كونراد الثاني

كونراد الثاني (بالألمانية: Konrad II.)‏ (نحو 990 - أوتريخت، 4 يونيو 1039) ملك الرومان (rex romanorum) بين عامي 1024 و1039، وملك إيطاليا من عام 1026، ورأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة من سنة 1027 حتى 1039 وملك بورغونيا 1032.[4]

كونراد الثاني

معلومات شخصية
الميلاد 990
شباير
الوفاة يونيو 4, 1039
أوترخت
مكان الدفن كاثدرائية شباير [1] 
مواطنة ألمانيا [2] 
الديانة مسيحية
الزوجة جيزيلا من شوابيا (1027–)[3] 
أبناء هنري الثالث  
عائلة سلالة ساليان  
مناصب
إمبراطور روماني مقدس  
في المنصب
26 مارس 1027  – 4 يونيو 1039 
الحياة العملية
المهنة ملك    
اللغات الألمانية [2] 
التوقيع
 

كونراد استمرار الاتساق مع سياسات سلفه هنري الثاني، وعززت قوة الامبراطورية. كما أعرب عن تأييده للكنيسة، دون انتهاك صلاحيات البابا على الرغم من العديد من الانتفاضات، وسلطته في الواقع لم يكن في خطر. انه اجبر على تقديم تنازلات إقليمية على الحدود الشمالية والشرقية، ولكن مع اكتساب مملكة بورغونيا قاد امبراطورية شاسعة.

النشأة

الخلفية العائلية

تعود أصول سلالة ساليان إلى الكونت فيرنر الخامس - نبيل فرنجي من دوقية فرانكونيا التي تقع إلى الشرق من الراين – وقد خلفه ابنه كونراد الأحمر في منصب الكونت في عام 941، ورفَّعه الملك أوتو الأول (الإمبراطور الروماني المقدس المستقبلي) إلى دوق لورين في عام 944، وتزوج لاحقًا من ليوتغاردي -إحدى بنات أوتو- في عام 947 وترقى ليصبح أحد أهم حلفاء الملك. تدهورت العلاقة لاحقًا بين أوتو وكونراد عندما رفض أوتو احترام معاهدة السلام التي أبرمها كونراد بصفته ممثلًا لأوتو مع برنغار الثاني ملك إيطاليا، واستاء كونراد أيضًا من النفوذ المتزايد لهنري الأول ملك بافاريا شقيق أوتو الذي اعتبر كونراد تهديدًا لمنصبه. انضم كونراد في عام 953 إلى نجل الملك ليودولف في تمرد ضد أوتو، لكن التمرد سُحق وجُرِّد كونراد من لقبه كدوق لورين، لكن كونراد تصالح مع أوتو في النهاية وقاتل إلى جانبه في معركة ليشفيلد الحاسمة عام 955 والتي وضعت حدًا للغزوات المجرية على أوروبا، وقُتل فيها كونراد. خلف كونراد ابنه أوتو في عام 956، والذي كان أيضًا أول حفيد ذكر للملك أوتو الأول، وفي تاريخ غير معروف يقع في الفترة بين عامي 965 و970 ولد لأوتو صبي ذكر سماه هنري (والد كونراد الثاني) توفي عن عمر يناهز 20 عامًا في الفترة بين 985 و990. كانت والدة كونراد الثاني هي أديلايد ميتز، وبعد وفاة هنري تزوجت من نبيل فرنكي ولم تعد تربطها أي علاقة بابنها كونراد الثاني.[5]

عيّن الإمبراطور أوتو الثاني في عام 978 ابن أخيه أوتو وورمز دوقًا لكارينثيا، ليخلف بذلك "الدوق الثائر" هنري الأول الذي أطيح به بعد حرب طاحنة. لكن أوتو فقد منطقته في وورمز عند تعيينه كدوق لكارينثيا، والتي مُنحت للأسقف هيلديبالد المستشار الإمبراطوري للإمبراطور أوتو الثاني. توفي أوتو الثاني فجأة في عام 983 وخلفه ابنه الرضيع أوتو الثالث وكانت والدته ثيوفانو هي الوصية على العرش. سعت ثيوفانو إلى التوفيق بين العائلة الإمبراطوري وهنري الأول وإعادته إلى دوقية كارينثيا في 985، مع السماح لأوتو وورمز باستعادة منصب أسلافه بصفته كونت وورمز. خدم أوتو وورمز الإمبراطور الجديد بإخلاص وحصل على حكم فيرونا في عام 955، ومنحت دوقية كارينثيا إلى هنري الرابع ملك بافاريا. توفي الإمبراطور أوتو الثالث في عام 1002، وأصبح كل من أوتو وورمز - جد كونراد الثاني - وهنري الرابع مؤهلين لمنصب ملك ألمانيا، وفي حل توافقي انسحب أوتو من المنافسة على العرش، وحصل في المقابل على دوقية كارينثيا من الملك المنتخب حديثًا هنري الرابع وتخلى أوتو وورمز عن إقطاعته في وورمز إلى الأسقف بورشارد الذي يعد خصمًا سياسيًا له منذ فترة طويلة.[6]

عهده الملكي

الانتخابات الملكية

توفي الإمبراطور هنري الثاني دون أن يكون له أطفال في عام 1024، ما وضع نهاية للسلالة الأوتونية التي حكمت ألمانيا منذ عام 919،[7] وبدون خليفة واضح للعرش الألماني عملت أرملة هنري كوصية على العرش بينما اجتمع الدوقات الألمان لانتخاب ملك جديد. ساعد الأرملة كونيغوندي في مهمتها أشقاؤها الأسقف ديتريش الأول ودوق بافاريا هنري الخامس، وأريبو رئيس أساقفة ماينتس.[8]

اجتمع الأمراء الألمان في 4 سبتمبر 1024 في كامبا، وهو الاسم التاريخي لمنطقة تقع على الضفاف الشرقية لنهر الراين مقابل مدينة أوبنهايم الألمانية الحديثة، وفي موقع كامبا الآن تمثال صغير لكونراد الثاني. حضر الاجتماع المؤرخ والقسيس ويبو بورغندي الذي وثَّق الحدث. ترأس رئيس الأساقفة أريبو الاجتماع، وقدَّم كونراد نفسه كمرشح للانتخابات، كما فعل ابن عمه كونراد الأصغر، وكلاهما كانا من نسل الإمبراطور أوتو الأول لجدهما المشترك أوتو وورمز ابن الأميرة ليوتغارد إحدى بنات أوتو،[9] وعلى الرغم من وجود أعضاء آخرين من السلالة الأوتونية لم يعتبر أي منهم مؤهلًا بشكل جدي للمنصب. تبنت دوقية ساكسونيا استراتيجية محايدة في الانتخابات بينما انتخبت دوقية لورين كونراد الأصغر. فضل غالبية الأمراء المجتمعين كونراد الأكبر، لأن لديه ابنًا يبلغ من العمر سبع سنوات، ما يشير إلى مستقبل أكثر استقرارًا للمملكة. أدلى رئيس الأساقفة أريبو بأول صوت ودعم كونراد الأكبر، وانضم إليه رجال الدين الآخرون، ثم أدلى الدوقات العلمانيون بأصواتهم لصالح كونراد الأكبر أيضًا، في حين لم يدعمه رئيس أساقفة كولونيا والدوق جوثيلو الأول والدوق فريدريك الثاني.[10]

توج كونراد ملكًا على ألمانيا على يد رئيس الأساقفة أريبو في كاتدرائية ماينتس في 8 سبتمبر عام 1024 عن عمر يناهز 34 عامًا،[11][12] وللاحتفال بانتخابه أمر كونراد ببناء كاتدرائية شباير بالقرب من منزل أجداده في وورمز، وبدأ البناء في عام 1030. كان رئيس الأساقفة أريبو مستشارًا لألمانيا، وأراد كونراد مكافأة رئيس الأساقفة على دعمه الانتخابي فعينه مستشارًا لإيطاليا أيضًا، ما جعل أريبو ثاني أقوى رجل في الإمبراطورية الرومانية المقدسة بصفته المستشار الإمبراطوري للملك.[13][14]

رفض أريبو تتويج غيزيلا زوجة كونراد كملكة لأن زواجهما خالف القانون الكنسي، وردًا على ذلك رفض كونراد منح منصب رئيس الأساقفة لأريبو. استغل رئيس أساقفة كولونيا فرصة لاستعادة علاقته بالملك وتوج غيزيلا كملكة في 21 سبتمبر عام 1024.[15]

عهده الإمبراطوري

تتويجه إمبراطورًا

توّج البابا يوحنا التاسع عشر كونراد وزوجته غيزيلا إمبراطورًا وإمبراطورة في 26 مارس 1027 في كاتدرائية القديس بطرس القديمة في روما.[16] استمر الحدث سبعة أيام وحضره ابن كونراد ووريثه هنري، وكنوت العظيم ملك إنجلترا والدنمارك والنرويج، ورودولف الثالث ملك بورغندي وحوالي 70 من كبار رجال الدين، بما في ذلك رؤساء أساقفة كولونيا وماينز وترير وماغديبورغ وسالزبورغ وميلانو ورافينا.[11] دل حضور رودولف على وجود علاقات جيدة بينه وبين والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وخلال الاحتفالات نشأ صراع على السلطة بين أساقفة ميلان ورافينا وانتهى لصالح ميلان. غادر كونراد روما بعد ذلك واتجه جنوبًا لتلقي التحية من إمارات جنوب إيطاليا: كابوا وساليرنو وبينيفينتو.[17]

أصدر كونراد بعد تتويجه المراسيم التي أعادت تنظيم الأديرة والأبرشيات في إيطاليا بهدف إخضاع بطريركية البندقية للسيطرة الإمبراطورية. وفي 6 أبريل 1027 خلال المجمع الكنسي الذي عقد في كنيسة لاتران مع البابا يوحنا التاسع عشر ناقش الإمبراطور الأمر معترفًا أن بطريركية أكويليا أعلى من بطريركية غرادو حليفة الإمبراطورية البيزنطية. كان الأكويليان بوبو مؤيدًا مخلصًا للإمبراطور هنري الثاني الذي عينه بطريركًا في عام 1020. وضع كونراد البطريركية في غرادو تحت سلطة بوبو، ما أدى إلى ضمان ولاء بوبو بجعله مستشار الإمبراطور الأعلى في شمال إيطاليا. أنهى هذا المجمع الكنسي استقلال كنيسة غرادو وحدَّ من الاستقلال السياسي لمدينة البندقية، وبذلك خالف الإمبراطور كونراد سياسات أسلافه وألغى مكانة البندقية التجارية المميزة.[10]

عاد كونراد إلى ألمانيا في مايو 1027 لحضور جنازة هنري الخامس دوق بافاريا في ريغنسبورغ. أكد كونراد على حقه في تعيين دوق بافاريا الجديد، واتخذ قرارًا غير مسبوق باختيار ابنه هنري البالغ من العمر 10 سنوات للمنصب، متجاهلًا العديد من المرشحين المناسبين. تولى الأمير الشاب حكم بافاريا في 24 يونيو 1027، وبعد تعيين ابنه هنري عقد كونراد محكمة في ريغنسبورغ وأصدر مرسومًا يقضي بضرورة توثيق جميع الممتلكات الإمبراطورية في دوقية بافاريا، وهذا يعني الطلب من مختلف الأساقفة حصر كافة الممتلكات الإمبراطورية في مناطقهم وقلاعهم وأديرتهم والإبلاغ عنها.[18][19]

مراجع

  1. https://www.deutsche-biographie.de/sfz57382.html#ndbcontent
  2. Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 4 مارس 2020 — الناشر: الوكالة الفهرسة للتعليم العالي
  3. مُعرِّف شخص في موقع "النُبلاء" (thepeerage.com): https://wikidata-externalid-url.toolforge.org/?p=4638&url_prefix=https://www.thepeerage.com/&id=p884.htm#i8832 — تاريخ الاطلاع: 7 أغسطس 2020
  4. Généalogie de Conrad II sur le site Medieval Lands. نسخة محفوظة 09 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. "Konrad II". Monumenta Germaniae Historica. مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Greta Austin (15 May 2017). Shaping Church Law Around the Year 1000: The Decretum of Burchard of Worms. Taylor & Francis. صفحات 4–. ISBN 978-1-351-90055-3. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Germany", Martin Volkl, The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology, Volume 2, ed. Clifford J. Rogers, (Oxford University Press, 2010), 171.
  8. "Archbishop Aribo di Magonza". Catholic-Hierarchy. July 24, 2017. مؤرشف من الأصل في 4 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Bernhardt 2002، صفحة 311.
  10. Herbert Schutz (19 February 2010). The Medieval Empire in Central Europe: Dynastic Continuity in the Post-Carolingian Frankish Realm, 900-1300. Cambridge Scholars Publishing. صفحات 115–. ISBN 978-1-4438-2035-6. مؤرشف من الأصل في 30 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Heer 1968، صفحة 51.
  12. Wolfram 2006، صفحة 97.
  13. Stefan Weinfurter (1999). The Salian Century: Main Currents in an Age of Transition. University of Pennsylvania Press. صفحات 22–. ISBN 0-8122-3508-8. مؤرشف من الأصل في 11 نوفمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Gerhard Lubich. "Heinrich V. in seiner Zeit" (PDF). Regesta. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ February 3, 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Otto zu Stolberg-Wernigerode. "Gisela". Neue deutsche Biographie. مؤرشف من الأصل في 3 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ April 1, 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Wolfram 2006، صفحة 102.
  17. Stefan Weinfurter (1999). The Salian Century: Main Currents in an Age of Transition. University of Pennsylvania Press. صفحة 28–. ISBN 0-8122-3508-8. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Wolfram 2006، صفحة 114.
  19. Peter Munz. "Conrad II Holy Roman emperor". Encyclopædia Britannica. مؤرشف من الأصل في 6 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ April 2, 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    سبقه
    هنري الثاني (إمبراطور روماني مقدس)
    الإمبراطورية الرومانية المقدسة

    990 - 1039

    تبعه
    هنري الثاني
    • بوابة ألمانيا
    • بوابة الإمبراطورية الرومانية المقدسة
    • بوابة أعلام
    • بوابة ملكية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.