سرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: cervical cancr)‏ وهو سرطان الرحم الخبيث الذي يصيب عنق الرحم، ويحتل المرتبة الثانية في السرطانات من حيث الانتشار بين النساء، السبب الرئيسي للإصابة بهذا السرطان هو الإصابة بالفيروس (HPV).[1][2][3] هذا المرض لا يسبب الآلام وإنما يتصاحب بنزف بسيط. ولكن عندما يكون السرطان كبير ويتطور إلى مرحلة الورم فقد يتسبب بخروج سائل وردي اللون له رائحة. في المراحل الأولى من ظهور المرض قد يكون استئصال المكان المصاب عن طريق الليزر كافيا، ولكن في المراحل المتقدمة قد يجب ازالة الرحم بشكل كامل وفي بعض الأحيان يستدعي الوضع إلى ازالة بعض الاعضاء المحيطة إذا كان في مرحلة متقدمة وانتشر لها . وللكشف المبكر عن المرض يجب اللجوء بشكل دوري إلى اجراء فحص طبي عن احتمال الإصابة . وان اخذ لقاح ضد هذا المرض يقي من احتمال الإصابة بأربع أنواع من فيروس ال HVP وبهذا يقلل اللقاح إلى درجة ما من خطر الإصابة بهذا المرض.

سرطان عنق الرحم
موقع سرطان عنق الرحم ومثال على خلايا طبيعية وأخرى غير طبيعية (سرطانية).
موقع سرطان عنق الرحم ومثال على خلايا طبيعية وأخرى غير طبيعية (سرطانية).

معلومات عامة
الاختصاص علم الأورام  
من أنواع سرطان الرحم ،  ومرض عنق الرحم   
سرطان عنق الرحم مع ورم عضلي أملس رحمي

في علم الوبائيات

ان سرطان عنق الرحم هو ثان أكثر سرطان يصيب النساء عالميا، في عام 2002 اصيب حوالي 500.000 امرأة بهذا المرض وماتت حوالي 273.000 امرأة بسببه، وبحسب الاحصائية العالمية للأمراض المسببة لوفاة النساء وبشكل خاص الأمراض التي تصيب الانسجة، احتل هذا المرض المرتبة الأولى كمسبب بنسبة 60% للوفيات المصابات بأمراض الانسجة.

احتمالية الإصابة بالمرض : ان احتمالية الإصابة بالمرض تختلف من مكان لأخر ومن دولة لأخرى فعلى سبيل المثال في فلندا تصل نسبة الإصابة بالمرض إلى 3.6 من كل 100.00 اما في كولومبيا فتصاب تقريبا 45 امرأة من كل 100.000 بهذا المرض سنويا، وفي ألمانيا فالنسبة تتراجع إلى 12 امرأة من كل 100.000 تصاب بهذا المرض سنويا حسب احصائية في عام 2002. كما اظهرت نفس الاحصائية ان هذه النسبة تزداد من 50 إلى 100 ضعف عند النساء اللائي لديهن استعداد وراثي، قديما كان هذا السرطان من أعلى نسب السرطانات المسببة عن طريق العوامل الوراثية. ولكن عن طريق الفحوص الدورية امكن من تخفيض احتمال الإصابة بنسبة 25% في أوروبا.

العمر الوسطي للإصابة بالمرض

يظهر هذا المرض على الأغلب بين عمر 45 و 55 عام، ولكن مرحلة الإصابة الفيروسية المسببة لهذا السرطان تكون قد بدأت على الأغلب بعمر بين عمر 20 حتى 30 عام. العمر الوسطي لاكتشاف المرض سريريا هو 52 عام.كما يمكن لهذا المرض الظهور خلال فترة الحمل. وتتراوح هذه النسبة حوالي 1.2 امرأة من كل 10.000.

الأسباب الرئيسية

لوحظ وبشكل واسع بأن أغلب المسببات لهذا المرض هو الفيروس HPVهو كروي الشكل لايحتوي على غلاف ويحتوي على حمض نووي DNA ثنائي، وهذا الفيروس هو من الفيروسات الحليمية التي تضم حوالي 200 نوع مختلفة من الفيروسات، قسم كبير من هذه الفيروسات غير ضار بالبشر وفي معظمها تهاجم الاغشية المخاطية والطبقات القاعدية في الجلد مسببة ظهور دمامل غير مستحبة. ولكن الفئة السادسة عشر والثامة عشر تكون السبب في حوالي 70% في الإصابة بهذا السرطان، كما أن تناول هرمونات الاستروجين الصناعية في علاج أعراض الاياس (نهاية الدورة الشهرية) عند المرأة يسبب الإصابة بسرطان الرحم إذا أخذت بجرعات كبيرة.

وقد تتسبب عوامل أخرى كالتدخين وضعف الجهاز المناعي والنشاط الجنسي وممارسة الجنس بدون محاذير وعدم النظافة الشخصية والإهمال كذلك فان الانجاب المتكرر وكل هذه الأسباب تلعب دورا في تسبب بهذا النوع من السرطان.

الإصابة بفيروس الHPV

فيروس ال HPVبالمجهر الاليكتروني

الإصابة الأولى بهذا الفيروس تكون على الأغلب في عمر الشباب عن طريق العدوى وعلى الأغلب بسبب العلاقات الجنسية. في الغالب يبقى الفيروس لسنوات عديدة غير فعال أو بمعنى اخر يتعايش بشكل سلمي. وبحسب الإحصائيات فان احتمالية الإصابة بهذا المرض ترتفع بعد الممارسة الأولى للجنس وكما ذكرنا سابقا ان تعدد الشركاء في العملية الجنسية واهمال النظافة العامة هي من الأسباب القوية لانتقال الفيروس HPV. كما أنه من الممكن ان تطرأ الإصابة بهذا الفيروس بدون الممارسات الجنسية ولكن بصورة اقل. على سبيل المثال عند الولادة يمكن ان تنتقل إلى الرضيعة. نظريا يمكن ان ينتقل هذا المرض عن طريق الملامسة عن طريق اليد واستخدام الحمامات العامة وما شابه ولكن كل هذه الفرضيات هي في طور الدراسة ولم يمكن حتى الآن اثباتها بشكل قطعي.

و عندما يجد الفيروس نفسه في المكان المناسب والمناخ الملائم بين الخلايا القاعدية لغشاء الرحم فانه يعمل على تسخير الخلايا وكل مدخراتها البروتينية لمضاعفة حمضه النووي وإنتاج فيروسات جديدة والتي بدورها تهاجم خلايا أخرى سليمة، وذلك لأن الفيروسات لا تستطيع التكاثر وزيادة اعدادها بدون معيل وفي هذه الحال تلعب خلايا الرحم أو عنق الرحم دور المعيل.

وفي هذه الحالة يجب على خلايا الرحم ان تكون محرضة للانقسام لكي تنتج اعداد جديدة من الفيروس وبالتحديد في هذه المرحلة يطرأ الخطأ التالي : الفيروسات المحرضة تقوم بتعطيل مراكز تنظيم التحكم بالانقسام الخلوي. وفي سياق متصل يقود هذا الانقسام غير المنتظم إلى موت ذاتي مبرمج لهذه الخلايا. كما أن الفيروس يستطيع ان يزرع صفاته الوراثية في داخل الحمض النووي للخلية مما قد يودي إلى انقسامات غير منتظمة ولا تحتاج إلى تحريض هرموني وكل هذا كافي لبناء الورم السرطاني. في الحالة الطبيعة وبوجود جهاز مناعي سليم، يستطيع هذا الجهاز باكتشاف الخلايا المصابة بشكل سريع ويقوم بالقضاء عليها بشكل كامل، حوالي 70% من المصابين تعافوا من الإصابة بعد سنتين بشكل تلقائي. وهنا تجدر الإشارة ان المصابين لم يكونوا قد اصيبوا بالسرطان بعد وانما كانو في طور مهاجمة الفيروس للخلايا.

وفي بعض الأحيان ينجح الفيروس ولسبب غير معروف حتى الآن في خداع الجهاز المناعي ويستطيع ان يتغلب عليه. اما النساء اللواتي يصبّن بالعدوى فقد تستغرق مرحلة تطور العدوى إلى فيروس حوالي 10 إلى 20 عاما بعد الإصابة، وهذا ما يوضح لنا لما ان أغلب الحالات المصابة تتراوح اعمارها بين 35 وال 40. اي بعد حوالي 10 إلى 20 سنة من مباشرة النشاط الجنسي.

التدخين

لا يعتبر التدخين بالضرورة مسببا رئيسيا للمرض ولكن تعتبر خطورة الفيروس HPVعند النساء المدخنات أعلى من خطورته عند النساء غير المدخنات أو اللاتي لم يدخن قط، والجدير بالذكر هنا ان التدخين يزيد من خطورة الإصابة بسرطان الخلايا الظهارية وليس الخلايا الغدية أو ما يسمى بالسرطان الفصيصي، وهناك أمور كثيرة تؤثر على ارتفاع الخطورة كعدد السجائر المدخنة في اليوم والعمر كذلك عمر المدخن عندما بدأ التدخين، كذلك فان المواد الناتجة عن تفكك دخان التبغ والمحرضة للسرطان يمكن ان يلاحظ وجودها في الغشاء المخاطي لعنق الرحم.كما أن الإصابة بفيروس ال HPVعند المدخنات يمكن تبقى لفترة أطول مما قد يرفع احتمالات الإصابة بسرطان عنق الرحم.

أسباب أخرى

ويعتقد ان أسباب وعوامل إضافية قد تسبب وتقوي عامل الإصابة كبعض الأمراض التي تصيب الأعضاء التناسلية كمرض الهربس أو الإصابة بالمتدثرات البكتيرية وفي حال الإصابة بفيروس ال HVP فإن هذه الأمراض تزيد من خطورة الإصابة بالسرطان.

وسائل العلاج

ساعد اختبار بابا نيكولا على انقاص نسبة الوفيات من سرطان عنق الرحم، حيث يؤخذ سائل من المهبل أو خلايا من عنق الرحم ويتم فحصها بواسطة المجهر، وميزة هذه الطريقة هي اكتشاف سرطان الرحم قبل ظهورة بحوالي 5 – 10 سنوات. كذلك الجراحة تعتبر الطريقة الرئيسية لعلاج سرطان الرحم، وهناك عملية استئصال فرعية يتم فيها استئصال الرحم قناة فالوب، أما العملية الجراحية الشاملة فتشمل ازالة عنق الرحم، وفي بعض الحالات يتم ازالة أحد المبيضين أو كليهما. أيضاً يتم العلاج عن طريق المعالجة الاشعاعية وذلك بقذف السرطان بالاشعة السينية أو جسيمات من مواد مشعة مثل : (الكوبالت 60، والراديوم). ويمكن للنساء إجراء فحص مسحات عنق الرحم كل ثلاث إلى خمس سنوات. وعموماً المداومة على العادات الصحية والابتعاد عن الخاطئة مثل : الرياضة والتقليل من الأطعمة الدسمة يؤدي إلى الوقاية من مرض السرطان.

انظر أيضاً

روابط خارجية

مراجع

  1. "معلومات عن سرطان عنق الرحم على موقع emedicine.medscape.com". emedicine.medscape.com. مؤرشف من الأصل في 22 يونيو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "معلومات عن سرطان عنق الرحم على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2018. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. 2278
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.