خل التفاح
خَلّ التفاح هو الخل المستحصل عليه من التفاح.[1][2][3]
عرف الإنسان خل التفاح منذ آلاف السنين، وقد استخدم في بادئ الأمر في حفظ الأطعمة والمواد الغذائية حتى لا تتغير رائحتها أو طعمها، كما تم استخدامه كمطهر لما يتميز به من خاصية قوية في هذا المجال، وبذلك أخذ خل التفاح أهميته منذ عهد بعيد حتى ظهرت خصائصه الاستطبابية في العصر الحديث التي زادت من أهميته.. فيما يلي من أسطر على هذه الصفحة من موقع العلاج يقدم الدكتور سليم الأغبري معلومات دقيقة عن خل التفاح الطبيعي وطريقة تحضيره في المنزل وفوائده.
ينتج خل التفاح عن تخمير للتفاح حيث يتفاعل نوع من الفطريات مع سكر التفاح، ومع الأطعمة الكربوهيدراتية بشكل عام، ويتحول السكر بموجب هذا التفاعل إلى كحول وثم يتخمر إلى خل، وهناك تفاعل آخر بواسطة نوع من البكتيريا حيث يتحول الكحول إلى حمض الخليك وهو المكون الأساسي للخل الذي يكسبه صفاته العلاجية.
الخل في السنة النبوية المطهرة
روى مسلم في صحيحة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا الخل، فدعا به، وجعل يأكل ويقول: (نعم الإدام الخل)، وفي سنن ابن ماجة عن أم سعد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الأدام الخل، اللهم بارك في الخل فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ولم يفتقر بيت فيه خل".
خل التفاح الطبيعي والخل الصناعي
الخل (سواء خل التفاح أو خل العنب) الموجود في الأسواق ليس الخل المذكور في السنة النبوية المطهرة، وإنما عبارة عن مشتق من حامض الخليك الكيميائي وتضاف له بعض النكهات فقط، وخل التفاح الصناعي مهيج لغشاء المعدة وله أضرار جانبية عديدة وقد يصيب مستخدميه بتقرح في الأمعاء والمعدة، كما أن هذا الخل الحمضي الكيمائي لا يستخدم في التداوي من العلل كما هو الحال في الخل الذي ذكر في كتب السنة، ويعرف عن خل التفاح أنه أفضل أنواع الخل سواءً من الناحية الغذائية أو العلاجية.
خل التفاح في الطب القديم
في الطب القديم كان للتفاح دور كبير في العلاج، فاليونانيون كانوا يعالجون أمراض الأمعاء بعصيره، وكان غيرهم يعالج به الجروح والقروح، واستعملوا من مسحوق التفاح ومزجه بحليب المرأة علاجاً للرمد، كما عالجوا النقرس، والرثية "الروماتيزما"، والصرع بعصير التفاح المطبوخ. أما الأطباء العرب فقد عالجوا الجروح النتنة، والأُكال "الغنغرينة" بعفن التفاح، وسبقوا بذلك "البنسلين ومشتقاته". لقد عرف العرب كغيرهم من الشعوب الخل منذ زمن ليس بالقصير وذكروه ووصفوه في أحاديثهم وأقوالهم من نثر وشعر وخلاف ذلك، وتحدث الأطباء العرب القدماء عن الخل، فعددوا منافعه ومضاره، وقالوا الخل ينفع المعدة الملتهبة ويقمع الصفراء ويدفع ضرر الأدوية القتالة ويحلل اللبن والدم إذا جمد في الجوف، وينفع الطحال ويدبغ المعدة ويعقل البطن ويقطع العطش ويمنع الورم من الحدوث ويعين على الهضم ويضاد البلغم ويرق الدم. وقد قال داود الأنطاكي في تذكرته، "يحبس الفضلات ويقوي المعدة ويفتق الشهوة للطعام ويقوي المعدة الحارة ويقطع النزف والإسهال المزمن ويدمل القروح والجروح الطرية ويزيل الأورام طلاءً بالعسل والنقرس بالكبريت والخدر والكزاز والمفاصل بالحرمل، يقطع البواسير، ويزيل الكلف والنمش، يمنع حرق النار طلاءً. إذا هري فيه بصل الفصل بالبطيخ ثم صفي وشمس أسبوعاً وأخذ فيه كل يوم 50ملجم قطع عسر النفس وأوجاع الصدر وقروح الفم". ويقول ابن البيطار: "إذا بل الصوف غير المغسول به أو الإسفنج ثم وضع على الجروح أبرأها وقد يرد السرة أو الرحم إلى الداخل إذا نتآ إلى الخارج ويشد اللثة المسترخية وينفع من القروح الخبيثة التي تنتشر في البدن. إذا صب على نهش الهوام فإنه مضاد لها، وإذا تغرغر به قطع سيلان الفضول في الحلق ورفع اللهاة الساقطة وإذا تمضمض به ساخناً أفاد من وجع الأسنان، يطفي حرق النار أسرع من كل شيء. اختصاراً يتحدث ابن سينا عن الخل في قانونه: "الخل مركب حار بارد، والبارد أغلب، والذي فيه حرافة أسخن، وإن لم يكن فهو بارد رطب.. مجفف قوي يمنع انصباب المواد إلى الداخل.. يمنع نزف الدم ويمنع الورم ويعين على الهضم مضاد للبلغم.. الخل مع العسل ينفع طلاءً من آثار الدم، يعالج حروق النار أسرع من كل شيء، الخل مع الكرنب (السلق) طلاءً يعالج النقرس، بخار الخل الحار ينفع من ضعف السمع ويحده، يلطخ مع العسل على الكهنة تحت العين (الهالات السوداء)، التغرغر بالخل يبرئ من اللهاة الساقطة والسعال المزمن.". عند قراءتي لما كتبه ابن سينا عن الخل علمت سبب كل الفوائد التي يزخر بها ولعل أبرز استخدامات الناس للخل وبخاصة النساء في الآونة الأخيرة هو شُربه مخففاً بالماء لعلاج مشكلة السمنة والتخسيس وأنا من أكثر المتحمسين للنتائج التي يعطيها خل التفاح البلدي (الطبيعي) في مشكلة السمنة، فحسب ابن سينا فأن الخل يتميز بالميزات التالية: 1) تركيبته الرائعة المتوازنة بين الحرارة والبرودة. 2)تأثيره القوي في التجفيف. 3)منعه لانصباب المواد (بما فيها الدهون طبعاً) لداخل الجسم.
خل التفاح في الطب الحديث
التفاح غني بفيتامينات أ، ب، ج، ويحتوي على مواد سكرية، وبروتين، ومواد دهنية وبكتينية، وأحماض عضوية، وأملاح معدنية، مثل: البوتاسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، وغيرها مما لا غنى عنه في تغذية الخلايا وإنمائها، وتقوية العظام، وتجديد الخلايا العصبية، ويعتبر مصدر مهم لتخليص الجسم من السموم كما أن عصيره يقتل الفيروسات والبكتيريا والميكروبات في الجسد. كماوصف في الطب الحديث بأنه منعش ومرطب ومدر للعرق والبول ومنبه للمعدة، وقد قال الطبيب الشهير (جارفيز) في كتابه بعنوان "طب الشعوب" على خل التفاح خاصة فقال: "إذا شرب مع الماء كان أحسن علاج للبرد، وهو يسمن ويفيد ضد القشف والقوباء وتناوله مع البيض يحسن البشرة، ونصح زبائنه وأصدقاءه أن يتناولوا صباح كل يوم على الريق كأساً من الماء في ملعقة صغيرة من الخل والعسل فإنهم بذلك يطهرون جهازهم الهضمي من كل سوء ويحصلون أيضاً على عناصر مفيدة ومغذية ومطهرة. وقال أيضاً أن شرب الماء مع الخل أحسن علاج للبرد وللجروح". يستعمل خل التفاح عادة مع ماء بارد ويستعمل بعد الانتهاء من الوجبة مباشرة وينصحك بعدم استخدامه ما دامت المرأة ترضعين طفلاً حيث أنه يؤثر عليه، إن خل التفاح له أهمية كبرى في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة، وفي تعزيز مقاومة الجسم للكثير من المخاطر التي تهدده، وذلك أن تركيب هذا الخل غني بالعناصر التي يحتاج إليها الجسم لتأمين التوازن بين خلاياها، وفي طليعة هذه العناصر: الفوسفور، والحديد، والكلور، والصوديوم، والكلسيوم، والمغنيز، والسلكيوم، والفلور.
تحضير خل التفاح بالطرق التقليديه
يعتبر خل التفاح تركيبة غذائية وعلاجية لا غنى لأي منزل عنها وهو هدية عظيمة وهبها الله تعالى للخلق لينتفعوا بها، ويجب علينا الحرص على جني فوائده المتعددة، فهو ضروري في حياتنا اليومية، فهو مهم في المطبخ، وفي المائدة، وفي الصيدلية وفي كل مكان، وللحصول على خل التفاح الطبيعي في البيت، يجب أن نشتري كمية من ثمار التفاح الكبيرة الناضجة، نمسحها بقطعة صوفية جيداً، ثم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة دون أن نبعد القشرة أو البذور، نضع هذه القطع في إناء مناسب وتغطى بقماش شفاف، ويحفظ في مكان دافئ لبضعة أسابيع (في العادة 40 يوماً)، خلال هذه الأسابيع تحدث عملية التخمر والتقطير وتحصل على خل التفاح، وتصفى المحتويات للحصول على خل نقي، يحفظ في زجاجات ويحكم قفله جيداً، ويجب عدم استعمال أوان معدنية في تحضير الخل لأنها قد تحدث تفاعلاً ضاراً، ويفضل استخدام أوان خشبية أو زجاجية أو بلاستيكية.
خل التفاح الطبيعي وأمراض العصر
يمثل خل التفاح علاجاً للكثير من الأخطاء الغذائية التي يقع فيها بعض الناس مثل الإكثار من الدهون أو السكريات، ورغم حموضته الشديدة فإنه يساعد على إفراز مادة قلوية تقوم بالمعادلة داخل المعدة، فهو يهيئ بيئة مناسبة معتدلة في الوسط الكيميائي لجسم الإنسان وهذا يعد أمراً ضرورياً للمحافظة على الصحة والوقاية من المرض، حيث يمنع الانحراف عن المعدل الطبيعي. ومع تقدم العصر، وتغير نوع الأطعمة والثقافة الغذائية فإن الإنسان بحاجة إلى حدوث ضبط بدرجة الوسط الكيميائي أكثر من السابق، لأن النمط الغذائي الحديث غير من خريطة الجسم ومن مقاومته ومن طبيعته، وجعل جسم الإنسان يفتقر كثيراً إلى عناصر الخضروات والفواكه، وهذا سبب الميل في الوسط الكيميائي عند الكثيرين، لأن الفواكه والخضر والألياف توفر الجانب القلوي المفيد في المعادل الكيميائي، كما أن شرب الماء النقي النظيف والطبيعي، بكميات كافية له تأثير على الوسط الكيميائي، بالإضافة إلى أن ضغوط الحياة المتنوعة أصبحت سمة غالبة لهذا العصر، مما يساعد على إيجاد بيئة حمضية غير صحية للجسم وهذا ما يعالجه خل التفاح، كما أن التقدم في العمر يقلل من تكوين الحمض المعدي، وهذا يؤثر على عملية هضم وامتصاص الغذاء وتناول خل التفاح يعمل على استعادة الحموضة المناسبة إلى المعدة والضرورية لعملية الهضم والامتصاص، بالإضافة إلى أميتها في حماية الجهاز الهضمي من غزو البكتريا والفيروسات التي تحاول اقتحام جسم الإنسان.
القيمة الصحية لخل التفاح
لا تقتصر الجوانب العلاجية والايجابية لخل التفاح على الأمراض السابق ذكرها، بل تمتد فوائده لتشمل الجوانب الجمالية، حيث يفيد في التخلص من حب الشباب الذي يمثل مشكلة تقلق الشباب من الجنسين، فتضاف ملعقتان صغيرتان من خل التفاح إلى فنجان ماء وتغمس فيه قطعة قطن وتمسح بها الحبوب عدة مرات يوميا، وإذا اضيف خل التفاح إلى عصير البصل فإنه يعالج حب الشباب والبقع البنية، كما تستخدم حمامات خل التفاح في تجميل البشرة والتخلص من مشاكلها والتخلص من العدوى والالتهابات. ويدلك الجسم بمعقم خل التفاح خاصة في الأماكن الداخلية من الجسم مثل تحت الإبطين وغير ذلك فإنه يطرد رائحة العرق الكريهة، كما يستخدم في التخلص من خشونة اليدين، ويعطي البشرة نعومة فائقة، ويساعد خل التفاح على تلوين الشعر وزيادة نعومته، حيث يشطف الشعر بعد الغسل بالشامبو بمحلول مخفف من خل التفاح فيزيد من بريق الشعر ويخلصه من القشور، وبإضافة بعض الأعشاب الأخرى مثل المريمية والبقدونس والبابونج فإنه يزيد سواد الشعر. هذا بالإضافة إلى فاعلية التفاح في المحافظة على طلاء الأظافر وتليين بشرة الوجه.
العلاج بخل التفاح الطبيعي
إن خل التفاح له أهمية كبرى في جعل خلايا الجسم بحالة جيدة، وفي تعزيز مقاومة الجسم للكثير من الأمراض التي تهدده، وذلك أن تركيب هذا الخل غني بالعناصر التي يحتاج إليها الجسم لتأمين التوازن بين خلاياها، وفي طليعة هذه العناصر الفوسفور والحديد والكلور والصوديوم والكلسيوم والمغنيز والسلكيوم والفلور، ولتوضيح أهمية خل التفاح في الوقاية والعلاج.
يفيد خل التفاح في علاج:
- الذبحة الصدرية Angines
- الحروق
- القيء
- لدغ الحشرات
- لعلاج وتطهير المسالك البولية
- القولون العصبي
- الأرق
- ولمكافحة الأرق
- السعال
- الدوالي
- لعلاج الــثـعـلـبة
- لعلاج التهاب المفاصـل
- لعلاج الرطوبــة وسيلان الدمع اللتان تصيبان العينين
- للوقاية من تصلب الشرايين
- للوقاية من التسمم الغذائي
- لعلاج الكلى والتهاب البول والصديد
- لعملية التخسيس وإنقاص الوزن
- لعلاج القوباء
- لعلاج التعرق الليلي
- لعلاج الإسهال والقئ
- سوء الهضم
- لعلاج التهاب الحلق
- لتقوية اللثة وتطهير الفم
- لمكافحة الجراثيم والبكتيريا
- لعلاج الشقيقة
- وصفة للتخلص من القشرة
- لنعومة اليدين
- خل التفاح لليدين بعد الأعمال المنزلي.
انظر أيضًا
مراجع
- "معلومات عن خل التفاح على موقع jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 10 يناير 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "معلومات عن خل التفاح على موقع world.openfoodfacts.org". world.openfoodfacts.org. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) - "معلومات عن خل التفاح على موقع fdasis.nlm.nih.gov". fdasis.nlm.nih.gov. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة مطاعم وطعام
- بوابة الكيمياء