رامبرانت

رامبرانت هرمنسزون فان راين (بالهولندية: Rembrandt Harmenszoon van Rijn) رسام هولندي ولد في لايدن عام 1606 وتوفي عام 1669 م، استقر في مدينة أمستردام منذ سنة 1631 م. نظرا للقوة التعبيرية الكبيرة التي تتميز بها أعماله ولوحاته الشخصية، بالإضافة إلى معرفته العلمية بنظريات الضوء والظلال، وكذلك القيم الإنسانية النبيلة لأفكاره وتأملاته الشخصية حول مصير الجنس الإنساني، كل هذه العوامل جعلته يعد ضمن كبار أساتذة فن الرسم الغربي. كان له أثناء حياته شأن كبير، واشتهر أيضا بأعماله عن طريق الرسم بماء الذهب (الأشجار الثلاثة، قطع المائة فلوران النقدية؛ يسوع يُبشر الناس).

رامبرانت فان راين
(بالهولندية: Rembrandt Harmenszoon van Rijn)‏ 

معلومات شخصية
اسم الولادة (بالهولندية: Rembrandt Harmenszoon van Rijn)‏ 
الميلاد 15 يوليو، 1606
لايدن، هولندا
الوفاة 4 أكتوبر، 1669
أمستردام، هولندا
الجنسية هولندي
العرق هولنديون [1] 
الزوجة ساسكيا فان يولنبرج (22 يونيو 1634–14 يونيو 1642) 
أبناء تيتوس فان رين  
الحياة العملية
التعلّم العصر الذهبي الهولندي
باروكية
المدرسة الأم جامعة لايدن (التخصص:الفنون ) (1620–1621)[2] 
تعلم لدى بيتر لاستمان  
التلامذة المشهورون egruthierefe
المهنة الرسم، صناعة الطبعات
مجال العمل تصوير  
أعمال بارزة درس التشريح مع الدكتور تولب , 1632

داناي, 1636
يعقوب دي غين الثالث, 1632
وليمة بلشاصر, 1635

مشاهدة الليل, 1642
التيار الرسم في العصر الذهبي الهولندي  
التوقيع
 
المواقع
IMDB صفحته على IMDB 

أهم أعماله هي لوحته لدرس التشريح مع الدكتور تولب والمشاهدة الليلة وهي لوحات متعددة الشخصيات كان قد برع في إضفاء الحياة عليها. وقد تأثر بالفنان كارفاجيو وروبنز لكنه استخدم تأثيرات الضوء ووضع الألوان بحرية ليبرر الحالة العاطفية والنفسية.

لم يسافر رامبرانت إلى الخارج أبدًا، لكنه تأثر كثيرًا بأعمال الأساتذة الإيطاليين والفنانين الهولنديين الذين درسوا في إيطاليا، مثل بيتر لاستمان وأترخت كارافاجيستس والفلمنكي الباروكي بول روبنز. بعد أن حقق نجاحًا في عمر صغير كرسام بورتريه، تميزت سنوات رامبرانت اللاحقة بالمأساة الشخصية والمصاعب المالية. مع ذلك، حظيت رسوماته ولوحاته بشعبية طوال حياته واحتفظ بسمعة جيدة كفنان،[3] ودرس العديد من الرسامين الهولنديين المهمين على مدى عشرين عامًا.[4]

تُعتبر لوحات البورتريه الخاصة برامبرانت التي رسمها لمعاصريه والبورتريه الذاتي ورسومات لمشاهد من الكتاب المقدس أعظم إنجازاته الإبداعية. تشكل البورتريه الذاتية سيرة ذاتية حميمة فريدة من نوعها، إذ صور الفنان نفسه دون غرور وبأقصى درجة من الإخلاص. كان أهم ما قدمه رامبرانت في تاريخ الطباعة هو تحويل عملية التنميش من أسلوب إنجاب جديد نسبيًا إلى شكل فني حقيقي، جنبًا إلى جنب مع جاك كالوت. تأسست سمعته باعتباره أعظم نقاش في تاريخ الوسط ولم يشكك أحد في أعماله منذ ذاك الحين. غادر عدد قليل من لوحاته الجمهورية الهولندية أثناء إقامته، ولكن مطبوعاته وُزعت في جميع أنحاء أوروبا، إذ استندت سمعته الأوسع عليها وحدها في البداية.

أبدى في أعماله معرفة بالأيكونغرافيا الكلاسيكية التي صاغها لتناسب متطلبات تجربته الخاصة، وهكذا فقد صور مشاهد من التوراة بمعرفته بالنص المحدد ومن خلال استيعابه للتكوين الكلاسيكي وملاحظاته عن السكان اليهود في أمستردام.[5] عُرف بأنه «واحد من أنبياء الحضارة العظماء»[6] بسبب تعاطفه مع الحالة الإنسانية. قال النحات الفرنسي أوغست رودان، «مقارنتي مع رامبرانت! تُعد بمثابة تدنيس للمقدسات! مع رامبرانت، عملاق الفن! يجب أن نسجد لرامبرانت وألا نقارن أي شخص معه!».[7] كتب فينسنت فان كوخ: «يمضي رامبرانت في الغموض إلى درجة أنه يقول أشياء لا توجد في أي لغة. من العدل تسميته رامبرانت –ساحر- وهي ليست مهنة سهلة».[8]

حياته

وًلد رامبرانت[9] هارمنزون فان راين في 15 يوليو من عام 1606 في لايدن، في الجمهورية الهولندية، وهي اليوم هولندا. كان رامبرانت الطفل التاسع لهارمين جيريتزون فان راين ونيلتغن فيلمسدوتخر فان زاتبروك.[10] امتلكت عائلته وضعًا جيدًا، إذ عمل والده طحانًا وأمه كانت ابنة لخباز. شكل الدين موضوعًا رئيسيًا في لوحات رامبرانت، وجعلت الفترة المشحونة دينيًا التي عاش فيها من إيمانه مسألة ذات أهمية. كانت والدته من الروم الكاثوليك ووالده ينتمي إلى الكنيسة المصلحة الهولندية. لا يوجد أي دليل على انتماء رامبرانت لأي كنيسة بشكل رسمي، على الرغم من أن أعماله كشفت عن إيمانه المسيحي العميق وعلى الرغم أيضًا من أن أطفاله الخمسة قد عُمدوا في الكنائس الهولندية المصلحة في أمستردام، أربعة منهم في الكنيسة القديمة وواحد في الكنيسة الجنوبية.[11]

التحق بالمدرسة اللاتينية عندما كان صبيًا. التحق بجامعة لايدن عندما بلغ 14 سنة من العمر، على الرغم من امتلاكه ميلًا أكبر نحو الرسم بحسب ما قاله أحد معاصريه. سرعان ما تدرب على يد رسام التاريخ في لايدن جاكوب فان سواننبرغ، الذي أمضى معه ثلاث سنوات.[12] أمضى فترة تدريب قصيرة لكنها مهمة مع الرسام بيتر لاستمان في أمستردام، ثم بقي لبضعة أشهر مع جاكوب بيناس ليبدأ بعد ذلك ورشته الخاصة، إلا أن سيمون فان ليووين ادعى أن يوريس فان شوتين قد علم رامبرانت في لايدن.[13] لم يغادر رامبرانت الجمهورية الهولندية أبدًا خلال حياته، على عكس معاصريه الذين سافروا إلى إيطاليا كجزء من تدريبهم الفني.[14][15]

افتتح رامبرانت استوديو في لايدن في عام 1624 أو في عام 1625، تشاركه مع صديقه وزميله يان ليفنز. بدأ رامبرانت في عام 1627، يستقبل الطلاب في الاستديو ومن بينهم جيريت دو في عام 1628.[16]

اكتشف رجل الدولة كونستانتين هويغنز (والد عالم الرياضيات والفيزيائي الهولندي كريستيان هوغنس)، رامبرانت في عام 1629، وجلب لرامبرانت عمولات مهمة من بلاط لاهاي. واصل الأمير فريدريك هندريك شراء اللوحات من رامبرانت حتى عام 1646.[17]

انتقل رامبرانت إلى أمستردام في نهاية عام 1631، توسعت أمستردام سريعًا كعاصمة تجارية جديدة لهولندا وبدأ رامبرانت برسم البورتريه الاحترافي لأول مرة بنجاح كبير. بقي رامبرانت في البداية مع تاجر الفنون هندريك فان يولنبرج، وتزوج في عام 1634 من ابنة عم هندريك وتُدعى ساسكيا فان يولنبرج.[18][19] جاءت ساسكيا من عائلة جيدة، إذ كان والدها محاميًا وعمدة ليوواردن. عاشت ساسكيا مع أختها الأكبر في هت بيلدت بعد أن أصبحت يتيمة. تزوج رامبرانت وساسكيا في كنيسة سانت أناباروتشي المحلية دون حضور أقاربه.[20] أصبح رامبرانت في نفس العام عضوًا في نقابة الرسامين المحلية. تدرب لديه عدد من الطلاب من بينهم فرديناند بول وغوفرت فلينك.[21]

انتقل رامبرانت وساسكيا في عام 1635 إلى منزلهما الذي استأجراه في نيوا دولينسترات. انتقلا في عام 1639 إلى منزل شهير بُني حديثًا (وأصبح اليوم متحف منزل رامبرانت) في حي «بريسترات» الراقي، والمعروف اليوم باسم جودنبريسترايت الذي يُعرف اليوم بالحي اليهودي ثم حي الشباب المقبل. بلغ الرهن العقاري لتمويل شراء منزل 13000 غيلدرًا، وهذا ما شكل السبب الرئيسي لصعوبات مالية[21] واجهاها في وقت لاحق. كان من المفروض أن يتمكن رامبرانت من سداد سعر المنزل بدخله الكبير، لكن يبدو أن إنفاقه لم يواكب دخله دائمًا، ولربما تورط ببعض الاستثمارات غير الناجحة.[22] سعى رامبرانت في كثير الأحيان لتصوير مشاهد من العهد القديم مستعينًا بجيرانه اليهود.[23] على الرغم من كونهما ثريين، عانى الزوجان من عدة انتكاسات شخصية، فقد توفي ابنهما رومبارتس بعد شهرين من ولادته في عام 1635، ثم توفيت ابنتهما كورنيليا عندما أكملت أسبوعها الثالث في عام 1638. أنجبا في عام 1640 ابنة ثانية تُدعى أيضًا كورنيليا، والتي توفيت أيضًا وهي بالكاد تبلغ شهرًا من العمر. تمكن طفلهما الرابع فقط، تيتوس الذي ولد في عام 1641، من النجاة حتى وصوله سن البلوغ. توفيت ساسكيا في عام 1642 بعد ولادة تيتوس مباشرة، ربما بسبب مرض السل. تُعد رسومات رامبرانت لها وهي على فراش الموت من أهم أعماله المؤثرة.[24]

عُينت غيرتجي ديركس لتكون مربية لتيتوس وممرضة لساسكيا المريضة وأصبحت أيضًا عشيقة لرامبرانت. قاضت فيرتجي رامبرانت لاحقًا متهمة إياه بخرق الوعد (وهو مصطلح مخفف عن الإغواء وهو [خرق] الوعد بالزواج)، وحصلت على نفقة تبلغ 200 غيلدرًا في السنة. دفع رامبرانت غيرتجي للجوء إلى مأوى أو ملجأ للفقراء (يدعى «برايدويل») في خاودا، بعد أن علم أنها قد رهنت المجوهرات التي منحها إياها والتي كانت تنتمي ذات يوم لساسكيا.[25]

بدأ رامبرانت في أواخر الأربعينيات من القرن السابع عشر، علاقة مع خادمته الأصغر سنًا من غيرتجي بكثير، والتي تُدعى هيندريك ستوفيلز. أنجبا ابنة تدعى كورنيليا في عام 1654، وأحضرت هندريك استدعاء من الكنيسة البروتستانتية للرد على تهمة «أنها ارتكبت فعل الزنى مع الرسام رامبرانت». اعترفت هيندريك بهذه التهمة ومُنعت من المناولة. لم يُستدعى رامبرانت للمثول أمام الكنيسة لأنه لم يكن عضوًا في الكنيسة البروتستانتية.[26] اعتُبر الاثنان متزوجان بكشل قانوني بموجب القانون العام، إلا أن رامبرانت لم يتزوج من هندريك بشكل فعلي. لو كان رامبرانت قد تزوج مرة أخرى، لفقد الوصول إلى الصندوق الائتماني الذي أُنشئ لصالح تيتوس بحسب وصية ساسكيا.[24]

أُسلوبه

  • عالج موضوعاته بأسلوب مسرحي انفعالي .
  • اقتربت منه المصائب بعد رسمه للوحه (دورية الليل) التي تصور مجموعة من الضباط والجنود وقد اخفت الظلال أشكال معظمهم .
  • أبرز لوحاته الجمال الروحاني من خلال اختياره لأبطاله من الشخصيات الشعبية بدلا من النبلاء .
  • صور نفسه في لوحات متعدده تعبر عن شخصيته في مراحل حياته الطويلة والتغيرات التي مرت به في حياته ويتضح بلون أصفر قاتم .
  • لم يقبل الهولنديون على اقتناء لوحاته الدينية لأنهم كانوا يفضلون الموضوعات المستمدة من واقع حياتهم كالمناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة والحياة اليومية الأسرية .

أعماله

من بين أعماله الفنية المشهورة والمحفوظة في متحف ريكسموزيوم في أمستردام: والدة رامبرانت (1660)؛ جولة في الليل (1662)؛ القديس بطرس (1660)؛ وكلاء الجواخون (1662) الخطيبة اليهودية (1665)، وأعمال أخرى محفوظة في اللوفر: على طريق عماوس (؟)؛ هندريكيه شتوفلس (ح. 1562)؛ بيتشبع أو بيت سبع (1654)؛ الثور المُشَرحْ (1655)؛ صورة شخصية ذاتية (رامبرانت) (1660) ، وكذلك توني وأنا الصغير، صورتي، فقع عين سامسون، عودة الابن الضال، عشاء عند آموس , دورية الليل، عاصفة في البحر.

مراجع

  1. https://www.nga.gov/collection/artist-info.1822.html
  2. Rembrandts sporen aan de Universiteit Leiden — الناشر: جامعة لايدن — تاريخ النشر: 23 ديسمبر 2013
  3. Gombrich, p. 427.
  4. Clark 1969، صفحات 203
  5. Clark 1969، صفحات 203–204
  6. Clark 1969، صفحات 205
  7. أوغوست رودان: Art: Conversations with Paul Gsell. Translated from the French by Jacques de Caso and Patricia B. Sanders. (Berkeley, CA: University of California Press, 1984) (ردمك 0-520-03819-3), p. 85. Originally published as Auguste Rodin, L'Art: Entretiens réunis par Paul Gsell (Paris: Bernard Grasset, 1911). Auguste Rodin: “Me comparer à Rembrandt, quel sacrilège! À Rembrandt, le colosse de l'Art! Y pensez-vous, mon ami! Rembrandt, prosternons-nous et ne mettons jamais personne à côté de lui!” (original in French)
  8. Wessels, Anton: Van Gogh and the Art of Living: The Gospel According to Vincent van Gogh. (Wipf & Stock, 2013, (ردمك 978-1-62564-109-0))
  9. This version of his first name, "Rembrandt" with a "d," first appeared in his signatures in 1633. Until then, he had signed with a combination of initials or monograms. In late 1632, he began signing solely with his first name, "Rembrant". He added the "d" in the following year and stuck to this spelling for the rest of his life. Although we can only speculate, this change must have had a meaning for Rembrandt, which is generally interpreted as his wanting to be known by his first name like the great figures of the Italian Renaissance: Leonardo, Raphael etc., who did not sign with their first names, if at all. Rembrandt-signature-file.com نسخة محفوظة 9 April 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. Bull, et al., p. 28.
  11. "Doopregisters, Zoek" (باللغة الهولندية). Stadsarchief.amsterdam.nl. 2014-04-03. اطلع عليه بتاريخ 07 أبريل 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)[وصلة مكسورة]
  12. باللغة الهولندية Rembrandt biography in De groote schouburgh der Nederlantsche konstschilders en schilderessen (1718) by أرنولد هوبراكن, courtesy of the Digital library for Dutch literature
  13. Joris van Schooten as teacher of Rembrandt and Lievens نسخة محفوظة 26 December 2016 على موقع واي باك مشين. in Simon van Leeuwen's Korte besgryving van het Lugdunum Batavorum nu Leyden, Leiden, 1672
  14. Rembrandt biography نسخة محفوظة 20 December 2016 على موقع واي باك مشين., nationalgallery.org.uk
  15. Erhardt, Michelle A., and Amy M. Morris. 2012. Mary Magdalene, Iconographic Studies from the Middle Ages to the Baroque. Boston : Brill. p. 252. (ردمك 978-90-04-23195-5). نسخة محفوظة 13 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. Slive has a comprehensive biography, pp. 55ff.
  17. Slive, pp. 60, 65
  18. Slive, pp. 60–61
  19. "Netherlands, Noord-Holland Province, Church Records, 1553–1909 Image Netherlands, Noord-Holland Province, Church Records, 1553–1909; pal:/MM9.3.1/TH-1971-31164-16374-68". Familysearch.org. مؤرشف من الأصل في 5 يونيو 2016. اطلع عليه بتاريخ 07 أبريل 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  20. Registration of the banns of Rembrandt and Saskia, kept at the Amsterdam City Archives
  21. Bull, et al., p. 28
  22. Clark, 1978, pp. 26–27, 76, 102
  23. Adams, p. 660
  24. Slive, p. 71
  25. Driessen, pp. 151–57
  26. Slive, p. 82

    وصلات خارجية

    • بوابة أعلام
    • بوابة فنون مرئية
    • بوابة هولندا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.