خيمرية ميكروية

الخيمرية الميكروية (بالإنجليزية: Microchimerism)‏ (المعروفة اختصارًا باسم Mc) هو وجود عدد قليل من الخلايا التي تنشأ من شخص آخر وبالتالي فهي متميزة وراثيًا من خلايا الفرد المُضيف. لذا تكون هذه الظاهرة مرتبطة بأنواع معينة من أمراض المناعة الذاتية؛ على الرغم من أن الآليات المسؤولة عن هذه العلاقة غير واضحة.

خيمرية ميكروية
معلومات عامة
قد يكون هناك طريقان لحركة الخلايا المناعية عبر المشيمة أثناء الحمل. ويمكن أن تتكاثر الخلايا التبادلية وتؤسس خطوط خلايا طويلة الأمد والتي تقوم بالتنشيط المناعي حتى بعد عشرات السنوات من الولادة.

أنواع الخيمرية الميكروية

البشر

يكون الشكل الأكثر شيوعًا هو الخيمرية الميكروية للدم الجنيني للأم في البشر (وربما في جميع المشيمات)(المعروفة أيضًا باسم الخيمرية الميكروية للخلية الجنينية أو الخيمرية الجنينية) حيث تمر خلايا الجنين الحي عبر المشيمة وتؤسس السُلالات الخلوية داخل الأم. لقد تم إثبات أن الخلايا الجنينية تستمر وتتكاثر في باطن الأم لعدة عقود.[1][2] والنمط الظاهري لهذه الخلايا غير معروف، على الرغم من التعرف على العديد من أنواع الخلايا المختلفة، مثل السُلالات المناعية المختلفة والخلايا الجذعية المتعلقة باللُحمة المتوسطة والخلايا المشيمية المستمدة.[3] وكذلك فإن التداعيات الصحية المحتملة لهذه الخلايا غير معروفة حاليًا. وهناك فرضية واحدة وهي أن الخلايا الجنينية ربما تُثير تفاعل الطُّعم حيال الثوي الذي يؤدي إلى أمراض المناعة الذاتية. لذا فقد يقدم هذا تفسيرًا محتملاً عن سبب انتشار العديد من أمراض المناعة الذاتية بصورة أكثر لدى النساء في فترة منتصف العمر.[4] علمًا بأن النظرية الأساسية الأخرى هي أن الخلايا الجنينية تستوطن أنسجة الأم المصابة أو المريضة حيث تعمل مثل الخلايا الجذعية وتشارك في الإصلاح.[5][6] ومن الممكن أيضًا أن تكون الخلايا الجنينية واقفة على الحياد وليس لها أي تأثير على صحة الأم.[7]

فهناك نسبة 50-75٪ من النساء بعد الولادة تحمل خطوط الخلايا المناعية الجنينية. وكذلك توجد الخلايا المناعية للأمهات في النسل الناتج عن الأم - الجنين - الخيمرية الميكروية، على الرغم من أن هذه الظاهرة تحدث بنسبة النصف مقارنة بسابقتها.[8]

أثبتت الدراسات أيضًا أن الخيمرية الميكروبية تتواجد بعد نقل الدم إلى مجموعات المرضى المصابين بـ نقص المناعة الشديدة والذين يعانون من الصدمة.[9]

الحيوان

تحدث الخيمرية الميكروية في معظم أزواج التوأم في البقر.عادة ما تندمج مشيمة التوأمين الأخوين ويتشاركان في الدورة الدموية في البقر (وغيرها من أنواع البقر)، مما يؤدي إلى تبادل خطوط الخلايا. حيث إنه إذا كان التوأم زوجًا من الذكور والإناث، فيكون للهرمونات الذكرية لثور العجل تأثير جزئي على عملية تحول العجلة (الأنثى) لذكر، ومن ثم تنتج عجلة مارتن أو عِجْلة ذَكرانية. وبالتالي تظهر العجول الذَكرانية على هيئة إناث، لكنها تكون عقيمة ولا يمكن استخدامها للولادة أو إنتاج الألبان. كذلك تُقدم الخيمرية الميكروية طريقة لتشخيص الحالة، لأنه يمكن الكشف عن المواد الجينية الذكرية في عِينة الدم.[10]

العلاقة بين أمراض المناعة الذاتية وسرطان الثدي

أثبتت الأبحاث اشتراك الخيمرية الميكروية في أمراض المناعة الذاتية. ولقد رجحت دراسات مستقلة مرارًا وتكرارًا أن خلايا الخيمرية الميكروية جنينية المنشأ قد تكون مسئولة عن أمراض التصلب المجموعي.[2][11] فقد تُشارك خلايا الخيمرية الميكروية أمومية المنشأ علاوة على ذلك في توليد مجموعة من أمراض المناعة الذاتية الموجودة في الأطفال، على سبيل المثال، الاعتلالات العضلية الالتهابية مجهولة السبب اليفعي، (قد يكون التهاب الجلد والعضل اليفعي هو المثال الوحيد).[12] وقد ثبتت مسئولية الخيمرية الميكروية الآن في المزيد من أمراض المناعة الذاتية الأخرى، بما في ذلك الذئبة الحمامية المجموعية.[13] فهناك فرضية بديلة على العكس من ذلك في دور خلايا الخيمرية الميكروية في الآفات التي يمكنها تسهيل إصلاح الأنسجة من العضو التالف.[14]

فقد تم العثور علاوة على ذلك على الخلايا المناعية الجنينية بصورة متكررة في أنسجة سرطان الثدي بالمقارنة بعينات أُخذت من امرأة سليمة. فليس من الواضح مع ذلك، ما إذا كانت خطوط الخلايا تقوم بتعزيز تطور الأورام أو على العكس من ذلك حماية المرأة من تطور سرطان الثدي.[15][16]

المراجع

  1. Bianchi, DW (1996). "Male fetal progenitor cells persist in maternal blood for as long as 27 years postpartum". Proc Natl Acad Sci U S A. 93 (2): 705–708. doi:10.1073/pnas.93.2.705. PMC 40117. PMID 8570620. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Evans PC, Lambert N, Maloney S, Furst DE, Moore JM, Nelson JL (1999). "Long-term fetal microchimerism in peripheral blood mononuclear cell subsets in healthy women and women with scleroderma". Blood. 93 (6): 2033–2037. PMID 10068676. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  3. Pritchard, Stephanie (2012). "Comprehensive analysis of genes expressed by rare microchimeric fetal cells in the maternal mouse lung". Biology of Reproduction. 87: 42. PMID 22674387. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Nelson, JL (1996). "Maternal-fetal immunology and autoimmune disease: is some autoimmune disease auto-alloimmune or allo-autoimmune?". Arthritis Rheum. 39 (2): 191–194. doi:10.1002/art.1780390203. PMID 8849367. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. Khosrotehrani, K (2004). "Transfer of fetal cells with multilineage potential to maternal tissue". Journal of the American Medical Association. 292 (1): 75–80. doi:10.1001/jama.292.1.75. PMID 15238593. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. Nguyen Huu, S (2009). "Fetal microchimeric cells participate in tumour angiogenesis in melanomas occurring during pregnancy". Am J Cardiovasc Pathol. 174: 630–637. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Johnson, KL (2004). "Fetal cells in maternal tissue following pregnancy: what are the consequences?". Hum Reprod Update. 10 (6): 497–502. doi:10.1093/humupd/dmh040. PMID 15319378. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. Loubičre LS, Lambert NC, Flinn LJ, Erickson TD, Yan Z, Guthrie KA; et al. (2006). "Maternal microchimerism in healthy adults in lymphocytes, monocyte/macrophages and NK cells". Lab Invest. 86 (11): 1185–92. doi:10.1038/labinvest.3700471. PMID 16969370. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف= (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  9. Reed W, Lee TH, Norris PJ, Utter GH, Busch MP (2007). "Transfusion-associated microchimerism: a new complication of blood transfusions in severely injured patients". Seminars in Hematology. 44 (1): 24–31. doi:10.1053/j.seminhematol.2006.09.012. PMID 17198844. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  10. A. Fujishiro, K. Kawakura, Y-I. Miyake, Y. Kaneda, "A fast, convenient diagnosis of the bovine freemartin syndrome using polymerase chain reaction", Theriogenology, 43 (5), pp 883-891 (1 April 1995) نسخة محفوظة 9 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. Artlett CM, Smith JB, Jimenez SA (1998). "Identification of fetal DNA and cells in skin lesions from women with systemic sclerosis". New England Journal of Medicine. 338 (17): 1186–1196. doi:10.1056/NEJM199804233381704. PMID 9554859. مؤرشف من الأصل في 20 أغسطس 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  12. Artlett CM, Ramos R, Jimenez SA, Patterson K, Miller FW, Rider LG (2000). "Chimeric cells of maternal origin in juvenile idiopathic inflammatory myopathies. Childhood Myositis Heterogeneity Collaborative Group". Lancet. 356 (9248): 2155–2156. doi:10.1016/S0140-6736(00)03499-1. PMID 11191545. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
  13. Johnson KL, McAlindon TE, Mulcahy E, Bianchi DW (2001). "Microchimerism in a female patient with systemic lupus erythematosus". Arthritis & Rheumatism. 44 (9): 2107–2111. doi:10.1002/1529-0131(200109)44:9<2107::AID-ART361>3.0.CO;2-9. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)[وصلة مكسورة]
  14. Gilliam AC (2006). "Microchimerism and skin disease: true-true unrelated?". Journal of Investigative Dermatology. 126 (2): 239–241. doi:10.1038/sj.jid.5700061. PMID 16418731. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. Gadi VK, Nelson JL (2007). "Fetal microchimerism in women with breast cancer". Cancer Research. 67 (19): 9035–9038. doi:10.1158/0008-5472.CAN-06-4209. PMID 17909006. مؤرشف من الأصل في 5 أبريل 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. Dubernard G; et al. (2008). "Breast cancer stroma frequently recruits fetal derived cells during pregnancy". Breast Cancer Research. 10 (1): R14. doi:10.1186/bcr1860. PMC 2374970. PMID 18271969. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 2012. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); Explicit use of et al. in: |مؤلف= (مساعدة)
    • بوابة طب
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.