ثانوية المأمون
ثانوية المأمون مدرسة ثانوية في مدينة حلب - سوريا، تم إنشاؤها عام/1892/م. وهي من أشهر المدارس التي حملت لواء العلم والمعرفة والنضال لقيم الحرية والعدالة في مدينة حلب، خرجت العديد من أعلام المدينة ومفكريها.[1]
| ||||
---|---|---|---|---|
الأسماء السابقة | المكتب الإعدادي · المكتب السلطاني · مدرسة التجهيز · مدرسة التجهيز الأولى | |||
معلومات | ||||
التأسيس | 1892 | |||
النوع | مدرسة ثانوية | |||
تكاليف الدراسة | مجانية | |||
الموقع الجغرافي | ||||
إحداثيات | 36.203793°N 37.143311°E | |||
المدينة | حلب | |||
المكان | الجميلية | |||
البلد | سوريا | |||
الإدارة | ||||
المدير | رامي علوان | |||
النائب | عماد السيد | |||
إحصاءات | ||||
الموقع | صفحة المدرسة على فيسبوك. | |||
ثانوية المأمون | ||||
تاريخ
كانت الدولة العثمانية تُنشئ في مركز كل ولايةٍ ثانوية كاملة تسمِّيها المكتب الإعدادي ويتألف من أحد عشر صفَّاً أو اثني عشر صفاً حسب سنين الدراسة. برزت فكرة بناء مركز كهذا في مدينة حلبفي الوقت الذي بدأ يأفل نجم السلطنة العثمانية وتتقطع أجزاؤها. و في عام 1892 صدر هذا المرسوم (الفرمان) من "السلطان عبد الحميد الثاني" قاضياً بإحداث المكتب، وعندها أعطى والي "حلب" "جميل حسن باشا" الأمر بالإشادة، كلِّفَ البناء حوالي 30 ألف ليرة عثمانية ذهباً حسب المصادر التاريخية.
ذكرت المدرسة في معظم الكتب التي أرخت لحلب في العصر الحديث ككتاب (إعلام النبلاء) للشيخ راغب الطبّأخ وكتاب (نهر الذهب)للشيخ كامل الغزي وكتاب (حلب في مئة عام) للمرحوم "أسعد عنتابي" والدكتورة "نجوى عثمان…" وغيرها كثير.
أسماء المدرسة عبر تاريخها
بدايةً تمت تسميتها بالمكتب الإعدادي، تغير إلى مدرسة المكتب السلطاني في عام 1912 وأصبح يستقبل الطلاب بعد إتمام دراستهم الإعدادية وكان أغلبهم يدرسون في القسم الداخلي في المكتب السلطاني وعلى نفقة الدولة ولاسيما الأوائل منهم.
في عام 1919 تغير اسم المكتب السلطاني إلى مدرسة التجهيز وكان أول مدير لها توفيق الجابري الذي بقي 15 عاماً وفي عام 1933 انضمت دار المعلمين الابتدائية إلى مدرسة التجهيز وأصبح اسمها مدرسة التجهيز الأولى ودار المعلمين بحلب وبقيت الثانوية الوحيدة الكاملة في شمال سورية إلى عام 1946.
في عام 1947 تحول اسم مدرسة التجهيز الأولى إلى ثانوية المأمون بعد فصل دار المعلمين عنها واقترح هذا الاسم عبد الغني جودة الذي درس طالباً في المدرسة ثم مدرساً فيها وجاءها بعد ذلك مديراً متميزاً بين عامي 1945 1953 وما زالت المدرسة تنبض بالحياة تحت هذا الاسم حتى الآن.
الموقع والتصميم
تم اختيار الموقع الذي بُنِيَتْ عليه المدرسة على مقربة من مركز المدينة باتجاه ساعة باب الفرج، وعلى الضفة الغربية القريبة من نهر "قويق" وعلى هضبة مرتفعة مفتوحة إلى الجهة الغربية المعروفة بلطف هوائها العليلِ.
وقد صمَّم هذا البناء مهندس معماري فرنسي على شكل (E) اللاتيني وأقيم حولها حدائق وملاعب وسور، وبعد الإحداثات وبناء الملحقات المتتابعة بقيت هذه المساحات الواسعة. وفي عام 1933 بني ملحق مدرسة (التطبيقات التاجيّة) نسبة لـ "تاج الدين الحسيني" رئيس الحكومة آنذاك وبعد انتقال "مدرسة التطبيقات" ودار المعلمين ألحقت بالثانوية لتشمل ست شعبٍ لصفيَّ السادس والسابع وبني فوقها طابق ثان لدار المعلمين الابتدائية وإلى جانبها فسحة خُصِّصت لرياضة "كرة الطائرة " و"كرة السلة".
المشاركة في الحراك السياسي ضد الاستعمار الفرنسي
ولم تكن ثانوية المأمون عبر تاريخها الطويل منعزلة عن النضال ضد الظلم والاضطهاد بل كانت نقطة الانطلاق لذلك حيث تجسد على مقاعدها اللحمة الوطنية والقومية وواكبت كل قضايا الوطن والأمة وكان لها الموقف الصادق في كل حدث من الأحداث التي شهدتها الساحة السورية.اجتمع في المدرسة نخبةً من المدرسين المؤمنين بالمبادئ الوطنية وضرورة النضال ضد المستعمر، لذلك تم خلق لجنة طلاّب المأمون فانطلاق الإضرابات والمظاهرات من المأمون ويكون هذا مع ترديد الأناشيد الوطنية وكثيراً ما كانت تؤدي إلى صدامات مع الأمن وجيش الانتداب، وقد استشهد عدد من طلابها وكوادرها التدريسية في هذه الصدامات مثل الشهيدين "أحمد القدسي" و"عبد العزيز حاووط" وقدمت أيضاً الشهيد "عبد الحميد بن شعبان زيدي".
وتعد ثانوية المأمون بحلب المدرسة الوحيدة التي استمرت بأداء دورها على امتداد قرن ونيف دون انقطاع سوى مرتين الأولى في عام 1919 عندما احتلها الجيش الإنكليزي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية في السنة الدراسية 1939-1940 عندما حولها الفرنسيون إلى ثكنة عسكرية.
الذكرى الماسية
في عام/ 1968/ احتفلت الثانوية بالذكرى الماسيّة وذلك بمناسبة مرور (75 سنة) وكان احتفالاً لافتاً وترك أثراً حسناً وتوِّج بإصدار كتاب (المأمون الذكرى الماسيّة)، وهو كتاب توثيقيٌّ غنيٌّ بالمعرفة والذكريات والانطباعاتِ والمقالات المفيدة. وقد ذكرت تفصيلات هذا الحدثِ الهام في كتاب الذكرى المئوية حيث أقيمَ معرضٌ فنيٌّ وعلميٌّ بمشاركةِ جميعِ المدرسين المختصين والطلابِ ولمدَّةِ عشرة أيام (جناح للرسم وآخر للتاريخ والنقود والطوابع والمخطوطات وجناحٌ للجغرافيا وآخرُ للتصوير الفوتوغرافي، وجناحٌ للعلومِ الفيزيائية والكيميائية. وجناحٌ للعلوم الطبيعية وآخر للزخارف والديكور…)
ولهذا المعرض فضل في كشف مواهب فنانين شقّوا طريقهم بثبات وقدرة ("سعد يكن"– "مأمون صقَّال"– "عصمت عبد القادر"..) وكان هناك احتفالٌ خطابي وفنيٌّ في بهو الثانوية حضره جمهور من نخبة المثقفين والمفكرين حضره ("زكي الأرسوزي" و"سليمان العيسى" و"عبد الغني جودة "…) والحفل الفنّي في مسرح رعاية الشباب بـ"حلب" لمدّة ثلاثة أيام وصوَّره التلفزيون وعرضه يوم الخميس 23/أيار/1968.
الذكرى المئوية
في عام/1992/ كان الاحتفال الرسمي بمناسبة إحياء الذكرى المئوية وقد كلِّلَ بإصدار الكتاب المئوي التذكاري. وهو كتاب حوى كلماتِ المهرجانِ والمسؤولين وانطباعاتٍ وذكرياتِ المدرسين والمدراءِ والطلابِ السابقين. وحفل بصور تذكاريةٍ جميلة. وقصائدَ تتغنَّى بالمأمون وفضلِها. ويضافُ إلى الكتابين الهامين المذكورين عدّة أعداد من مجلة المأمون وهي أعداد غنية صدرت في عام/ 1967 – 1968/.
في مديح الثانوية
"سعد زغلول الكواكبي، وهو قاضٍ متقاعد حدّثنا عن ذكرياته في الثانوية، فقال: «أثارتني وقعة يوم الأحد /9/آذار/1941 في مدرسة التجهيز مع الجيش الفرنسي، فقلت:
يامعهداً للصِّبا هيَّجْتَ بي شجني | ذكَّرْتني ما مضى من سالفِ الزمنِ | |
أيَّامَ عهدِ نضالٍ ضدَّ مستعمرٍ | سعى إلى قهرنا بسائرِ المحنِ | |
يا يوم تاسعِ آذارٍ شَمَخْتَ بنا | فكيفَ نَنْساكَ والأرواحُ في البدنِ | |
والجابريُّ شكيبٌ كان أستاذَنا | يرمي الحجارةَ، في العراكِ لم يهنِ | |
ومصطفى آلُ نعسانِّي من صفِّنا | مشاركٌ في النضالِ والبلا الحسنِ | |
ألا اذكروا أيُّها الطلابُ أيَّامنا | فقدْ سَطَرْتُ لكم تاريخ يا مشعلَ الوطنِ |
ترميم المدرسة
منذ بداية إعلان "حلب" عاصمة الثقافة الإسلامية عام/2006/ والدراسة متوقفة في الثانوية، وهي قيد الترميم الذي تبرع به الأستاذ "عبد العزيز السخني" أحد طلابها القدامى الذي يباشر الإشراف على التنفيذ بكلفة تفوق /60/ مليون ليرة سورية، وهي في عام 2010 تمر بالمراحل النهائية من عملية الترميم وقد عاد إليها رونقها القديم وأزيلت الأسوار الطفيلية التي كانت تخفي جمال المدرسة وأعيدت إليها القضبان الحديدية المزخرفة.
مكانة المدرسة
المأمون منارة العلمية كانت ولا تزال مركز إشعاع للعلم والأدب والرياضة و الفن وكان مدرِّسوها يخضعون للانتقاء ويفتخرون بأنّهم درَّسوا فيها وكان المنقول منها يَحْزَنُ، ويعتبرُ كرامَتَهُ مُسَّتْ بسوءٍ. فقد حوت النخبة من المدرسين ومن أرفعِ المستويات من الأدباءِ والشعراء والفنانينَ والمربينَ المختصينَ الذين زرعوا خير معارفهم في نفوس الطلبة الذين تخرجوا من هذه المدرسة ووصلوا إلى أرفع المراتب ونالوا أعلى الدرجات العلمية.
أعلام تخرجوا من ثانوية المأمون
- الأديب والشاعر الشيخ بدر الدين النعساني
- توفيق المنجد
- الأديب خليل هنداوي
- الفنان الأديب فاتح المدرس
- الشيخ جميل العقاد
- الروائي شكيب الجابري
- الدكتور الفيلسوف حميد انطاكي
- المفكر زكي الأرسوزي
- الرسام محمد وهبي الحريري
- الشاعر سليمان العيسى
- العلامة محمود فاخوري
- المربي الرياضي اعارف ترمانيني
- الدكتور الأديب عبد السلام العجيلي
- الدكتور بشير الكاتب الذي شغل منصب عميد كلية الطب لسنوات
- الأديب حسيب كيالي
- المخرج الفنان صلاح دهني
- الدكتور عمر الدقاق عميد كلية الآداب سابقاً
- الشاعر عمر أبو قوس
- السيد مجد الدين الجابري الذي ترأس بلدية حلب
- المربي إبراهيم حلمي الغوري
- الدكتور عبد الكريم الأشتر
- الروائي جورج سالم
- الدكتور سلمان قطايا
- الدكتور احسان شيط
مصادر
- Rojeen. "ثانوية (المأمون) بحلب منارة علمية تواصل العطاء-فيديو". S A N A. مؤرشف من الأصل في 5 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 29 يونيو 2019. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)
- بوابة سوريا
- بوابة تربية وتعليم