حضن البيض

حضن البيض هو عملية ضرورية لتفقيس بيض بعض الحيوانات، يقوم خلالها أحد الأبوين بالجلوس فوق البيض خلال مراحل تطور الجنين وحتى التفقيس. أهمُّ ما في هذه العملية هو الحفاظ على حرارة البيوض، التي لا بد منها لنموّ الجنين ثم تفقيسه. حضن البيض سلوك شائع عند الكثير من أنواع الطيور والزواحف، وأغلب الدواجن خصوصاً. لكن أحياناً في المزارع لا يُسمَح لها بحضن بيضها من أجل استخدامه في عملية الاستيلاد الانتقائيّ، وذلك بغرض زيادة إنتاج البيض.[1]

بطة روين تحضن بيضها في شجرة أوك، على ارتفاع 15 متراً من الأرض بإنكلترا.

الطيور

نعامة تضع بيضها في حفرة استعداداً لبدء فترة الحضانة.

أكبر تنوّع في أساليب حضن البيوض يوجد عند الطيور. ففي الكائنات من ذوات الدم الحار - كالطيور في مجملها - تمنح حرارة جسد الوالدين الحاضنين البيض الدفئ، على الرغم من أن بعض مجموعات الطيور- مثل دواجن الحشائش - تعتمد بدلاً من ذلك على الحرارة الناتجة عن تعفُّن الأعشاب، صانعة كومة كبيرة من السماد، فيما يعتمد زقزاق السرطان جزئياً على حرارة الشمس من أجل هذا الغرض.[2] وعلى العكس من ذلك، يحتاج طائر قطا ناماكوا - الذي يقطن صحاري أفريقيا - إلى تبريد بيوضه خلال النهار، فيقف فوقها ويبسط جناحيه لتظليلها، كما أن الرطوبة تكون خطيرة على البيض أيضاً، فيما لو كان الهواء جافاً زيادة عن اللزوم فسيكون البيض أيضاً في خطر لأنه سيفقد الكثير من الماء، مما يُمكن أن يجعل التفقيس صعباً أو حتى مستحيلاً. عادة ما تصبح البيوض أخفَّ وزناً بعد انقضاء فترة الحضانة، فيما ستصبح المساحة الفارغة داخل البيضة أكبر، وذلك بسبب تبخُّر الماء داخلها.

خرشنة بيضاء تحضن بيضة على جذع شجرة.

تتراوح فترة الحضن الإجمالية منذ بدء الحضانة المتواصلة وحتى تفقيس البيض أخيراً من 11 يوماً (عند بعض العصافير الصغيرة) وحتى ما يصل إلى 85 يوماً (عند القطرس التائه والكيوي البني)، غير أن الحضانة ليست متواصلة عند هذين الطيرين الأخيرين، فأطول فترة حضانة متواصلة بين الطيور هي حضانة البطريق الإمبراطوري التي تستمرُّ مدة 64 إلى 67 يوماً. بشكل عام الحالة الغالبة هي أن الطيور الصغيرة تفقس بسرعة، إلا أن هناك استثناءات، فيما تكون حضانات الطيور التي تضع بيضها أماكن مغلقة (كتجويف في شجرة مثلاً) طويلة. حضن البيض عملية تستهلك الطاقة بشدة، فالقطرس البالغ - على سبيل المثال - يفقد 83 غراماً من وزن جسمه خلالها.[3] تؤثر درجة الحرارة التي تتعرَّض لها البيوض على طول فترة الحضانة.[4] تحدث عملية الحضن خارج جسد الطائر بالطبع، لكن ربَّما تكون هناك بعض الحالات الاستثنائية النادرة، ففي إحدى الحالات المسجَّلة حدثت عملية الحضن بأكملها داخل جسم دجاجة، ثم فقس الفرخ داخلها وولد دون أي قشرة، غير أن ذلك أصاب الأمَّ بجراح داخلية أدَّت إلى وفاتها.[5]

فترات الحضانة

الطائر فترة الحضانة (بالأيام)
الدجاج21–22
البط27–28
النسور35-36
العصفور الدوري11–14
الإوز25–28
النعام35-45
الببغاوات17–31
التدرج24
الحمام10–18
السمان16-21
الإوز العراقي33–36
الدجاج الرومي28

الثدييات

خلد الماء، واحد من نوعين ثديَّين وحيدين يضعان البيض ويحضنانه.

لا تضع البيض سوى أنواع قليلة جداً من الثدييات، هي أنواع رتبة وحيدات المسلك. ربما يكون أشهر مثال على الثدييات واضعة البيض حيوان خلد الماء، الذي نمو بيوضه في الرحم لمدة 28 يوماً، ولا تُحضَن خارجياً إلا لعشرة أيام (فيما تحضن بيوض الدجاج بالمقارنة لمدة يوم واحد داخلياً و21 يوماً خارجياً).[6] تتحلَّق الأنثى حول بيوضها بعد وضعها، وتنقسم فترة الحضانة إلى ثلاث مراحل. الأولى هي مرحلة الجنين التي لا يملك فيها الفرخ أي أعضاء ويعتمد على كيس صفار البيض للحصول على غذائه، ثم يمتصُّ الجنين الكيس خلال المرحلة الثانية[7] وتبدأ أصابيعه بالنموّ، وأخيراً يظهر سن البيضة في المرحلة النهائية.[8] الحيوان الثديّ الوحيد الآخر الذي يضع البيض - غير خلد الماء - هو النضناض.

المراجع

  1. Ekarius, Carol (2007). Storey's Illustrated Guide to Poultry Breeds. 210 MAS MoCA Way, North Adams MA 01247: Storey Publishing. ISBN 978-1-58017-667-5. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: location (link)
  2. De Marchi, G., Chiozzi, G., Fasola, M. 2008 Solar incubation cuts down parental care in a burrow nesting tropical shorebird, the crab plover Dromas ardeola. Journal of Avian Biology 39 (5):484-486
  3. Warham, J. (1990) The Petrels - Their Ecology and Breeding Systems London:Academic Press.
  4. Pettingill, OS Jr. (الطبعة 4). Burgess Publishing Company. صفحات 357–360. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); مفقود أو فارغ |title= (مساعدة)
  5. 'Eggless' chick laid by hen in Sri Lanka, بي بي سي, 2012-04-19, مؤرشف من الأصل في 02 نوفمبر 2019, اطلع عليه بتاريخ 28 أبريل 2012 الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |separator= تم تجاهله (مساعدة)CS1 maint: ref=harv (link)
  6. Erica Cromer (2004-04-14). "Monotreme Reproductive Biology and Behavior". Iowa State University. مؤرشف من الأصل في 02 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 18 يونيو 2009. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
  7. "Ockhams Razor". The Puzzling Platypus. مؤرشف من الأصل في 10 نوفمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 02 ديسمبر 2006. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) [وصلة مكسورة]
  8. Paul R. Manger, Leslie S. Hall, John D. Pettigrew (1998-07-29). "The development of the external features of the platypus (Ornithorhynchus anatinus)". Philosophical Transactions: Biological Sciences. The Royal Society. 353 (1372): 1115–1125. doi:10.1098/rstb.1998.0270. PMC 1692310. PMID 9720109. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
    • بوابة علم الأحياء
    • بوابة طيور
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.