عصماء بنت مروان

عَصماء بنت مروان كانت فرداً من عشيرة الأُمويِّين المتواجدة في المدينة في القرن السابع الميلادي. كانت بنت مروان مشهورة بسخريتها من أهل المدينة المنورة لطاعتهم لقائد ليس من نوعهم.[1]

عصماء بنت مروان
معلومات شخصية
تاريخ الوفاة سنة 624  
الحياة العملية
المهنة كاتِبة  

مصادر اسلامية

قصة حياتها و وفاتها

تتجلى قصة بنت مروان في أعمال ابن إسحاق و ابن سعد الذين ضمَّنا رواياتِِ، بغض النظر عن صحتها. وفقاً لتقاريرِيْهما، فقد نظرت عائلتها إلى محمد(صلى الله عليه وسلم) و أتباعه كدُخلاء على المدينة المنورة. بعد انتصار المسلمين على القُريْشيِّين في غزوة بدر في مكة عام 624، قُتل عدد من معارضى محمد.صلى الله عليه وسلم و قد قامت بتأليف قصائدَ شعرية، و التي قامت فيها علنا بتشويه سمعة رجال القبائل الذين انقلبوا للإسلام، و تحالفوا مع محمد، كما نادت أيضاً بقتل محمد.صلى الله عليه وسلم[2] كما سخرت في قصائدها من أهل المدينة أيضا لمُوالاتهم قائداً ليس من نوعهم.[3] و يذكر ابن إسحاق أن بنت مروان أبدت سخطاً بعد مقتل أبو آفاق المدنىّ بعد تحريضه على التمرد ضد محمدصلى الله عليه وسلم. و كان نصُّ القصيدة كالتالى: "أتتوقعون الخير من محمد بعد مقتل زعمائكم؟" و تسائلت: "هل هناك أى رجلِِ ذى فخرِِ يستطيع مفاجأة محمد، و يقتله، و يقضى على آمال من يتوقعون البتة منه؟". على مسمعِِ من القصيدة، دعا محمد إلى مقتلها بالمقابل، قائلاً: "من سيخلصنى من ابنة مروان؟"، فأجابه عمير بن أبى الخاطمىّ، و الذي كان رجلاً أعمىً من نفس قبيلة عصماء "بنو خطمة"، بأنه سوف يقتلها. قام عُمير بالتسلل في الظلام إلى بيتها حيث كانت نائمة بجانب أبنائها الخمسة، و ابنها الرضيع في حُضنها. قام ابن عمير برفع الطفل من على صدرها، و قام بقتلها.[2]

تقرير ابن اسحاق

قام ابن إسحاق بجمع اصدارات شفهية عن [[محمد]صلى الله عليه وسلم ]، و التي في الأساس نجى بعضها من خلال كتابات ابن هشام و ابن جرير الطبرىّ. "رحلة عمير بن عدى لقتل عصماء". كانت بنت مروان بن أمية بن زيد. كانت قد عبرت عن سخطها، بعد مقتل بعد مقتل ابن أفاق. قال عبد الله بن الحارث بن الفُضيْل من أبيه أنها كانت متزوجةً لرجل من قبيلة بنى خطمة، يُدعى يزيد ابن زايد، و الذي كان يلوم الإسلام و المسلمين. و قد قالت عصماء: "أنا أحتقر ابن مالك و النابت و عوف و ابن الخزرجىّ. أنتم تطيعون غريباً، ليس واحداً منكم، ليس من قبيلتى مراد ولا مذحج (madhhij). هل تتوقعون الخير منه، بعد مقتل زعمائكم، كرجلِِ منتظر لحساءِِ مطبوخ؟ هل هناك أى رجلِِ ذى فخرِِ يستطيع مفاجأة محمد، و يقتله، و يقضى على آمال من يتوقعون البتة منه؟". أجابها حسّان بن ثابت قائلاً: "بنو وائل و بنو وقيف و خطمة أدنى منزلةً من بنى الخزرج". عندما كانت تدعوا إلى الويل الأحمق، مُتنحبةً بأن الموت قادم. و هي بذلك قد أثارت رجلاً عظيم المنشأ، نبيلاً في خروجه، و دخوله، ليقوم باراقة دمها قبل منتصف الليل، و لم يتكبَّد أى ذنبِِ بذلك. عندما سمع الرسول ما قالت، قال: "من سيخلصنى من ابنة مروان؟". فقام عمير بن عدى الخاطمى، و الذي كان معه حينها، بالذهاب إلى منزلها، و قتلها. ذهب عمير بعدها في الصباح إلى الرسول، و أخبره بما فعل، فقال له الرسول: "لقد ساعدت الله و رسوله يا عمير!". و عندما سأل عما إذا كان عليه تحمل العواقب الشريرة، أجابه الرسول قائلاً: "إنه لا ينتطحُ فيه عنزان."، و بذلك ذهب عمير عائداً إلى قومه. و الآن قد أصبحت هناك فوضى في قوم بنى خطمة في ذلك اليوم بشأن بنت مروان. كان لديها خمسة أبناء، و عندما ذهب ابن عمير إليهم بعد لقائه مع النبى، قال: "لقد قتلت بنت مروان يا بنى خطمة. اردعونى إذا استطعتم، لا تجعلونى أنتظر!". و كان هذا هو اليوم الأول الذي يصبح فيه الإسلام أقوى على بنى خطمة، فقبل ذلك، كان المسلمون ساترين لهذه الحقيقة. و كان أول واحد منهم يقبل الإسلام ديناً هو عمير بن عدىّ، و الذي كان يُلقب بالقارئ، و عبد الله بن أوس، و خزيمة بن ثابت. و اعتنق رجال قبيلة بنى خطمة الإسلام بعد أن ارتأوا أن الإسلام أصبح أقوى منهم، بعد مقتل بنت مروان بيوم.[2]

تقرير ابن سعد

وُجد هذا التقرير في كتاب ابن سعد "الطبقات الكبرى"، و قد أُعطى رُتبة "الموضوع"، بواسطة علماء الحديث، متضمنين الألبانىّ و مجدى و الجوزىّ.[4][5][6] "سرِيَّة عمير بن عدى" قام عمير بن عدى بن خاراشاح الخاطمى بساريته ضد عصماء بنت مروان من بنى أمية بن زيد، في الخمس الأواخر من رمضان، في بداية الشهر التاسع عشر من هجرة رسول الله. كانت عصماء زوجة يزيد بن زيد بن حصن الخاطمى. و قد اعتادت أن تسُبَّ الإسلام، و تغضبَ النبىّ، و تحثَّ الناس ضده. و قد قامت بتأليف الآيات. قدم عمير بن عدى إلى بيتها ليلاً. و قد كان ينام أطفالها بجوارها، بينما كان يرضع أحدهم منها. قام عمير بالبحث عنها بيديه لأنه كان أعمى، و قام بابعاد ابنها عنها. و قد قام بطعنها في صدرها بسيفه، حتى اخترق السيف ظهرها. ثم قام بعدها بعرض صلاة الصبح على النبىِّ في المدينة. قال له رسول الله: "هل ذبحت ابنة مروان؟". فأجاب: "نعم، هل هناك شئٌ آخر لفعله؟". فأجابه النبى قائلاً: "لا، إنه لا ينتطح فيها عنزان"، و كانت هذه هي أول كلمة سُمعت من رسول الله. و لقب رسول الله عمير بالبصير.

و جهة نظر علماء الحديث في القصة

أجمع علماء الحديث المعاصرين، و الذين بعدهم على نبذ القصة، مؤكدين أنها موضوعة، مُشيرين في جدالاتهم إلى أن تتالى سلسلة الإسناد الذي تم به نقل القصة كان ضعيفاً.

سرد ابن اسحاق

تم تأليف كتاب ابن إسحاق "سيرة رسول الله" على مدار مائة سنة بعد وفاة رسول الله، باستخدام اصدارات صوتية، تم نقلها بالتتابع بين تابعيه، و هو كتابٌ قديم و مهم في السيرة النبوية الشريفة، على الرغم من أن استخدامَه للحديث، لم يكن مقبولاً تماما. و قد قام علماء الحديث بالتصدى لقصته هذه لاحتوائها على سندِِ مُنقطع، مُتجليةً في احتوائها على كاذبِِ معروف، و هو محمد بن الحجاج. لرواية ابن حجاج عددٌ من سلاسل الإسناد، و التي ترجع في الأصل إلى ابن عباس، صحابىٌ جليل. كل هذه الروايات المختلفة تنتمى لمحمد بن الحجاج بن الحكيم، المعروف بكاذب الحديث. Muhammad ibn Ibrahim al-Shami → Muhammad ibn al-Hajjaj al-Lakhmi → Mujalid ibn Sa’ed → Al-Shu'abi → Ibn ‘Abbas تم اتهام محمد بن الحجاج من قبل علماء الحديث بقيامه بتزوير الأحاديث، و نسبها للنبى محمد. ذكر ابن عدى، المتوفى عام 976، أن هذا الاسناد لم يقم بروايته شخصٌ مجتهد، ز لكن من قبل محمد بن الحجاج، الذي تم اتهامه من المسند إليهم بنسيان الرواية الأصلية.[7] و قد قال ابن الجوزى، المتوفى عام 1201، في كتابه "العِلل"، شيئاً مشابهاً لذلك.[6] باعتبار "الَّخمىّ" قال "البخارىّ": حديثُه مهجور. و قال "يحى ابن معين": هو كذابٌ قهرىّ. و قال أيضاً: معدوم الثقة. كما أعلنه "الدارقطنىّ" كاذبا.

سرد ابن سعد

صرح الألبانىُّ بضعف اسناد ابن سعدِِ، بالإضافة للواقدىّ. Ibn Sa'd → Al-Waqidi → 'Abd Allah ibn al-Harith ibn al-Fudayl → Al-Harith ibn al-Fudayl أُدين الواقدىُّ بأنه راوِِ عديم الثقة، و تم نقده باستمرار من قبل العلماء، و من ثم تم هجر رواياته من قِبَل عددِِ كبير من علماء الحديث. قال يحى بن معين: " روى الواقدى 20,000 حديثاً كاذباً عن الرسول". قال محمد بن إدريس الشافعي، و أحمد ابن حنبل، و الألبانى أن "الواقدىَّ كاذب"، بينما قال البخارىُّ أنه لم يضمن في أعماله حرفاً واحداً مما رواه الواقدى. بالإضافة إلى أن هذا الاسناد مُعضل، لأن الحارث بن الفُضيل لم يقابل أياً من صحابة النبى أبدا.

تقييمات معاصرة

ذكر "ريتشارد جوتهيل" و "هارتفيج هرشفيلد" في الموسوعة اليهودية أن "بعض المسلمين المتمسكين بتقاليدهم، جعلوا عصماء يهودية، في محاولة منهم لتبرير قتلها، على الرغم من أنها من المستبعد أن تكون كذلك. من ناحية أخرى، يتقبل "Gratz" هذا التوكيد كحقيقة.[8] يرى "V. J. Ridgeon" أوجه الشبه بين تصريح "سيد الله خمينى" في الفتوى ضد سلمان رشدى، و حادثة اعدام عصماء بنت مروان.[9] أشارت "جين سميث" إلى مدى تأثير شعراء العرب في أقوامهم، في تلك الفترة المُعاصرة للنبى، و ذلك في دراستها المفصلة "Women, Religion and Social Change in Early Islam". كما أضافت أيضاً أن سبب قتل النبى لشعراءَ مثل، عصماء و أبو أفاق، و هؤلاء الشعراء الذين قُتلوا بعد انتصار النبى في غزوة بدر، هو خوف النبى من زيادة تأثيرهم، و نفوذهم المستمرين. "و هذا يشكل دليلاً كبيرا على قوة مكانتهم، و قوة الكلام الذي يُتلى".[10] قام "Antonio El-Orza"، المؤرخ، و المدرس بجامعة كومبلوتنسى بمدريد بمراجعة اعدام عصماء، و مثلها من القضايا، و اقترح بأن ازاحة الخُصماء السياسيِّن بأى وسيلة ممكنة في ذلك الوقت، كان أمراً شائعا. و يؤكد المؤرخ المدريدىُّ أيضاً أن التأثير الفسيولوجى لمثل هذا الفعل من قبل النبى لا يمكن تجاهله، عند دراسة الارهاب في الاسلام.[11] يرد الكاتبون المسلون المعاصرون على هذه التهم بذكر أن على رأٍس قصتى عصماء بنت مروان، و أبو آفاق، تم تصنيفها من قِبَل غالبية علماء الحديث في التاريخ بالضعيفة و الموضوعة.[12] حتى في القصص الافتراضية، فإن هذين الشخصين لم يقوما بالسخرية فحسب، بل كانوا يحرضون على المسلمين و النبى. "كانوا يحثون أقوامهم على النهوض و مقاتلة المسلمين، و قتلهم، مما جعلهم أعداء مباشرين".[13] و قد فشل هذا في فهم الصراع بين غير المسلمين القُرشيين المكيين (المعروفين لدى المسلمين بالوثنين)، و المسلمين المهاجرين إلى المدينة المنورة باحثين عن الأمان، و هرباً من ظلم المكِّيِن.[14]

اقرأ أيضا

مراجع

  1. Esat Ayyıldız, Asmâ Bint Mervân: Arap-Yahudi Bir Kadın Şair, Edebiyat Kazıları, Ankara: İKSAD Publishing House, 2020. s. 13 -42. نسخة محفوظة 29 يناير 2021 على موقع واي باك مشين.
  2. The Life of Muhammad. A translation of Ishaq's "Sirat Rasul Allah", pgs. 675–676, A. Guillaume, Oxford University Press, 1955
  3. Ruthven, Malise (2006). Islam in the world. Oxford University. p. 52. ISBN 978-0-19-530503-6
  4. Al-Albani, Nasir al-Din. "Hadith#6013". Silsilat al-aḥādīth al-ḍaʻīfah wa-al-mawḍūʻah سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (in Arabic). 33. p. 13. (موضوع...محمد بن الحجاج...قلت : وهو كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين ، وهو واضع حديث الهريسة ... والراوي عنه محمد بن إبراهيم الشامي ؛ كذاب أيضاً) "نسخة مؤرشفة". Archived from the original on 11 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ 17 مارس 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: BOT: original-url status unknown (link)
  5. Ibn Hisham, 'Abd al-Malik (1995). Al-Sayyid, Majdi Fathi, ed. Ṣaḥīḥ Sīrah al-Nabawīyah صحيح السيرة النبوية (in Arabic). 4. Dār al-Ṣaḥābah lil-Turāth. pp. 335–336. حديث ضعيف وإسناده معضل 1 – أخرجه ابن سعد، (2/27–28) في طبقاته من رواية الواقدي المتروك، وعنه أخرجه ابن السكن، والعسكري في الأمثال كما في الإصابة (5/34) . في سنده الواقدي من المتروكين. 2 – أخرجه الخطيب (13/199) في تاريخه، و ابن الجوزي في العلل (1/175)، و ابن عساكر في تاريخه كما في الكنز (35491) من طريق محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد عن الشعبي عن إبن عباس. و سنده موضوع. فيه اللخمي، قال البخاري عنه: منكر الحديث. و قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال مرة: ليس بثقة، وكذبه الدارقطني، وإتهمه ابن عدي بوضع حديث الهريسة
  6. Al-Jawzi, Abu'l-Faraj. Al-'ilal العلل (in Arabic). 1. p. 175. (هذا مما يتهم بوضعه محمد بن الحجاج)
  7. Ibn ʻAdī. Al-Kāmil fī al-ḍuʻafāʼ wa-ʻilal al-ḥadīth الكامل في الضعفاء وعلل الحديث (in Arabic). 7. p. 326. (ولم يرو عن مجالد غير محمد بن الحجاج وجميعاً مما يُتهم محمد بن الحجاج بوضعها)
  8. Gottheil, Richard; Hirschfeld, Hartwig. "Asma". الموسوعة اليهودية. Retrieved 19 June 2011. نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. V. J. Ridgeon, Lloyd (2001). Crescents on the cross: Islamic visions of Christianity. Oxford University Press. p. 107. ISBN 978-0-19-579548-6
  10. Jane Smith (1985). Yvonne Yazbeck Haddad, Ellison Banks Findly, eds. Women, religion, and social change. NewYork: SUNY Press. p. 24. ISBN 0-88706-069-2.
  11. ELORZA, Antonio. Terrorismo y religión. Letras Libres. Mayo 2005
  12. The Killing of Abu 'Afak and Asma' bint Marwan? at Bismika Allahuma (Muslim responses to anti-Islam polemics), 19 September 2005. نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. Sami Zaatari, The Killing of Abu Afak and Asma Bint Marwan: Were the killings really unjust? at Muslim-Responses.com
  14. Why Did Prophet Muhammad Go To War? at Muslims for a Safe America. 1 October 2011. نسخة محفوظة 30 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
    • بوابة أعلام
    • بوابة المرأة
    • بوابة شعر
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.