جنبية
الجنبية هي نوع من الخناجر العربية، يطلق هذا الوصف عادةً في وصف الخناجر التي تربط بحزام حول الخاصرة، وتستخدم الجنابي في اليمن وعمان وجنوب السعودية كزينة للملابس. وصناعة الجنبية هي إحدى الحرف التقليدية التي يكثر انتشارها في اليمن وعمان والسعودية.
جنبية | ||
---|---|---|
جنبية كاملة الأجزاء | ||
| ||
الجنبية
الجنبية عبارة عن آلة حادة تثبت على مقبض خاص ومن الجنبية عدة أنواع بعضها رخيص السعر وبعضها متوسط السعر، والبعض الآخر مرتفع السعر وبشكل كبير جدا، فهناك أنواع من الجنابي تصل أسعارها إلى مئات الآلاف بل إلى ملايين الريالات وهذا النوع من الجنابي له مواصفات خاصة لا يعرفها سوى أناس من ذوي الخبرة. ويذكر أن الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف شيخ مشائخ بكيل وكبير مشائخ اليمن اشترى جنبيةً بمبلغ مليون دولار أمريكي وهي تعد أغلى جنبية (خنجر) في العالم إذ يرجع عمرها إلى ما فوق الألف عام وهي الجنبية التي توارثها المشائخ وكانت تخص الإمام أحمد حميد الدين الذي حكم اليمن منذ عام 1948 حتى تم القضاء عليه في 1962، وكانت تخص من قبله الإمام شرف الدين في القرن السادس الهجري (672 هـ). وتعد الجنبية من أقدم الأسلحة التي استخدمها الإنسان، منذ عصوره الأولى، في الدفاع عن نفسه فهي من الأسلحة الصغيرة التي تستخدم في المواجهات فكان الشخص يحمل الجنبية على خصره أو تحت ثيابه. وتشكل الجنابي الإسلامية مجموعة كبيرة، متنوعة في أشكالها وتطرزها وزخارفها. ومنها مجموعة كبيرة تحتفظ بها المتاحف العالمية المختلفة.
صناعة الجنبية
لقد تفنن صناع الجنابي في صناعتهم للجنبية وجعلوها عامرةً بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها تحفة غالية الأثمان
مكونات الجنبية
تتكون الجنبية من:
الرأس
يسمى رأس الجنبية (المقبض) وهو الجزء الذي تتوقف عليه قيمة الجنبية فهو بذلك أهم أجزائها. والجنبية والخنجر من السلاح الأبيض، إلا أن الخنجر يتميز بمقبضه الفضي، أما الجنبية فيصنع رأسها من قرون وحيد القرن وقرون الوعل وسن الفيل أو من المواد البلاستيكية والخشب. هناك العديد من التسميات لأنواع الرؤوس (المقبض):
- الصيفاني (الزراف) ويتراوح عمر الجنبية التي تحمل رأس صيفاني بين 400 عام و1500 عام وهي لا تقدر بثمن وسمي صيفاني لشدة صفائه ورونقه ويسمى أيضاً القلب لأنه يؤخذ من لب قرن وحيد القرن ويميل لونه إلى الأصفرار المشوب بحمرة خفيفة وهو شفاف نوع ما وهو أغلى الرؤوس فقد يصل سعره إلى مبالغ خيالية. ومع مرور الوقت وكثرة اللمس والاستخدام للمقبض الصيفاني يكتسب جمالا وقيمة لأن اللمس يضفي عليه المزيد من البهاء والنعومة إذ يتغير لونه من قاتم إلى فاتح إلى شفاف كالزجاج. وأيضا من أسباب ارتفاع ثمن هذا النوع في الآونة الأخيرة قرار منظمة حماية حقوق الحيوان الذي قضى بمنع استيراد قرون وحيد القرن خوفاً عليه من الانقراض.
- الأسعدي وهو في الدرجة الثانية، وقيل بأنه يرجع إلى أحد ملوك اليمن القدماء وهو الحاكم أسعد الكامل
- العاجي المصنوع من عاج سن الفيل وهو في الدرجة الثالثة ويأتي من الهند ولونه أبيض والبعض منه يميل إلى الأصفرار الخفيف وثمنه مرتفع إلى حد ما.
- الكرك ويصنع من قرون البقر وهو أقل الرؤوس ثمنا.
- البلاستك والفيبر والخشب وهو الأقل في السعر.
كما أن القرون والعظام لا تتغير أحوالها بمرور الزمن بل تزداد جمالا وبهاء. وجرت العادة على استخدام الذهب والفضة في تزيين مقبض الجنبية. ويتم استيراد قرون وحيد القرن من كينيا ودول القرن الأفريقي والهند أما قرون البقر فمتوفرة محليا. وتتم صناعة رأس الجنبية بطريقة يدوية وبآلات بسيطة حيث يقوم الحرفي بتقطيع القرن أو السن أو الخشب ونحته وصنفرته، وصناعته على الشكل المطلوب أما بالنسبة للرؤوس البلاستيكية والفايبر فتصب في قوالب بعد صهرها. بعد ذلك يتم تزيين رأس الجنبية بقطعتين من الذهب الحميري أو الفضة يسميان بالزهرتين وهما على شكل جنيهات ذهبية دائرية الشكل تثبت من الخلف بقضيب أو مسمار من النحاس وقد تكون هذه الزهرات من الحديد أو الفضة المصبوغ باللون الأصفر أو الأحمر الباهت وينحت عليها رسومات وأشكال مختلفة. يحيط بأسفل رأس الجنبية ما يسمى بالمبسم وهو إطار معدني مستطيل الشكل يصنع غالباً من الذهب والفضة أو كليهما أو المعدن. معظم الجنابي الجيدة تعرف بنوع مقبضها، وفي الواقع هو الواضع الأساسي لسعر الجنبية اليمنية. أشهر المقابض هو ما يعطي الجنابي اسم الصيفاني (اشتقاقاً من الصفاء: أي صفاء اللون)، وتصنع مقابض الصيفاني من قرن وحيد القرن الأسود والذي قيمته يكلف 1500 دولار أمريكي لكل كيلوجرام[1]، وتعرف أنواع الصيفاني بألوانها المختلفة. وقد تكون لها خامات أخرى كالفضة، الخشب، قرون الحيوانات (غير ما ذكر سابقاً). وقد تستخدم القطع الذهبية والفضية في تزيين مقبض الجنبية كما هو الحال في الغالب.
النصلة (السلة)
وهي عبارة عن قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة (كالموس أو أشد) في كلا الوجهين وفي وسطها خط مجوف إلى الأعلى يسمى العاير أو المعيرة. وهذا العاير يسمح بدخول الهواء في جرح المطعون بالجنبية ويؤدي إلى إصابة الجرح بالتسمم. ومن أهم أنواع النصال (السلال) الحضرمي والينز والعدني والزنك والمْبرد والهندوان والبتار وأفضلها الحضرمي والهندوان. وتلعب النصلة دوراً كبيراً في تحديد قيمة الجنبية ماديا ومن ناحية الاستخدام فبعضها مسنونة جدا وبشكل مريع وتحتفظ بهذه الحدة ولا تفقدها لذلك تتفاوت الأسعار حسب نوع الحديد المصنوعة منه ويتم صناعتها بطريقة يدوية حيث يتم توسيع النصلة عن طريق الطرق وكذلك القيام بطرق أطراف النصلة لتصبح رقيقة جدا وحادة كالموس وبعد ذلك يتم صنفرتها وصقلها أو تلميعها وتجهيزها لعملية الإلصاق برأس الجنبية، ثم يصب بعد ذلك اللحام الذي يتكون من الليان (نوع من اللحام) والرماد والزيت في مبسم الجنبية من أجل تثبيتها بإحكام شديد وأيضا للحفاظ على الجنبية وإعطاءها المنظر الجميل الأخاذ.
العسيب
وهو الجزء الخشبي الذي توضع بداخله الجنبية (الغمد) وعادة ما يصنع من الخشب الخفيف مثل خشب البرقوق أو العنبرود أو العشار أو الثالوث، فيتم نحته وتجهيزه ثم تغليفه "بالجلد" وخيوط الخيزران أو يتم تغليفه بالزنك المطعم بالذهب والفضة والنقوش. والأغمدة نوعان:
- الحاشدي وهو أكثر انتشارا حيث يتميز بصغر زاوية انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبه حرف اللام وهو الأكثر استخداما في الوقت الحالي
- البكيلي وهو على شكل حرف الراء وهو يشبه غمد السيف.
الحزام
الذي يثبت فيه العسيب (غمد الجنبية) في منتصفه. وبواسطة هذا الحزام يستطيع الرجل ارتداء الجنبية بتثبيتها أسفل بطنه حيث يتم لف الحزام على الخصر. وصناعة العسوب والأحزمة الخاصة بالجنابي لها طابعها الخاص وفنونها المتميزة، ويتم تطريز الأحزمة بواسطة "الخيوط". والتطريز الجيد هو الذي يتم يدويا فيأخذ عدة ألوان ورسومات متناسقة وجميلة. هناك أنوع من هذه الأحزمة:
- المفضلي وهو أفضلها وسمي بهذا الاسم نسبة إلى بيت المفضل المشهور بصنع هذا النوع.
- المتوكلي وترجع تسمية هذا الحزام للإمام المتوكل.
- الكبسي.
- الطيري
- المركزي.
- المرهبي وهو الأرخص ثمناً
وتتفاوت الأحزمة تبعاً لتفاوت واختلاف أنواع الخيوط المستخدمة في تطريزه وجودة صنعة وجمال شكله وتطرز غالبية الأحزمة بالخيوط الذهبية والتي تسمى (بالسيم (والسيم نوعان الأصلي والعادي ويتم تطريز الحزام بالرسم الأولي للحزام على قطعة من القماش حيث يتم تطريزها بالنقوش والصور أما الأحزمة التي تفصل باستخدام آلات الخياطة الحديثة فليس لها أي قيمة معنوية تذكر وهي رخيصة الثمن.
استخداماتها
أهميتها تكمن في استخدامها كسلاح قاطع كما هو حال السيوف والسكاكين والخناجر. أما بالنسبة إلى المجتمع اليمني فهو في الواقع سلاح يستخدم في البرع الشعبي أثناء احتفالات الزواج، والرقص، ويستخدم في تفادي التفرقة العنصرية الشعبية التي لا تزال في اليمن. ويلاحظ استخدامها لإضفاء صفة الرجولة على مستخدميها في الوطن العربي.[1]
أنواع الجنابي اليمنية على حسب أماكن تواجدها:
- الجنابي اليمنية:
- الجنبية الصيفانية وهي أغلاها على الإطلاق.
- الجنبية الحاشدية نسبة إلى قبيلة حاشد.
- الجنبية البكيلية نسبة إلى قبيلة بكيل.
- الجنبية الحضرمية نسبة إلى حضرموت.
- الجنبية التوزة التي تتميز بحزام عريض ووضعها يكون مائلاً على خصر من يلبسها.
أنواع الجنبية الحضرمية: تنقسم الجنابي الحضرمية إلى أربعة أنواع:
- الجنبية القديمي: وهي من الحديد الهندوان ويجلب عامة من مناجم الحديد في الهند وهو أقرب إلى الإستيل وهو حديد معالج يتعرض إلى درجات حرارة عالية وصقل بارع لظهور اللمعة وعامة فإن الجنبية القديمي تكون قصيرة نوع ما ويميل ثلثيها الأسفل إلى الانحدار والانحناء السريع لتعطيها شكلها المميز وهي ليست عريضة.
- الجنبية القصبي: وهي أطول من القديمي وأعرض بشيء بسيط.
- الجنبية الحسيني: ويقال أنها أقصر من القصبي وليست عريضة وعموماً فقد انقرضت هذه الجنبية من الصنع والاستعمال.
- الجنبية القبلي: وهي جنابي طويلة نوع ما وعريضة وهي من أجمل الجنابي صنعاً وحديداً وصقلاً وهي مرغوبة عند قبائل القبلة في حضرموت وقبائل اليمن وقبائل المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية ومنها غامد وزهران وخثعم وبلقرن وبني عمرو وهي أغلى الجنابي وأثمنها على الإطلاق.
المراجع
- "تقرير ثقافي : الجنبية اليمنية .. تراثا عريقا بات عنوان هوية الشعب وزينة الرجال". مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ أغسطس 2020. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة)
المصادر
- Friedman, David and Cook, Elizabeth. "Cariadoc's Miscellany: Notes on Islamic Clothing". www.pbm.com. مؤرشف من الأصل في 07 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 09 يونيو 2008. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة) 1988, 1990, 1992. - "Ethnographic Arms & Armour - The Yemeni Jambiya". www.vikingsword.com. مؤرشف من الأصل في 06 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 09 يونيو 2008. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)