رسم مغولي

رسم مغولي هو أسلوب رسم خاص بجنوب أسيا وعلى العموم فهو مقتصرة على الرسومات الفنية المصغرة سواء كانت كتب رسوم توضيحية أو أعمال فردية لحفظها في ألبوم، وظهرت المنمنمة الفارسية مع تأثير الهندوس الهندي واليانية والبوذية، وأخذت بالاتساع إلى ان وصلت لقصر الإمبراطورية المغولية (16-19 دولة) ولاحقا انتشرت لدول هندية أخرى في كل من المسلمين والهندوسيين، المزج بين الأجنبية الفارسي مع الحضارة الهندية المحلية لدعم مستمر من جوانب اخر للثقافة الأجنبية، كما بدأها توكور الأفغاني سابقا في سلطنة دلهي وأدخلها في شبة القارة الهندية بسلالات مختلفة من آسيا الوسطى وتركيا مثل الغزنويون.[1][2][3]

رسم الفنان الفارسي ميرزا فاروق بيك للامبراطور بابور وهو يلتقي بحاشيته عام 1589م.
الرسم المغولي في القرن السابع عشر.
رسمها الفنان المنصور الذي توفي سنة 1624م
مشهد لدوربارو مع الإمبراطور المتوج الجديد اورنجزيب في عرشة الذهبي الذي لم يحفز على رسم اللوحات المغولية الا ان أفضل الاعمال حدث في عهده.

التاريخ

تم تطوير هذا النوع من الفنون بمزج التصاميم الفارسية والهندية معاً, فيما كانت منمنمات المسلمين التراثية تحت سلطنة التوركو الأفغانية في دلهي والذي أطاح بالمغول ومحتلين أسيا الوسطى إلى شبة القارة الهندية، رعى المغول الثقافة الأجنبية، وبالرغم من ان أول المخطوطات المتبقية كانت من ماندو ما كان قبلها من المخطوطات ضاع أو ربما نسبت الان لجنوب بلاد فارس والتي اصبح من الصعب التفريق مؤخرا بين هذه المخطوطات اعتمادا على الشكل فقط وبقى البعض الاخر موضع جدل بين المختصين، وفي وقت الغزو المغولي تم التخلي عن التراث ذو النظرة العالية كالتراث الفارسي واعتمدوا على الطبيعية للحيوانات والنباتات. لم تبقى مخطوطات من عهد المؤسس لأسرة الحاكمة بابر، كما ان بابر نامه لم يذكر أي شيء عن امر المخطوطات في مذكراته، وقام أحفاده وبالأخص حفيدة اكبار بعمل منسوخات من هذه الزخارف مع العديد من اللوحات للحيوانات الجديدة التي كثيراََ ما واجهت الإمبراطور بابر عندما غزا مدينة الهند، والتي وصفت المناظر بدقة، ألا انه قام بحفظ بعض هذه المخطوطات المتبقية والتعليق على أسلوب أشهر الفنانين الفرس في الماضي. وبعض المخطوطات القديمة كان عليها طابع ويرجع اصل المغول من سلالة طويلة من تيمور والمشابهة للثقافة الفارسية جدا الذي يفضل ادبه وفنونه ويرجع اصل بابر المؤسس لإمبراطورية المغول في الهند من العائلة التيمورية. كان الرسم المغولي يميل لرسم الطبيعة أكثر واتضح هذا في الرسومات الطبيعية للنبات والحيوانات، وبالرغم من ان العديد من الاعمال الكلاسيكية للأدب الفارسي بقيت مصوره كما الحال في الاعمال الهندية، الا ان المتذوق لكتابات اباطرة المغول ومذكراتهم يقدم بعض النصوص المزخرفة جدا كنوع بادشهناما من التاريخ الرسمي ابتدئه من الإمبراطور بابر، فالمواضيع متنوعة وتشمل على الصور والاحداث والمشاهد الحياتيه خاصةََ.

تطور الرسم المغولي

الإمبراطور إكبار

اثناء عهد إكبار ابن همايون في عام 1556-1606م في المحكمة الإمبراطورية ولي اكبار على جزء من مركز السلطة الإدارية لحكم وإدارة إمبراطورية المغول العظمى وبرز كمركز للتميز الثقافي ورث إكبار مكتبة والده ومرسمه الملكي وتوسع فيه، ولى إكبار اهتمامه الشخصي على المخرجات الفنية ودرس الرسم في شبابه على يد عبد الصمد على الرغم من عدم اتضاح مدى تأثير هذه الدراسة عليه. بين عام 1560 و1566 ظهرت طؤطئ نامه Tutinama " حكايات الببغاء" المكونات الاسلوبية لوحة المغول الإمبراطورية في مرحلتها التكوينية والموجود في متحف كليفلاند للفنون، وبين المخطوطات الأخرى قام المرسم على تزين مخطوطة حمزنام التي تحتوي على 1400 ورقة قماش مطوية في عام 1562 إلى 1577م, و صنعت جولسيتان تحفة السعدي في فاتحبور سيكري عام 1582, لوحة داراب نامه حوالي عام 1585م وتبعتها لوحة كامسا نامزام (المكتبة البريطانية منظمة 12208) عام 1590م, وجامي باهاريستان حوالي عام 1595م في لهور، كما ان اللوحة المشتقة من اللوحات المغولية انتشرت إلى المحاكم الهندوسية تضمنت أيضا تزين نصوص ملاحم الهندوس منها الرام إيانا والماهابهاراتا مواضيع عن خرفات الحيوانات وصور فردية وغيرها من عشرات المواضيع المختلفة، في هذه الفترة اخذ اسلوب لوحة المغول بصقل نفسه بأشياء واقعية وطبيعية مما جعل هذه الأسلوب في الصدارة.

الإمبراطور جهان جير

كان للإمبراطور جهان جير ميول فنية واثناء فترة عهده 1605- 1627م ازدهرت اللوحات المغولية أكثر، وأصبحت فرشاة الرسم ادق والألوان اخف وزنا، وتأثر جدا جهان جير بالرسم الأوروبي، واثناء حكمة كان على تواصل مباشر مع ملك الإنجليز وارسل له هدايا عبارة عن لوحات زيتية والتي كانت رسومات لملك وملكة الإمبراطورية، وأيضا شجع على البحث في مرسمه الملكي عن منظور الرسامين الأوربيين المفضل للنقطة الواحدة بخلاف المنمنمات التقليدية التي استخدمت السطح متعدد الطبقات، وشجع بالتحديد على رسم أحداث حياته الخاصة وصورة كملك ودراسة الطوير والزهور والحيوانات، وانشاء كتب جهنقررنامه في حياته والذي يحمل مواضيع السيرة الذاتية لعهد جهان جير وعدة رسومات، وهناك بعض المواضيع غير الاعتيادية مثل اتحاد قديس مع النمور والقتال بين العناكب.

الإمبراطور شاه جهان

استمرت اللوحات المغولية بالازدهار اثناء عهد الإمبراطور شاه جهان في عام 1628-1658م, ولكن مع مرور الوقت اخذت بالتوقف والبرود تدريجينا، وتشمل مواضيع للوحات المغولية على ما يلي: مواضيع الحفلات الموسيقية مثل الاحباب والمواقف حميمة أحيانا، مواضيع الحدائق والشرفات مثل اجتماع الزاهدون حول النار وزخر هذا العهد باللوحات المغولية.

رسمات المغول اللاحقة

في عهد اورنكزيب 1658 إلى 1707م لم يشجع على الرسم المغولي ولكن لاقى هذا النوع من أنواع الفن من يشجع عليه ويراعاه مما أدى إلى استمراره بالرغم من قلة عددها، وتشير بعض المصادر إلى ان أفضل اللوحات المغولية كانت في عهد اورنكزيب الذي فكر في اغلاق ورش عمل اللوحات المغولية وتخطى كل شيء بصفته إمبراطور، وفي عهد الإمبراطور محمد شاه عام 1719-1748م لوحظ ازدهار بسيط وبعدهُ حكم الإمبراطور شاه الم 1749-1806م فقد هذا النوع مجده، ولكن كانت هناك مدارس أخرى للرسم الهندي اهتمت بهذا الفن في ذلك الوقت وأيضا محاكم الملكية في مملكات رايجبت منها راجب توتانا ولوحة راجي بوت وأيضا في دول أخرى حكمت من شركات بريطانية في شرق الهند وشركة ستايل the Company style المتأثرة بالأسلوب الغربي.

الرسامين

تولى الرسامان عبد الصمد وسيد علي مسؤولية الرسم الإمبراطوري اثناء المراحل التكونية الأولى للوحة المغول وهما من الأصل الفارسي وصاحبا الإمبراطور همايون للهند، ولكن عدد كبير جدا من الرسامين عملوا في لجنات كبيرة وعلى ما يبدو فان غالبية هؤلاء الرسامين هم هندوسي الأصل وذلك بالنظر للأسماء المسجلة على اللوحات، وفي أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر فقد ازدهرت اللوحات المغولية على يد نخبة من الرسامين كالفنان بسون، ولال، وكليسي داس، ودانس وأنث بحلة من الاعمال الفنية المذهلة. يعتبر غوفاردهان من أشهر الرسامين اثناء عهد الإمبراطور اكبار والإمبراطور جهان جير والإمبراطور شاه جهان، ورسامين لوحة المغول في المدارس شبة الإمبراطورية هم: مشفق وكمال وفضل، وفي النصف الأول من القرن الثامن عشر هاجر العديد من الرسامين المدربين للمغول مرسم الإمبراطورية من اجل العمل في محاكم راجبوت مثل الرسام باونيداس وابنه دالشند، يتطلب عمل لوحة المغول تقسيم الرسامين لثلاث مجموعات أول مجموعة تقرر أسلوب اللوحة والثانية للرسم الفعلي والثالثة تركز على عمل الوجوه لكل فرد في الصورة.

أسلوب اللوحة المغولية في الوقت الحاضر

ما تزال لوحات المغول ترسم في الوقت الحاضر من مجموعة فنانين صغيرة في راجستان وبالتحديد في جايبور, وبالرغم من ان هذه المخطوطات نسخت ببراعة من طبق الأصل وأضاف بعض الفنانين اعمال حديثه باستخدام الطرق التقليدية ولكن بتأثير فني رائع. المهارات المطلوبة لصنع لوحات مغولية حديثه ما تزال تنتقل من جيل إلى الجيل اخر، وبالرغم من توظيف الرسامين المحترفين لعشرات العمال لصنع اعمال فنية تباع بتوقع الفنانين الجُدد، فان اللوحات المنتجة غالبا ما تكون اثرى محاولة لعملها.

انظر ايضاََ

مراجع

  1. "معلومات عن رسم مغولي على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "معلومات عن رسم مغولي على موقع jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 26 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "معلومات عن رسم مغولي على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة فنون مرئية
    • بوابة دولة المغول الهندية
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.