ضم عسكري

الإلحاق أو الربط أو الضم العسكري؛ هو الإجراء الإداري والمفهوم في القانون الدولي المتعلّق بالحيازة القسرية لإقليم دولة واحدة من قبل دولة أخرى. من المسلّم به عموماً أن هذه العمليّة غير قانونيّة. وهي عمليّة مختلفة عن الغزو، والذي يشير إلى الاستحواذ والسيطرة على الأراضي التي تنطوي على تغيير في السيادة؛[1] ويختلف عن التنازل، حيث يتم إعطاء الأرض أو بيعها من خلال معاهدة، لأن الضمّ هو عمل انفرادي حيث يتم الاستيلاء على الأراضي واحتجازها من قبل دولة واحدة. وعادةً ما يتبع الاحتلال العسكريّ لإقليم ما.

القانون الأساسي: القدس، عاصمة إسرائيل. أقره الكنيس في 30 تموز، 1989م.
القانون الفيدرالي المعتمد من الاتحاد الروسي لجمهورية القرم، أقره مجلس الدوما في 21 آذار، 2014م
مثالان لعملية ضم عسكري

يمكن إضفاء الشرعيّة على الإلحاق من خلال الاعتراف العام من قبل الهيئات الدوليّة (أي البلدان الأخرى والمنظمّات الحكوميّة الدوليّة).[2][3]

تطور القانون الدولي

الحصول على اللقب

تطوّر القانون الدولي فيما يتعلّق باستخدام القوّة من قبل الدول بشكل كبير في القرن العشرين.[4] تشمل الاتفاقيّات الرئيسيّة اتفاقيّة بورتر لعام 1907م، وعهد عام 1920م لعصبة الأمم المتحدة، وميثاق كيلوغ- برياند لعام 1928م[4]، والذي تم تفعيله بموجب المادة 2 (4) من الفصل اأ0ول من ميثاق الأمم المتحدة، والذي أصبح سارياً اليوم: "يمتنع جميع الأعضاء في علاقاتهم الدوليّة عن التهديد باستخدام القوّة أو استعمالها ضد السلامة الإقليميّة أو الاستقلال السياسي لأيّ دولة، وبأيّ طريقة أخرى تتعارض مع مقاصد وأهداف الأمم المتّحدة".[4] وبما أن استعمال القوّة ضد السلامة الإقليميّة أو الاستقلال السياسيّ غير قانونيّ، فإن السؤال حول ما إن كان بالإمكان نقل الملكيّة أو السيادة في مثل هذه الحالة، وكان هذا موضوع نقاش قانونيّ.[5]

من المعتقد بشكل عام أنّ الدول ملزمة بالالتزام بمبدأ ستيمسون الذي ينصّ على أنّ الدولة: "لا يمكنها قبول شرعيّة أي موقف بحكم الواقع أو... الاعتراف بأي معاهدة أو اتفاقيّة تم إبرامها بين تلك الحكومات.... ولا... الاعتراف بأي وضع أو معاهدة أو اتفاق يمكن التوصّل إليه بوسائل مناقضة للعهود والالتزامات الواردة في ميثاق باريس المؤرّخ في 27 آب، 1928م".[5]

وقد أعيد تأكيد هذه المبادئ في إعلان العلاقات الودّية لعام 1970م.[6]

حماية المدنيين

خلال الحرب العالمية الثانية، أدّى استعمال "الضم" إلى حرمان مجموعات كاملة من الضمانات التي توفّرها القوانين الدوليّة المنظمة للاحتلال العسكريّ.

وسعت اتفاقيّة جينيف الرابعة لعام 1949م، إلى توسيع اتفاقيّتي لاهاي لعامي 1899م و1907م، لتشمل كل ما يتعلّق بمسألة حماية المدنيّين.[7]

وقد وضّح مؤلفو اتفاقيّة جينيف الرابعة إعطاء القواعد المتعلّقة بعدم انتهاك الحقوق "بطبيعتها المطلقة"[12]، مما يجعل من الصعب على أي دولة تجاوز القانون الدوليّ من خلال استعمال "الضمّ".[8] المادة 4 من اتفاقيّة جينيف، في الفقرة الأولى من القسم الثالث: الأراضي المحتلّة، تقيّد آثار الضمّ على حقوق الأشخاص داخل تلك الأراضي:

لا يحرم الأشخاص المحميون الموجودون في الأراضي المحتلّة، على أي حال أو بأي شكل من الأشكال، من منافع هذه الاتفاقيّة في حال تم إدخال أي تغيير في الاتفاقيّة نتيجة لاحتلال إقليم ما من قبل مؤسسة أو حكومة تترأس الأرض المحتلّة، ولا إذا تم إبرام أي اتفاق بين سلطات الأراضي المحتلّة والسلطة المحتلّة ولا في حال تم ضم الإقليم بكامله أو جزء منه.

أمثلة منذ عام 1949م

الهند البرتغالية

إنزال علم هاواي من فوق قصر إولاني، بعد ضمّ هاواي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، 12 آب، 1898م.

في عام 1954م، أوقف سكان دادرا وناغار هافيلي، وهو جيب برتغالي داخل الهند، الحكم البرتغالي بمساعدة متطوعين قوميين. من عام 1954م إلى عام 1961م، تمتع الإقليم بالاستقلال الفعلي. في عام 1961م، تم دمج الإقليم مع الهند بعد أن وقعت حكومته اتفاقية مع الحكومة الهندية.[9]

في عام 1961م، انخرطت الهند والبرتغال في صراع عسكري قصير حول غوا ودامان اللذان يسيطر عليهما البرتغاليون. غزت الهند المناطق بعد 36 ساعة من القتال، منهيةً 451 سنة من الحكم الاستعماري البرتغالي في الهند.

تم تحقيق الأهمية الاستراتيجية لسيكيم في الستينات أثناء الحرب الصينية الهندية.

سيكيم

خلال الحكم الاستعماري البريطاني في الهند، كان لدى سيكيم وضع غامض، كدولة هندية أميريّة أو محميّة هنديّة. قبل استقلال الهند، وافق جواهر لآل نهرو، على عدم معاملة سيكيم كدولة هندية. بين عامي 1947م و1950م، تمتعت سيكيم بالاستقلال الفعلي. ومع ذلك، فإن استقلال الهند حفز الحركات السياسية الشعبية في سيكيم وأصبح حاكم تشوجيال تحت الضغط. تم طلب المساعدات الهندية لقمع الانتفاضة التي بدأت. لاحقاً في عام 1950م وقعت الهند معاهدة مع سيكيم لجعلها تحت سلطتها، والسيطرة على الشؤون الخارجية والدفاع والدبلوماسية والاتصالات.[10]

رفع علم الاتحاد فوق روكال من قبل ديزموند سكوت في عام 1955م.

روكال

في 18 أيلول، 1955م. تم توسيع إقليم الإمبراطورية البريطانية للمرة الأخيرة؛ حيث تم إعلان روكال كتابعة للإمبراطورية البريطانية[11]

غينيا الغربية الجديدة

بعد استفتاء مثير للجدل في عام 1969م، ضمت إندونيسيا بابوا الغربية أو ما يعرف بغينيا الغربية الجديدة. انخرطت حركة بابوا الانفصالية الحرة في صراع صغير لكن دامي مع الجيش الإندونيسي في الستينات.

تيمور الشرقية

بعد غزو إندونيسيا في عام 1975م، صمت إندونيسيا تيمور الشرقية، واعتبرتها إندونيسيا المقاطعة 27 في البلاد، ولكن هذا لم يتم الاعتراف بهذا الفعل من قبل الأمم المتحدة. حصلت تيمور الشرقية على الاستقلال في عام 2002م.[12]

الصحراء الغربية

في عام 1975م، وبعد اتفاقيات مدريد بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا؛ انسحبت إسبانيا من المنطقة وتنازلت عن الإدارة إلى المغرب وموريتانيا. بعد عام 1979م، وبعد الانقلاب العسكري؛ انسحبت موريتانيا من المنطقة، وتركتها تحت سيطرة المغرب. بحلول عام 2012م، أجرت الأمم المتحدة مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو للتوصل إلى حل للنزاع.[13]

الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هي دولة معترف بها جزئياً وتطالب بكل المنطقة منذ عام 1975م.

الضفة الغربية

إسرائيل والأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستّة.

جزء من فلسطين الانتدابية السابقة التي احتلها الأردن خلال الحرب العربية الإسرائيليّة عام 1948م، والتي أطلق عليها بعض اليهود "اليهودية والسامرية"، وأعيد تسميتها "بالضفة الغربية". تم ضمّها للأردن في عام 1950م بناءً على طلب وفد فلسطيني. بقي تحت الحكم الأردني حتى عام 1967م، حتى احتلّتها إسرائيل. لم يتخلّى الأردن عن مطالبته بالضفة الغربية حتى عام 1988م.[14]

القدس الشرقيّة

خلال حرب الأيام الستة عام 1967م، احتلّت إسرائيل القدس الشرقيّة، وهي جزء من الضفّة الغربية من الأردن. حيث ضمّت 70 كم مربع من الأراضي. وعلى الرغم من أن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة في ذلك الوقت أن تدابيرها تشكل تكاملاً إداريّاً وبلديّاً ولا يعني أن إسرائيل ستقوم بضمّها؛ إلا أن الأحكام التي أصدرتها المحكمة العليا الإسرائيليّة في وقت لاحق أشارت إلى أن القدس الشرقيّة أصبحت جزءاً من إسرائيل. في عام 1980م أصدرت إسرائيل قانون ينص على أن القدس جزء من إسرائيل، قبل أن تعلن أن القدس هي عاصمة إسرائيل.[15][16][17][18] and 478.[19]

مرتفعات الجولان

احتلّت إسرائيل ثلثي مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967م، وبنت المستوطنات اليهوديّة في المنطقة. في عام 1981م، أقرّت إسرائيل قانون مرتفعات الجولان، وضمت بموجبه مرتفعات الجولان ومزارع شبعا؛ على الرغم من عدم اعتراف أي دولة بأحقية إسرائيل لهذا الفعل –باستثناء ولايات ميكرونيزيا الموحّدة-، لم تنسحب إسرائيل من المرتفعات. رفض سكان المرتفعات وأهمهم سكان مجدل شمس، الجنسية الإسرائيليّة واحتفظوا بجنسيتهم السوريّة.[20]

معرض صور

المراجع

  1. Hofmann 2013، صفحة i: "Annexation means the forcible acquisition of territory by one State at the expense of another State. It is one of the principal modes of acquiring territory... in contrast to acquisition a) of terra nullius by means of effective occupation accompanied by the intent to appropriate the territory; b) by cession as a result of a treaty concluded between the States concerned (Treaties), or an act of adjudication, both followed by the effective peaceful transfer of territory; c) by means of prescription defined as the legitimization of a doubtful title to territory by passage of time and presumed acquiescence of the former sovereign; d) by accretion constituting the physical process by which new land is formed close to, or becomes attached to, existing land. Under present international law, annexation no longer constitutes a legally admissible mode of acquisition of territory as it violates the prohibition of the threat or use of force. Therefore annexations must not be recognized as legal."
  2. Marcelo G Kohen (2017). "Conquest". In Frauke Lachenmann; Rüdiger Wolfrum (المحررون). The Law of Armed Conflict and the Use of Force: The Max Planck Encyclopedia of Public International Law. Oxford University Press. صفحة 289. ISBN 978-0-19-878462-3. مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020. Conquest and annexation are not synonymous either. The latter term is used within and outside the context of armed conflicts, to designate a unilateral decision adopted by a State in order to extent its sovereignty over a given territory. In many cases, the effective occupation of a terra nullius was followed by a declaration of annexation, in order to incorporate the territory under the sovereignty of the acquiring State. In the context of armed conflicts, annexation is the case in which the victorious State unilaterally declares that it is henceforth sovereign over the territory having passed under its control as a result of hostilities. This attempt at producing a transfer of sovereignty through the exclusive decision of the victor is not generally recognized as valid, both in classical and in contemporary international law. An example of a case of annexation preceding the adoption of the UN Charter is the annexation of Bosnia-Herzegovina by the Austro-Hungarian Empire in 1908. The annexation was not recognized by the major Powers and required a modification of the 1878 Treaty of Berlin which had simply granted Austria-Hungary the right to administer the territory. Another example is the annexation of Ethiopia by Italy in 1936. Examples of purported contemporary annexations are the Golan Heights annexed by Israel in 1980 and Kuwait by Iraq in 1990, both declared null and void by the Security Council, or the incorporation of Crimea and the City of Sebastopol in the Russian Federation. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Kohen, p.288, refers to clause 101 of the PERMANENT COURT OF INTERNATIONAL JUSTICE, 1933, April 5th, General List: No. 43. TWENTY-SIXTH SESSION, LEGAL STATUS OF EASTERN GREENLAND: "Conquest only operates as a cause of loss of sovereignty when there is war between two States and by reason of the defeat of one of them sovereignty over territory passes from the loser to the victorious State."
  4. Jennings & Kohen 2017، صفحة 80.
  5. Jennings & Kohen 2017، صفحة 81.
  6. Aust 2010، صفحة 36.
  7. "Convention (IV) relative to the Protection of Civilian Persons in Time of War. Geneva, 12 August 1949. Commentary - Art. 47. Part III : Status and treatment of protected persons #Section III : Occupied territories". ICRC. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 20 مارس 2014. it was obvious that they were in fact always subservient to the will of the Occupying Power. Such practices were incompatible with the traditional concept of occupation (as defined in Article 43 of the Hague Regulations of 1907) الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Convention (IV) relative to the Protection of Civilian Persons in Time of War. Geneva, 12 August 1949.Commentary on Part III : Status and treatment of protected persons #Section III : Occupied territories Art. 47 by the ICRC نسخة محفوظة 17 أبريل 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. "The United Nations Security Council S/5033". www.un.org. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 17 يوليو 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. "Did India have a right to annex Sikkim in 1975?". إنديا توداي. February 18, 2015. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. BBC staff. "On this day: 21 September 1955: Britain claims Rockall". BBC. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 15 أغسطس 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Report claims secret genocide in Indonesia – University of Sydney نسخة محفوظة 15 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  13. نسخة محفوظة October 2, 2011, على موقع واي باك مشين.
  14. Romano, Amy (2003). A Historical Atlas of Jordan. The Rosen Publishing Group. صفحة 51. ISBN 978-0-8239-3980-0. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 ديسمبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. أفراهام سيلا. "Jerusalem." The Continuum Political Encyclopedia of the Middle East. Ed. Avraham Sela. New York: Continuum, 2002. pp. 391-498.
  16. Frank, Mitch. Understanding the Holy Land: Answering Questions about the Israeli-Palestinian Conflict. New York: Viking, 2005. p. 74.
  17. "A/35/508-S/14207 of 8 October 1980." نسخة محفوظة June 12, 2012, على موقع واي باك مشين. نظام معلومات الأمم المتحدة بشأن قضية فلسطين. 8 October 1980. 8 June 2008
  18. UNSC Resolutions referred to in UNSC res 476 - 252, 267, 271, 298, 465 نسخة محفوظة 24 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
  19. UNSC res 478 نسخة محفوظة 2012-01-05 على موقع واي باك مشين.
  20. "Syria: 'We still feel Syrian,' say Druze of Golan Heights". مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
    • بوابة التاريخ
    • بوابة السياسة
    • بوابة علاقات دولية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.