عصام أبو زكي

عصام أبو زكي لقبه أبو أنيس، ضابط لبناني رفيع، ولد في عيبال بجبل لبنان يوم 22 يونيو 1941، والده العقيد أنيس أبو زكي خدم مع الرئيس فؤاد شهاب وكان مدير فرع المخابرات في جبل لبنان ووالدته نجلا حسن، درس في “مدرسة الآباء المريميين” في فرن الشباك وانتقل بعدها إلى “مدرسة عينطورة” وبعدها إلى “مدرسة عاليه”. تأثر بوالده كثيرًا فالتحق بالمدرسة الحربية في العام 1961 ليتخرّج منها في العام 1964.

عصام أبو زكي
عصام أبو زكي
معلومات شخصية
الميلاد 1941
عيبال،  لبنان
الوفاة 25 فبراير 2018 (76 سنة)
بيروت، لبنان
سبب الوفاة مرض السرطان
مكان الدفن عيبال
الإقامة لبنان
الجنسية لبنان
الديانة الإسلام
الزوجة مي فؤاد الغريب
أبناء أنيس وباسم
الأب العميد أنيس أبو زكي
الأم نجلا حسن
منصب
قائد الشرطة القضائية
في قوى الامن الداخلي
بداية مسوؤل غرفة عمليات للشرطه “الفرقة 16”
نهاية قائد الشرطة القضائية
سبقه العميد محمود طي أبو ضرغم
الحياة العملية
المهنة ضابط في قوى الامن الداخلي
الحزب الحزب التقدمي الاشتراكي
اللغات العربية  
سنوات النشاط 1965 1993
أعمال بارزة اعتقال ضابط الموساد في حقل العزيمة، تفكيك دولة المطلوبين في طرابلس والكشف عن اغتيال كمال جنبلاط
تأثر بـ أنيس أبو زكي
أثر في الحزب التقدمي الاشتراكي
الخدمة العسكرية
الفرع قوى الأمن الداخلي  
الرتبة فريق أول  
الجوائز
وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثالثة في العام 1971- وسام الإستحقاق اللبناني في العام 1974 من الدرجة الثالثة - وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثانية في العام 1981 - وسام الأرز الوطني برتبة كومندور في العام 1998 - وسام الوحدة الوطنية في العام 1994 - وسام حربي كقائد للشرطة القضائية في العام 1992

حياته ونشأته

منذ بداياته عُرفَ عن العميد أبو زكي تفانيه في مهامه فأوكلت إليه المهمات الصعبة، فأدار أول غرفة عمليات للشرطه “الفرقة 16” في العام 1965 وانتقل بعدها إلى مفرزة سير بيروت وفصيلة بعلبك ومن ثم إلى سجن الرمل، كما كان آمر مجموعة كازينو لبنان، وفصيلة جونية. تمكّن من إنهاء عصيان طرابلس حين ظهر شخص اسمه أحمد القدّور نصّب نفسه رئيس دولة المطلوبين معلنًا عصيانًا على الدولة وكان العميد أبو زكي رئيس المجموعة التي اقتحمت الأسواق الداخلية في طرابلس فتمكّن خلال 18 يوم من توقيف القدور وجماعته. وحارب كذلك عصيان فاروق المقدم أحد الزعماء المحليين في الشمال والذي أعلن عن ثورته ضد الدولة في العام 1974، فوسّع نطاق سيطرته على المدينة وأطلق النار على الدوريات مما أدى إلى إستشهاد عناصر من قوى الأمن، لكنه تمكّن من إلقاء القبض عليه ومُنِح ترقية. كما أوقف جاسوس إسرائيلي دخل لبنان بجواز سفر ألماني واشترك في عمليات اغتيال لعدة شخصيات. ويتحدّث العميد عصام أبو زكي عن تلك الفترة قائلاً: “تمكّنا في فترة وجيزة من السيطرة على الأمن في طرابلس وبنيت علاقات مميّزة مع الأهالي فتمتعت بشهرة وسمعة طيبة خاصة لتمكّني من المحافظة على التوازن في تلك المرحلة التي حضّرت لنشوء الحرب الأهلية”. استلم دائرة المباحث العامة في العام 1975 في بيروت، وكان اغتيال الزعيم كمال جنبلاط نقطة تحوّل مفصلية في الأزمة اللبنانية، فشارك في التحقيق وتمكّن من معرفة الجناة في فترة أسبوع. كان قائد سرية الجنوب وقائد سرية الطوارئ، ويقول في هذا السياق :”كان لي الشرف انني قاومت الحصار الإسرائيلي وكنت أول من وصل بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، وتمكّنت من المحافظة على حياة العديد من الناس”. تولّى في العام 1984 قيادة الشرطة القضائية وبقى في منصبه مدة تسع سنوات، تعامل خلالها مع الأنتربول والمكاتب المركزية لمكافحة المخدرات، في ظل الفوضى التي كانت سائدة، فواجه أخطر العصابات التي كانت تجلب المخدرات من بوغوتا، تشيلي، البيرو، البرازيل وبوليفيا.

في العام 1993 غادر السلك العسكري حين لم تعد قوى الأمر الواقع آنذاك تحمله.

اعتقال ضابط إسرائيلي

في كتابه المميز ((محطات في ذاكرة وطن)) يروي القائد السابق في الشرطة القضائية العميد عصام أبو زكي قصة الضابط الإسرائيلي[1]، فيقول في 10 يوليو 1973 كنت في إجازة شرعية في بيروت. رن هاتف منـزلي، كان الرئيس سليمان فرنجية على الخط حيث استوضحني عن عملية خطف سائح ألماني اسمه اورلخ لوسبرخ جرت في طرابلس. طلب مني فخامته إفادته بجميع الملابسات التي جرت وعن الجهة الخاطفة وكامل هوية المخطوف وأين يسكن. بعد انتهاء المكالمة انتقلت بسرعة إلى طرابلس . بدأت بجمع المعلومات الأولية حول عملية الخطف، والتي جرت على الشكل التالي: بوصولي إلى مكتبـي في السرايا كان الخبر قد انتشر في المدينة. استقبلت عدداً كبيراً من المواطنين والمخبرين وكانوا يملكون معلومات متضاربة. ذهبت إلى ((مقهى التوب)) في شارع عزمي بوسط مدينة طرابلس حيث خطف الألماني. استجليت بعض المعلومات من الرواد الذين كانوا في المقهى أثناء عملية الخطف. قال لي بعضهم ان عملية الخطف تمت عندما كان السائح الألماني داخل المقهى في الساعة الثانية إلا عشر دقائق من منتصف الليل، ونقل في سيارة مرسيدس زجاجها مموه من الخلف. نزل منها شاب يرتدي جلابية زيتية اللون ويعتمر كوفية بيضاء، ثم اتجه نحو السائح الألماني شاهراً مسدسه ودافعاً به إلى داخل السيارة. وبينما كان الألماني يوضع في السيارة أطلق الخاطف ثلاث طلقات نارية في الهواء من مسدسه إرهاباً. علمت الفرقة 18 بالعملية من أحد رواد المقهى. أقيمت الحواجز والدوريات الأمنية بحثاً عن المخطوف. تابعت التحقيق وتوسعت فيه وقلت انه يجب عليّ أن اقوم بمداهمة وتفتيش كل الاماكن التي يتواجد فيها الأجانب الموجودون في المدينة. داهمنا العديد من المراكز والمقاهي وداهمت على رأس دورية عسكرية ((فندق المنتـزه)) في شارع عزمي حيث نزل معظم الاجانب. وجدت ان المخطوف سجل اسمه في الفندق في اليوم ذاته ووضع أمتعة بسيطة في غرفته (عدة حلاقة وغير ذلك) لكنه لم يعد إليه. وعلمت من بعض الناس ان الألماني الذي يدعى اورلخ لوسبرخ، خطب جميلة معتوق التي تعرف بـ((جيجي)) معتوق، استدعيت الاخيرة إلى التحقيق وسألتها عن عملية الخطف. قالت انها علمت بالخبر مني فقط. وكان عبد العزيز محمد الهدى الملقب (الغزاوي) آخر من شاهد الألماني، وهو يغادر بيت جميلة. وقد تمكن أحمد رسلاني العامل في بلدية طرابلس من العثور على سكرتير الألماني عبد العزيز الغزاوي بعدما شاهده في صالة سينما المتروبول. فألقى القبض عليه وسلمه للتحقيق وسألته عن لوسبرخ. أنكر الغزاوي في بادئ الأمر أي علم له بعملية الخطف، لكني أدركت من إجاباته وقسمات وجهه انه يعلم بالحادث، لكنه يكذب. ركزت مساء ذلك اليوم على استجواب الأخير، بعدما علمت انه يعمل سكرتيراً عند الألماني. أخضعته لاستجواب موسع وبعد فترة قليلة على التحقيق انهار الغزاوي واعترف ان عملية الخطف تمت بمعرفته وان الألماني انتقل إلى حقل العزيمة في سير الضنية وهو مسلح. روى غزاوي تفاصيل علاقته به، قال انه تعرف عليه في المقهى وانه من الاثرياء ومن كبار أبطال الكاراتيه الدوليين وانه اشترك في القتال في بنغلادش وطلب منه أن يعمل سكرتيراً عنده بمرتب شهري مقداره 500 ليرة لبنانية. وذكر ان لوسبرخ كان ينفق المال بسخاء، وقد بدأ يرتاب من تصرفاته. وقال غزاوي ان الألماني تعرف على جميلة معتوق المعروفة بـ((جيجي)) بعدما عرف ان منـزلها يواجه شقة مدير عام دائرة التنظيم الشعبـي في منظمة التحرير الفلسطينية سعيد السبع (أبو باسل) وقد خطبها لكي يتمكن من السكن عندها، وانه كان يكثر من الاسئلة ويستوضحه القضايا المتعلقة بالفدائيين، وكان يسأله عن أقرب جزيرة إلى طرابلس وأسماء بقية الجزر القريبة منها. واعترف الغزاوي بأن لوسبرخ وضع خطة لخطف القنصل الألماني في طرابلس جول مسعد، وانهما قصدا منـزل الأخير الواقع في شارع الجميزات واستخدم شخصين آخرين وجهزوا السيارة لهذا الغرض لخطفه، لكنهم فشلوا لأن زوج القنصل لم تستجب لهم بفتح الباب، عندما قصدهم أورلخ لوسبرخ وعصابته، وان الهدف الأساسي من خطف القنصل أو قتله إيهام الدولة اللبنانية ان الفدائيين من قاموا بهذا العمل وذلك رداً على موقف الحكومة الألمانية السلبـي من الخاطفين الفلسطينيين في ميونخ. كما روى انه اصطحب اورلخ وخطيبته إلى القصر الجمهوري في بعبدا مرتين وحاما حول القصر ومقر الرئيس الصيفي في إهدن إضافة إلى تردده إلى محيط قصر المختارة ومحاولة التقاط الصور لمقر إقامة كمال جنبلاط برفقة خطيبته جميلة معتوق. وفي شأن حادثة الخطف في شارع عزمي قال الغزاوي ان لوسبرخ وضع الخطة من دون أن يفهم هو ورفاقه الأسباب. وانه وعدهم بمبلغ 50 ألف ليرة بعد تنفيذ العملية وأوهمهم انه ينتظر مبلغ 50 ألف ليرة من السفارة الألمانية في بيروت، وان علي أحمد ديب وهو صاحب مطعم ((كويك ساندويش)) في طرابلس استأجر لهم سيارة خصوصية ماركة مارسيدس 190 رقمها 157138 من مالكها زهير زكي هندي زكريا وانه نفذ عملية خطف لوسبرخ برفقة توفيق حسن الحسن وحميد بطرس فرح. وقال انهم لبسوا القمبازات وتقنعوا وأخذوا لوسبرخ من المقهى وانطلقوا به إلى المنـزل الذي استأجره في حقل العزيمة تعود ملكيته للسيد ميخائيل إبراهيم لإخفاء لوسبرخ فيه.

وتابع الغزاوي ان السيارة تعطلت بهم عند مفرق بخعون، فتركوها هناك وقصدوا المنـزل سيراً على الاقدام بين البساتين متجنبين الطريق العام. وكان لوسبرخ ممسكاً بحقيبته السوداء، وأفاد الغزاوي انه لا يعرف مكان الحقيبة أو ماذا يوجد بداخلها. وعندما وصلا إلى المنـزل طلب منه لوسبرخ أن يعود إلى طرابلس ويتصل بخطيبته جميلة معتوق، ويقول لها ان الرسالة وصلت من الكويت، وان جميلة معتوق تعرف ماذا يقصد. وأضاف ((قل لها هذا وهي ترافقك إلى بنك جمال في بيروت وتسحب مبلغ 50 ألف ليرة من خزنتي الخاصة لأنها تحمل المفتاح فتعطي 10 آلاف لحميد فرح و10 آلاف لحسن توفيق الحسن والبقية تأخذها لك)).

انتقلت إلى مكان الخاطف المخطوف. في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم التالي برفقة عنصرين من الدرك من الفرقة 18 وأبى قاضي التحقيق الأول في الشمال مراد عازوري إلا أن يقدم لنا سيارته الخاصة ومرافقتنا إلى المكان. ما ان دخلنا إلى المنـزل المستأجر في حقل العزيمة، حتى تفاجأنا بوجود اثنين من حراس العميد المتقاعد الياس داوود. وقف الجاسوس وقفة ((كاراتيه)) فانتضيت مسدسي وقبضت عليه بعدما نزعت من يده المسدس. فتشنا المنـزل وهو عبارة عن غرفة صغيرة فعثرنا فيها على مسدس 6 ملم ومسدس ضغط كبير من ممشطين ومسدس آخر من مسدسات الاولاد وآلة تصوير ((زوم)) وثياب وجلابيات كاكية وكوفيات بيضاء والحبال التي كان قد أوثق بها، ومنشورات حملت اسم منظمة ميونخ 72. وضعت في يديه الاصفاد وكبلته في الحبال ووضعته في صندوق السيارة وانتقلت به إلى مكتبـي في سرايا طرابلس، وأوقفت عناصر أمنية على الباب لعدم دخول أي كان. لم تستغرق عملية القبض على الألماني المخطوف سوى 11 ساعة فقط. اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية سليمان فرنجية الذي هنأني على نجاح العملية وطلب مني إفادته بالمعلومات أولاً بأول. شرعت في التحقيق معه رفض الكلام من خلال نظرتي إليه وتأملي الكثير به تبين لي انه لا يريد الكلام. طلبت له مترجمين باللغتين الألمانية والإنكليزية فرفض الكلام وظل على هذه الحال ثلاثة أيام متتالية. عدت إلى استجواب جميلة معتوق التي أقرت بمعرفتها بعملية خطف خطيبها وان لوسبرخ أعطاها رسالة باللغتين الألمانية والإنكليزية وطلب منها حملها في اليوم الثالث لخطفه إلى ولتر نوفاك السكرتر الأول في السفارة الألمانية في طرابلس . وافادت جميلة ان مضمون الرسالة يفيد ان منظمة فدائية فلسطينية خطفت اورلخ لوسبرخ وهو في حالة جيدة وان المنظمة تطلب من الحكومة الألمانية فدية قدرها 15 مليون ليرة لإطلاقه وفي حال الرفض ستعمد المنظمة إلى قتله. وقد أتلفت جميلة الرسالة بعد خطف لوسبرخ.

وفي اليوم الثالث كنت أحاول أن أدفع لوسبرخ للكلام لكنه كان يرفض، فجأة دخل علينا مدعي عام الشمال القاضي هاني المولى وبرفقته العقيد جورج أسمر قائد سرية الشمال وكان الأخير منفعلاً ومستغرباً عدم توصلنا معه للكلام، كان الألماني يجلس على الكرسي ومكبلاً بالأصفاد، أمسكه أسمر برأسه وقال له بلغة إنكليزية ركيكة: أنا ضابط وأنت ضابط ان لم تعترف الآن سوف أحطم رأسك. في نهاية اليوم الثالث بدأت استعمل معه بعض الأساليب، وقد روضته ودفعته إلى الكلام. بدأ يتكلم اللغة العربية بعدما رفض الكلام مع المترجمين في السابق. تبين لي انه يتمتع بذكاء حاد، شخصيته فذة، صلب المراس، قوي البنية، ثاقب النظرات. بدأت التحقيق معه بسؤاله عن هويته، تقاطعت اعترافاته مع المعلومات التي تحريتها عنه حول مجيئه إلى لبنان تحت ستار التدريب على الكاراتيه. فمرة ادعى انه طبيب نفساني ومرة أخرى عرف عن نفسه انه أمير بلغاري. وانه ((ملك الدم)). أصر على إنكار كل شيء ونفي معرفته الاشخاص الذين ((خطفوه)) وأفاد انه جاء إلى لبنان في منتصف شباط/فبراير من عام 1973 على متن الباخرة اوزونيا آتياً من إيطاليا برفقة رجل ألماني يدعى جو متزيغ وان الأخير يحمل جوازي سفر احدهما ألماني والآخر بولوني. وأكد انه استأجر المنـزل في حقل العزيمة للراحة ونفى أن يكون أحد قد خطفه. خلال التحقيق قال لي ان كنت تريد ان تعرف من أنا ما عليك الا حرق الحقيبة التي أحملها وان اسمه وعمله وشخصيته مدونة داخل حقيبة اليد التي كان يحملها. والتي اكتشفتها عندما قبضت عليه. وبالفعل قمت بحرق الحقيبة لتخرج من بينها بطاقة حديدية تفيد انه يعمل لصالح وزارة الصناعة الألمانية وهو جاسوس صناعي. وتناول التحقيق معه قضية منظمة ميونخ 72 الفدائية التي بادر إلى تأسيسها، وتبين لي انه تواصل مع بعض العناصر الفدائية في الشمال، وانه زودهم ببيانات وبرنامج سياسي توجيهي كان أورلخ قد أعطاه لأحد عناصر رصد الفدائيين لتعميمه على رفاقه، وفيه دعوة للقضاء على القيادات الفدائية الناشطة، وخاصة من تتبنى عمليات كـ ميونيخ داعياً إلى تنقية العمل الفدائي من كل شائبة مدعياً انه مناصر للقضية الفلسطينية. وبدأت حلقة المعلومات تتسع حوله شيئاً فشيئاً وقد تمكن من الدخول إلى مخيم البداوي وعرض تدريب العناصر الفدائية في لعبة الكاراتيه وقد انتقى بعض العناصر لتدريبهم على بعض الاعمال العسكرية كالتفجير والخطف والقنص الخ. بعد إلقاء القبض عليه، جاءني ضابط في الكفاح المسلح اسمه إبراهيم البطراوي طالباً الإفراج عنه مدعياً ان لوسبرخ كان يدرب الفدائيين مجاناً، ومن دون مقابل. وقد حاول اورلخ لوسبرخ، الاتصال بالسياسيين الذين لهم علاقة بالفدائيين. وقد اعترف امامي ان مهمته هي التجسس على الفدائيين الفلسطينيين، وافتعال الحوادث والاضطرابات بينهم وبين السلطة اللبنانية، وان عملية الخطف من مقهى ((التوب)) ليست سوى حلقة من حلقات الخطة التي كان سينفذها. وقد أدلى بمعلومات واضحة وشرح كيفية قيامه بعمليات ارهابية وحدد الاماكن التي كان ينوي تفجيرها دون ان يعرف مكانها أو الشارع الذي تقع فيه. وقد اعترف انه كان يسكن من شباط/ فبراير تاريخ دخوله الاراضي اللبنانية وحتى اواخر آذار/ مارس في شارع فردان. وعندما سألته ما كنت تفعل أنت وخطيبتك في شارع فردان في بيروت في الحادي عشر من نيسان/ ابريل 1973، انتفض وقال لي: لا اسمح لك بتوجيه هذا السؤال لي. ولاذ بالصمت ورفض الإجابة على الاسئلة حول دوره في عملية فردان وطلب الكلام في حضور السكرتير الأول في السفارة الألمانية ولتر نوفاك. فيما بعد اعترف انه كان ضمن المجموعة التي نفذت اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة، بتاريخ 10 ابريل 1973 في شارع فردان. وقد أجريت مقابلة بينه وبين خطيبته جميلة جورج معتوق المعروفة بـ جيجي لجهة مواجهة الاخيرة بأقوال لوسبرخ، لأنه كان يطلعها على كافة تحركاته ومنها مراقبة بعض قادة المقاومة الفلسطينية الذين يقيمون امام منـزل ذويها في طرابلس وتحديداً سعيد السبع والذي كان له دور مباشر هو وابن خاله أبو علي اياد بعملية خطف أول جندي إسرائيلي في اواخر عام 1969 وهو صموئيل روزن فايز. وأفادت جميلة انها كانت بمعيته في بيروت يوم 11 نيسان/ ابريل 1973 اي اليوم التالي للاعتداء، وانهما مرا في الشارع وشاهدا الابنية التي قتل فيها قادة المقاومة. كما انها كانت برفقته عندما زار مخيمي نهر البارد والبداوي بعد عملية نفذها الجيش الإسرائيلي 21/2/1973 والتي استهدفت ضرب مواقع لحركة فتح ذهب ضحيتها عدد من الاتراك التابعين لجماعة عبد الله اوج آلان، بالإضافة إلى عدد من الفلسطينيين وموقع تدريب للجبهة الشعبية في مخيم نهر البارد كان عضو الجيش الأحمر الياباني كوزو اوكومتو قد تدرب فيه قبل تنفيذ عملته في مطار اللد. بعد الانتهاء من استجوابه تمت احالته على المحقق العسكري الياس عساف الذي باشر التحقيق معه بعدما زودناه بكل الاعترافات التي أدلى بها امامنا، وقد اكد اعترافاته وتكلم باللغة العربية التي رفض ان يتكلم بأي لغة قبل ذلك. وتبين لي انه كان يملك مبلغاً كبيراً من المال مودعاً في بعض المصارف وكشفت التحقيقات معه عن تحويلات بعشرات الالوف من الدولارات جرت من ألمانيا الغربية لحساب لوسبرخ الذي ادخر في أحد المصارف 130 الف ليرة لبنانية إلى جانب تلقيه أموالاً من مصادر فلسطينية. وذكر قاضي التحقيق ان الألماني لوسبرخ ((ليس اسمه الحقيقي)) يحمل جواز سفر ألمانياً مزوراً عليه سبعة أختام دخول إلى لبنان وألمانيا وهو من مواليد 1948 من مدينة دوسلدورف الألمانية وهو ضابط استخبارات إسرائيلي.

الاوسمة والجوائز

نال عدة أوسمة وشهادات تقدير، وغادر السلك العسكري في العام 1993 حين لم تعد تستطع قوى الأمر الواقع آنذاك تحمله.

أصبحت الثقة بخبرة العميد عصام أبو زكي عالمية فشارك في العديد من التحقيقات الدولية والدورات التدريبية نال على أثرها الأوسمة ورسائل الشكر ونذكر منها:

  • وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثالثة في العام 1971.
  • وسام الإستحقاق اللبناني في العام 1974 من الدرجة الثالثة.
  • وسام الإستحقاق اللبناني الدرجة الثانية في العام 1981.
  • وسام الأرز الوطني برتبة كومندور في العام 1998.
  • وسام الوحدة الوطنية في العام 1994.
  • وسام حربي كقائد للشرطة القضائية في العام 1992.
  • شهادة تقدير من وزارة الداخلية الفرنسية لمساهمته مع دول الشرق الأوسط في مكافحة المخدرات.
  • شهادة تعاون مع شرطة كوريا الجنوبية في عملية تهريب مخدرات.
  • شهادة من دائرة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • شهادة من أكاديمية الشرطة الفنزويللية.
  • شهادة تقدير ن دولة تشيلي وكندا وألمانيا وإيران ومن بريطانيا ودول الكومنولث.
  • شهادة من مكتب الجمارك من بريطانيا ومن مكتب السكوتلانديارد.

تفرّغ المرحوم قبل وفاته لكتابة المقالات ولأعمال تتعلّق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية وهو كان مسؤول عن الملف الدرزي وعضو بلجنة أصدقاء مؤسسة العرفان.

وفاته

توفي العميد عصام أبو زكي في 25 فبراير 2018 بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وقد نعاه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب[2]، كما منحه رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر[3]

انظر أيضا

المراجع

    • بوابة السياسة
    • بوابة لبنان
    • بوابة أعلام
    • بوابة الموحدون الدروز
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.