سبات صيفي

السبات الصيفي هو شكلٌ من أشكال طور السكون عند الحيوانات، يشبه إلى حدٍّ كبير البيات الشتوي، إلا أنَّه - على العكس من ذاك الأخير - يحدث عند ارتفاع درجات الحرارة لا انخفاضها، ويتمثَّل بانعدام نشاط الحيوان وقلَّة تمثيله الغذائي.[1] يحدث السُّبات الصيفي في ظروف الحرارة والجفاف، وذلك غالباً في فصل الصيف. تدخل الحيوانات من الفقاريات واللافقاريات حالة السبات لتجنُّب الضرر الذي قد تتركه عليها درجات الحرارة المرتفعة، وتجنُّب إمكانية التعرض للتجفُّف، ويمكن أن تدخل هذه الحالة كلا الحيوانات البرية والمائية.

حلزون متوسطي أثناء سباته الصيفي.

اللافقاريات

من الشائع أن تُسبِت صيفاً العديد من أنواع حلازين اليابسة التي تتنفَّس الهواء. عندما يحين موعد الإسبات، تقوم بعض هذه الحلازين بالتوجُّه إلى النباتات أو الصخور للاختباء بينها، وقد تتسلَّق بعضها الأخرى الشجيرات والأشجار العالية، أو حتى الأبنية البشرية المرتفعة مثل صناديق البريد والأسيجة وغيرها. إلا أنَّ هذه العادة عند الحلازين بتسلُّق النباتات قد تسبَّبت بتصنيف عدَّة أنواعٍ منها في بلادٍ مختلفة على أنَّها آفات زراعية.

بالنسبة للحشرات، فقد سبق وأن وُثِّقت حالات إسبات صيفي عند الدعسوقة،[2] وكذلك البعوض.[3]

في القشريات، تقضي الكثير من سرطانات اليابسة المواسم الجافَّة بالرُّقود بلا حراكٍ في أسفل جحورها.

الفقاريات

السلحفاة مهمازية الورك (الشائعة في الكثير من أنحاء الوطن العربي) من أنواع الزواحف التي تمر بالسبات الصيفي.

ثمَّة عددٌ من الزواحف والبرمائيات التي تمرُّ بحالة السبات الصيفي، بينها بعض أنواع السلاحف البرية (كالسلحفاة مهمازية الورك وسلحفاة الصحراء) والتماسيح والسمادر. تقوم بعض البرمائيات - كضفادع القصب - بالإسبات بعد الاختباء تحت الأرض، حيث تكون درجة الحرارة أقل والرطوبة أكبر. وقد يسبت الضفدع الكاليفورني أحمر القدم في بعض الأحيان ليحفظ طاقته إذا ما واجه نقصاً في الطعام والمياه.[4]

لدى الضفدع المُخزِّن للمياه دورة سبات منظمة. فعندما يأتي موسم الحر والطقس الجافّ، يدفن نفسه في التراب بشرنقة مخاطيَّة عازلة مخفية. وقد اكتشف سكان أستراليا الأصليون وسيلةً للاستفادة من هذه العادة عند الضفدع، وذلك بالحفر والإمساك بأحد هذه الضفادع، ثم ضغطه حتى يُضطَّرّ إلى إفراغ شرنقته الهوائية، ويحصلون من ذلك على بولٍ مخفَّف يملأ نصف كأس، فيستطيعون شربه للحصول على السوائل. رغم ذلك، فإنَّ الضفدع الذي يعصر للحصول على هذا السائل يموت، إذ إنَّه غير قادرٍ على العيش حتى موسم الأمطار القادم دون المياه التي كان قد اختزنها.[5]

من الأسماك، تمرُّ السمكة الرئوية الأفريقية بحالة السبات الصيفي.[6][7]

السبات الصيفي غير شائعٍ نسبياً عند الثدييات، ولا تمرُّ به إلا القليل من أنواعها.[8] يعتقد أنَّ من بين أنواع الثدييات التي تسبت القنفذ شرق الأفريقي (حسب حديقة حيوانات أوكلاند)،[9] وقد أظهرت كذلك دراسة لجامع ماربورغ الألمانية أنَّ الليمور القزم مسطح الذيل الذي يعيش في مدغشقر ربَّما يسبت الصيف.[10]

المراجع

  1. William Charles Miller (2007). Trace Fossils: Concepts, Problems, Prospects. Elsevier. صفحة 206. ISBN 978-0-444-52949-7. مؤرشف من الأصل في 07 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Kenneth S. Hagen (1962). "Biology and ecology of predaceous Coccinellidae". Annual Review of Entomology. 7: 289–326. doi:10.1146/annurev.en.07.010162.001445. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Charlwood, JD , Vij, R , Billingsley, PF (2000). "Dry season refugia of malaria-transmitting mosquitoes in a dry savannah zone of east Africa". American Journal of Tropical Medicine and Hygiene. 62 (6): 726–732. مؤرشف من الأصل في 07 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  4. Bob Moore (September 29, 2009). "Estivation: The Survial Siesta". جمعية أودوبون الوطنية. مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ September 5, 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. |author=F. H. Pough, R. M. Andrews, J. E. Cadle, M. L. Crump, A. H. Savitzky & K. D. Wells |year=2001 |title= Herpetology, second edition |publisher= Prentice Hall |place of publication=Upper Saddle River, New Jersey.
  6. R. G. Delaney, S. Lahiri & A. P. Fishman (1974). "Aestivation of the African lungfish Protopterus aethiopicus: cardiovascular and respiratory functions" (PDF). Journal of Experimental Biology. 61 (1): 111–128. مؤرشف من الأصل (PDF) في 28 مارس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. A. P. Fishman, R. J. Galante, A. Winokur & A. I. Pack (1992). "Estivation in the African lungfish". Proceedings of the American Philosophical Society. 136 (1): 61–72. JSTOR 986798. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  8. McNab, Brian Keith (2002). The physiological ecology of vertebrates: a view from energetics. Cornell University Press. صفحة 388. ISBN 978-0-8014-3913-1. مؤرشف من الأصل في 07 ديسمبر 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. "East African Hedgehog". Oakland Zoo. مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ September 5, 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  10. Kathrin H. Dausmann, Julian Glos, Jörg U. Ganzhorn & Gerhard Heldmaier (2004). "Physiology: hibernation in a tropical primate". نيتشر (مجلة). 429 (6994): 825–826. doi:10.1038/429825a. PMID 15215852. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)


    • بوابة علم الحيوان
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.