طب تقويمي

الطب التقويمي أو الاستيوباثي (بالإنجليزية: Osteopathy)‏ هو فرع من مهنة الطب، تمارس في المقام الأول في الولايات المتحدة، وانتشرت أيضا في بلدان أخرى، ولا سيما كندا. و كلمة الاستيوباثي مشتقه من الكلمتين اليونانيين "أستيو" ὀστέον بمعني عظام و "باثي" -πάθεια بمعنى مرض.

نبذة

هو طب يهتم بتشخيص وعلاج والوقاية من العديد من المشاكل الصحية، ويقوم على فلسفة "الشخص الكامل" التي ترى أهمية التعامل مع جسم الإنسان ككل، حيث يتعامل الطب التقويمي مع جسم الإنسان على أنه وحدة معقدة من الأجزاء المتداخلة ولا تعمل الأعضاء والأجهزة كل بمفرده ولا ينبغى أن يتم علاجها كذلك بمعنى انه يتم علاج الجسم كوحدة واحده وليس العضو المتعلق بشكوى المريض فقط . ويعطى الطب التقويمي اهتمام بمساعدة الجسم على علاج نفسه حيث يكون هناك تركيز على ميكانيكية الجسد وعلاقات الأعضاء المتداخلة وأجهزة الجسم أيضاً لكن هناك تركيز خاص على الهيكل العظمى للجسد حيث يستخدم أطباء الاستيوباثى العلاج اليدوى للعضلات والعظام مع أو بدلاً من العلاج التقليدى المتمثل في العقاقير والجراحة من أجل تمتع الشخص بالصحة السليمه. و يحمل طبيب الاستيوباثي لقب ال ( DO = دكتوراه في الطب التقويمي). و يقدم الاستيوباثى وسائل لتشخيص المرض وعلاج المسببات الرئيسية له باستخدام تقنيات العلاج اليدوى لمساعدة جسم الإنسان ككل أن يستعيد توازنه. ويستند علم الاستيوباثى على مبدأ أن الصحة العامة للفرد تعتمد على أن تعمل عظامه، والعضلات والأربطة والأنسجة الضامة معا على نحو سلس وتقوم قناعة أطباء الاستيوباثي أن وسائلهم العلاجيه تسمح للجسم أن يقوم بشفاء نفسه. و هذه الوسائل تستخدم مجموعة من التقنيات اليدويه ولا تعتمد على العقاقير أو الجراحة.[1][2][3]

نظرة تاريخيّة

بدأ الاستيوباثى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1874 على يد الطبيب والجراح أندرو ستيل [4][5][2] أطلق ستيل على مدرسته في الطب مصطلح الاستيوباثى اعتقاداً منه ان العظام (osteon) هي نقطة البداية للعديد من الحالات المرضية. بينما تطورت فلسفته لتتعامل مع الانسجة وكافة اعضاء الجسم وليس الهيكل العظمى فقط. واسس ستيل أول كلية لطب الاستيوباثى في ولاية ميسورى بالولايات المتحدة الأمريكية في 10 مايو 1892. و في 1898 أصدر المعهد الأمريكي للاستيوباثى دورية علميه خاصه بالاستيوباثى وفي نفس الوقت اعترفت أربع ولايات بالاستيوباثى كدرجه طبيه.[6]

مجال الاستيوباثي

يختلف مجال ممارسة الاستيوباثي من دولة لأخرى. في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن لطبيب الاستيوباث أن يمارس كامل المجال الطبي الحديث بما يشمل التدخل الجراحي. بينما في باقي الدول التي يمارس فيها الاستيوباثى، بريطانيا على سبيل المثال، يقوم طبيب الاستيوباث بالتشخيص والعلاج باستخدام تقنيات العلاج اليدوي مع إعطاء نصائح صحيه خاصه بالنظام الغذائي أو تقويم وضع الجسم. و في حالة الحاجة إلى تدخل جراحي على سبيل المثال يقوم الاستيوباث بإحالة المريض إلى طبيب جراحة العظام أو الاعصاب حسب التشخيص.[7][8][9][10]

الحالات التي يعالجها الطب التقويمي

يركز طب الاستيوباثى على اتباع سلوك صحى وتغيير نمط الحياة بجانب العلاج التقليدى من الجراحات والعقاقير والأدوية. ودائماً ما يلجأ العديد من الأشخاص لطبيب ”الأستيوباثى” لعلاج آلام الظهر والرقبة أو آلام المفاصل في حين ان هذا الطب يستخدم لعديد من الحالات الأخرى مثل الأزمة الصدرية، الدوار، آلام الحيض، الصداع النصفى، عرق النسا، التهاب الجيوب الأنفية، والمشاكل المرتبطة بمفاصل الفك. والعلاج بـ “الأستيوباثى” قد يكون ضمن خطة العلاج الخاصة بحالات أخرى عديدة مثل في طب الأطفال التهاب الأذن الوسطى، والإصابات التي تحدث للمولود أثناء الولادة. كما يساعد الأستيوباثى في تخفيف أعراض الشعور بعدم الارتياح كما في حالة آلام الظهر في الحمل ومشاكل الهضم. ويتصل طب “الأستيوباثى” بكبار السن حيث يقلل من آثار عوامل التقدم في السن المتصلة بالعمود الفقرى والمفاصل كما يتم استخدامه كجزء مكمل للطب الرياضي لإصابات الرياضيين.[11]

و من أسباب زيارة طبيب الاستيوباثى:

  • آلام أسفل الظهر
  • علاج أمراض العمود الفقري بطريقه يدويه امنه
  • ألام الساق
  • الصداع المزمن
  • ألام الرقبة وتيبّسها
  • الأعراض تنتهي عندما تكون في عطلة
  • المعاناة من ألام مبرحة في منطقة ما بين الكتفين
  • المعاناة من ألام البطن بينما استبعد الطبيب وجود الأمراض
  • المعاناة من صداع مجهد خلف العين
  • تلقي العلاج التقليدي لفترة طويلة بدون تحسّن

الاستيوباثي حول العالم

تطورت مهنة الطب التقويمي إلى فرعين أساسيين، الفرع الأول يختص بالطب اليدوي البديل والفرع الثاني يشمل نطاق كامل من الممارسة الطبية من تشخيص وعلاج يقوم به أطباء الاستيوباثي. وتوجد جهود مستمره لتعزيز التبادل والحوار بين هذين الفرعيين. و تنظيم التعامل مع أطباء الاستيوباثي يختلف باختلاف الدولة.التحالف الدولي للاستيوباثي لديه دليل البلاد مع تفاصيل التسجيل وممارسة الحقوق وقائمة بجميع الكليات المعتمدة للاستيوباثي.[12]

أستراليا

في أستراليا، على طبيب الاستيوباثي إكمال ما لا يقل عن خمس سنوات من التدريب الجامعي في علم التشريح، علم وظائف الأعضاء، علم الأمراض، والتشخيص الطبي العام والتقنيات التقويميه . يتم تدريبهم أيضا لأداء الفحوص الطبية المعتادة في العضلات والعظام، القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز العصبي. و يجب أن يحصل طبيب الاستيوباثي إما علي درجه مزدوجة البكالوريوس أو الماجستير. و يعمل طبيب الاستيوباثي في القطاع الخاص، وأغلبية التأمين الصحي بالإضافة إلى نظام الرعاية الصحية العامة في أستراليا تغطي العلاج من خلال أطباء الاستيوباثي.[13]

الولايات المتحدة الأمريكية

تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بأطباء الاستيوباثي (DO) الحاصلين على درجه علميه وتدريب مماثل لاقرانهم في فروع الطب الأخرى الحاصلين على درجة دكتور في الطب (MD). و لا يعترف النظام الأمريكي بممارسي الاستيوباثي على النظام الاوروبى. و يجب أن يكمل طبيب الاستيوباثي 4 سنوات في كلية الطب يليها على الأقل سنتين كطبيب مقيم.

كندا

يقوم أطباء الاستيوباثي بتوفير الرعاية الطبية الشاملة في كندا منذ بداية القرن العشرين.و علي طبيب الاستيوباثي إكمال نفس التعليم الطبي الشامل مثل باقي التخصصات الطبية فضلا عن تدريب شامل في تقييم النشاط الحيوي لنظام العضلات والعظام والعلاج اليدوي. و بعد التخرج من 4 سنوات من التعليم الطبي المكثف، يجب على أطباء الاستيوباثي التدريب في حقل تخصص من اختيارهم . ثم يجب أن يقوموا باستكمال امتحانات شهادة التخصص وكذلك امتحانات الترخيص الطبي المطلوبة للتسجيل مع الجامعات المحلية من الأطباء والجراحين.[14]

مصر والشرق الأوسط

بداية تقديم طب الاستيوباثي في مصر كانت في عام 2005 في مؤتمر للعلاج الطبيعي قام فيه طبيب الاستيوباثي الدكتور هشام خليل بالقاء محاضره عن المنهج الشمولي للطب التقويمي في مفهوم اختلال وظائف الجسم. و قام بعدها بجولات للتعريف بعلم الاستيوباثي في العديد من دول الشرق الأوسط مثل السودان والأردن و السعودية وقطر و الإمارات وعمان. و في ديسمبر من عام 2007 تم عقد أول ورشة عمل عن المنهج الشمولي للطب التقويمي في معهد ناصر تحت رعاية كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة.[15] و في أغسطس من عام 2010 تم إنشاء الجمعية المصرية للاستيوباثي برئاسة الدكتور هشام خليل لتكون أول كيان مختص بنشر علم الاستيوباثي في الشرق الأوسط. و تهتم الجمعية بالسعي إلى نشر استخدام الاستيوباثي خاصة في البلاد ذات الموارد المحدودة، لما يعانى قاطنوها من قصور في الخدمات الصحية خاصة لمرضى الآلام المزمنة. و في عام 2012 تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين كلية طب الاستيوباثي بالمملكة المتحدة وومؤسسة التعليم المستمر بالقاهرة التابعة للجمعية للتعاون في توفير دراسة درجة الماجستير في الاستيوباثي بمصر مدة دراسته تستغرق 4 سنوات يلتحق خلالها خريجى العلاج الطبيعى أو طب الاسنان أو بكالوريس طب.[16][17][18][12]

مراجع

  1. Stone, Caroline (2007). Visceral and Obstetric Osteopathy. Churchill Livingston/Elsevie. صفحة 3. ISBN 9780443102028. اطلع عليه بتاريخ 26 يوليو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: التاريخ والسنة (link)
  2. "Osteopathy". مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 26 يوليو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "الأستيوباثى (المعالجة بتقويم العظام) (Osteopathy)". مؤرشف من الأصل في 05 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  4. "''Medical Registration for Macon County, MO as of March 27, 1874,'' Missouri Digital Heritage, Secretary of State of Missouri". مؤرشف من الأصل في 29 أكتوبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "Medical registration for Adair County, MO dated 28 July 1883". Missouri Digital Heritage, Secretary of State of Missouri. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "General Notices". Popular science monthly: 710. Mar 1898. مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 14 مايو 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Osteopathy". مؤرشف من الأصل في 14 أكتوبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "House of Delegates Resolution H-301 – RE: H229-A/05 Osteopath & Osteopathy – Use of the Terms" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 05 أكتوبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  9. "Crosby J. ''Promoting DOs: Words and medium change, but message stays the same". DO Magazine. 3 September 2010. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 13 نوفمبر 2011. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Style Guide for Reporting on Osteopathic Medicine". American Osteopathic Association. مؤرشف من الأصل في 10 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 17 ديسمبر 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "What is osteopathy? What conditions does osteopathy treat?". مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Directories". Osteopathic International Alliance. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2014. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  13. "Qualifications and Training". Osteopathy Australia. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  14. "Canadian Osteopathic Association". Canadian Osteopathic Association. مؤرشف من الأصل في 25 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  15. Mohamed rizk (2007). "Osteopathy". Physical Therapists Of Egypt Blog. مؤرشف من الأصل في 05 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  16. "هشام خليل: الاستيوباثي علاج يستهدف العرض وليس المرض". مؤسسة الأهرام. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  17. "Master of Science training in osteopathy". مؤرشف من الأصل في 08 يوليو 2015. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  18. "The History of the Egyptian Osteopathic Society". OsteoEgypt. مؤرشف من الأصل في 05 نوفمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 Sept 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.