شعب نارا
هي قبيلة عريقة جدا بجاويه كوشية ومن أقدم القبائل في أفريقيا، ويرجع اصلها إلى شمال السودان وبالتحديد منطقة دنقلا الحاليه. وتقطن في غرب إريتريا وشرق السودان .
(أول خطوة لاستئصال شعب هي محو ذاكرته عبر تدمير كتبه وثقافته وتاريخه ثم تكلف شخص بكتابة كتاب جديد ويصنع هــوية جديدة لهذا الشعب. قبل مرور وقت طويل سيكون هذا الشعب قد نسي من هم ومن يكون، وستكون الأمم من حولهم بنسيانهم أسرع منــهم)
قبيلة النارا البجاوية الكوشية:
ميلان كنديرا مقدمة:
هناك دراسات عديدة كلها تحاول إعادة صياغة تاريخ قبيلة النارا، هذه القبيلة التي ساهمت كثيراً في كتابة التاريخ الإرتري الحديث، خصوصاً في مناوئة الاستعمار الإثيوبي، وكانت في طليعة الكفاح المسلح، وكان مفجر الثورة، حامد ادريس عواتي ينتمي لهذه القبيلة وأغلب رفاقه من الجنود الأوائل. ولكن حتى لا يكون لهذه القبيلة قصب السبق في انطلاقة الثورة الإرترية. تم تهميش التاريخ بشكل منهجي خصوصاً من كوادر جبهة التحرير الإرترية، لاعتبارات ذاتية وموضوعية، وتم إقصائهم بشكل مدروس ومفتعل، والحقيقة إن لهذه القبيلة سمات قلة أن توجد في قبائل أخرى من المصداقية والشهامة والبسالة وكذلك الشجاعة الفائقة والإيمان بالمبادئ أيما إيمان. هذه الصفات تم استقلالها بصورة عكسية، أدت في نهاية المطاف إلى تجهيلهم وأن تصبح القبيلة ضائعة بين حقيقة وجودها، والاستغلال البشع لممارسات غير موضوعية من قبل قيادات الثورة الإرترية إذا كانت من قبل الجبهة أو الجبهة الشعبية وأيضاً التنظيمات التي تفرعت عنها. بالرغم من أن فرص التعليم وتأهيل القبيلة وانتشالها من الأمية كانت الفرص موجودة ولكن لأطماع سياسية، تركت هذه القبيلة تعاني الأمرين الجهل والتهميش وما زالت النظرة بهذا المنظور موجودة حتى الآن، وفي كثير من المواقف بالرغم من تأكيدهم بأنهم من أصول سودانية المنشأ، عندما تأتي مسألة الانتماء تصبح قبيلة النارا والكنامة إرتريتين، في حين كُتب التاريخ تُرجِّح أصول هاتين القبيلتين تنتميان إلى القبائل الكوشية ومعنى ذلك إنها من أصل القبائل السودانية القديمة، والتاريخ يؤكد على أن أراضيهم كانت تشمل شرق السودان وغرب إرتريا كلها دون منازع،
وثمةَ أمر آخر إن هاتين القبيلين تسكنان أغنى المناطق الزراعية الخصبة والمعدنية الثمينة في إرتريا، وامتدادهم إلى شرق السودان وهي مناطق تواجدهم الاساسي، يمارسون فيه الرعي والزراعة والتجارة البينية. إنّ منطقة القاش سيتيت وسهول بركة غرباً ومناطق تواجد قبائل الهدندوة هي مناطق انتشارهم الطبيعي، ومن هنا كانت الغزوات من قبل الأحباش والقبائل السامية التي عبرت البحر الأحمر بصورة مستمرة للاستيلاء على تلك الأراضي ولكن كان الدفاع المستميت هي التي جعلت هاتين القبيلتين تنتقص أعدادها على مر العصور. ثم تلا ذلك نزوح كثير من القبائل المتاخمة لحدودها إلى تلك المناطق مما أدى لتلك القبيلة النزوح إلى المناطق الداخلية للمحافظة على ما تبقى من السلالة، وبذلك نجدها اليوم قليلة العدد وانحسارها في الداخل الإرتري، إنّ غزو تلك القبائل أدت إلى التخلي عن تلك الأراضي الشاسعة للمحتلين الجدد، مما أفقدهم تلك الأراضي الواسعة لانتشارهم، ولكنهم ظلوا متواجدين بأعداد قليلة بشكل أو بآخر في مناطق انتشارهم في شرق السودان على الحدود الشرقية.
التاريخ وطمس الهوية:
ترجع أصول هذه القبيلة إلى القبائل الكوشية، والدليل على ذلك ما أورده سبي عندما تحدث عن الكوشيـــين حيث قال :(ويعتقد بعض المؤرخين أن العنصر المعروف باسم كوش، نسبة إلى كوش بن حام بن نوح هم أول من سكن السواحل الإرترية، ويُرَجَح أن هؤلاء هم الأصول الأولى لقدماء المصريين وإنهم اتخذوا سواحل البحر الأحمر موطناً لهم حتى وصلوا في تجوالهم إلى وادي النيل وهناك بنوا الحضارة الفرعونية الشهيرة. ومنهم من استقر في المنطقة الساحلية عرفت بسواد البشرة وملامح غير زنجية، وهي المجموعات التي عرفت بالشعوب النيلية هاجرت إلى وادي بركة القاش وأقامت في غرب إرتريا حضارة زراعية واستقرت هناك إلى أن أجلتها نزوح قبائل البجة منذ ألفي سنة من موطنها في السهول والأودية لتتوغل إلى هضبة بارنتو بحثاّ عن مأمن، وتنتسب قبيلتا الباريا والبازا إلى هذه الاصول) (1)
ونجد عثمان صالح سبي لا يحدد الشعوب النيلية هل هي المرتبطة بالنيل المعروف أم يقصد أعالي النيل وهناك فرق بين تلك الشعوب، يقول :(تنتسب قبيلتي الباريا والبازا إلى الأصول القديمة للشعوب النيلية) ولا أعلم من أين أتى سبي بهذا المصطلح وإنّ هاتين القبيلتين لم تذكرا في مجموعة القبائل النيلية ونحن نعلم أنّ الكوشيين امتدت حضاراتهم من المنطقة
الشرقية لنهر النيل وساحل البحر الأحمر إلى جنوب مصر. وفي الوقت ذاته يقول:( ذكر بعض المؤرخين انتقال بعض المجموعات البشرية من أعلي النيل وهي المجموعات التي عرفت بالشعوب النيلية إلى وادي بركة والقاش وأقامت حضارة زراعية واستقرت هناك حتى أجلتها نزوح قبائل البجا الحاميين منذ ألفي سنة من السهول والأودية للتوغل في هضبة بارنتو بحثاً عن مأمن. ونحن نعلم إنّ شعوب أعالي النيل شعوب رعوية في الغالب أي لا تقيم حضارة زراعية.
إنّ افتراضات سبي لا تقوم على دراسة علمية ولا مقارنات اثنية ولا يعرف اللغة التي تتحدث بها قبيلة النارا، وهي افتراضات لا تقوم دراية علمية، ولا أنثروبولوجيا، وهي نظرية تقوم على الافتراضات شكلية لا أساس لها من الصحة، ولغة هذه القبيلة هي لغة لها ارتباطات مع اللغات الكوشية المتمثلة في الدناقلة والمحس والسكوت أي اللغات النوبية القديمة في شمال السودان.
وهناك مغالطات تاريخية كبيرة عند سبي حيث يقول : ( إنّ سكان ارتريا هم ورثة الدماء المختلطة للشعوب التي يطلق عليها اصطلاحاً الحامية _ السامية، فالتجرينية والتجري تنتميان إلى أصول سامية كما تنتمي لهجة الدناكل والساهو والبلين والحدارب إلى اللغات الكوشية بــينما لهجتا الباريا والبازا تعدان من مجموعة اللغات الأفريقية النيلية وفي تاريخه يذكر انّ ابن حوقل عندما زار أرضي البجة ذكر خمسة ممالك وثلاثة تقع ضمن الحدود الإرترية، واثنتان خلف أسوان جنوباً وتمتد إلى الحدود الإرترية وهما مملكة ناقص وبازين ) - والأصح نقوس بازين - ومن قوله هذا يدل على أنَّ القبيلتين ليستا نيليتين كما يزعم وهي كوشية الأصل ( ).
وكذلك يقول: (وذكر اليعقوبي (891 م) إنَّ أكبر الممالك هي مملكة (هجر) وهم مسلمون ولهذه الممالك قبائل وبطون _ وهجر هي إحدى فروع النارا)_ وعاصمتهم مدينة (هجر).
ويقول كونت دي روسيني تقع على نهر سيتيت ومعنى ذلك هي في إرتريا وعلى حسب الدراسات الجغرافية هي مدينة أم حجر وهي مناطق انتشار النارا تاريخياً، ويشير إلى أنّ ماء النيل يجري إلى أرض ( دكن ) ويزرع عليها الذرة والدخن وهي الزراعة التي يعرف بها قبيلة النارا وتسكن شق بركة قبائل كثيرة تعرف بـبازين وبـارية ( ص79 )،ويقول في مقطع آخر: (أنّ ابن حوقل ذكر إن أرض دجن تقع على خور القاش وهي قرى متصلة ذات زرع وضرع، وسكانه من
المشتغلين بالزراعة وهذا يدل على الاستقرار وارتباطهم بالأرض وأما القسم الآخر تعيش في البادية وتمارس الرعي وحيواناتهم الإبل والبقر وتربي الخيول. وهذه الأوصاف تنطبق على النارا. وسبي ينافي الحقيقة ويحاول ألاّ تكون لهاتين القبيلتين حضارة قائمة ولكنه يذكر الحقائق دون أن يدري أنّه يؤرخ لهم، ومن دون تفحصه للحقائق التي يذكرها في كتابه وعندما يذكر أصول مملكة الدجن وحدودها، حيث يقول:(عرف الإقليم الغربي من ارتريا في العصور الوسطى باسم الدجن وشمل هذا الإقليم الظهير لساحل البحر الأحمر وحوض القاش والدجن معناه (الدخن) والتل باللغة الكوشية القديمة.
وفي ص(79) يقول عندما تحدث ابن حوقل عن البجة قال (إن ماء النيل يجري إلى أرض (دكن) ويزرع عليها الذرة والدخن، وتسكن شق بركة قبائل كثيرة تعرف ببازين وبارية ويوضح أنّ دجن قرى متصلة ببعضها البعض).
وهذا دليلٌ أخر بأنَّ قبيلة النارا لم تكن نيلية بل كوشية بمسمياتها.
وفي موضع آخر يذكر أنّ كلمة (هجر) هذه اللفظة لا تزال تطلق محلياً على قرية (حرقيقو) بالقرب من مصوع بقليل من التحريف تعيدها الروايات إلى لهجة الساهو، وهذا يعتبر تحريفاً للوقائع التاريخية، ثم يحاول طمس الحقيقة، يقول: (انّ سكان القاش من سلالات نيلية استوطنت هذه المنطقة منذ انّ غزا عنصر البجا دفعت السكان المحليين نحو الجبال للسيطرة على الأراضي الخصبة وعلى السهول الواسعة ويرجح أن تنتمي قبائل الباريا والبازا إلى أوائل الأقوام (. ومن خلال النص نستشف أنه يحاول تحريف الحقائق التاريخية، وذلك لمثل بسيط أين توجد (حرقيقو ) وهجر المذكورة تاريخياً على نهر سيتيت، ويحاول استبعاد القبيلتين من المشاركة في صنع تاريخ المنطقة وممالكها الموجودة قديماً، التي ذكرت عند الرحالة العرب والأوروبيين الغربيين وذكرها بنفسه عندما تحدث عن ملك اكسوم في القرن الرابع وما كــتبه في لوحته ( لوحة عيزانا ) التي عثر عليها العالم الأثري أنو لتام عندما فك رموز اللوحة حيث ذكر : ( قبائل الباريا والبجة والهاسا ومقرتو ضمن الشعوب التي هبَّ ليدافع عنها، وكما أقام عرشه قبالة مدينة ( هجر ) عند ملتقى تكــزي وسيرا، ويرجح المؤرخون أنها مدينة أم حجر .
وعند تحليلنا للنص التاريخي نجد أنه ذكر قبائل الباريا والبجة وهي معروفة أما الهاسا يقصد به التقري بلغة الهدندوة والمقرتو هم المقريب فرع من النارا.
وهذه الحقائق واضحة وجلية لكل من يعرف المنطقة وسكانها ولكنه يتعمد طمس الحقيقة بصورة لا مثيل لها، وكذلك يقول ابن حوقل: (في شق بركة قبائل كثيرة تعرف بـبازين وبـارية وهم أمم كثيرة قتالهم بالنفس السهام المسمومة ويسكنون في جبال وأودية ويقتنون البقر والشاة ويزرعون الدخن.
وذكر أن الدجن يبيعون الخيول للحبشة وكانت قبائل وثنية اعترف بهم الرومان بكهنتهم. وذكر المؤرخ عطية مخزوم الفيتوري في كتابه تاريخ شرق إفريقيا وجنوب الصحراء (حتى القرن الخامس عشر ظلت قبيلة ألغيدين والباريا على
وثنيتها). وهذا الكلام مأخوذٌ من سبي، وثمة دليل آخر على أنّ قبائل النارا لها حضارة اندثرت نسبة للحروب المتلاحقة من قبل الأحباش والقبائل المتاخمة لحدودها، لخصوبة أرضها وثراء مناطقها.
وذكر المؤرخ المصري الشاطر البصيلي عبد الجليل حيث يقول: أنّ الفونج جاؤوا من إرتريا وقد أمضى البيت المالك فترة من الزمن يمارس سلطانه في المناطق الغربية من إرتريا وذلك قبل انتقاله إلى النيل الأزرق واتخاذه سنار عاصمة له) وبمقارنة بسيطة نجد أسماء مثل أقار ودنقس وأمار لا توجد إلا عند النارا، وهذه الفرضيات تؤكد ما ذهبنا إليه وحقيقة التاريخ المندثر وطمسها بشكل متعمد.
قبيلة النارا والتسمية:
الفروع الرئيسية لقبيلة النارا أربعة فروع :
1/ الكويتا
2/السانتورتا
3المقريب
4/ الهقر
الديانة
يعتنقون الإسلام وليست لديهم أحد يدين ديانة أخرى غير الإسلام في الوقت الحالى، أما سابقا كانو يدينون المسيحية والوثنية ومعتقدات تقليدية .
اللغة :
يتحدثون نرا بناء أى لغة النارا
نظرة عامة
وفقًا للحكومة الإريترية، فإن نارا هم أحفاد المستوطنين نيلو - صحراويين الأوائل في إريتريا، الذين هاجرو من منطقة أعالي النيل وتزاوجوا مع السكان المحليين من الأقزام.[1]
يبلغ عدد قبيلة النارا أكثر من 800,000 نسمة ويشكلون حوالي 15 ٪ من سكان إريتريا.[2] وهم يمتهنون الزراعة في الغالب، ويستقرون على طول الحدود مع السودان.[3]
وينقسمون إلى أربعة فروع رئيسية : هيجير، مغرب، كويتا وسانتورا.[2]
الديانة :
كانت يدينون ديانات تقليدية، المسيحية والوثنية قبل الإسلام.
بعض ظهور الإسلام كلهم أمانو به ولم يكن أحدا منهم يدين ديانة غيره .
اللغة :
اللغة الذي يتحدثون بها تسمى "نرا بناء" أى لغة النارا .
الاسم :
النارا تعنى "السماء " بلغتهم
المراجع
- "The people of Eritrea". Ministry of Information, Eritrea. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 يوليو 2016. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - "Nara". Ethnologue. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 يوليو 2016. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - Killion, Tom (1998). Historical Dictionary of Eritrea. ISBN 0-8108-3437-5. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة إريتريا