاز منطقة الارباع ببساتين غناء في منطقة ثيبحرين وبساتين كثيرة اخرى منتشرة على طول وادي لارباع الكبير "إغزر أمقران" و حقول شاسعة معطاء في إلولاغ وبارث و ثيت ملل وفوذ أقيلال وثنوغيست و بوجناح. لارباع لوحة طبيعية أبدع الله صنعها وسمفونية أمازيغية لا تكتمل ملامحها إلا في الأوراس الشامخ الأشم. الأرباع هي جنة من جنان الأوراس وقلعة من قلاع الأمازيغ الأحرار[1].

بلدية لارباع بين الواقع والآفاق

لارباع من بين البلديات التي ذاقت مرارة الحياة إبان العشرية السوداء مما أرغم جميع سكانها بدون استثناء على الرحيل والنزوح إلى البلديات المجاورة كبوزينة - عين التوتة - تازولت - باتنة - وأصبحت خلال العشرية السوداء خاوية على عروشها. و مع مطلع سنة 2008 بدأ سكان لارباع يعودون شيئا فشيئا إلى ربوع بلديتهم متحدين كل الصعاب. فرغم العزلة وو عورة المسالك إلا ان أبناء لارباع الغيورين على أرضهم بدأوا في اعادة اعمارها بدءا بإعادة زراعة الأشجار المثمرة وحراثة الارض وبذر الحبوب وبناء المساكن وحفر الأبار في قرى بوجناح وبوعامر و منطقة بلغو والأحواض ومرج الوافي وفوذ اقيلال.

كما أعيد مقر بلدية لارباع إلى مكانه الأصلي ببويعقاقن وحولت المرافق القديمة للبلدية إلى ثكنة عسكرية من أجل إعادة الاستقرار إليها وتم فتح مقر البلدية في بناء جاهز من عدة بنايات جاهزة معدنية والكثير من الأشغال القائمة هناك من أجل إعمارها كمقر البلدية مدرسة سكنات اجتماعية. لقد شيد سكان لارباع العديد من السكنات الريفية في مقر البلدية وقرية بوجناح ومنطقة ثزنبوت لكن رغم هذا التغير إلى ان بلدية لارباع تبقى معزولة لافتقارها إلى طرقات معبدة تربط بينها وبين البلديات المجاورة. فطريق تقصريت عبد جزئيا لكن نوعية الإنجاز رديئة أما طريق بوزينة- بويعقاقن الذي يربط بلدية لارباع بدائرة بوزينة فإن به عقبة كبيرة هيى ثنية إيمي أنتيزي بسبب سوء التخطيط والإنجاز فإن هذه الثنية يصعب صعودها أو النزول منها بالسيارة ومن يمر عبر هذه الطريق يعرض نفسه للخطر بسبب ميلها الخطير ونفس الشيء يقال عن الطريق الذي فتحه الجيش الوطني الشعبي بين بلدية بني فضالة وبويعقاقن فهي وعرة وميلها حاد عند نزولها أو صعودها. إن أولوية بلدية لارباع الاولى اليوم هو فتح الطرقات واعادة اعمار كل قرى لارباع وتزويدها بضروريات الحياة من ماء وكهرباء.... الخ ودفع عجلة التنمية ببناء مساكن ريفية في كل قرية وتجمع سكني. يجب فتح الطريق بين بلدية لارباع وبلدية تازولت مرورا بقرية تيفيراسين والبور وغابة الزقاق الشهيرة. أما المحور الآخر فهو فتح طريق بين عين التوتة مرورا ببني فضالة وثنوغيست من جهة لارباع القديمة كما يجب استكمال طريق تاقصريت وإعادة تخطيط وإنجاز شطر طريق إيمي أنتيزي وتسهيل ميله ومنعرجاته[1]. إن إعادة إعمار لارباع هو هدف كل أبناء لارباع لذلك يجب تظافر وتوحيد جهود كل أبناء لارباع لتحقيق هذا المسعى النبيل بطريقة حضارية كل بما يستطيع لإعادة لم شمل أبناء هذه الأرض الطاهرة من جديد. لارباع أنجبت المجاهدين والمجاهدات والشهداء والشهيدات و كانت معقلا من معاقل وحصنا من حصون ثورة التحرير المجيد فليكن أبناء لارباع خير خلف لخير سلف.

جغرافيا منطقة لارباع

تضاريس منطقة لارباع تجمع تنوعا من الجبال والهضاب والتلال والسهول والمروج والوديان و منابع المياه وبين الغابات والاحراش.

وادي الأرباع الكبير أو إغزر امقران

وادي الأرباع يطلق عليه أهل لارباع اغزر امقران الذي ينبع من قمة المحمل والمالو وقمم ثيلسموين وثوفيقث يمر على فوذ اقيلال وبويعقاقن و اسفل بوعامر وكذلك أسفل بوجناح ثم يصل إلى قرية ثاعزونت ويمر غربا بثاقليعث ليلتقي بوادي فضالة شمالا في السمايل لينتهي إلى سد منبع الغزلان ببسكرة. و على طول الوادي تمتد جنان ساحرة وحركة مياه رقراقة، صوتها عذب، يبعث الراحة والطمأنينة في نفس السائح. الوادي الكبير هو شريان الحياة في أرض الأرباع يغذي المنطقة من شرقها إلى غربها تنحدر مياهه من سفوح جبال المحمل والمالو ليصب في حوض السمايل في خط ذو التواءات وانعراجات على طول خط يقارب 15 كيلومترا. عندما تتساقط الثلوج على جبال ثوفيقث والمحمل و المالو وثنوغسيت و ثيلمسوين تكتسي قممها لونا ابيضا ناصعا خلال شهري جانفي فيفري. كما تتساقط الأمطار بغزارة خلال أيام مارس فترتوي الأرض وتمتلئ الأحواض الجوفية وتتفجر الينابيع عيونا جارية. و تذوب الثلوج في قمم الجبال لتنطلق منها السواقي وتشكل روافد الوادي التي تجتمع وتصب في مجراه. خلال فصل الشتاء يزداد منسوبه ويصبح تياره المائي قويا أحيانا هادرا في مواسم الشتاء الممطرة ليشكل ما يسمى سوف بالشاوية يقطع المنطقة إلى نصفين لعدة أيام.و يصل أوج منسوبه في بداية الربيع عند ذوبان الثلوج من قمم الجبال المحيطة به ليصبح أكثر نقاء وهدرا وأحيانا تتشكل شلالات مثل المتواجد قرب ثاعزونت. تقصد النساء هذا الوادي للغسيل كمنظر بديع وصوت جميل هناك قرب تاعزونت تعود بنا الذاكرة إلى الأيام الخوالي أيام الصبا عندما كنت أرافق أمي مع أخي الصغير إلى الوادي مثل سائر النسوة في القرية تأخذنا أمي إلى الوادي أسفل القرية.هنالك تجتمع كل نساء القرية قرب الاغ الجوز لأجل غسل الملابس والصوف وحتى الزربية والحنابل والاغطية يتبادلن أطراف الحديث حول أحوال أهل القرية حول من سافر ومن عاد ومن تزوج ومن خطب. كانت هذه اللقاءات عند الوادي وعيون الماء نادي للسمر وسرد القصص وتبادل نشرات الأخبار فيما يحدث في القرى الأخرى أيضا. ما أحل تلك الأيام وأعذبها حين كنا نحن الصغار نلعب في الماء وأحيانا نسبح فيه في أحواض صغير وقد نستحم.أو نلعب لعبة الملاحقة باستعمال بندقية أطفال مشكلة من قصب نبات الدفلة نسميه اعموذ أو البندقية تطلق قذائف عبارة عن كرات من الورق.إن الوادي في الاوراس وخاصة لارباع له رمزية انه رمز الحياة ذلك القلب النابض الذي يضخ الماء في جسم المنطقة. فهو يروي عطش كل ساكن بيت من البيوت ويزود كل مطبخ منها بمياه الطهي. و يسقي كل شجرة من أشجار البساتين المنتشرة على طول مجراه ليشكل شريطا اخضرا على ضفتيه من أشجار العنب والمشمش والتين و التفاح والإجاص والرمان و على ضفتيه ترتفع هامات أشجار الصفصاف باسقات، وأشجار الرمان وغيرها من الفواكه.عند بداية بشائر الربيع تتفتح براعم تلك الأشجار وتزهر من جديد وتكتسي حلة بيضاء كالعروس كل شجرة لها شكلها ولونها الأبيض الزاهي تتنافس مع الأخريات لتعلن بدأ فصل الربيع الذي تزدني بحلته الخضراء المروج وحقول القمح والشعير و كل البساتين انه لمنظر يأخذ بالألباب يعلن عودة الحياة إلى الأرباع الذي اشتق اسمها من الربيع انه عشق ابدي بين هذه الأرض الغناء وهذا الفصل السعيد فسبحان من صور هذه الأرض وأبدع حسنها.

أهم الجبال

توجد بلارباع سلسلتين جبيلتين رئيسيتين هما السلسلة الجنوبية والسلسلة الشمالية. السلسلة الشمالية طابعها غابي ارتفاعي تدريجي تكسوها غابات الصنوبر والارز والسنديان بها تتساقط الثلوج شتاء لان ارتفاعها يفوق 1300متر أهم قممها. 1. جبل كاف ثوفيقث الذي يتوسط لارباع شامخا شاهقا وهو رمز لها معقل الثورة وقلعته الحصينة بارتفاع يقدر 1715متر به كهوف احتمى بها الثوار واخاديد ويشتهر بتواجد النحل في شقوقه الشاهقة منذ القدم.2. رأس العيون بارتفاع حوالي 1500 متر يجاور كاف ثوفيقث. 3. جبل ثاجرة 1694 بارتفاع متر مقابل كاف ثوفيقث يفصلهما وادي ثيبحرين.4. جبل الغراب المتواجد في السلسلة الجبلية الصخرية التي تفصل بوزينة عن لارباع قرب ثنوغيست بارتفاع 1702متر.5.جبل ثلمسويين بارتفاع 1525 متر قرب ثازنبوت. 6. جبل ثنوغيست على سفوحه تنتشرغابة المالو وهو يشكل الحد الفاصل بين لارباع ومعافة وهو كتلة جبلية ضخمة أقصى ارتفاع لها هو 1594 متر غرب لارباع.هناك جبال اخرى اقل ارتفاعا في هذه السلسلة كجبل الصخري أو كاف انلوعر لندي يعني السفلي وكاف اللوعر انيجي الاعلي وهما كتلتين صخريتين كمشطين هما امتداد لجبل ثوفيقث وهما موجدان اعلى قرية ثافليعث.

السلسلة الجنوبية عبارة عن سلسلة جبلية صخرية ارتفاعها لا ينزل عن 1600 متر بها غطاء نباتي قليل مثال اشجار توزالت والاوال الشجرة النادرة الفريدة من نوعها وبعض الاعشاب كالشيح في الجهة الجنوبية المقابلة للرياح الصحراوية القادمة من منطقة بوزينة. هناك عدة قمم شاهقة على طولى هذه السلسلة الصخرية الجنوبية الممتدة كجدار الصين من الشرق إلى الغرب لارباع لتشكل حدا طبيعيا بين منطقة لارباع ومنطقة بوزينة. تبدأ بقمة جبل الغراب المتواجد أقصى الغرب قرب ثنوغيست بارتفاع 1702متر. ثم تليها قمة ايميى انتيزي أو فم الثنية التي تتوسط هذه السلسلة الجبلية الصخرية وجبل إيمي انيز بارتفاع 1736 يعد البوابة الجنوبية بين لارباع وبوزينة به فج يخترقه الطريق الجديد بين لارباع وبوزينة. منه تستطيع ان ترى صورة بانورامية للجزء الغربي للارباع وجزء من مدينة عين التوتة. بعد ايمي انتيزي نجد قمة اخرى قرب بارشون بارتفاع 1852 متر وباتباع تضاريس هذه السلسلة شرقا نجد هناك عدة قمم أهمها القمة المتواجدة قرب ثيت انملل 2020 و في أقصى الشرق قرب المحمل توجد أعلى قمة بهذه السلسلة قرب فوذ اقيلال بارتفاع 2070متر. اخدود السمايل وهو عبارة عن وادي صخري كبير محفور بفعل مياه وادي لارباع هذا الاخدود العظيم يشبه اخدود غوفي بسب عمقه وعرضه يشكل منظرا رائعا ومنطقة سياحية للاستكشاف والتنقيب.

المناخ

بما ان لارباع جزء من منطقة الاوراس فمناخ اقليم لارباع هو نفسه مناخ منطقة الاوراس. ان الفوارق الحرارية في منطقة الاوراس واسعة جدا بين فصلي الشتاء والصيف، وبين الليل والنهار، وتتسع هذه الفوارق كلما زاد الارتفاع، فالثلوج تتساقط بكثافة على المرتفعات التي تزيد عن 1300م وخاصة بالسفح الشمالي.وهذا ما ساهم في تشكل غطاء نباتي مميز للمنطقة.الأمطار تسقط بغزارة من أكتوبر إلى أفريل تقريبا: كما تتساقط الثلوج بكثافة خاصة في المرتفعات، وبذلك نجد الطقس شديد البرودة في فصل الشتاء إلى ما تحت الصفر وفي الصيف تشتد الحرارة إلى حدود 40° مئوية. يبعد إقليم الأوراس أكثر من 150 كم عن البحر المتوسط [5]، ومع ذلك يجعله ارتفاعه واتجاه جباله، عرضة للرياح الشتوية القادمة من الشمال الغربي الوافرة المطر نسبيا في جهاته الشمالية، ويعرّضه للرياح الشمالية الشرقية الشتوية الباردة، التي تنخفض درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. و هنا تنمو غابات الأرز وتكثر المروج، ويكتفي القمح والشعير بما يهطل من أمطار، وتتدرج الأنواع النباتية هبوطاً نحو الأوراس الأوسط والجنوبي حيث يتناقص المطر وترتفع درجة الحرارة، فمن صنوبر حلب إلى السنديان فأشجار الفاكهة التي تنمو في المناطق المعتدلة من كرز ومشمش وخوخ ولوز وتين وزيتون، ودون مستوى 800م تنمو شجرة نخيل التمر، امتدادا لواحات الصحراء. و في تلك الجهات تتعذر الزراعة الجبلية، وتصبح الأودية المكان الوحيد المناسب للإنتاج الزراعي [5].

الغطـاء النباتي والثروة الغابيـة والحيوانية

منطقة الأوراس هي جزء من النظام الإيكولوجي الشمالي لشمال الجزائر. الغطاء النباتي يرتبط بقوة بالتربة والمناخ، الغابات في جبال الأوراس جد معتبرة قبل ذكرها وتعدادها نتكلم عن مختلف الأنواع التي تعيش فيها. وهي: العرعر الفينيقي أو العرعار والعرعر المشترك أو الطاقة و العرعر الارزي شجرة الطقسوس أيوال، السنديان الأخضر الكروش شجرة الدرداء- توزالت (frêne),الصنوبر الحلبي، الارز الأطلسي أو البيقنون و أشجار أو السرول.وهناك نوع اخر يشبه الارز وهو التنوب النوميدي ;ة الايوال وكذلك اشجار السدر الجبلي والبرقوق البري والزيتون البري وكذا حشائش حرجية اخرى مثل توت العلايق و الشوح والحلفاء والدفلة والديس والخيزران[6]. يبدأ الأرز في الظهور على ارتفاع 1400 متر على المنحدرات المحمية من رياح الخماسين السيروكو، ولكن لا نراه على أي ارتفاع على المنحدرات المكشوفة لهبوب الرياح الصحراوية.الصنوبر ياتي في المرتبة الثانية بعد الأرز كزخرفة طبيعية في الأوراس و يشكل في بعض المناطق غابات جميلة، ولكن الصنوبر والأرز لا تقاوم الشهيلي تلك الرياح الجنوبية الغربية الرهيبة. أشجار السنديان والعرعر هي الوحيدة القوية المقاومة لذلك. يظهر ان السنديان تحتل مكان الأرز و العرعر تحتل مكان الصنوبر في مواجهة العدو الطبيعي. وعلى عكس الجانب الشمالي النباتات لا تحتمي فقط بالقمم العالية بل تنمو بقوة وراء القمم الأدنى ارتفاعا. في حين أن اشجار الأرز تختلط باشجار الصنوبر كما تختلط خاصة باشجار السنديان البلوط، وهذا أجمل ما يمكن ان نرى. في الجنوب تتنافس اشجار العرعر القليلة الاوراق مع الأشجارالأطول في بعض الأماكن من الغابات لا يمكن تمييز الاشجار فهي مختلطة و لا تنفصم[6]. يوجد في الجزء الشمالي من بلدية لارباع غطاء نباتي متنوع بين غابات الصنوبر و الأرز و البلوط وكذا أشجار غابية أخرى و نباتات غابية كالديس والحلفاء تنتشر على الأحراج و الهضاب و الجبال و الوديان. غابة الزقاق: تقع غابة الزقاق على أراضي بلدية لارباع. تحتوي على مساحة 15000هكتار و تشكل مع غابات عيش علي وأولاد فضالة وحدة ضخمة 50000 هكتار، ذات أهمية كبيرة من جميع النواحي. لكن للأسف فإنها لا تزال غير معروفة و الظروف لم تسمح بتهيئتها كما يجب. و القسم الشمالي لغابة الزقاق يشكل حوضا لتجميع المياه و ادي الطاقة الذي يغذي الحوض المغلق لسبخة الجندلي الجزء المركزي المواجه للشمال الغربي يشكل جزءا من حوض أحد روافد وادي فضالة. الجزء الغربي على العكس هو بشكل عام مواجه للجنوب يصب مياهه كالجزء المركزي في وادي فضالة [6]. و الارتفاع يتراوح بين 1200 و 2000 م اشجار هذه الغابة تشبه غابة أولاد بني فضالة و لكن أقل جمالا. و هي تتألف من 10 / 5 من السنديان، 2 / 10 العرعر، 2 / 10 الصنوبر الحلبي 1 / 10 من الفراغات. لا يستغل حطبها بسبب بعدها.تعرضت هذه الغابة خلال فترة الإرهاب الاعمى للحرق للمرض و الجفاف. فاحترق جزء كبير من اشجارها أو يبس. الا ان هناك علامات امل تلوح في الافق حيث لاحظنا تجدد شجيرات الارز من جديد طبيعيا. تبقى هذه الغابة وباقي الغابات في الاوراس بحاجة للدراسة و اعادة التشجير والعناية بسبب صعوبة استنبات شجيرة الأرز النادرة في المشتلات مثلما يروي الاختصاصيون في الزراعة.

الأرز الأطلسي النادر

أما أرز الأطلس الشهير، وهو يضاهي في جماله وبهائه وقامته أرز لبنان، فلا ينمو إلا في ارتفاع يكون بين 1300 م و 2200 م، وقد تبلغ الشجرة منه في طولها 45 مترا وتكون استدارتها ( 19 م ) ويمكنها أن تعمربضعة قرون، وهو شجر يتحمل الشتاء والثلوج والبرد القارص. وتجده كثيفا في غابات الونشريس والبليدة وجرجرة وغابة ثنية الأحد[5].و في الاوراس نجد الرز الأطلسي في غابة جبل شيليا كما يتواجد في لارباع بغابة الزقاق يشكل منظرا بديع في الشتاء أو في الصيف.

غابة الصنوبر الحلبي

تجد في الغابات الجزائرية نوعا شهيرا من الأشجاريدعى صنوبرحلب المتميزة بشدة صبره واحتماله تغيرات الطقس، وتراه منَِتشرا بكثرة في الونشريس وجبال البيبان و الحضنة والجلفة والأوراس الأشم. هناك عدة اماكن توجد بها غابات الصنوبر في شمال لارباع اهمها: الغابة الكبرى الممتدة بين منطقة بوجناح بوعامر الاحواض من الجنزب ثم تاخذ هذ المنطقة في الانحدار لغاية واديى لارباع الكبير على مساحة مستطيلة تقطعها عدة اودية. الغابة الاخرى هي أيضا غابة ثيلمسوين تمتد على شكل مثلث من بويعقاقن شرقا إلى كاف ثوفيقث غربا و من وادي لارباع الكبير جنويا إلى وادي ثيبحرين شمالا.أهم الاشجار في غابات الصنوبر بلارباع أشجار البلوط المحلية و أشجار الصنوبر الحلبي وأشجار التنوب النوميدي و أشجار السنديان الأخضر وأشجار السدر الجبلي واشجار العرار و اشجار الطاقة كما نجد اشجارأخرى و نباتات غابية كالديس والحلفاء تنتشر على الإحراج و الهضاب والجبال والوديان.

الزراعة

تنقسم منطقة لارباع إلى قسمين هامين. قسم غابي جبلي في الشمال. وقسم ثاني مسطح زراعي يمتد كممر كبير من الغرب إلى الشرق تتخلله تلال ووديان. يفصل بين القسمين وادي كبير يمتد من الشرق إلى الغرب من المحمل و الزقاق إلى سمايل.وتتموقع على هذا الوادي عدة قرى منها بويعقاقن و ثاعزونت وثاقليعث. وكما تنتشر على طول الوادي بساتين وأراضي زراعية.مارس سكان لارباع كغيرهم من سكان المناطق الريفية بالاوراس قديما في القرن الماضي زراعة معاشية تقليدية تعتمد على اليد العاملة اليدوية واستعمال طرق زراعية تقليدية يستخدمها الفلاحون لتوفير قوتهم اليومي من الحبوب والخضار وعندما يكون هناك فائض في الإنتاج يتم بيعه في أسواق المدن القريبة أو لسكان الصحراء .. وتعتمد الزراعة على وسائل سقي تقليدية كالأنو أو حوض الماء للتخزين والساقية لتوزيع الماء بالمناوبة أي بالحصص.كما تستعمل وسائل يدوية كالمحراث اليدوي والمنجل والرفش.

زراعة الأشجار المثمرة

يزرع سكان منطقة الاوراس أنواعًا مختلفة من الأشجار في ممتلكاتهم؛ فيزرعون الأشجار الظليلة للحماية من الشمس وأشجار الزينة للتجميل. وقد يزرعون الأشجار كمَصَدَّات رياح. و يزرع كثير من الناس بوجود أشجار الفواكه في حدائقهم، وبساتنهم لتمدهم بالفاكهة، وتوفر لهم الظل والجمال. لكي تنمو الأشجار بطريقة جيدة يجب أن تكون الشجرة ملائمة للمنطقة التي تُزرع فيها. والأشجار التي تُجلب من مناطق بعيدة يجب أن تُزرع في المناطق ذات المناخ المشابه لموطنها الأصلي فقط، وكذلك يجب وضع الخصائص المميزة للشجرة بعين الاعتبار عند زراعتها. على سبيل المثال، يجب ألا تُزرع الأشجار ذات الجذور المنتشرة بالقرب من المنازل؛ لأن الجذور قد تضر بالمصارف والأساسات أو تسدّ أنابيب الصرف الصحي. تمتاز منطقة لارباع بغناها بالمياه والينابيع العذبة هذا ما سمح بانتشار زراعة البساتين المتنوعة بأشجارها المثمرة كأشجار المشمش والخوخ والتفاح والإجاص والعنب والتين والرمان.وكذلك أشجار الجوز واللوز و أشجار الزيتون والتوت.

زراعة الخضر

تمتاز منطقة لارباع بزراعة البطاطا والطماطم والفلفل و البصل والثوم والخس والخيار والجزر والخردل والبطيخ والقرع. اهتم سكان لارباع بزراعة خضرواتهم الخاصة ولم يحتاجوا إلى شرائها من الأسواق ولقد زرعو انواعا كثيرة مثل البطاطا و الطماتطم والبصل والثوم والخس والجزر والخردل والفول والقرع والخيار. زراعة الحبوب: زاول سكان لارباع زراعة الحبوب كالقمح والشعير والذرة منذ القدم لأنها تمثل الغذاء الأساسي لهم إذ تمدهم بالسميد لصنع الخبز وأنواعا من المأكولات التقليدية وكذلك توفر العلف للمواشي من الشعير والنخالة والتبن لذلك خصصوا لها حقولا كثيرة في الجزء المستوى وأنشئوا لها البيادر للدرس قرب المنازل وغرفا للتخزين للشتاء ومطمورات للتخزين لوقت طويل. وكانوا يستعملون في حراثة الأرض و قلبها في الخريف المحراث اليدوي الذي يجره حيوان كالبغال والأبقار والمنجل لحصد الغلة وقت الصيف و البيدر للدرس بواسطة حيوانات تدور على عمود يتوسط البيدر. ثم في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي شهدت الزراعة استخداما لبعض الوسائل الحديثة كالجرار والحصادة والمحراث الآلي وحفر الآبار واستخدام المضخات للسقي واستخدام الأسمدة الطبيعية والاصطناعية...الخ. ان زراعة الحبوب هي الزراعة الاولي في لارباع لان الجزء الجنوبي منها عبارة عن هضاب وسهول مستوية تصلح لزراعة كل انواع الحبوب خاصة القمح والشعير وتمتد مناطق هذه الزراعة من حقول فوذ اقيلا مرورا بثيت ملل وبوعامر وايلولاغ وبوجناح وثنوغيست لتشكل مساحة حوالي 30بالمئة من لارباع.كانت لارباع مكتفية ذاتيا وتبيع الفائض في أسواق المدن القريبة كأسواق بوزينة و عين التوتة و ثنية العابد و اريس و جمورة. كما ان سكان لارباع كانوا يحتفظون بجزء من غلالهم في مخازنهم كبذور محلية جيدة محافظين بذلك على اصناف بذورهم عبر الزمن كما مارسو زراعة بعض البقول كالحمص و العدس واتت اكلها واثبتوا ان اراضيهم صالحة لهذه المحاصيل ومارسوا أيضا زراعة الذرة صيفا للأستفادة منها كغذاء داخل في عدة اكلات تقليدية. كما زرع فلاحو المنطقة البقول الجافة مثل الحمص والعدس والفاصولياء والبازلاء و الفول.

تربية الأغنام و المواشي

إن منطقة لارباع رعوية تنتشر بها مساحات رعوية معتبرة. حيث مارس السكان رعي المعز والأغنام التي توفر الحليب كغذاء أساسي لسكان المنطقة والشعر والصوف لممارسة الغزل وحياكة الملابس التقليدية كما يستفيدون بلحومها في التغذية. وتربى كذلك بالمنطقة الأبقار التي توفر اللحوم والحليب كما يربي سكان المنطقة الدواجن التي تمدهم بالبيض والحوم البيضاء.كما تمتاز المنطقة بتربية المواشي كالبغال والحمير لاستعمالها في أعمال الزراعة وللتنقل للمناطق الأخرى. وكان السكان يربون الأحصنة التي كانت رمزا يتباهى به فرسان المنطقة. كما كانت تستعمل الأحصنة في موكب العرس لنقل العروس من دار أهلها إلى دار زوجها.و يتكون الموكب من عدة فرسان يركبون الأحصنة و يحملون بنادق البارود.

تربية النحل

اعتنى سكان لارباع بتربية النحل والذي يعثر عليه في الغابات والجبال القريبة.ليتم تربيته في خلايا تقليدية تصنع من الحلفاء والجبس على شكل اسطوانات تسمى ثي ازياذين ويمتاز العسل الجبلي الذي يجني في أواخر الصيف بجودته العالية وفيه شفاء للناس. تربية النحل الحديثة منذ عودة السكان إلى لارباع بداية 2008 عاد الكثيرمن أبناء سكان لارباع إلى تربية النحل إذ نجد صناديق النحل متوزعة على طرفي طريق تاقصريت حتى بوجناح. عاد ليمارس هذا الجيل الجديد من النحالين تربية النحل الطريقة الحديثة التي تعتمد على الصناديق الخشبية واستعنال الادوات الحيثة كالبذل الخاصة والمضحخات الدخان واستعمال الادوية لمحاربة الامراض التي تفتك بالنحل وتقديم الرعاية لخلايا النحل من غذاء خلال الفصل الشتاء المتكون من السكر المذاب في الماء الساخن تشكل شرابا مغذيا للنحل وكذا استعمال اطارات مزودة بالشمع الاصطناعي الذي تبني عليه النحل خبز الشمع الذي تضع فيه النحلة الملكة البيوض وتخزن فسها العسل والرحيق وغبار الطلع.


صورة مقربة لقرية تاعزونت ومنازلها يظهر فيها الجامع على اليسار

تاريخ المنطقة

العصر النوميدي

لمعرفة تاريخ لارباع لابد من نبذة تاريخية علة تاريخ منطقة الاوراس التي تقع بها منطقة لارباع خلال العصور القديمة ابتداء من العصر النوميدي ثم العصر الروماني. لا يعرف تاريخ تأسيس مملكة نوميديا على وجه التحديد، فبعض المصادر القديمة سواء المصرية الفرعونية أو اللاتينية اشارت إلى وجود ملوك أمازيغ في شمال أفريقيا.وان جل المؤرخين يعتقدون أن أيلماس هو المؤسس لمملكة نوميديا، وللإشارة فان الملك ماسينيسا الذي ينتمي إلى أسرة ايلماس كان يطالب باسترداد أراضي اجداده في حربه ضد قرطاج ومملكة موريطانيا الطنجية (شمال المغرب) مدعوما بروما. رافعا شعاره الشهير: أفريقيا للأفارقة، متحالفا مع روما، عاملا على تأسيس دولة أمازيغية قادرة على مواجهة التحديات الخارجية. في العصر النوميدي سنة 300 قبل الميلادة وحد الملك ماسنيسا نوميديا الشرقية والغربية واسس مملكة نوميديا الأمازيغية وعاصمتها لامبازيس أو تازولت الحالية ثم اتخذ من سيرتا أو قسنطينة الحالية عاصمة جديدة لمملكته نوميديا. لا يزال قبره موجودا هناك. تميز ماسينيسا بقدراته العسكرية بحيث تمكن من هزم خصمه الأمازيغي سيفاكس، كما تمكن من هزم حنبعل القرطاجي اعظم الجينرالات التاريخيين، في معركة زاما بتونس الحالية سنة 202 قبل الميلاد. لارباع هي إحدى مناطق الاوراس التي يعود تاريخها إلى أزمان سحيقة ما قبل عصر المملكة النوميدية قبل الميلاد و تدل الكهوف الموجودة بالمنطقة في ثوفيقث و أيفران و السمايل على استطان السكان الأمازيغ بهذه المنطقة وسكنهم بها.

العصر الروماني

بدأ تواجد الاحتلال الروماني في شمال أفريقيا بعد معركة زاما اين انهزمت قرطاجنة. سيطر الاحتلال الروماني على نوميديا بعد هزيمة جوبا الأول حفيد يوغرطا امام جيوش روما و فقدت نوميديا استقلالها السياسي، وكانت نهايتهاعام 46 ق.م بعد مرور مائة سنة على ذكرى قرطاجة سنة 146 ق.م وبهذا دخلت نوميديا فترة جديدة وهي فترة الحكم الروماني. في العهد الروماني كانت منطقة الاوراس مهدا لعدة مدن شيدها الرومان مثل خنشلة ماسكيلا و بغاي و تيمقاد و لمبيز سنة 81م التي اتخذت عاصمة للحامية الرومانية ومنها انطلق الفيلق 3 اغيستا لاحتلال الاوراس عبر طريق تازولت اريس عبر الوادي الأبيض ووصل إلى غاية تيغانيمين حيث وجدت كتابة على الصخور هناك تخلد ذلك.لقد وصل الرومان إلى لمبزيس سنة 81 وبنوا بها المعسكر الأول ثم اصبحت مقر الحامية الرومانية وعاصمة روما في شمال أفريقيا.بعدها توسع الرومان في كامل الاوراس عبر مهادنة السكان الأمازيغ كما بنوا حصونا وقلاعا عديدة في ارجاء الاوراس إّذ تدل الاثار المتواجدة في اريس ومنعة وبوزينة ولارباع وثاقوست وزانة اليبضاء ونقاوس والقنطرة.على هذا التوسع الروماني والثورات التي التي شهدتها المنطقة ضد الاستعمار الروماني طيلة تواجده بالمنطقة.

كما أن الآثار الرومانية الموجودة في اشارن قرب بوجناح و الاحواض قرب بويعقاقن وفوذ اقيلال خير دليل على وجود قلاع رومانية وحصون قرب القلاع الأمازيغية في هذه المناطق مثل اشارن قرب ثاعزونت وثاقليعث القديمة.إذ يذكر مسكراي في كتابه رحلة في الاوراس [7](ان الرومان شيدوا عدة قلاع على محورين اساسسن في الاورس على محور لمبزبس القنطرة. وعلى محور لمبزيس الوادي الأبيض وصولا إلى لوطايا.وللتسهيل الاتصال بين مراكزهم المبنية في الشمال والجنوب، أنشأ الرومان طرقا عبر جبال الاوراس وكانت هذه الطرق عبارة عن ممرات للخيول لكن بجسور متينة بنيت على الأودية لاستيعاب حركة المرور في أي وقت من السنة). وذكر أيضا مايلي: (على طول وادي عبدي نجد سلسلة من القلاع واحدا منها قرب وادي الطاقة و ثلاثة اخرى بين المحمل ووادي عبدي أهمها المتواجدة بأذرار أملال - وهو ما يسمى الآن ازرو أملال وهو غابة بلارباع- جنوب غرب قلعة تاقسريت ثم تليه قلعة منعة عند ملتقى وادي الأحمر مع وادي عبدي وأخيرا قلعة البرانيس). وهذا دليل أخر أن لارباع بنيت بها قلعة رومانية أو أكثر في أحد المواقع الأثرية الثلاثة الموجدودة بها.

العهد الإسلامي

من المعروف تاريخيا أن المسلمين فتحوا المغرب العربي في القرن السابع ميلادي. و استقرت البلاد نهائيا للمسلمين سنة701م بعد مد و جزر مع الأمازيغ و الرومان في عدة وقائع ومعارك. كان أخرها المعركة التي جرت بين جيش المسلمين بقيادة حسان بن النعمان وجيش الأمازيغ بقيادة الملكة ديحيا التي اطلقوا عليها اسم الكاهنة، حيث قضى فيها على جيش الكاهنة بعد معركة طاحنة ثم مهلك الكاهنة على يد حسان بعد فرارها ثم ظفره بها في طبرقة. و لقد وجد المسلمون صعوبة في فتح مناطق إفريقيا مثل الأوراس التي كان يسكنها الأمازيغ الذين خضعوا لسلطة قبائل تنضم تحت لواء ملوك أمازيغ مثل كسيلة و الكاهنة (المرجع 3).
و الأمازيغ معروفون بحبهم للحرية لذلك اعتبروا المسلمين العرب غزاة وحاربوهم. وبعد معارك عديدة وصراع كبير اقتنعوا بالإسلام واعتنقوه ودخلوا فيه أفواجا وأصبحت أرضهم من ديار الإسلام. بعدما كانوا تارة يدينون بالوثنية قبل الرومان وتارة بالمسيحية حين اعتنقها بعضهم أيام الاستعمار الروماني. و لقد طلع الإسلام على هذه الأرض والحمد لله فأضاء عقولا من الجهل والوثنية فحمل أجدادنا لوائه وشاركوا في فتح الأندلس و لقد قضى الإسلام على براثين القبلية والعصبية التي لا تزال لحد الآن بعدما أعاد غرسها من جديد الاستعمار الفرنسي.

العهد العثماني

شأنها شأن باقي مناطق الأوراس.في هذا العهد العثماني انتشرت ظاهرة المشيخات التي أصبحت الطابع المميز لمنطقة الأوراس ككل و كانت مـشيخة أولاد عبدي و شملت أولاد مومن أولاد عزوز بوزينة لارباع تاقوست أولاد عبدي و يمكن القول أن الوجود العثماني في الأوراس منها منطقة بوزينة تميز بفترتين متعاقبتين أولاهما ابتدأت من بداية العهد العثماني وانتهت بتولي صالح باي مقاليد بايليك قسنطينة سنة 1771 م و تميزت هذه الفترة بالهدوء وانتهاج الأتراك سياسة مهادنة السكان الأصليين و المرحلة الثانية تبتدءئ مع حكم صالح باي إلى سقوط قسنطينة في يد الفرنسيين في 13/10/1837 و التي تتميز بانتهاج سياسة محاولة إخضاع سكان الأوراس و نشير هنا أنه في أواخر أكتوبر 1837 (في أواخر العهد العثماني )كانت هناك أحلاف عرفها الأوراس منها-صف الغرابة المؤلف من:أولاد زيان، نارة، تاقوست، بوزينة وبني فضالة وبعض الفرق من بني فرح ومشونش الذي كان في صراع مستمر مع صـف أولاد عبدي المشكل من – أهالي الرحا، أولاد عبدي، لارباع، بعض الأسر من معافة وأولاد عزوز، بني بوسليمان- أولاد ملول – أولاد جانة – الأعشاش. هذا الصراع موضوعه الدائم مناطق الرعي ومصادر المياه.(مرجع7).

العهد الفرنسي

في العهد الفرنسي كانت لارباع كغيرها من قري الأوراس تئن تحت وطأة المستعمر الفرنسي حيث فرضت على السكان ضرائب ثقيلة على المحاصيل الزراعية والمواشي. وعاش السكان لارباع كغيرهم من الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية في ظل الثالوث الخطير الفقر والجوع والمرض. و يتباه المستعمرون الفرنسيون أنهم نشروا الحضارة و والمدنية تحت شعارهم المزيف عدالة- أخوة -حرية لكنهم نشروا العداوة والظلم وقضوا على الحرية ونشروا الأمية والجهل والتخلف. وهذا ما أدي بالكثيرين من أبناء القرية إلى الهجرة الداخلية إلى الشمال أو الخارجية إلى فرنسا بحثا عن لقمة العيش في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. كما أن فرنسا فرضت التجنيد الإجباري و لقد جندت الكثيرين من أبناء لارباع في الحرب العالمية الأولى والثانية وفي حرب الهند الصينية.

لارباع خلال الثورة التحريرية من 1954 إلى 1962 قلعة الثورة وحصنها الحصين. لارباع بعد الاستقلال من 1962 إلى 1984 القلعة المنسية لارباع بلدية جديدة سنة 1984 البداية الصعبة.إلى 1991 لارباع في عهد الشهيد مونة علي انطلاق التنمية لارباع من 1994 إلى 2002 سنوات الجمر و الإرهاب و الهجرة القسرية إلى المدن لارباع من 2002 إلى 2007 الإرهاب الإداري لارباع سنة 2008 العودة الكبرى و عقدنا العزم ان تحيا لارباع

شخصيات رمزية في ذاكرة لارباع

السيد علي مونة

هو المعلم الرمز و رئيس البلدية الاسبق يعرف بابو الفقراء. خلال فترة انتدابه كرئيس للمجلس الشعبي البلدي عرفت بلدية لارباع حركية كبيرة شق طرقا عددية في ربوع منطقة لارباع و كما ساهم في انجاز عدة مراق بمقر البلدية كسوق لافلاح و مقر للبلدية و دار البريد الخ من المشاريع التنموية. كما عرف بايصال المواد الغذائية لكل سكان قرى لارباع المناثرة والنائية إلى غاية بيوتهم شتاء وصيفا و نقل المواطنين من القرى النائية إلى مقر البلدية وخصص شاحنة لنقل المسافرين بين تازولت ولارباع .استشهد خلال العشرية السوداء والذي اغتيل على يد الجماعة ارهابية في طريق ثنية العابد بوزينة. لقد تحمل مسؤولية تسيير بلدية لارباع في مرحلة حاسمة رغم تهديدات الارهابية له لعدة مرات بالتنحى أو الموت الا انه لم يصغي لهاو واصل العمل الا وافته المنية في ساحة الشرف.

الطبيب حمديكن

رمز اخر من رموز بلدية لارباع:ولد في 02 جانفي 1926 بلارباع ابوه هو السيد محمد حمديكن و امه السيدة بعدا عائشة وكتب في سجلات بوزينة على غرار كل أبناء منطقة لارباع.في طفولته تابع تعليمه بمدرسة بواد الماء. نجح في مسابقة منحة و دخل لثانوية Aumale التي تحمل اليوم اسم رضا حوحو بقسنطينة.تحصل على الباكلوريا ليكمل دراسته الطب في جامعة الجزائر كلية الطب.خلال ظروف التي اعقبت التجنيد في الحرب العالمية ومجازر 8 ماي 1945 انتقل إلى تولوز بفرنسا لمدة عامين ثم التحق بكلية الطب بمنوبولي اين تحصل على شهادة الدكتراه في الطب سنة 1953. ثم عاد إلى مدينة باتنة ليفتح عيادته الخاصة بحي rue Jules Ferry .بطلب من بن بولعيد قام بمهتين في العاصمة و لم يرفض علاج المجاهدين ابدا بطلب من الحاج لخضر. بعد اكتشاف نشاطاته السرية مع المجاهدين من طرف السلطات الفرنسية سنة 1956 عوقب بالنفي لسنتين إلى فرنسا إلى غاية 1958.

الاستاذ يحة عيسى

الاستاذ الكبير في علم الاقتصاد بجامعة باب الزوار بالجزائر العاصمة. كان الأول في دفعته في الجامعة حيث تم استبعاثه للعراق في الثمانينات لاكمال دراسته العليا ثم عاد إلى ارض الوطن ليلتحق بالجامعة كاستاذ محاضر ومؤطر. له عدة كتب في الاقتصاد و عدة مقالات دولية ومداخلات علمية وهو مستشار لعدة هيئات دولية كالفاو وغيرها.من كتبه كتاب أثار التغيرات في قيمة النقود و كيفية معالجتها في الاقتصاد الإسلامي وكتاب النظام النقدي في الاقتصاد الإسلامي ..

الأعياد التقليدية

بما أن منطقة لارباع تتميز بالطبعة الأوراسية المنبثقة من القبائل الشاوية، فالأعياد التقليدية تتمثل في [8]: - عيد ينار: فهي السنة الأمازيغية الجديدة . - عيد ثافسوث: عيد دخول فصل الربيع . - عيد جمبر: دخول فصل الشتاء

المواقـع السياحيـة

منطقة الزقاق:منطقة غابية قديمة تحتوي على الأرز الخالص يتراوح علوه بين 1500 و2000 متر، بالإضافة إلى أشجار الصنوبر الحلبي، والعرعار وهي أنواع نادرة تنمو في مناطق مرتفعة [9]. الأثار الرومانية: وهي متفرقة على جهات مختلفة للبلدية تدل على مرور حضارة رومانية في المنطقة وذلك بتواجد دلائل تعرف عصر هذه الحضارة كسواقي الري المبنية بالأحجار المسقولة[9]. وأهم هذه المواقع: - هنشير بور أولاد زيان - تازنبوط - فوذ أقيلال - عين تنوغيست - تاعزونت - بويزمارن - بويعقاقن

صور تذكارية

المراجع

  1. "Wilaya de Batna : répartition de la population résidente des ménages ordinaires et collectifs, selon la commune de résidence et la dispersion" (PDF). الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة). Données du recensement général de la population et de l'habitat de 2008 sur le site de l'الديوان الوطني للإحصائيات (الجزائر). نسخة محفوظة 1 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. « Législatives : Les habitants de Larbaâ (Batna) voteront jeudi dans leur village pour la première fois depuis 20 ans », في Le Temps d'Algérie, 9 mais 2012 [النص الكامل (pages consultées le 9 octobre 2012)] نسخة محفوظة 8 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. "Léon Lehuraux". Wikipédia (باللغة الفرنسية). 2020-04-02. مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • [1] لارباع قلعة الأوراس "لارباع ثاقليعث أنلوراس" سمير. ب
    • [2] عن قاموس المعجم الوجيز.
    • [3] ارنست مرسي، تاريخ شمال أفريقيا، الجزء الثالث، باريس ,1868 ص 548.(Ernest Mercier, Histoire de l'Afrique septentrionale, tome III, Paris, ERNEST LEROUX ÉDITEUR , 1868, p 548
    • [4] ليون لوايرو الارتحال و الاستيطان في الهضاب العليا بالجزائر، باريس ’ 1931,ص .33 Léon LE HURAUX, Le nomadisme et la colonisation dans les hauts plateaux de l'Algérie, Éditions du comité de l'Afrique française, Paris, 1931, p 33)
    • [ 5] أحمد توفيق المدني، جغرافية القطر الجزائري (نشر دار الكتاب الجزائري، طبع دار المعارف بمصر، الطبعة الثالثة، الجزائر 1964).
    • [6] المقدم راوول جيليان فرنسواديلارتيج، مذكرة عن الاوراس, 1904 . lt-colonel de Raoul-Julien-François de Lartigue, Monographie de l'aures,1904
    • [7] ايميل مسكراي، رحلة في الاوراس Emile MASQUERAY, "Voyage dans l'Aouras"
    • [8] الموقع الرسمي لولاية باتنة
    • [9]الموقع الرسمي لمديرية الثقافة لولاية باتنة
    • بوابة الجزائر
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.