دير مارت مريم

'دير مارة مريم كان دير مارة مريم يقع بنواحي الحيرة، مشرف على النجف. قال أبو الفرج: هذا دير قديم، من بناء آل المنذر حسن الموضع، بين الخورنق والسدير، وبين قصر أبي الخصيب، مشرف على النجف، كان فيه قسّ يقال له يحيى خماراً وله ابن، يقال له يوشع، يألفه الفتيان الظرفاء، ويشربون عنده على قراءة النصارى، وضرب النواقيس. وله يقول بكر بن خارجة:

يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (ديسمبر 2018)

بِتنا بمارة مريمٍسَقياً لمارةَ مريمِ
ولقسنا يحيى المهيئمبعد نومِ النُّوم
وليوشع ولخمره الحمراءِ مثل العَنْدمِ
ولفتيةٍ حفّوا بهيعصُون لومَ اللُّوم
يَسقيهمُ ظبيٌ أغنُّلطيفُ خلق المِعصمِ
يَرمي بعينيه القُلُوبَ كمثل رمي الأسهُمِ

وقد حدّده الثرواني فقال:

بمارةَ مريمُ الكبرىوظلِّ فنائِها فَقفِ
بقصر أبي الخصيب المُشرف المُوفي على النَّجفِ
فأكناف الخورنق والسَّدير ملاعب السَّلفِ
إلى النَّخل المكمَّموالحمائم فوقَه الهُتُفِ
فدعْ قولَ العذُول وباكرِ الصهباءَ في لَطَفِ

ومن شعر الثرواني فيه:

دع الأيام تفعل ما أرادتْإذا جادت بندمان وكاسِ!
ومارت مريمٍ والصحنُ فيهحديقتان من ورد وآسِ
وظبي في لواحظِ مقلتيهنعاسٌ في فتورٍ لا نُعاسِ
وخِلٍّ لا يحول عن التصابيذكورٍ للمودة غير ناسي
ومحتضنٍ لطنبورٍ فصيحٍيغنيني بشعر أبي نواس:
وما اللّذات إلا أن ترانيصريعاً بين باطيةٍ وكاسي

وفيه يقول بكر بن خارجة:

بمارة مريمٍ وبدير زكّىومر توما ودير الجاثليق
وبالإنجيل يتلوه شيوخٌمن القسّان في البيتِ العتيقِ
وبالقربانِ والصُّلبان إلارثيتَ لقلبي الدَّنفِ المشوقِ
أجرني متُّ قبلك من همومٍوأرشدني إلى وجه الطريق
فقد ضاقت عليّ وجوه أمريوأنت المستجارُ من المَضيقِ

قال أبو الفرج: هذا الشعر يقوله في غلام امرئ نصراني من أهل الحيرة، يقال له: عشير بن البراء الصراف، وله فيه شعر كثير، يذكر فيه أعياد النصارى وبيعهم. وكان دعبل يستحسن قوله:

زناده في خصره معقودكأنه من كَبِدي مقدُودُ

ويقول: ليت هذين لي بمائة بيت من شعري! أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني ميمون بن هارون قال حدثني إسحاق الموصلي قال: لما خرجت مع الواثق إلى النجف درنا بالحيرة ومررنا بدياراتها، فرأيت دير مريم بالحيرة، فأعجبني موقعه وحسن بنائه، فقلت:

نِعَم الَمحلُّ لمن يسعى للذَّتِهدَيرٌ لمريمَ فوقَ الظَّهر معمورُ
ظلٌ ظليلٌ وماءٌ غيرُ ذي أسنٍوقاصراتٌ كأمثالِ الدُّمى حُورُ

فقال الواثق: لا نصطبح والله غداً إلا فيه، وأمر بأن يعدّ فيه ما يصلح من الليل، وباكرناه فاصطبحنا فيه على هذا الصوت، وأمر بمالٍ ففرق على أهل ذلك الدير، وأمر لي بجائزة.

المصادر

  • كتاب الديارات للأصبهاني

انظر أيضاً

  • بوابة العراق
  • بوابة المسيحية
This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.