توق (مسلسل)
توق مسلسل درامي تاريخي فنتازي من جنس الواقعية سحرية مقتبس عن رواية توق وهي من تأليف الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود نجح من خلاله في إيجاد التزاوج المثالي بين العوالم الأسطورية وعجائب.الواقع، في مشهد متميز يحمل بصمات فنية مميزة.
توق | |
---|---|
النوع | مسلسل تلفزيوني تاريخي |
تأليف | بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود |
إخراج | شوقي الماجري |
بطولة | غسان مسعود, عبد المحسن النمر |
البلد | السعودية |
عدد الحلقات | 30 |
القناة | MBC، روتانا خليجية |
الموقع الرسمي | http://www.touq.tv/ |
تدور أحداث المسلسل حول “هيلين روز” عالمة الآثار الاسكتلندية التي عاشت طفولة غريبة حيث تعلمت في أحلامها لغة غريبة هي الآرامية التي لا تجيدها إلا قبيلة تعيش في ريف دمشق ويقال أنها لغة السيد المسيح، وتأتي الفرصة لهيلين أخيرا لزيارة الشرق وتحقيق حلمها بالانضمام إلي بعثة أثار تقوم بالتنقيب عن الآثار في مدينة القدس.
وعلى أطراف القدس تتعرف هيلين علي قافلة من العرب الرُحل قادمين من قرب نجد وتمضي وقتا في ضيافتهم وتعدهم بزيارة ديارهم، إلا أن الأمور لا تسير على ما يرام مع هيلين التي تتورط في سوء تفاهم مع أحدي الجماعات اليهودية المتطرفة مما يستلزم أن تترك القدس لعدة أسابيع حتى تهدأ الصراعات وتقرر الذهاب إلى موطن العرب الرُحل عند مدينة أم الرماد.
وخلال رحلتها بعيدا عن القدس تتعرف هيلين على عوالم أسطورية مع دليل الصحراء الموثوق به فراس بن الشيخ عراك شيخ عرب العيدان، الذي يقودها إلى “سراب” الفارس الشرقي المحاط بالغموض الذي قابلته هيلين في أحد مقاهي القدس وأشار عليها بالرحيل إلي أم الرماد فتتبعه لتختلط حكاوي الغرب والشرق ويتداخل عالمان من المستحيل أن يتقابلا.
قصة المسلسل
“توق” الذي تدور أحداثه في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في عالمٍ فانتازي يخلط الواقع بالخيال بالأسطورة، يقوم فيه “سراب” بدور الراوي الذي يؤديه الفنان الكبير غسان مسعود، ويسرد لمعشوقته “هال” حكايات من صادفهم في تجواله الذي لم يُحدّده بزمن معين، حكايات مسرحها الشرق بصحرائه الشاسعة، حيث انصهرت فيها الأسطورة بالواقع، وتعاقبت فيها الأزمنة ببراعة، وكأنها حكايات جُزت من “ألف ليلة وليلة”، تلك التي شغفت بها هيلين، الباحثة الاسكتلندية التي قصدت القدس، ومن ثم انتقلت إلى قرية “أم الرماد” الواقعة في صحراء النفود بغية استكشاف الشرق الذي طالما هجست به وبأساطيره.
“سراب” هو الرجل الغامض الذي يظهر لهيلين فجأة ويختفي بذات الطريقة، وهو من أسرّ لها بالرحيل إلى “أم الرماد”، وهو ذاته الرجل الغريب الذي جاء إلى قرية “العاطشة” لينبئهم بتأويلات القدر؛ ما جعل بعضا منهم يصفه بالمجنون والساحر.
يبقى سراب أحد ألغاز العمل، فمازلنا نتساءل: من هو؟، هل هو إنسي أم جان؟. و”هال” معشوقته هل هي “هيلين” الباحثة التي اختفت في جوف الصحراء؟. وما علاقته ب “توق”؟.. تلك الجنية التي تُحرّك وتلعب بأقدار من تصادف من البشر من أجل غايات علمنا بعضها وبعضها ما زلنا نجهله، كحكاية عشقها للمولود “سدران” الذي ترغب بالزواج منه، وحكاية انفصال فاطمة وفرّاس في ليلة زواجهما، وحكاية غرق “سالم الظامي”، واختفاء هيلين في الصحراء.
لا تزال الأسئلة مفتوحة، ولايزال الغموض واللغز الذي يستفز عقل المُشاهِد مصدر لذة له، والنتائج التي تأتي بغير التوقعات مصدر دهشة ومتعة. نستطيع أن نقول إن العمل بطريقة بنائه للقصص، وتلاعبه بعنصر “الزمن” يشبه المتاهة، فكل باب ينفتح على آخر، وكل مشهد يقود إلى لغزٍ جديد، وهذا ما جعل مسلسل “توق” يشذ عن بقية الأعمال العربية التي عهدناها.
أما الحوارات، فهي حكاية أخرى، إنها ولفرط شاعريتها، قد طربت لها الجوارح، ولانت لها الأفئدة، وكأنها ولحسنها قد قُدت من روح “البدر”، ولم تكن الصورة التي برع في صوغها المخرج التونسي شوقي الماجري – مخرج مسلسل “الاجتياح” الحائز على جائزة إيمي العالمية – أقل شأناً من الحكاية ومن الحوارات، فبإخراجه المميز واهتمامه بالصورة وبتفاصيل المشاهد، استطاع أن يرقى بالعمل لمكانة تليق به، وجعل منه عملاً ملحمياً كبيراً سيكون نقطة فارقة في مسار الدراما العربية.
بين اقاصي أوروبا وعمق شبه الجزيرة العربية، وبين خيال الاساطير وصدمة الواقع، وبين غموض البادية وسحر الشرق تحملنا رائعة بدر بن عبد المحسن «توق» لنعيش تلك المناخات يوميا.
ثلاثة اجواء ومحاور تطرق لها العمل وتباينت في تمايزها صعودا وهبوطا الأول هو مجتمع البادية وما يتضمنه من صراعات عشائرية على الزعامة وسط قصة حب لم يقدّر ان تصل لخواتيمها الناجحة بين فاطمة (سلافة معمار) وفراس (عبد المحسن النمر)، اما المحور الثاني فكان عالم الجن والخرافة والاساطير التي تمثله توق وغرابة الواقع الذي يمثله «سراب»، اما المحور الثالث فكان علاقة الغرب بالشرق عبر عالمة الآثار القادمة من «ادنبره» هيلين روز.
عوالم مدهشة
اي قلم قادر على صوغ تلك المحاور بشاعرية تطرب المشاهد كقلم بدر بن عبد المحسن الذي حملنا إلى عوالم مدهشة خالجت فيها الكلمة الروح التي كانت تستزيد يوميا من عيون الكلام كعندما يردد سراب «غسان مسعود» عبارته الأشهر في العمل «ما طاح مطر في غير موسمه الا عذاب» أو «موت العطش مرات اما الغرق مرة» أو «الحياة موت متقطع يوصلنا إلى موت مستمر».
[1] خذ العمل بعد ذلك الطابع البدوي فحملنا بين منطقة «العاطشة» و«العيدان» وذلك مع سير العمل بخطوط متوازية مع حكاية «هيلين روز» وحكاية «توق» وان لم يستطع الجانب البدوي في المسلسل الهروب من التقليدية فبدا مكررا ومألوفا في بعض المفاصل كالتنافس على الزعامة بين الشيخ عراك وغريمه، لتكون «توق» اسما على مسمى حيث تم مزج الواقعية التاريخية بأجواء الجن والخرافة والاساطير التي حاول الماجري ربطها بالموروثات التقليدية كالهرة السوداء وما تعنيه من مفاهيم موروثة، وكذلك لحظات ظهور توق وسط اشجار النخيل، ويبقى سدران «جفونه ثقال وعيونه سادرة وكبار» وهي الشخصية الغرائبية التي ارادها «البدر» لتكون روح المسلسل وأسطورته
سحر الشرق
في التمثيل تألقت سلافة معمار بدور «فاطمة» رغم تعدد المحاور الدرامية فيه من العاشقة المنكسرة إلى الارملة إلى الزوجة والام فالعجوز ولم يضاهها في التألق الا الممثلة نادرة عمران بدور «ام سالم»، وكذلك الممثل عبد المحسن النمر بدر «فراس» والممثل «محمود قابيل».
اما غسان مسعود بدور «سراب» فكان قصة وحده حيث اعطى الشخصية روحها الغرائبية، كما تميزت الممثلة اللبنانية كريستين شويري بدور «هيلين روز» ولا نبالغ ان قلنا ان أجمل مشاهد العمل كان عندما بدأت هيلين في الحلقة الثالثة بشرح عشقها للشرق وسحره واساطيره وهي تخطو على رمل الصحراء بكلام بديع نظمه مهندس الكلمة «بدر بن عبد المحسن» إضافة لمشهد السيل الجارف في الحلقة الثانية.
الرواية
في يوم شديد الحرارة والشمس تكاد تسقط علي الرؤوس هبت العاصفة علي قرية اسمها العاطشة..
قرية منسية بين نجد والشام..هذه العاصفة لها دورة تأتي كل عشرين عاما وتختار رجلا.. هذه المرة أخذت سالم الظامي زوج فاطمة يوم ولدت سالم الصغير “سدران” كما سمته هي..
و بعد شهور وقد أصبح منزلهم أطلالا رحلت مع أم سالم وأبنيها سعيد وسدران الي ديارهم الأولي في العيدان..
في يوم العاصفة التي ضربت العاطشة كانت هناك باخرة تصارع الأمواج حتى حطت رحالها في "ميناء يافا" وكان علي متنها عالمة آثار من مدينة أدنبرة عاصمة اسكتلندا شمال بريطانيا وهي عاصمة اشتهرت بالسحر وتمتاز مبانيها بالصخور السوداء المحاطة بضباب الشتاء في موعده وغير موعدi ويحيطها شواطئ بحر غادر يحمل إليهم من آن لآخر أشلاء مراكب حطمتها الصخور..
هذه العالمة هي "هيلين روز" التي عاشت طفولة غريبة حيث تعلمت في أحلامها لغة غريبة هي الآرامية التي لا تجيدها إلا قبيلة تعيش في ريف دمشق ويقال أنها لغة السيد المسيح وأجادتها هيلين التي تخصصت من خلال دراستها في كمبردج أعرق جامعات إنجلترا في دراسة اللغات الشرقية وخاصة العربية وبرعت فيها وأجادتها أجادة كاملة نطقاً وكتابة وها قد جاءتها الفرصة أخيرا لزيارة الشرق وتحقيق حلمها بالانضمام إلي بعثة أثار تقوم بالتنقيب عن الآثار في مدينة القدس ويتقاسم معها العمل صديق الطفولة ديفيد وايت تحت إشراف البروفيسور فروسناك عالم الآثار الشهير. و علي أطراف القدس تتعرف هيلين علي قافلة من العرب الرُحل قادمين من قرب نجد وتمضي وقتا في ضيافتهم وتعدهم بزيارة ديارهم.. ورغم سعادة هيلين بزيارة القدس إلا أن الأمور في هذا التوقيت لم تكن آمنه للأجانب حيث تتورط هيلين في سوء تفاهم مع أحدي الجماعات اليهودية المتطرفة مما يستلزم أن تترك القدس لعدة أسابيع حتى تهدأ الصراعات فتقرر هيلين الذهاب لموطن العرب الرُحل عند مدينة أم الرماد.. و بعد تدخل فروسناك يقرر ديفيد أن يذهب معها حتي تصل إلي مضيفيها بسلام فيلتحقان بقافلة يقودها دليل الصحراء الموثوق به "فراس" ابن الشيخ عراك شيخ عرب العيدان.. و تمضي القافلة إلي قلب الصحراء لنتعرف علي عوالم أسطورية من خلال فراس الذي يقودنا إلي فاطمة أرملة سالم الظامي.. كما يقودنا إلي “سراب” هذا الفارس الشرقي المحاط بالغموض الذي قابلته هيلين في أحد مقاهي القدس وأشار عليها بالرحيل إلي أم الرماد فأتبعته وكأنها سقطت في هواه وسحره.. وتختلط حكاوي الغرب والشرق.. ويتداخل عالمان من المستحيل أن يتقابلا.
تصل القافلة إلي أم الرماد ولكن تضربها عاصفة قوية وتختفي هيلين ولا يعثر لها علي أثر وتتهم السلطات فراس بقتلها بدافع السرقة وتقرر الحكم عليه بالسجن مدي الحياة وينقل لأحد السجون.. ولكن بعد عشرين عاما يعود إلي القدس أبن شقيقة هيلين باحثا عنها لاقتناعه بأنها ما زالت حية.. ويطلب المساعدة من السلطات لإعادة فتح الملفات والبحث عنها ويطلب الاستعانة بفراس الذي يفرج عنه ليتولي المأمورية… ليجد فراس نفسه مرة أخرى قريبا من العيدان.. يجد نفسه قريبا أكثر من سراب وقد أصبح شيخا وأصابع اتهام الماضي تشير إليه أيضا باختطاف هيلين..
يتتبعون الأثر والخيوط القديمة التي تشير الي أن هيلين حية ما زالت علي قيد الحياة.. أنها لم تقتل ولم تختطف وأنما أحبت وتزوجت وعاشت في تلك الصحراء… ويستمر البحث لنكتشف من خلاله أسرار هذا العالم بكل ما يحمله من خصوصية وغموض وتشويق
الشخصيات
سراب يجسّد الشخصية غسان مسعود والتي لا أحد يعلم متى أستوطن سراب قرية العاطشة.. ولكن كل سكان العاطشة أتوا ووجدوا سراب فيها… وكلهم على ثقة أنهم سيذهبون وسيبقى سراب فيها.
وهو شخصية محاطة بالألغاز والغرائب فهو الوحيد فيهم الذي لم يعدّ لنفسه بيت من الطوب والحجارة.. فهو يري البيوت قبور تحبس الأرواح فيها ولهذا فهو طليق في الفضاء الواسع اللا نهائي من رمال الصحراء.. وهو يعيش في زمن الصحراء زمن السكون حيث تختلط فيه الأساطير ويتوقف الزمن لتتحول الصحراء إلى واحة تأمل.
وسراب في هذه الرواية يحقق لنا عنصر الأساطير في حكي الصحراء ويجعلنا دائما في حيرة من أمره، لا نعرف هل هو حقيقي أم خيال اصطنعناه.. ولسراب زوجة هي هال في بعض الأحيان نراها هال.. عربية الجذور.. وأحيان أخرى نراها جزء من أسطورة سراب.. وأحياناً أخرى هي هيلين الشخصية الاسكتلندية التي اختطفت في صحراء النفود وما زال البحث عن مصيرها مستمراً لعقود. سراب وهال يلعبان دور الراوي الذي يتحكم في الزمن الدرامي للأحداث….
فاطمة تجسّد سلافة معمار شخصية في مسلسل توق والتي من بعد موت سالم قررت فاطمة أن تعود إلى العيدان هي ورفعة وسدران الوليد؛ وفي طريق العودة دب فيها شعاع أمل من الماضي حيث تتجسد أمامها صورة فرّاس فارتسمت بسمة خفيفة باهتة علي شفتاها. فرّاس هو خطيبها الأول الذي تركها ليلة عرسها دون مبررات ورحل عن العيدان.. تزوجت صديقه سالم في نفس ليلة هروب فرّاس وعاشت وفية له بجسدها وروحها إلى أن اختاره السيل. وبعد عودتها إلى العيدان تقع عيني شيخ مسن له مكانه هامة بين العرب عليها.. إنه الشيخ عرّاك حاكم العيدان.. رآها بعد سنوات امرأة كاملة الأنوثة والجمال.. استهدفها وسعى مخططاً الزواج منها.. وقبل أن يقدم علي تلك الخطوة يعود ابنه فرّاس دون موعد.. فيفسد ترتيب الشيخ العجوز وسرعان ما يطالب باسترداد الحب القديم ويتقدم إلى فاطمة ويتحدد موعد العرس.. ولكن للمرة الثانية تتعرض فاطمة للجرح بشكل أكثر عنفاً حين يغيب فرّاس للمرة الثانية عن عرسه ويأتي انتقام فاطمة دفاعاً عن كرامتها بقبول زواجها من والد خطيبها.. وانتقمت من نفسها بقدر ما انتقمت من فرّاس التي أصبحت في النهاية زوجة أبيه.
فراس يجسّد عبد المحسن النمر شخصية وهو فارس عربي يتمتع بالنبل والشهامة.. أحب فاطمة.. ترك بلدته واستمر غيابه سنوات عدة.. تزوجت هي من سالم صديق عمره ورحلت معه إلى العاطشة.. بعد سنوات تستعين بعثة بريطانية بخبرات فرّاس ليكون دليلا لهم في رحلة خطيرة يجتازوا فيها صحراء النفود.. وعلي مشارف انتهاء الرحلة تختفي العالمة الاسكتلندية هيلين روز في ظروف غامضة أثناء إحدى العواصف الشديدة بمنطقة أم الرماد القريبة من العيدان.. ويذهب فرّاس بعد انتهاء التحقيق إلى بلدته ويكون الخبر قد سبقه إلى الشيخ عرّاك.. وفي العيدان يجد حبه القديم.. ويقرر العودة وأن يتقدم لها ويتحدد موعد العرس.. وللمرة الثانية يتآمر عليه الشيخ عرّاك ويدفعه إلى الهرب ليلة عرسه.. ثم يشي به عند العسكر العثماني فيتم القبض عليه ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة ويلقى في غياهب السجون.
و لكن بعد عشرين عاماً تتحرك الأحداث من جديد مع وصول كريستوفر ابن شقيق هيلين روز طالبا إعادة فتح التحقيق في قضية اختفاء عمته.. ومع ظهور أدلة جديدة يخرج فرّاس من محبسه متعهداً بمساعدتهم في البحث عن هيلين روز.. ومن خلاله تتكشف الحقائق كلها في مواجهة صريحة مع كافة الشخصيات الدرامية ترسخ معاني الفروسية والشهامة التي يتحلى بهما.
هيلين روز تجسد كريستين شويري دور وهي البطلة المحورية التي تدور حولها أحداث المسلسل.. ابنة مدينة أدنبرة عاصمة السحر بشمال اسكتلندا وهي ذات صفات خاصة حيث انفردت بهبة غير طبيعية بمعرفتها اللغة الآرامية وكانت هذه المعرفة الدافع الأول إلى خوض هيلين هذه الرحلة الطويلة لصحراء الشرق.
انضمت إلى بعثة آثار تعمل بالقدس والتقت بالأب جاماتي الذي أستعان بها لتحل له شفرة في كتاب وضعه أحد السلاطين الأتراك المعاصرين..هذه الشفرة تحوي أسماء متورطين مع منظمة الشرق الأعظم يسهلون تهويد مدينة القدس وبالفعل تحصل هيلين علي قائمة الأسماء من الأب جاماتي قبل الاعتداء عليه وحرق مكتبة الكنيسة بساعات قليلة.. ويعقب ذلك هرب هيلين إلى الصحراء وتختفي في صحراء النفود ويصبح اختفاؤها لغزاً.
بروسناك يجسّد محمود قابيل شخصيته وهو رئيس البعثة العلمية التي تلتحق بها هيلين وعندما يستشعر الخطر علي حياتها يدفعها إلى السفر بعيداً عن القدس بينما تصر هي علي السفر عبر النفود بحثاً عن أم الرماد وهناك تختفي.. فيذهب فروسناك ويحث السلطات العثمانية على التحقيق فيتم القبض علي فرّاس ظلما ويزج به في السجن...
رفعة تجسد نادرة عمران شخصية وهي والدة سالم وجدة أبناؤه.. وهي أرملة منيف الظامي البدوي الذي آثر أن يعيش حياته كلها علي نمط حياة البدو يرحل وراء الماء وينشد الحرية.. ورفض أن يقيم في العيدان مع زوجته وأهلها حتى بدأ الناس يشكون في قواه العقلية وكانوا يصفونه وهو يسابق خياله بين الجبال حتى مات وحيداً واكتشفت إحدى القوافل جثته في العراء فبحثت عن ابنه سالم وزوجته رفعة لتكريم جسده ودفنه على شريعة المسلمين.
ورفعة قلب أبيض شفاف انتصرت علي أنانيتها ووافقت علي عودة فاطمة إلى فرّاس لقد أجلت قيمة الحب الشريف واعترفت بحق فاطمة في الحياة.. وتستمر رفعة في رعاية ابن فاطمة سدران حتى يشب رجلاً.. إنها مثال الأم العربية المسلمة المتسامحة.
سدران يجسد غزوان الصفدي دور الحي الذي خرج من الميت.. يوم ولد يوم مات أبيه سالم.. طفلاً مشوه الوجه غير أنه يحمل طاقات من الحب والفضيلة قلما تتواجد.. يلقى سدران الاضطهاد من زوج أمه الذي انتزعه من حضنها وأرسله إلى العاطشة.. هذا الطفل سدران لم يكن مثل بقية الأطفال لقد وهبه الله أسراراً وأعطاه قوة ظهرت كرامتها بقتل الثعبان وهو رضيع ومقاومة الوباء وهو شاب ولحظة الاعتداء علي أمه تفجرت فيه طاقات عنيفة..
سدران هو تعبير عن دورة الخلود الكاملة التي تحمل سر فلسفة الصحراء..
وكان أكبر من كل الصغار جفونه ثقال … وعيونه ساتره وكبار شديد وقوي وجبار وعلى شفته ضي ابتسامه ساحره.. من شافه يحتار فيها الحنان كله.. كيف أوصفه سدران.. ما يشبه إنسان.
كريستوفر يجسّد محمد الأحمد شخصية وهو ابن شقيق هيلين روز جاء بعد عشرين عاما بعد أن أصبح رجلاً باحثا عن مصير عمته.. لديه قناعة أن هيلين روز هي هال وأنها اختفت وتخفت في شخصية عربية ويمضي كريستوفر في مغامرته حتى نهايتها.
الاشعار
يا بنت
يا بنت جيتك وانا عطشان
يا بنت جيتك وانا عطشان
بقول بالله تسقيني
مديت كفي وانا شفقان
لين التقت عينك بعيني
شربت في نظرتك غدران
لا يا بعد باقي سنيني
القمر ظلّك
يذكرني القمر ظلك عجب ياللي ظلالك نور…
وانا اللي ماعرفت الليل لولا عتمة أهدابك…
حبستك في السما شمس وعلى وجه السحاب طيور…
ونخيلٍ باسقٍ يشرب رضاك ويعطش اعتابك…
وجلست اناظرك مارفّ لي جفن تقل مسحور…
اقول ان الجمال انتي.. وكل العشق بأسبابك …
هقيت اني ملكتك ما دريت ان الأماني غرور…
و انك في يدي لين انتحى بي الوقت واقفا بك…
سقى الله يوم كان أكبر همومك خاطري المكسور…
وكنت الضي في عينك وكنت السقم في ثيابك …
و سقى الله يوم كنتي الأرض انهار وشجر وقصور…
ديارٍ نورها من طاقتك، واحلامها بابك…
عيوني !! يا شقى عيوني من الجذب الموات البور
اراضي ما بها الا ما ذوى وانهد فغيابك…
احبك.. كان لي قلبٍ يجض من الجفا مقهور…
و صار اليوم يفرح، لو لقى به عذر يشقى بك…
شمس عليها شمس
شمساً عليها شمس
و جمره على جمره
ارض مثل جره
و مليانه الرمل
و قلوب مصفره
نكسرها كل خطوه
نكسرها كل لفة
هذا الزمان اغبار
له لحظتين أمطار
موت العطش مرات
و موت الغرق مره
قالوا عن مسلسل توق
يقول ميلان كونديرا في كتابه “فن الرواية” “إن العمل الفني لا يكون عظيماً إلا إذا تحقق له شرط الخلود وأصبح أسطورة يرددها الناس”, ويظهر أن مسلسل “توق” في طريقه لتحقيق هذا الشرط بعد أسبوع فقط من بدء عرضه على روتانا خليجية؛ إذ بدأ يفرض عوالمه الخاصة على الجمهور العربي وأصبح هو بنفسه أسطورة تلوكها الألسن إعجاباً بخيال مؤلفها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي لم ينفك ينثر إبداعه في الشعر والرسم.. وفي الرواية والدراما التلفزيونية.
تدور ملحمة بدر بن عبد المحسن الجديدة في عوالم فانتازية تحيط بها الخرافة والجن من كل جانب وتمتد في عرض الصحراء بين البدو والأوروبيين المستشرقين، ومع أن هناك أكثر من مسلسل عربي حاول طرق هذه العوالم من قبل؛ إلا أنها في “توق” ظهرت بواقعية شديدة بعيدة عن أي زخرفة مجانية لا تحتاجها القصة، فحياة البدو القاسية كما يختزنها الخيال الشعبي في الخليج ظهرت بحقيقتها الكاملة، فلا مكياج يُظلل وجوه الممثلات، ولا أجسام بدينة للممثلين، بل وجوه شاحبة وأجسام ضامرة تليق بقسوة الحياة في الصحراء.
مسلسل “توق” ينحتُ أسطورته الخاصة في تاريخ الدراما العربية، بفضل الخيال الروائي المدهش لصانع هذه الأسطورة بدر بن عبد المحسن، وبراعة المخرج شوقي الماجري في تحويل هذا العالم الروائي بأبعاده وتفاعلاته وتنقلاته بين الواقع والخرافة؛ إلى صورة شديدة الواقعية لحياة بدو الجزيرة العربية لم تتكرر من قبل سوى في رائعة ديفيد لين “لورانس العرب”.
أشاد المنتج إسماعيل كتكت، منتج مسلسل ” توق”، ومالك شركة فرح ميديا للإنتاج الفني، بأشعار مهندس الكلمة الأمير بدر بن عبد المحسن، والتي قال عنها إنها أعطت وهجا ومتابعة وشغفا لمسلسل “توق”، من الجمهور العربي بوجه عام والخليجي تحديدا، مشيرا إلى أن هناك عدد من الأشعار المميزة للأمير بدر ستكون حاضرة طوال العمل.
ونقل الموقع الإلكتروني لجريدة شمس السعودية عن كتكت قوله “إن تصوير توق ما زال مستمرا، وإن كاميرا التصوير لا تزال دائرة في مدينة حلب السورية”، موضحا أن العمل ضخم جدا، ويحتاج إلى دقة في التصوير والإنتاج.
وأضاف كتكت أن “توق” هو عمل ملحمي يمزج بين الخيال والواقع بصورة مذهلة، وهو يعد عملا تاريخيا بالنظر إلى كونها الرواية الوحيدة لهرم من أهرام الشعر العربي وهو الأمير بدر بن عبد المحسن، كما تبدأ أحداثه في مدينة ” ادنبره” باسكتلندا وينتهي في الربع الخالي في المملكة العربية السعودية.
وعن تكلفة العمل قال كتكت “حتى الآن لم تتضح الرؤية حول تكلفة العمل إنتاجيا، ولكن قد تتجاوز 10 ملايين دولار”.
ويعرض مسلسل “توق”على قناة “روتانا خليجية” يوميا في تمام الساعة الثانية صباحا بتوقيت السعودية، وتدور أحداث مسلسل توق حول عالمة الآثار “هيلين روز”، التي تطوف مع دليل الصحراء “سراب”، الذي يقوم بدوره الفنان السوري غسان مسعود، على أطراف القدس، ليسرد لها قصص تمتزج فيها الأساطير مع غرائب الواقع.
والمسلسل يشترك فيه عدد من نجوم العرب ومنهم عبد المحسن النمر، غسان مسعود، محمود قابيل، سولافة معمار، قصي خولي، نادرة عمران، منذر رياحنه، وعبد الكريم قواسمي، كما تنضم مجموعة من الممثلين الأجانب إلى أسرة المسلسل منهم أماديس دنكل، بول بين، أوليفيا سنت، جورج باندو، والقصة لفارس الكلمة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز وسيناريو عدنان العودة ومن إخراج شوقي الماجري.
طاقم العمل
المسلسل يشترك فيه عدد من نجوم العرب ومنهم عبد المحسن النمر، غسان مسعود، محمود قابيل، سلافة معمار، غزوان الصفدي، أحمد الأحمد، نادرة عمران، منذر رياحنه، وعبد الكريم قواسمي، كما تنضم مجموعة من الممثلين الأجانب إلى أسرة المسلسل منهم أماديس دنكل، بول بين، أوليفيا سنت، جورج باندو.
مراجع
-
الجن
- بوابة عقد 2010
- بوابة تلفاز