رابعة العدوية
رابعة العدوية (100هـ / 717م - 180هـ / 796م) وتكنى بـأم الخـير، عابدة مسلمة تاريخية وإحدى الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب الحب الإلهي.[بحاجة لمصدر]
رابعة العدوية | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | نحو 100 هـ البصرة، العراق |
الوفاة | 180 هـ (العمر قرابة 80 سنة) بيت المقدس[1] |
مكان الدفن | جبل الزيتون |
مواطنة | الدولة الأموية الدولة العباسية العراق [2] |
الحياة العملية | |
المهنة | شاعرة ، وفيلسوفة ، ومتصوفة ، وأمة |
اللغات | العربية |
مجال العمل | صوفية ، وشعر |
أصلها ونشأتها
هي رابعة بنت إسماعيل العدوي، ولدت في مدينة البصرة، ويرجح مولدها حوالي عام (100هـ / 717م)، من أب عابد فقير، وهي ابنته الرابعة وهذا يفسر سبب تسميتها رابعة فهي البنت "الرابعة".
وقد توفي والدها وهي طفلة دون العاشرة ولم تلبث الأم أن لحقت به، لتجد رابعة وأخواتها أنفسهن بلا عائل يُعينهن علي الفقر والجوع والهزال، فذاقت رابعة مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسباب العيش لهن سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد أنهار البصرة كما ذكر المؤرخ الصوفي فريد الدين عطار في (تذكرة الأولياء).[3]
كانت رابعة تخرج لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء تهون عن نفسها بالغناء وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف الأبوي، وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط و وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة، وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق، فخطفت رابعة من قبل أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيق البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب، ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة فالبعض يرون أن آل عتيق هم بني عدوة ولذا تسمى العدوية.
شخصية رابعة العدوية
اختلف الكثيرون في تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما في فيلم سينمائي مصري والذي قامت ببطولته الممثلة نبيلة عبيد والممثل فريد شوقي في الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرّغت في حياة الغواية والخمر والشهوات قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته، في حين يقول البعض أن هذه صورة غير صحيحة ومشوهة لرابعة في بداية حياتها، فقد نشأت في بيئة إسلامية صالحة وحفظت القرآن الكريم وتدبَّرت آياته وقرأت الحديث وتدارسته وحافظت على الصلاة وهي في عمر الزهور، وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة مع الزوج والولد.
ويفند الفيلسوف عبد الرحمن بدوي في كتابه شهيدة العشق الإلهي أسباب اختلافه مع الصورة التي صورتها السينما لرابعة بدلالات كثيرة منها الوراثة والبيئة، بالإضافة إلى الاستعداد الشخصي. وكان جيران أبيها يطلقون عليه "العابد"، وما كان من الممكن وهذه تنشئة رابعة أن يفلت زمامها، كما أنها رفضت الزواج بشدة.
رسالة رابعة لكل إنسان كانت: أن نحب من أحبنا أولاً وهو الله.
رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد زهاد ونساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق، يدفعها حب قوي دفاق، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده.[4]
شعر رابعة العدوية
تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عما يختلج بها من وجد وعشق لله، وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك | واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك | |
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى | خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك | |
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى | وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك | |
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى | فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك | |
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه | فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك | |
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي | ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك | |
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى | وحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك | |
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى | وشـوقا لقرب الخطــى من حمـاك | |
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى | فمسـري الدمــوع لطــول نـواك | |
وأمــا اشتيـــاقي لقـــرب الحمـــى | فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك | |
ولست على الشجو أشكو الهوى | رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا |
ومن أشعارها نقتبس ما يلي:
يا سروري ومنيتي وعمـادي | وأنـيـسـي وعـدتـي ومــرادي. | |
أنت روح الفؤاد أنت رجائـي | أنت لي مؤنس وشوقك زادي. | |
أنت لولاك يا حياتي وأنســي | مـا تـشـتت في فـسـيـح البـلاد. | |
كم بدت منةٌ، وكم لك عنــدي | مـن عـطـاء ونـعـمـة وأيـادي. | |
حبـك الآن بغيتـي ونعـيـمــي | وجـلاء لعيـن قلبــي الصـادي. | |
إن تكـن راضيـاً عنـي فإننــي | يا منـى القلب قد بـدا إسعـادي. |
ومن شعرها:
فليتك تحلو والحيـاة مريرة | وليتك ترضى والانـــام غضاب. | |
وليت الذي بيني وبينك عامر | وبيني وبين العـالمين خراب. | |
إذا صح الود فيك فالكل هين | وكل الذي فــوق التراب تراب. | |
إن تكـن راضيـاً عنـي فإننــي | يا منـى القلب قد بـدا إسعـادي. |
وهناك من يرى أن ما ورد من شعرها في العشق أبيات من قصيدة أبي فراس الحمداني في الأسر، وهو وارد في كل طبعات ديوانه.
من أقوالها
- محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه.
- اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
- إني لأرى الدنيا بترابيعها في قلوبكم، إنكم نظرتم إلى قرب الأشياء في قلوبكم فتكلمتم فيه.[1]
- سئلت رابعة أتحبين الله تعالى ؟ قالت : "نعم أحبه حقا"، وهل تكرهين الشيطان ؟ فقالت : "إن حبي لله قد منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان".
وفاتها وضريحها
تاريخ وفاة رابعة:
يذكر ابن الجوزي في «شذور العقود» أن وفاتها كانت في سنة 135 هـ، وهذا ما أشار إليه ابن خلكان دون أن يؤكده، وممن ذكر هذا التاريخ ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة»، والمرتضى الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين». وثمة رواية ثانية تقول إن تاريخ وفاتها سنة 180 هـ، وصاحبها الذهبي، ومن الذين تابعوه على هذا التاريخ المناوي في «الكواكب الدرية»، فقال: «ماتت، رضي الله عنها، سنة ثمانين ومائة، وقيل غير ذلك»، وثم رواية ثالثة تقول إنها توفيت سنة 185 هـ. ذكر ذلك ابن خلكان، علما بأن الروايتين الأخيرتين متقاربتان وبالتالي لا خلاف جوهريا بينهما، والباحثون المحدثون وعلى رأسهم لويس ماسينيون، في كتابه «بحث في أصول المصطلح الفني للتصوف الإسلامي»، وعبد الرحمن بدوي ومرغريت سميث، يميلون إلى الروايتين الأخيرتين، مستدلين بالبراهين التالية:
أولا: صداقتها المشهورة لرياح بن عمرو القيسي المتوفى نحو سنة 180 أو 185 هـ.
ثانيا: التقاؤها بسفيان الثوري الذي أتى البصرة بعد سنة 155، فلو كانت رابعة توفيت سنة 135 هـ لما صح اجتماعها به.
ثالثا: حكاية خطبة والي البصرة محمد بن سليمان الهاشمي لها، وهو كان واليا على البصرة سنة 145 هـ وتوفي سنة 170 هـ.
رابعا: صلتها الوثيقة بعبد الواحد بن زيد المتوفى سنة 177 هـ.
ولا شك في أن هذه الحجج تعد حاسمة لاستبعاد سنة 135 هـ، لكنها لا تسمح لنا بالاختيار بين سنتي 180 و185، وعليه فإن رابعة توفيت إما سنة 180 أو 185 هـ.
أما قبرها فقيل إنه بظاهر القدس على رأس جبل يسمى الطور أو طور زيتا، وهذا كان رأي ابن خلكان، وابن شاكر الكتبي في كتابه «عيون التواريخ»، والمقدسي في كتابه «مثير الغرام»، والسيوطي في كتابه «إتحاف الأخصّا في فضائل المسجد الأقصى»، ومجير الدين الحنبلي في كتابه «الأنس الجليل».
غير أن ثمة رأيا آخر، نرجح أنه الأصح، وهو رأي ياقوت الحموي الذي يقرر في كتابه «معجم البلدان» أن قبر رابعة العدوية إنما هو بالبصرة، وأما القبر الذي في القدس فهو لرابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري «وقد اشتبه على الناس»، وما يؤكد ذلك أنه لم يثبت أن رابعة قد رحلت إلى الشام لكي تموت هناك وتدفن في بيت المقدس، أما سبب الاشتباه فمرده إلى الخلط الذي حصل بين رابعة العدوية البصرية ورابعة الشامية زوجة أحمد بن أبي الحواري المتوفى سنة 235 هـ، هذا الخلط الذي لم يسلم منه بعض من أهم من كتب في هذا الموضوع كأبي الفرج بن الجوزي.[5][6]
مسجد رابعة العدوية
أنشئ في القاهرة عام 1963 في عهد جمال عبد الناصر مسجد على اسم رابعة العدوية بمدينة نصر، وأطلق على الميدان المقابل للمسجد اسم ميدان رابعة العدوية.
مصادر
- رابعة بنت إسماعيل العدوية أعلام النساء، عمر رضا كحالة، 1959 نسخة محفوظة 01 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- https://libris.kb.se/katalogisering/dbqst7sx4wnt56p — تاريخ الاطلاع: 24 أغسطس 2018 — تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2012
- تذكرة الأولياء - فريد الدين عطار.
- دائرة المعارف الإسلامية في الجزء11 من المجلد التاسع.
- دراسات في تاريخ التصوف الاسلامي، د.جمال الدين فالح الكيلاني، مكتبة الزنبقة، القاهرة 2014 ص 76
- سير أعلام النبلاء، للذهبي. نسخة محفوظة 3 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
وصلات خارجية
- رابعة العدوية على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)
- رابعة العدوية على موقع MusicBrainz (الإنجليزية)
- رابعة العدوية التي شوهتها السينما وأنصفها كتاب.
- عشاق الله.
- بوابة أدب
- بوابة أدب عربي
- بوابة أعلام
- بوابة الإسلام
- بوابة الدولة الأموية
- بوابة الدولة العباسية
- بوابة الروحانية
- بوابة العراق
- بوابة المرأة
- بوابة تصوف
- بوابة شعر
- بوابة فلسفة
- صور وملفات صوتية من كومنز
- اقتباسات من ويكي الاقتباس