تاريخ أبحاث الكاتيكولامينات

تشتمل الكاتيكولامينات الموجودة في الجسم على مواد داخلية التنشؤ مثل الدوبامين والنورإبينفرين (نورأدرينالين) والإبينفرين (الأدرينالين)؛ بالإضافة إلى العديد من المركبات المصطنعة مثل الإيزوبرينالين. كانت الأبحاث التي أدت إلى اكتشاف هذه المركبات فصلاً بارزاً في تاريخ علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) والكيمياء الحيوية والصيدلة. كان الأدرينالين أول هرمون استخرج من الغدد الصمّاء واستحصل عليه بصورة نقية قبل صياغة كلمة هرمون.[1] وكان أيضاً أول هرمون تم توضيح بنيته واصطناعه الحيوي. بصرف النظر عن أستيل كولين، فقد كان الأدرينالين والنورأدرينالين أول نواقل عصبية يتم اكتشافها، وكانت أول إشارات كيميائية حيوية يتم العثور عليها في الحويصلات داخل الخلايا.

الأدرينالين في لب الغدة الكظرية

وجد الطبيب الفرنسي ألفرد فولبيان (Alfred Vulpian) كان من الرائدين في الكشف أن هناك شيئاً فريداً في لب الغدة الكظرية.[2] وفي أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر ، درس الصيدلاني الألماني كارل ياكوبي (1857-1944) في مختبرات أوزفالد شميديبيرغ (Oswald Schmiedeberg) في ستراسبورغ العلاقة بين الغدة الكظرية والأمعاء. حيث وجد أن التحفيز الكهربائي للعصب المبهم أو حقن المسكارين أثار التمعّج (الحركة الدودية للأمعاء)؛ في حين أنه تم إلغاء هذا التمعج على الفور عن طريق التحفيز الكهربائي للغدة الكظرية.[3] وقد صنفت التجربة بأنها "أول عرض غير مباشر لدور لب الغدة الكظرية على أنها غدة صماء؛ وكانت المنهجية في الواقع أكثر تطوراً وتعقيداً لوظيفة لب الكظرية من الدراسة الكلاسيكية التي أجراها أوليفر وشيفر.[4] على الرغم من أن هذا قد يكون صحيحًا، فإن ياكوب لم يتصور وجود إشارة كيميائية تفرز في الدم للتأثير على الأعضاء البعيدة ، وبعبارة أخرى وجود هرمون، ولكن تصور وجود أعصاب تمتد من الغدة الكظرية إلى الأمعاء.

أعضاء كلية لندن الجامعية حوالي عام 1895. شيفر في منتصف الصف الأمامي ، أوليفر في معطف فاتح اللون.

كان جورج أوليفر طبيباً يعمل في مدينة في شمال يوركشاير؛ وكان إدوارد ألبرت شيفر أستاذاً في علم وظائف الأعضاء في كلية لندن الجامعية. في عام 1918 وصف هنري ديل ما حدث معهما أثناء اكتشاف الدور الهرموني للأدرينالين في لب الغدة الكظرية بين عامي 1893 و 1894؛[5] إلا أن تلك الرواية كان قد ساورها بعض الشكوك؛[6] حيث وجد اختلاف في رواية أوليفر،[7] وشيفر.[8] على أي حال، قدم أوليفر وشيفر اكتشافهما في العاشر من مارس سنة 1894 في الجمعية الفيزيولوجية في لندن.[9]

الكيمياء

تمكن العالم الأمريكي جون جاكوب أبيل تنقية مستخلص مفرزات الكظرية المنقاة جزئياً في مدينة بالتيمور، وأطلق عليه اسم إبينفرين؛[10] في حين أن الصيدلاني الألماني أوتو فون فورت (Otto von Fürth) أسماه ‹سوبارينين›.[11] إلا أن الكيميائي الياباني جوكتشي تاكامين تمكن من ابتكار أسلوب جديد للعزل، مما أدى إلى حصوله على بلورات نقية من الإبينفرين سنة 1901؛[12] ورتب تسويق هذه المادة عبر شركة بارك-دايفز (حالياً ضمن شركة فايزر الدوائية) تجت اسم «أدرينالين». في سنة 1905 تمكن الكيميائي الألماني فريدرش شتولز (Friedrich Stolz) من اصطناع الإبينفرين في شركة هوكست؛ وفي سنة 1906 نشر إرنست جوزيف فريدمان (Ernst Joseph Friedmann) البنية الكيميائية للمركب.[13] في سنة 1906 وجد أن المصاوغ المرآتي يساري التدوير هو غير فعال عملياً، مما دفع بالاستنتاج أن المستقبلات تستطيع التمييز بين المتصاوغات الفعالة ضوئياً.[14]

طالع أيضاً

مراجع

  1. John Henderson (2005). "Ernest Starling and 'Hormones': an historical commentary". Journal of Endocrinology. 184 (1): 5–10. doi:10.1677/joe.1.06000. PMID 15642778. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. A. Vulpian (1856). "Note sur quelques réactions propres à la substance des capsules surrénales". Comptes Rendus de l'Académie des Sciences. 43: 663–665. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. C. Jacobj (1892). "Beiträge zur physiologischen und pharmakologischen Kenntniss der Darmbewegungen mit besonderer Berücksichtigung der Beziehung der Nebenniere zu denselben" (PDF). Archiv für experimentelle Pathologie und Pharmakologie. 29 (3–4): 171–211. doi:10.1007/BF01966116. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. Stephen W. Carmichael; Rochester (1989). "The history of the adrenal medulla". Reviews in Neurosciences. 2 (2): 83–99. doi:10.1515/REVNEURO.1989.2.2.83. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. H. Dale (1938). "Natural chemical stimulators". Edinburgh Medical Journal. 45: 461–480. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. H. Barcroft; J. F. Talbot (1968). "Oliver and Schäfer's discovery of the cardiovascular action of suprarenal extract". Postgraduate Medical Journal. 44 (507): 6–8. doi:10.1136/pgmj.44.507.6. PMC 2466464. PMID 4867248. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. George Oliver (1895). "On the therapeutic employment of the suprarenal glands". British Medical Journal. 1895, part 2 (1811): 653–655. doi:10.1136/bmj.2.1811.635. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. E. A. Schäfer (1908). "On the present condition of our knowledge of the function of the suprarenal capsules". British Medical Journal. 1908, part 1 (2474): 1277–1281. doi:10.1136/bmj.1.2474.1277. PMC 2436722. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. G. Oliver; E. A. Schäfer (1894). "On the physiological action of extract of the suprarenal capsules". The Journal of Physiology. 16 (3–4): I–IV. doi:10.1113/jphysiol.1894.sp000503. PMC 1514529. PMID 16992168. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. John J. Abel (1899–1900). "Ueber den blutdrucksteigernden Bestandtheil der Nebenniere, das Epinephrin". Zeitschrift für physiologische Chemie. 28 (3–4): 318–361. doi:10.1515/bchm2.1899.28.3-4.318. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Otto v. Fürth (1900). "Zur Kenntniss der brenzcatechinähnlichen Substanz der Nebennieren". Zeitschrift für physiologische Chemie. 29 (2): 105–123. doi:10.1515/bchm2.1900.29.2.105. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. Jokichi Takamine (1901). "Adrenalin the active principle of the suprarenal glands and its mode of preparation". The American Journal of Pharmacy. 73: 523–535. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. E. Friedmann (1906). "Die Konstitution des Adrenalins". Beiträge zur chemischen Physiologie und Pathologie. 8: 95–120. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Arthur R. Cushney (1908). "The action of optical isomers". The Journal of Physiology. 37 (2): 130–138. doi:10.1113/jphysiol.1908.sp001261. PMC 1533541. PMID 16992920. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة صيدلة
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.