طائفة ممتنعة

الطائفة الممتنعة هي التي تمتنع عن إقامة شيء من شعائر الإسلام الظاهرة ولها شوكة، فلا تلزم بإقامة هذه الشعيرة إلا بالقتال، أما لو امتنع أفراد أو جماعة لا شوكة لها ولم يقاتلوا فلا يقاتلون، بل يلزمون بأمر الشارع.[1] فكل طائفة امتنعت عن شعيرة من شعائر الإسلام الثابتة حتى ولو لم يكن تركها كفراً مثل الأذان فيشرع قتالها عليها وتعتبر في هذه الحالة طائفة ممتنعة عن الشريعة ولو لم يحكم بكفرها. وقد يجتمع وصف الكفر ووصف الطائفة الممتنعة كما إذا كانت الطائفة ممتنعة عن مسالة تركها كفر مثل الصلاة ومثل الحكم بما أنزل الله.[2]

ولقد قرر العلماء أن حكم الطائفة الممتنعة واحد سواء كان الحكم إيجابياً, أو سلبياً, أي لهم أو عليهم.[3] قال الإمام ابن تيمية «فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم.[4]» وقال «فأعوان الطائفة الممتنعة, وأنصارها, منها فيما لهم وعليهم.[5]» وقال «والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب والعقاب كالمجاهدين .... لأن الطائفة الواحدة الممتنع بعضها ببعض كالشخص الواحد.[6]» وقال ابن مفلح «الطائفةَ الممتنعةَ كشخص واحد فِيما أتلفوه.[7]» ويلحق بالطائفة الممتنعة الطائفة المتمالئة على عمل ما أو قل المتعاونة المتفقة على عمل ما.[3]

شرح الطائفة الممتنعة

لغة ً

يقصد بالطائفة الممتنعة أي مجموعة من الناس, تعاونت وتكاتفت ومنع بعضها بعضاً, حتى أصبح لهم منعة, بغض النظر عن عقائد المجموعة وهل هي صالحة أو طالحة.[3] فالطائفة الممتنعة اسم مركب من الطائفة, والممتنعة, فالطائفة هي المجموعة من الناس. قال الطائفة من الشيء: جزء منه.[8] وفي التنزيل العزيز: وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين. وفي الحديث: لا تزال طائفة من أمتي على الحق. الطائفة: الجماعة من الناس. والممتنعة من المنعة قال منيع: اعتز وتعسر. وفلان فـي عز ومنعة، بالتحريك وقد يسكن. يقال: المنعة جمع كما قدمنا أي هو في عز ومن يمنعه من عشيرته.[9]

اصطلاحاً

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

«وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه يجب قتالها إذا تكلموا بالشهادتين، وامتنعوا عن الصلاة، والزكاة، أو صيام شهر رمضان، أو حج البيت العتيق، أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة، أو عن تحريم الفواحش، أو الخمر، أو نكاح ذوات المحارم، أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق، أو الربا، أو الميسر، أو الجهاد للكفار، أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب، ونحو ذلك من شرائع الإسلام، فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله.[10] وقد اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة لو تركت السنة الراتبة كركعتي الفجر هل يجوز قتالها على قولين . فأما الواجبات والمحرمات الظاهرة والمستفيضة فيقاتل عليها بالاتفاق حتى يلتزموا أن يقيموا الصلوات المكتوبات ويؤدوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا ترك المحرمات : من نكاح الأخوات وأكل الخبائث والاعتداء على المسلمين في النفوس والأموال ونحو ذلك . وقتال هؤلاء واجب ابتداء بعد بلوغ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بما يقاتلون عليه . فأما إذا بدءوا المسلمين فيتأكد قتالهم كما ذكرناه في قتال الممتنعين من المعتدين قطاع الطرق. وأبلغ الجهاد (الجهاد) الواجب للكفار والممتنعين عن بعض الشرائع.[11]»


انظر أيضًا

المصادر

  1. مفهوم التترس موقع مراجعات. نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. حكم أنصار الطواغيت بقلم أبو المنذر الشنقيطي. نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. الأجوبة الشرعية حول الطائفة الممتنعة بقلم رضوان محمود نموس. نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. دقائق التفسير ج: 2 ص: 36
  5. مجموع الفتاوى ج: 28 ص: 312
  6. مجموع الفتاوى ج: 28 ص: 311
  7. الفروع لابن مفلح - ج 10 / ص 325
  8. في لسان العرب
  9. في اللسان
  10. الفتاوى الكبرى - (3 / 557)
  11. مجموع الفتاوى - (28 / 358)

    وصلات خارجية

    • بوابة الإسلام
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.