فاضل الربيعي

ولد فاضل الربيعي في بغداد عام 1952 ونشط في الميادين الأدبية والفكرية والسياسية منذ مطلع شبابه، وامتاز هذا النشاط بالتنوع والجدية ولفت إليه اهتمام وأنظار أبناء جيله.[2] وذلك بفضل الطابع الخاص للكثير من مؤلفاته التي زاوج فيها بين الأدب والتاريخ والأسطورة والسياسة. كانت نشأته السياسية في إطار الحركة اليسارية العراقية عندما وجد نفسه ينخرط في العمل في صفوف الشيوعيين العراقيين. تبلور وعيه كيساري تحت تأثير الكتابات والأفكار والنشاطات اليسارية في العراق والعالم العربي. وربما كان لنشأته هذه أثر كبير سوف يتجلّى تاليا في الكثير من مواقفه السياسية والاجتماعية.

فاضل الربيعي
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1952 (العمر 6869 سنة)[1] 
الحياة العملية
المهنة كاتب  

أدبه وحياته

بدأ فاضل الربيعي حياته الأدبية والفكرية والسياسية في السبعينات ككاتب قصصي. أولى أعماله مجموعة قصصية بالإشتراك مع قصّاصين عراقيين وذلك في عام 1970 بعنوان الشمس في الجهة اليسرى. بعدها عكف على نشر عدد كبير من القصص القصيرة والمقالات الأدبية في الصحف العراقية، قبل أن ينشر مجموعته القصصية الأولى أيها البرج يا عذابي التي نالت استحسان النُقّاد وكتب عنها الناقد العراقي الشهير الراحل الدكتور علي جواد الطاهر وذلك في مطلع عام 1976. في هذه السنوات أصبح عضوا في اتحاد الأدباء العراقيين وفي نقابة الصحفيين العراقيين حيث عمل كمحرر صحفي في الجريدة الاسبوعية الفكر الجديد وهي جريدة ثقافية وفكرية تصدر باللغتين العربية والكردية. درس الصحافة واشترك مع صحافيين عراقيين آخرين في دورات صحفية هامة مثل دورة كلية التضامن في جامعة برلين – ابقا- ودورة اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة. كما عمل في الصحيفة اليومية طريق الشعب التي أصدرها الحزب الشيوعي العراقي عام 1973.

المنفى

غادر العراق عام 1979 مع انهيار التحالف السياسي بين الشيوعيين والبعثيين. وصل إلى تشيكوسلوفاكيا وعاش بضعة أشهر في براغ التي غادرها إلى عدن عاصمة اليمن الجنوبي السابق ليعمل في صحيفة الثورة التي يصدرها الحزب الاشتراكي اليمني. في صيف 1980 استقر في دمشق وعمل محرراً في مجلة الحرية اللبنانية كما عمل مراسلا ثم مديرا لمكتب مجلة الموقف العربي في دمشق. في سنوات الثمانينات أسّس تجمّعا ثقافيا باسم العمل الثقافي مع مجموعة من المثقّفين العراقيين وفي هذه السنوات تزايد اهتمامه بالثقافة الفلسطينية في الأرض المحتلة فنشر كتابه السؤال الآخر عن دار الأهالي السورية وأُعيد طبعه مرتين بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية. في هذا الكتاب ألقى الربيعي الضوء على تجربة القصّاصين الفلسطيننين في مناطق 1948 كما نشر عدّة دراسات نقدية عن روايات غسان كنفاني. في عام 1984 نشر مجموعته القصصية القيامة في بيروت.

من القصة إلى الرواية

انتقل الربيعي بعد نشره لسلسلة القصص القصيرة إلى كتابة الرواية، ففي العام 1984 نشر روايته الأولى عشاء المأتم التي وجه فيها نقدا لاذعا لتجربة الحزب الشيوعي العراقي. وكانت تلك بداية القطيعة ثم الخصومة مع الحزب الذي انتسب اليه الربيعي في مطلع شبابه. ترك هذا النقد في صورته الأدبية ثم السياسية ابلغ الاثر في حياته ككاتب، إذ وجد نفسه في خضم خصومة فكرية وسياسية متواصلة مع القيادة الحزبية القديمة، وهو ماسوف يتجلى في اتخاذه مواقف متعارضة كليا مع كل اساليب العمل التي درجت عليها الاحزاب العراقية. نالت عشاء المأتم اهتمام النقاد والروائين العرب وكتب عنها الروائي السوري الشهير الراحل هاني الراهب مقالا مطولا في جريدة السفير اللبنانية واضعا ايها في مصاف كبريات الاعمال الروائية العربية ثم عاد الراهب ليكتب عنها مقالا بعنوان اقرأوا هذه الرواية الجميلة. كانت اهمية الرواية كما ارتأى النقاد تنبع من الأسلوب الروائي الجديد الذي قدمه الربيعي، فالرواية تمتاز بتهشيم فكرة الزمن. تدور أحداث الرواية خلال ليلة واحدة ولكنها تلخص حقبة سياسية واجتماعية تمتد إلى عشر سنوات دار فيها خلاف ثم صراع الشيوعيين والبعثيين. وجه الربيعي في هذه الرواية نقدا لاذعا للدكتاتورية وكشف عن وجهها القبيح ورأى فيها مصدر الشرور. في هذا الوقت وجد الربيعي نفسه في موقع المعارض لحزبه وللنظام البعثي القائم انذاك، ولكنه ظل معتدلا إلى حد بعيد في هذه المواقف ولم ينزلق إلى مواقع العداوة الهوجاء. وعلى عكس ذلك حافظ الربيعي على موقف وطني متميز فعندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 اتخذ الربيعي مبكرا موقف مثيرا ومتميزا، إذ نادى في كتاباته ومحاضراته بالوقف الفوري للحرب بوصفها كارثة على المنطقة، بينما كان الكثير من المثقفين اليساريين العراقيين يتخذون مواقف تنادي بالاستمرار في هذه الحرب حتى إسقاط نظام صدام حسين في العراق.

من الرواية إلى الاسطورة

في هذا الوقت حدث التحوّل الأهم في حياة الربيعي ككاتب عندما طوّر اهتماماته باتجاهين: دراسة التاريخ القديم ودراسة الأساطير. في هذا السياق بدأ بنشر سلسلة من المقالات التحليلية للأساطير العربية القديمة ولكنه لم ينشرها في كتاب مستقل. عام 1989 غادر دمشق مع أسرته ليعيش في بلغراد (عاصمة يوغسلافيا السابقة) وليعمل محررا في مجلة البلاد الفلسطينية. انتقل من بلغراد إلى قبرص عام 1991 وعمل محررا ثقافيا في مجلة الشاهد. نشر روايته الثانية ممرات الصمت عن دار الملتقى في نيقوسيا والتي بنى حبكتها الروائية على أساس دمج الأدب بالأسطورة. حظيت الرواية باهتمام النُقّاد العرب حتى أن ناقداً أكاديميا في سوريا هو الدكتور نضال الصالح كرّس لها أكثر من فصل في أطروحته للدكتوراه والتي صدرت في كتاب مستقل. و كما حظيت روايته الأولى باهتمام كبار الروائيين والنُقّاد العرب فقد نالت روايته الثانية الاهتمام نفسه. ثم عاد إلى دمشق عام 1994 كمدير لمكتب هذه المجلة. نشر كتابه الشيطان والعرش الذي كرّسه لتحليل الأسطورة العربية القديمة والتوراتية عن لقاء النبي سليمان ببلقيس ملكة سبأ. أثار الكتاب اهتمام النُقّاد والقرّاء وكتبت عنه عشرات المقالات وما زال ناشر الكتاب شركة رياض الريس في بيروت يعرض الكتاب في المعارض السنوية. في هذا الوقت عكف الربيعي على دراسة تجربة حركة القوميين العرب من منظور علاقة الفكر العربي بالأسطورة فنشر له الريس كتابه الثاني كبش المحرقة. في عام 1996 هاجر الربيعي إلى هولندا ليستقر فيها ويكتسب الجنسية الهولندية. في هولندا كرّس الربيعي سنوات عدة من حياته لإنجاز مشاريع ثقافية وفكرية ضخمة توّجها بكتابة مؤلفه فلسطين المتخيلة : ارض التوراة في اليمن القديم وهو خمسة كتب في مجلدين كبيرين (نحو 1400 صفحة). جاء تأليف هذا الكتاب في إطار دراسة الربيعي للغة العبرية وللكتاب المقدس العهد القديم. وفي هذه السنوات أيضا أنجز ونشر العديد من مؤلفاته منها إرم ذات العماد, شقيقات قريش, أبطال بلا تاريخ وقصة حب في أورشليم كما نشر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابه ما بعد الاستشراق فضلا عن العديد من المؤلّفات الأخرى. خلال الحقبة الممتدة من عام 1996 حتى عام 2008 شارك الربيعي في الكثير من المؤتمرات الفكرية العربية والدولية وساهم بنشاط في العديد من الفعاليات الفكرية والسياسية في الوطن العربي وأوروبا.

الغزو الأمريكي للعراق ونتاج الربيعي الفكري

عندما وقع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لفت الربيعي أنظار العراقيين في الداخل والخارج إلى موقفه المتميز والجريء وذلك باستخدامه لوسائل الإعلام العربية للتعبير عن موقف داعم للمقاومة العراقية. وكانت إطلالته المتكررة على شاشة الجزيرة أفضل تعبير عن قوة هذا الموقف الذي أكسب الربيعي شعبية كبيرة في الأوساط العراقية والعربية حيث حظي باهتمام واحترام واسعين. كانت سنوات الاحتلال الممتدة من 2003 حتى 2008 بالنسبة للربيعي سنوات إنتاج فكرية وسياسية غزيرة، فقد وضع نحو خمسة كتب نشرت تباعا وقدّم فيها تحليلا معمّقا وتشريحا اجتماعيا وتاريخيا للمجتمع العراقي تحت الاحتلال. كان كتابه الخوذة والعمامة كتابا جديدا غير مسبوق قدّم فيه الربيعي تحليلا موسعا لدور رجال الدين في العراق. سلّط الربيعي في هذا الكتاب الأضواء على دور الحوزة الشيعية في النجف، وهو الأمر الذي جعل من الكتاب مرجع أساسيا بالنسبة للكثير من المؤلّفين والكتاب الذين يتناولون الشأن العراقي. وفي هذا الإطار نشر الربيعي كتابه من أيقظ علي بابا في شكل حلقات يومية على مساحة صفحة كاملة من جريدة القدس العربي اللندنية, كما نشر سلسلة دراسات تاريخية عن دور رجال الدين صدرت تاليا في كتاب العسل والدم. في هذا الوقت نشرت له دار الفكر في دمشق وهي واحدة من أكبر دور النشر العربية، كتابه المشترك مع الباحث والمفكر السوري الراحل تركي علي الربيعو بعنوان الأسطورة والسياسة وفي هذا الكتاب كشف الربيعي عن نفاق قيادة الحزب الشيوعي العراقي الرسمي وتملّقها لرجال الدين.

من مؤلفاته

  • إرم ذات العماد
  • أبطال بلا تاريخ
  • العسل والدم
  • فلسطين المتخيلة
  • المناحة العظيمة
  • المسيح العربي
  • القدس ليست أورشليم
  • الشيطان والعرش
  • شقيقات قريش
  • حقيقة السبي البابلي
  • كبش المحرقة
  • غزال الكعبة الذهبي
  • يوسف والبئر

مراجع

  1. مُعرِّف دليل الألماس العام: https://opac.diamond-ils.org/agent/107987 — باسم: Fāḍil al- Rubayʿī
  2. "معلومات عن فاضل الربيعي على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة العراق
    • بوابة أدب عربي
    • بوابة أعلام
    • بوابة بغداد
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.