جبل الأكراد
جبل الأكراد (بالكردية: Çiyayê Kurmênc) أو جبل حلب منطقة جبلية في محافظة حلب تغطي معظم مساحة منطقة عفرين، في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا بمحاذاة الحدود السورية التركية.[1] يحدها من الغرب سهل العمق - في لواء اسكندرون - والنهر الأسود الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود بين سورية وتركية، من الشمال خط الحديد المار من ميدان أكبس حتى كلس، من الشرق سهل أعزاز ومن الجنوب منطقة جبل سمعان. معظم تضاريس المنطقة جبلية متوسطة الارتفاع (700 - 1269 م)، وأعلى قمة فيها الجبل الكبير الذي يعد جزءا من سلسة جبال طوروس. يبلغ عرض سلسلة جبل الأكراد من الشرق إلى الغرب 55 كم وطولها من الشمال إلى الجنوب 75 كم، وهكذا تساوي مساحتها حوالي 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سورية.
التسـمية والإدارة
معظم سكان المنطقة من الأكراد، حيث تعد جيبا بعيدا عن أماكن تواجد الأكراد الرئيسية في شمال شرق سورية، فالأكراد في هذه المنطقة محاطون بالعرب من الجانب السوري ومن الجانب التركي أيضا، حيث تحاذي هذه المنطقة منطقة كلس إلى الشمال ولواء اسكندرون إلى الغرب، وتقطن المنطقتين غالبية عربية. كانت منطقة عفرين تتبع إداريا سنجق كلس في ولاية حلب حتى 1920، حيث أصبحت كلس داخل الأراضي التركية (مع بقية الأقاليم السورية الشمالية) بموجب معاهدة لوزان واتفاقية أنقرة وأصبحت منطقة إدارية بحد ذاتها تتبع محافظة حلب بعد أن تم رسم وتثبيت الحدود بين سورية وتركية بموجب اتفاقية الحدود بين تركية وفرنسا التي كانت حينها تستعمر سورية.
المناخ والاقتصاد
لقرب منطقة جبل الأكراد من البحر يعتبر مناخها متوسطيا، حيث أنه حار صيفا وبارد شتاء والأمطار غزيرة نسبيا (حوالي 400-500 ملم) وتهطل الثلوج أحيانا؛ لهذا تعتبر منطقة خصبة ونموذجية للزراعات المتوسطية. فالمناخ المتوسطي، ووجود الوديان والسهول والجبال وخصوبة التربة ووفرة المياه في منطقة عفرين جعلها مناسبة لكل الزراعات المتوسطية. حيث تزرع الحبوب (قمح، عدس، شعير) والخضار بأنواعها والقطن والشوندر السكري والتفاحيات والعنب والكاكي والرمان. أما الزراعة الرئيسية التي تشتهر بها منطقة عفرين وتعتبر رمزا لها فهي الزيتـون الذي يزرع في كل أنحاء وقرى المنطقة دون استثناء، ويفوق عدد أشجارها الثلاثة عشر مليون شجرة. كما تتميز المنطقة بوجود غطاء حراجي طبيعي وصناعي غرس من قبل الدولة كثيف وكبير نسبيا، ويعد الأكبر في محافظة حلب. والأشجار الحراجية في معظمها صنوبرية إلى جانب السرو. وهذا الغطاء الحراجي يستفاد منه في استخراج الأخشاب وإنتاج البذور من أشجار الصنوبرالمثمرة. كما يمكن الاستفادة من هذه الحراج في تنشيط السياحة. أما تربية الحيوان ولاسيما الماشية فإنها تراجعت كثيرا ولا تلعب دورا يذكر في حياة المنطقة الاقتصادية، وذلك لفقدان المراعي واستقرار السكان في قراهم منذ زمن طويل، فلا وجود لقطعان الماشية. ولكن توجد بعض الأسر التي تربي عددا محدودا من الماعز أو الغنم التي إنتاجها بالكاد يفي بحاجة الأسرة ذاتها. أما الصنـاعة ولا سيما الحديثة منها، فانها غريبة عن منطقة عفرين، فلا نجد في عفرين غير صناعة السجاد اليدوي التقليدية، واستخراج زيت الزيتون وصناعة الصابون والبيرين وهذه تعتمد على زراعة الزيتون وتتأثر به. كذلك التجارة ليست بأفضل من الصناعة، فهي ضعيفة غير نشطة رغم غنى المنطقة بالزراعات المختلفة وقربها وعلاقاتها الكثيرة مع مدينة حلب وتجارها. فخبرة السكان التجارية ضعيفة رغم أن سوق عفرين الأسبوعي المشهور الذي ينظم كل يوم أربعاء.
الحيــاة الاجتماعية
في القرن التاسع عشر توطدت السلطة المركزية في الدولة العثمانية وترسخت على حساب الحكم الذاتي المحلي. مما أدى إلى زوال الزعامات التقليدية المحلية وظهور طبقة ارستقراطية جديدة تشكلت من ملاّكي الأرض الكبار - الاقطاعيين. وبالتالي فقدت الزعامات القديمة سلطتها ونفوذها مفسحة المجال للزعامات الجديدة. فبعد أن كان الزعيم يستمد سلطته ونفوذه سابقا من العلاقات الاجتماعية (العشيرة، الأسرة) أصبح يستمدها من قوته الاقتصادية، ومن اتساع رقعة الأرض التي يملكها. وبعد أن كان الولاء للعشيرة وشيخها، أصبح للأرض ومالكها الإقطاعي، فلم يعد الفلاح مرتبطا بعشيرة أو زعيم معين، وانما بالأرض التي يعمل فيها وبالاقطاعي - الآغـا المالك.[بحاجة لمصدر] وهكذا تطورت العلاقة والبنية الاجتماعية في جبل الأكراد، وتحولت من العشائرية إلى الإقطاعية. واستمر الوضع على هذا النحو حتى بداية ستينات القرن العشرين، حيث بدأ بعدها الزعماء الاقطاعيون يفقدون سلطتهم ونفوذهم تدريجيا بعد تفكك وتفتت الإقطاعات القديمة الكبيرة نتيجة التقسيم بين الورثة أو بيع أجزاء منها.
المصادر
- Açikyildiz, Birgül (23 December 2014). The Yezidis: The History of a Community, Culture and Religion. London, UK: I.B. Tauris. صفحة 63. ISBN 1848852746. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 2017. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة تركيا
- بوابة جبال
- بوابة سوريا