ثانوية جودة الهاشمي
ثانوية جودت الهاشمي أول مدرسة ثانوية رسمية في دمشق تأسست باسم المدرسة التجهيزية، أو مدرسة التجهيز الأولى، وتعرف باسم جودت الهاشمي الذي كان مديرها في مراحلها الأولى.
تخرج من هذه المدرسة الرعيل الأول من رجالات سوريا والذين تبؤوا المناصب الإدارية والسياسية والعسكرية الهامة.. ومنها كانت تنطلق المظاهرات الصاخبة ضد الاستعمار الفرنسي وفيها تكونت بذور معظم الحركات السياسية وفي مقدمتها فكرة حزب البعث، حيث كان يدرس فيها مؤسسا الحزب ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار
تعد ثانوية جودت الهاشمي أول مدرسة ثانوية بدمشق تخرج الطلاب ليكونوا جاهزين لدخول الحياة العملية في وظائف الدولة أو الانتساب للجامعات، ولذلك سميت التجهيز الأولى ـ ربما من حيث القدم والضخامة ـ حيث بنيت بعدها مدارس أخرى لا نعلم أنها سميت بالثانية أو الثالثة.
وهو معنى قريب من تسمية المعاهد التي تؤهل طلابها الآن للتدريس في المرحلة الإعدادية وتسمى معاهد إعداد المعلمين. وكان سبب بناء المدرسة هي ضيق المكان المخصص من قبل للمرحلة الثانوية، وهو مكتب عنبر وكان يدعى المدرسة السلطانية الأولى .
حيث لم يتم بناء أي مدرسة في العهد العثماني وكان البناء الوحيد للتدريس هو مكتب عنبر التي استولت عليها السلطة العثمانية، ثم خصصتها لطلاب ما قبل المرحلة الجامعية .
وبدأ طرح أمر بناء المدرسة بعد خروج العثمانيين، وظل الأمر بين أخذ ورد حتى عهد تاج الدين الحسيني، حيث تم تكليف وزير المعارف آنذاك سليم جنبرت ببناء المدرسة.
بدأت أعمال البناء في أواخر كانون الثاني 1929 وانتهت في آخر كانون الأول 1933، وأشرف على بنائها المهندس سليمان أبو شعر.
وفي سنة 1933 بدأ صنع لوازم المدرسة، واستمر العمل نحو ثلاث سنوات، ومثلها لنقل مكاتب مكتب عنبر، وافتتحت رسميا في عام 1936 .
وبقي اسم التجهيز الأولى حتى منتصف الخمسينيات عندما تقرر أن تحمل اسم ثانوية جودت الهاشمي، تكريما له بعد وفاته في ذلك العام، وكان بارعا في الرياضيات فأطلق عليه جودت أي جيد بينما اسمه الحقيقي أحمد الحسني الجزائري .
وهو أول مدير لمدرسة ((التجهيز))التي حملت اسمه فيما بعد، وتم فيما بعد تقسيمها إلى مدرستين هما جودت الهاشمي، وابن خلدون ) بعد أن ُنقلت إليها من المقبرة الفرنسية التي كانت قائمة غرب المدرسة .
وقد خرجت المدرسة عشرات الطلاب الذين احتلوا مواقع في الأدب والعلم، لا تزال حتى الآن تقوم بمهمتها .
ويذكر قتيبة الشهابي أن البناء جاء على طراز العمائر الأوروبية، المتأثرة ببعض الاتجاهات الزخرفية العربية، وقد أنشئت ضمن بستان مسمار في منطقة الشرف الأعلى.
وأصبحت الحديقة الكائنة أمام الثانوية مقصدا للنزهات، وسميت في بداية الأمر حديقة الأمة، وكان الناس يقفون فيها لمشاهد العرض السنوي احتفالا بعيد الجلاء، وقد تم تجديد الحديقة منذ سنوات قريبة لا تزال مقصدا للنزهات العائلية.
- بوابة سوريا
- بوابة تربية وتعليم