ساحة الصفارين

ساحة الصفارين هي ساحة صغيرة في المدينة القديمة بفاس. تَقع جنوب جامعة القرويين، بالقرب من نهر بو خريب الذي يمرُّ في قلب المدينة القديمة. يَعود تاريخ الساحة إلى العصور الوسطى ولكنَّها خضعت أيضًا لعمليات تجديد في العصر الحديث. تجاورها مكتبة القرويين من الشمال الغربي، ومدرسة الصفارين من الشرق، وحمام الصفارين من الجنوب الغربي.

ساحة الصفارين.

التاريخ

كان يوجد في الساحة سُوقٌ من النحاسين (الصفارين) في المدينة الذي أعطى الساحة اسمه. وهم لا زالوا موجودين اليوم.[1][2] أُنشِئت ورش العمل الخاصة بهم هنا منذ القرن السادس عشر على الأقل، عندما لاحظ ليون الإفريقي وجودهم.[3] :339–340 بُنيَتْ مدرسة الصفارين، التي يقع مدخلها في هذه الساحة عام 1271 على يد السُلطان المريني أبو يوسف يعقوب وهي أقدم مدرسة إسلامية بُنيت لهذا الغرض في المغرب.[4]:286[5][6] لا تزال قيد الاستخدام حتى الآن، وقد جُدِّدت مؤخرًا في أواخر عام 2010.[7][8] بُنيَت مكتبة القرويين الواقعة شمال غرب الساحة في أواخر القرن السادس عشر على يد السُلطان أحمد المنصور،[9] على الرغم من أنَّ القرويين كان لديهم مكتبة سابقة شيدها أبو عنان شمالًا في عام 1349.[10] يَعود تاريخ حمام الصفارين أيضًا إلى القرن الرابع عشر خلال العصر المريني.[11]

خضعت الساحَة لمجموعة كبيرة من التجديدات في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين خلال فترة الحماية الفرنسية بناءً على طلب مدير الحُبوس (الأوقاف) القرويين، وكذلك بناءً على مبادرات الملك محمد الخامس. أثر برنامج الترميم هذا على العديد من المباني والمحلات المحيطة، وأعطى الساحة الكثير من مظهرها الحالي.[12] وخلال هذه العملية، وُسِّعت مكتبة القرويين بشكل كبير وأُعيد فتحها في عام 1949 بشكلها الحالي.[9] جُددت ووسعَت المدرسة المحمدية، وهي ملحق لمدرسة الصفارين المضافة في القرن الثامن عشر، بشكل كبير في هذا الوقت. في الآونة الأخيرة، في عام 2010، جُددَت العديد من المباني المحيطة مرة أخرى، بما في ذلك مدرستان (الصفارين والمحمدية) ومكتبة القرويين.[8][13][14] كما خضع حمام الصفارين مؤخرًا لعملية ترميم تحت إشراف المهندس المعماري رشيد الحلاوي، كجزء من مشروع تقوده النمسا لترميم الحمامات التاريخية المختلفة عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط.[15][16]

المراجع

  1. "سوق الصّفّارين بفاس.. إبداعات نحاسية بأنامل الصانع التقليدي". الحُرَّة. 2016-08-01. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 01 نوفمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Place Seffarine - La place des chaudronniers de Fès". www.fes.fr. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. Le Tourneau, Roger (1949). Fès avant le protectorat: étude économique et sociale d'une ville de l'occident musulman. Casablanca: Société Marocaine de Librairie et d'Édition. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Marçais, Georges (1954). L'architecture musulmane d'Occident. Paris: Arts et métiers graphiques. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Lintz, Yannick; Déléry, Claire; Tuil Leonetti, Bulle (2014). Maroc médiéval: Un empire de l'Afrique à l'Espagne. Paris: Louvre éditions. صفحات 474–475. ISBN 9782350314907. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Kubisch, Natascha (2011). "Maghreb - Architecture". In Hattstein; Delius (المحررون). Islam: Art and Architecture. h.f.ullmann. صفحة 132. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. "Fès: Réouverture après restauration de cinq Medersas et de Dar Al Mouaqqit". Medias24 - Site d'information (باللغة الفرنسية). 2016-06-24. مؤرشف من الأصل في 11 يونيو 2020. اطلع عليه بتاريخ 10 يونيو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Fès : Les médersas enfin opérationnelles". LesEco.ma (باللغة الفرنسية). 2017-05-29. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 10 يونيو 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Touri, Abdelaziz; Benaboud, Mhammad; Boujibar El-Khatib, Naïma; Lakhdar, Kamal; Mezzine, Mohamed (2010). Le Maroc andalou : à la découverte d'un art de vivre (الطبعة 2). Ministère des Affaires Culturelles du Royaume du Maroc & Museum With No Frontiers. ISBN 978-3902782311. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Terrasse, Henri (1968). La Mosquée al-Qaraouiyin à Fès; avec une étude de Gaston Deverdun sur les inscriptions historiques de la mosquée. Paris: Librairie C. Klincksieck. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. "Cultural Heritage programme: Euromed Heritage 4". www.euromedheritage.net. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Jelidi, Charlotte (2011). "Patrimonialisation de la médina de Fès et création architecturale sous le protectorat français (1912-1956) : à la quête d'une « couleur locale »". In Bacha (المحرر). Architectures au Maghreb (XIXe-XXe siècles): Réinvention du patrimoine. Tours: Presses universitaires François-Rabelais. صفحة 172. ISBN 9782869063174. مؤرشف من الأصل في 29 يونيو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. "La magnifique rénovation des 27 monuments de Fès – Conseil Régional du Tourisme (CRT) de Fès" (باللغة الفرنسية). مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. "Restoring the world's oldest library". ideas.ted.com (باللغة الإنجليزية). 2016-03-01. مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 26 أغسطس 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Hammam Seffarine | Fez, Morocco Activities". Lonely Planet (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 12 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. "Summary of the discussions – ECO-HAMMAM" (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 1 نوفمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 13 سبتمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)

    وصلات خارجية

    • بوابة فاس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.