بوهيمية

البوهيمي أساسا هو أحد مواطني منطقة بوهيميا التشيكية لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا، إلا أن المصطلح انتشر بمعنى آخر في فرنسا، أولا في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أصبح يدل على أي كاتب أو فنان يميل إلى اتخاذ سلوك أو العيش بنمط حياتي غير مألوف، سواء كان هذا سلوكا واعيا أو غير واعيا منه.[1][2][3] ومن ثم فنمط الحياة الغجرية آنذاك كان بمثابة الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا وأوروبا.

تاريخ المصطلح

بدأ مصطلح بوهيمي la Boheme الظهور في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاؤوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا والتي تعرف الآن بجمهورية التشيك. وازدهر هذا المصطلح في عام 1845م بعد أن نشر الباريسي هنري مورجير مجموعته القصصية (مشاهدة من الحياة البوهيمية) ثم قام الموسيقي الإيطالي الشهير جاكومو بوتشيني عام 1896م باستخدام أفكار هذه المجموعة القصصية، وحولها إلى أوبرا موسيقية شهير تعرض الآن في دور الأوبرا تحت عنوان (البوهيمية) أو (المتشردة).

استخدامه

يستخدم مصطلح البوهيميون اليوم لوصف فنانين يعيشون ويدعون إلى التفكير الحر المطلق غير المقيد، محاولة منهم لإضفاء أسلوب خاص في نتاجهم الأدبي أو الفني. لذلك فهم لا يمتثلون في سلوكهم وأعمالهم إلى أعراف المجتمع وتقاليده. بالإضافة الي انه استخدم لوصف نوع من الديكور العشوائي غير مقيد بفكره محددة.

وصف البوهيمي

وكما هو الحال عند الغجر، البوهيمي عادة هو ذلك الفقير البسيط والمنفرد بطبعه، فهو لا يهتم بمظهره لأنه مشغول بفنه وطقوسه الغريبة عن كسب المال. ورغم أن البعض من البوهيمين من أمثال هنري مورجير حاول أن يبعد نفسه عن الغجر، إلا أن الغجر والبوهيمين يشتركون في خصائص كثيرة بل إن الغجر هم الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية في الأدب والفن في فرنسا.

في الأدب والفنون

انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا في البوهيمية منذ نشأتها، من أمثال هنري مورجيه وفكتور هوغو في روايته الذائعة الصيت (البؤساء) والتي انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملا سينمائيا والمسرحية حازت على جوائز عديدة.

رواية البؤساء والتي كتبها هوجو عام 1862م (1260 صفحة في طبعة المكتبة الحديثة عام 1992م)، تناولت كل ما يمكن أن يحتويه المجتمع الفرنسي في العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر، وخاصة حياة الشباب والتي تمثل أهم ظواهر حياة البوهيمية في باريس.

باريس، كانت الأرض الخصبة لولادة مثل هذا الاتجاه الحر في الأدب والفن، بل ان العديد من الكتاب البرجوازيين الذين أسسوا هذا الاتجاه من أمثال فيكتور هيجو و<هنري مورجيه يربطون البوهيمية بباريس، أو تحديدا بالحي اللاتيني بالضفة اليسرى لنهر السين، أي أنه لكي تكون بوهيميًا لابد ان تكون باريسيًا. لكن هذه الحركة اختفت في باريس بعد الحرب العالمية الأولى، وانتشرت في أنحاء كثيرة من العالم وبلغات أخرى غير الفرنسية، بل إن هناك مناطق في العالم ارتبطت البوهيمية كثيرا بها من أمثال سوهو في لندن، وشوابينج في ميونيخ وقرية جرينتش في نيويورك، ونورث بيتش وهايت اشبوري في سان فرانسيسكو.

مراجع

  1. Stover, Laren (2004). Bohemian Manifesto: a Field Guide to Living on the Edge. Bulfinch Press. ISBN 0-8212-2890-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. Bohemianin قاموس التراث الأمريكي للغة الإنجليزية, Fifth Edition. Houghton Mifflin Company. نسخة محفوظة 14 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. Turque, Bill (17 February 2013). "Montgomery County looks to get hip". Washington Post. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2017. اطلع عليه بتاريخ 16 نوفمبر 2013. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)


    • بوابة القرن 18
    • بوابة القرن 19
    • بوابة عقد 1960
    • بوابة ثقافة
    • بوابة أدب
    • بوابة أوروبا
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.