قلعة هيت
قلعة هيت القلْعَة في اللغة: الحصن الممتنع في جبل، جمعها قِلاعٌ وقِلَعٌ وقَلُوعٌ ؛ فهي الحصن المشرف المنيع.[1] كانت هيت إلى زمن قصير تنحصر بيوتها فوق تل أثري (على غرار كركوك و أربيل ) في وسطه منارة شبيهة بمنارة المعمورة. وتحيط بالتل بقايا خندق على هيئة نصف دائرية نهايتاه تلتقيان بنهر الفرات.[2]
قلعة هيت | |
---|---|
واجهة القلعة | |
معلومات عامة | |
نوع المبنى | قلعة |
الدولة | العراق |
المالك | وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية |
ان مدينة هيت القديمة الحالية (القلعة) قد أعيد بناؤها على أنقاض المدينة التاريخية أكثر من مرة؛ فقد شهدت مدينة هيت أدواراً سكنية تاريخية متتابعة، وذلك قياساً على شكل ملامحها العامة ومقارنتها بمثيلاتها من المدن التي عاصرتها، وريما كان التل سومرياً وهو يمثل الدور الأول، ثم أعقبه الدور الآشوري، ثم البابلي والروماني والفرثي، والساساني، ثم الإسلامي. وكانت مدينة هيت تقع على تلين، أعلاهما ينحدر بشدة إلى النهر. وبعد أن دمر الجيش الروماني (دياقيرا) استمر في زحفه بحذاء الضفة اليسرى لنهر الفرات.وما رواه المؤرخون عندما فتحها المسلمون سنة ( 16ه/ 637م) ؛ فقد نزل المسلمون على أهل هيت الذين أغلقوا ابواب المدينة الثلاثة، وتحصنوا بسورها وقلعتها المنيعة وخندقها وبعد حصارها تم فتحها صلحاً.
أبواب القلعة
كان الدخول إلى قلعة المدينة يتم عبر بابين رئيسيين هما: الباب الغربي، والباب الشرقي، وقد ظلت مداخل هذين البابين قائمة إلى وقت قريب تبدو عليها معالم المتانة والمنعة، وكان الدخول والخروج من وإلى المناطق الزراعية والبساتين من الباب الغربي، وهو طريق الوصل بين المدينة والبادية وبلاد الشام. أما الباب الشرقي فمن خلاله كان الدخول والخروج من وإلى (فرضة المدينة) وهي مينائها المعروف بـأسم (الإسكله) وفيه ترسو جميع وسائط النقل النهري آنذاك مثل: العسائب (الكايات) والشخاتير والزوارق، فضلاً عن أنه كان بمثابة سوقاً للتبادل التجاري لما تصدره المدينة وما تستورده من مواد مختلفة، وفي الإسكله كانت تصنع بعض وسائل النقل النهري.وهناك باب ثالث ينحدر من القلعة باتجاه نهر الفرات (الجهة الشمالية)، ويقع قرب جامع الفاروق ويعرف بباب (السٍنْجَهْ)، وهو باب الدخول إلى مدينة هيت القديمة (القلعة) من جهة نهر الفرات.ويعتقد أن هذا الباب قد فتح عوضاً عن النفق السري (باب السر) المحتمل وجوده كما هو الحال في أغلب القلاع الآشورية والغرض منه ربط القلعة بالنهر لإستخدامه في الحالات الضرورية مثل: جلب الماء والمؤن وقت الحصار الطويل، أو يستخدم لإيصال الإمدادات، وربما للهرب وقت الضيق.ولا يوجد للقلعة باب رابع كما يظن بعض الباحثين، لأنَّ الباب الواقع في الجهة الجنوبية للمدينة (باب الدَرَج) لم يكن باباً قائماً، بل هو منفذ فتح في وقت لاحق بعد أن جفَّ الخندق وتهدم سور المدينة،[3] وتقع قلعة هيت في محافظة الأنبار وتحديداً في أقصى غرب العراق على بعد (170) كم غرب العاصمة بغداد وعلى الضفة اليمنى لنهر الفرات . أن هذه القلعة يعود تاريخها إلى فترة سرجون الأكدي حيث وردت عدة إشارات تشير إلى جلب العراقيين القدماء مادة القير من بلدة هيت،[4]
الأهمية والمواصفات
قلعة هيت هي واحدة من ثلاث قلاع مهمة إنتشرت في العراق، فهي لا تقل أهمية ومكانة تاريخية عن قلعة أربيل أو قلعة كركوك، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن سفينة نوح قد تم طلاؤها من قار المدينة الذي لا يزال يعرف بجودته، كما أن مدينة بابل التاريخية قد استخدمت قار مدينة هيت لطلاء أبراجها، تلك بعض الشواهد التي يستند إليها المؤرخون عند الإشارة إلى العمق التاريخي لهذه المدينة وقلعتها. ان قلعة هيت ترتفع نحو ( 14) متراً عن مستوى سطح نهر الفرات، ولا يتجاوز عدد المنازل فيها ( 150) منزلاً، مساحة الواحد منها (40) متراً، وبها أزقة ضيقة عرضها يقترب من المترين، إضافة إلى قرابة (100) ديوان أعدت لإستقبال الضيوف وعابري السبيل المارين بمدينة هيت إلى مدن العالم الأخرى. كانت قلعة هيت تصنف ضمن أوائل المدن التاريخية القديمة، فهي ثالث المدن التاريخية بعد مدينة أريحا في فلسطين ومدينة دمشق في سوريا. أن القلعة كانت محاطة بسور له أربعة أبواب، بعضها كان مرتفعاً لمراقبة السفن، كما أن المدينة كانت محاطة بالمياه وخندق كان بمثابة طوق أمني لحماية المدينة.[5]
المصادر
- ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، ط3، (بيروت،1414هـ، ج8، ص290.
- بشير يوسف فرنسيس، موسوعة المدن والمواقع في العراق، ج2، ص1116.
- الحوار المتمدن نسخة محفوظة 31 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
- الموقف االعراقي نسخة محفوظة 2020-07-31 على موقع واي باك مشين.
- موقع الجزيرة نسخة محفوظة 2020-06-12 على موقع واي باك مشين.
- بوابة العراق
- بوابة التاريخ
- بوابة عمارة
- بوابة سياحة
- بوابة قصور وقلاع