حارة المغاربة

حارة المغاربة أو حي المغاربة إحدى حارات و أحد أحياء مدينة القدس، وتقع إلى الجنوب الشرقي منها. يقع على حدود الحرم القدسي الشريف من الشرق ، وأسوار البلدة القديمة من الجنوب.

حارة المغاربة بالقدس في العام 1900.

التسمية

حارة المغاربة أو حي المغاربة نسبة إلى سكان بلاد المغرب الذين سكنوا الحارة، (أي أصولهم من: المغرب العربي)[1]، حيث تعود إقامتهم بهذا الحي إلى سنة 296هـ/ 909م.[2] لم تكن مصادفَة أن يُخص أهلُ القدس المَغاربة دون سواهُم بإطلاق اسمهم على حي مُلاصق للحرم الشريف فِي بيت المَقدس، ولم يكُن من باب المُجاملة السياسية أن يطلق اسم باب المغاربة على واحدٍ من أهم أبواب الحرم القدسي الشريف فـفِي يوم الجُمعة (27 من رجب لعام 583 هـ = 2 من تشرين الأول 1187م)، شاء الله أن ينتصِر المُسلمون في معركة حطين الَّتِي فتح الله بهَا بيت المقدس على المسلمين.

فبعد أن انتهت الحرب وافتُتِحت القُدس، قرَّر المغاربة العودة لبلادهم، لكن صلاح الدين الأيوبي تمسَّك بهم وألحَّ عليهم أن يستوطنوا القدس وتعجَّب الجميع من هَذا الطلب في حين أنَّه سمحَ للشاميين والعراقيين والمصريّين بالرُّجوع لأوطانِهم وهنا قال مقولته الشَّهيرة: «أسكنت هناك من يثبتون في البر ويبطشون في البحر، وخير من يؤتمنون على المسجد الأقصى وعلى هذه المدينة».[3][4]

مكانها وتدميرها

كانت حارة في جنوب شرق البلدة القديمة لمدينة القدس، بجوار حائط البراق (حائط المبكى).[5] في 6 يونيو 1967 و خلال حرب الأيام الستة، احتل الجيش الإسرائيلي الجزء الشرقي من مدينة القدس الذي كان في ذلك الحين تحت الإدارة الأردنية. عند نهاية الحرب (في ال10 أو ال11 من يونيو) دمرت إسرائيل الحارة (التي شملت 135 بيتا سكنيا و مسجدين ،أحدهما مسجد البراق الشريف).[6] و هناك تقرير يشير إلى رئيس بلدية القدس الغربية تيدي كولك كمن أمر بتدمير [7] حسب تقرير آخر لفت ضابط إسرائيلي انتباه وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان إلى وجود مراحيض ملتصقة بحائط البراق، فأعطاه إذناً بهدمها مع الحارة كلها. كانت النية من تدمير الحارة ،هي توسعة المكان لإظهار الأجزاء المخفية من حائط المبكى و إقامة ساحة لاستقبال مئات الآلاف من اليهود الذين يأتون لأداء الصلاة قبال الحائط بعد أن منعت السلطات الأردنية احتشاد اليهود أمام الحائط من قبل.

رموز الحي

أعمال الهدم والتوسيع سنة 1967.

كان هذا الحي رمزا لتعلق سكان المغرب العربي بالقدس[8]، فمنذ السنوات الأولى لاعتناق الأمازيغ الإسلام, كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول ويحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة(المسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم، كما أن الكثير من أعلامهم أقاموا هناك لبضع سنوات، كأمثال الجزائري الشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب "نفح الطيب" و الشيخ سيدي صالح حرازم المتوفي بفاس في أواسط القرن السادس .

قبة الصخرة

لم تكن فريضتي الحج وطلب العلم هما الدافعان الوحيدان لتواجد الأمازيغ سكان المغرب العربي في تلك البقعة، بل كان هنالك دافع ثالث لا يقل أهمية وهو المشاركة في الحرب خلال الحروب الصليبية. فقد تطوع الأمازيغ في جيوش نور الدين و أبلوا بلاءً حسناً، وبقوا على العهد زمن صلاح الدين الأيوبي بل إزداد عددهم سنة 583 هـ 1187م[9] إبان تحرير هذا الأخير لمدينة القدس. بعد الفتح, اعتاد المغاربة أن يجاوروا قرب الزاوية الجنوبية الغربية لحائط الحرم أقرب مكان من المسجد الأقصى. وعِرفَاناً منه, وَقَفَ الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي هذه البقعة على المغاربة سنة 1193 (583 ه) وهي نفس السنة التي توفي فيها صلاح الدين بعد خمس سنوات من فتحه المدينة. سُمي الحي منذ ذلك الحين باسم حارة أو حي المغاربة، و كان يضم بالإضافة إلى المنازل عديداً من المرافق، أهمها المدرسة الأفضلية التي بناها الملك الأفضل و حملت إسمه.

عمل الكثير من سكان المغرب العربي بعد ذلك على صيانة هذا الوقف وتنميته, باقتناء العقارات المجاورة له وحبسها صدقاتٍ جارية. من أشهر هؤلاء, نذكر العالم أبا مدين شعيب تلميذ الشيخ سيدي صالح حرازم ودفين مدينة تلمسان الجزائرية (594 هـ) الذي حبس مكانين كانا تحت تصرفه, احدهما قرية تسمى عين كارم بضواحي القدس و الآخرُ إيوانٌ يقع داخل المدينة العتيقة ويحده شرقا حائط البراق.
ظلت جميع تلك الأوقاف محفوظة عبر السنين، و ظلت الدُّول المتعاقبة على الحكم تحترمها خاصة أيام الدولة العثمانية وكذلك أيام الانتداب البريطاني.

في المرحلة النهائية من المعارك في القدس في غضون حرب يونيو 1967 احتل الجيش الإسرائيلي حي المغاربة مع باقي حارات القدس التي خضعت للسلطة الأردنية، وفي 10 يونيو 1967 أمرت السلطات الإسرائيلية بإخلاء سكان الحارة وتدميرها لتُسويه بالأرض لتقيم مكانه ساحة عمومية قبالة حائط المبكى لرؤية التهديدات من مسافة كافية. تم التدمير خلال ساعات قليلة وشمل 138 بناية من بينها جامع البراق وجامع المغاربة و كذلك المدرسة الأفضلية، الزاوية الفخرية و مقام الشيخ.

إعادة توطين السكان

بادر ملك المغرب الحسن الثاني بمساعدة بعض المقيمين المطرودين بعد تدمير الحارة للرجوع إلى المغرب، بينما استقر البعض الآخر في أحياء أخرى من القدس و منهم من لجأ إلى مخيم شعفاط شمالي المدينة.[10]

انظر أيضًا

المصادر

  1. عندما يشهد التاريخ بجهاد المغاربة إلى جانب أشقائهم:قسم (تأسيس حارة المغاربة). [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 11 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. حارة المغاربة في الذاكرة: جزء، نحن في حارة المغاربة. نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. "المغاربة في فلسطين | مركز المعلومات الوطني الفلسطيني". info.wafa.ps. مؤرشف من الأصل في 10 كانون الأول 2020. اطلع عليه بتاريخ 10 ديسمبر 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الأرشيف= (مساعدة)
  4. د منصور صادر (2016-01-01). وقفات للأرض المقدسة: فكر. Al-rihab Publisher Est. ISBN 978-9953-594-57-6. مؤرشف من الأصل في 10 كانون الأول 2020. اطلع عليه بتاريخ 10 كانون الأول 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول=, |تاريخ الأرشيف= (مساعدة)
  5. Abowd, Tom (2000). The Moroccan Quarter: A History of the Present (PDF) (باللغة الانجليزية). مؤرشف من الأصل (PDF) في 17 نوفمبر 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)صيانة CS1: لغة غير مدعومة (link)
  6. هدم حارة المغاربة نسخة محفوظة 04 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
  7. مئير بن دوف، موردخاي ناؤور وزئيف عينار (1987). "الحائط"، ص 167 (باللغة العبرية).
  8. بلاد المغرب في فلسطين نسخة محفوظة 01 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
  9. نحن الآن في حارة المغاربة نسخة محفوظة 19 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  10. T. Abowd, The Moroccan Quarter: A History of the Present, in: Jerusalem Quarterly File (Institute of Jerusalem Studies), no. 7 (2000), pp. 6-16 نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.

    وصلات خارجية

    • بوابة إسرائيل
    • بوابة عقد 1960
    • بوابة القدس
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.