الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة أبو العباس الدمشقي الأموي ولد سنة (90هـ/709م) وقيل سنة (92هـ/711م). ووقت موت أبيه كان للوليد نيف عشرة سنة، فعقد له أبوه بالعهد من بعد هشام بن عبد الملك، فلما مات هشام، سلمت إليه الخلافة. وأم أبيه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز وأم عامر بن كريز أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب فلذلك يقول الوليد:
الوليد بن يزيد | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية. | |||||||
تخطيط لإسم أمير المؤمنين أبي العباس الوليد بن يزيد الأموي العبشمي القرشي | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
تاريخ الميلاد | 709 (90 هـ) | ||||||
الوفاة | 744 (126 هـ) (36 سنة) تدمر | ||||||
سبب الوفاة | قتل في معركة | ||||||
مواطنة | بنو أمية | ||||||
الكنية | أبي العباس | ||||||
اللقب | الوليد الثاني | ||||||
الديانة | مسلم سني | ||||||
الأب | يزيد بن عبد الملك | ||||||
الأم | أم الحجاج بنت محمد | ||||||
إخوة وأخوات | الغمر · يحيى · سليمان · داود · درج · عبد الجبار · عبد الله · أبو سفيان · هاشم · العوّام · درج الثاني · عاتكة | ||||||
عائلة | بنو أمية | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة الأموي الحادي عشر خليفة دمشق | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | سنة 743 - 744 (125 - 126 هـ) | ||||||
التتويج | 743 (125 هـ) | ||||||
|
|||||||
السلالة | الأمويون | ||||||
المهنة | شاعر | ||||||
نبي الهدى خالي ومن يك خاله | نبي الهدى يقهر به من يفاخره |
قال ابن الأثير وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم واجوادهم وأشدائهم ومن حسن الكلام ما قاله الوليد لما مات مسلمة بن عبد الملك، فإن هشاما قعد للعزاء، فأتاه الوليد وهو نشوان يجر مطرف خز عليه، فوقف على هشام فقال: يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فهوى، وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ). فأعرض هشام ولم يحر جوابا، وسكت القوم فلم ينطقوا. قال أبو الحسن بن الأثير وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه، وأنكروه ونفوه عنه وقالوا: إنه قيل عنه وألصق به وليس بصحيح. قال المدائني: دخل ابن للغمر بن يزيد أخي الوليد على الرشيد، فقال له: ممن أنت ؟ قال: من قريش . قال: من أيها ؟ فأمسك، فقال: قل وأنت آمن ولو أنك مروان . فقال: أنا ابن الغمر بن يزيد. فقال: رحم الله عمك الوليد ولعن يزيد الناقص، فإنه قتل خليفة مجمعا عليه! ارفع حوائجك. فرفعها فقضاها. وقال شبيب بن شيبة: كنا جلوسا عند المهدي فذكروا الوليد، فقال المهدي: كان زنديقا، فقام أبو علاثة الفقيه فقال: يا أمير المؤمنين إن الله - عز وجل - أعدل من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة زنديقا، لقد أخبرني من كان يشهده في ملاعبه وشربه عنه بمروءة في طهارته وصلاته، فكان إذا حضرت الصلاة يطرح الثياب التي عليه المطايب المصبغة، ثم يتوضأ فيحسن الوضوء، ويؤتى بثياب نظاف بيض فيلبسها ويصلي فيها، فإذا فرغ عاد إلى تلك الثياب فلبسها واشتغل بشربه ولهوه، فهذا فعال من لا يؤمن بالله؟! فقال المهدي: بارك الله عليك يا أبا علاثة !
قال الأزرقي في أخبار مكة حدثني محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن أشياخه، قال: "لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدائن كسرى، كان مما بعث إليه هلالان، فبعث بهما فعلقهما في الكعبة، وبعث عبد الملك بن مروان بالشمستين، وقدحين من قوارير، وضرب على الأسطوانة الوسطى الذهب من أسفلها إلى أعلاها صفايح، وبعث الوليد بن عبد الملك بقدحين، وبعث الوليد بن يزيد بالسرير الزينبي، وبهلالين، وكتب عليها اسمه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمر عبد الله الخليفة الوليد بن يزيد أمير المؤمنين، في سنة إحدى ومائة". أخبرنيه إسحاق بن سلمة الصائغ: أنه قرأ حين خلق الكعبة. وأخبرنيه غير واحد من الحجبة، سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وبعث أبو العباس بالصحفة الخضراء، وبعث أبو جعفر بالقارورة الفرعونية، كل هذا معلق في البيت، وكان هارون الرشيد قد وضع في الكعبة قصبتين، علقهما مع المعاليق، في سنة ست وثمانين ومائة، وفيهما بيعة محمد وعبد الله ابنيه، وما عقد لهما، وما أخذ عليهما من العهود، وبعث المأمون بالياقوتة التي تعلق في كل سنة في وجه الكعبة، في الموسم، بسلسلة من ذهب، وبعث أمير المؤمنين جعفر المتوكل بشمسة عملها من ذهب، مكللة بالدر الفاخر، والياقوت الرفيع، والزبرجد، بسلسلة من ذهب، تعلق في وجه الكعبة في كل موسم". وقال عبد الله بن واقد الجرمي: قال: لما اجتمعوا على قتل الوليد، قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد، فشاور أخاه العباس، فنهاه، فخرج يزيد في أربعين نفسا ليلا، فكسروا باب المقصورة، وربطوا واليها، وحمل يزيد الأموال على العجل، وعقد راية لابن عمه عبد العزيز، وأنفق الأموال في ألفي رجل، فتحارب هم وأعوان الوليد، ثم انحاز أعوان الوليد إلى يزيد، ثم نزل يزيد حصن البخراء، فقصده عبد العزيز، ونهب أثقاله، فانكسر أولا عبد العزيز، ونفد إلى يزيد بالرأس وكان قد جعل لمن أتاه به مائة ألف. وقيل: سبقت كفه رأسه بليلة، فنصب رأسه على رمح بعد الجمعة، قيل: عاش ستا وثلاثين سنة، وكان مصرعه في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة فتملك سنة وثلاثة أشهر، وأمه هي بنت محمد بن يوسف الثقفي أمير اليمن أخي الحجاج.
نسبه
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأكبر
رواية المدافعين عنه
وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الأموية حيث انفجرت المشاكل في كل مكان والاخطر من ذلك ان الانقسامات حدثت بين أبناء البيت الأموي نفسه وأصبح باسهم بينهم شديد. فرغم أن الوليد استهل عهده بزيادة رواتب الجند ــ وقد يسر له ذلك كثرة الأموال التي تركها له عمه هشام، الذي اشتهر بتدبير الأموال ــ ورغم أنه اشتهر بصفات حسنة وميل الي فعل الخير علي حد تعبير ابن كثير الذي يقول : (ثم ان الوليد بن يزيد سار في الناس سيرة حسنة بادئ الرأي واخرج من بيت المال الطيب والتحف لعيالات المسلمين وزاد في أعطيات الناس ولا سيما اهل الشام والوفود وكان كريما ممدوحا شاعرا مجيدا لا يسأل عن شيء فيقول لا)[1][2]، رغم هذه البداية الطيبة إلا أن الوليد لقي مصرعه علي اثر ثورة اقامها ضده بتدبير ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك وبعض أبناء عمومته الاخرين، هشام وسليمان والحجاج. وقد نجح هؤلاء في تلطيخ سمعة الوليد واتهموه بالفسق والفجور واللواط والعكوف علي شرب الخمر والغناء، حتي اتهموه انه هم بان يشرب الخمر فوق الكعبة عندما امره عمه هشام علي الحج سنة 119 هـ كما اتهم بانه اهان المصحف الشريف الي غير ذلك من التهم الشنيعة التي الصقها أبناء البيت الأموي بابن عمهم، والحقيقة انه بالتكامل والبحث في النصوص اتضح ان هذه التهم مبالغ فيها، بل تكاد تكون مختلقة من أساسها بدافع الحقد والخصومة، فبعض المصادر التاريخية تروي مايدل علي ان الوليد لم يكن علي هذه الصورة الماجنة الفاجرة، فابن الأثير يروي ان الوليد كان عفا ذا مروءة وكان ينهي الناس عن الغناء لانه يزيد في الشهوة ويهدم المروءة، ثم يقول : (وقد نزه قوم الوليد مما قيل فيه وانكروه ونفوه عنه، وقالوا : انه قيل عنه وليس بصحيح) (3). وروي الطبري وتابعه ابن الأثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه، قالوا : (فدنا الوليد من الباب فقال اما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي، كلمني قال له : من أنت ؟ قال : انا يزيد بن عنبسة، قال : ياخي السكاسك، الم ازد في اعطياتكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم اعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟ فقال :انا ما ننقم عليك في انفسنا، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح امهات أولاد ابيك واستخفافك بامر الله، قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد اكثرت واغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت ورجع الي الوراء واخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ، ثم قتلوه، وكان آخر كلامه قبل أن يقتل، أما والله لئن قتلت لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم) (4). فهذا يدل علي ان التهم التي الصقت بالوليد كانت باطلة أشاعها حوله اعداؤه من أبناء اعمامه ثم كيف لإنسان ان يصدق ان الوليد ــ وكان ولي عهد يعني خليفة المسلمين في المستقبل ــ يهم بشرب الخمر فوق الكعبة وهو أمير الحج ؟ ! وهل ضاقت عليه الدنيا حتي لم يجد مكانا يشرب فيه الخمر غير الكعبة، ان هذا لو حدث من حاكم مسلم في عصرنا هذا لرماه الناس بالحجارة، فكيف بالوليد ــ خليفة المسلمين ــ وهو في عصر قريب من عصر النبوة والخلافة الراشدة وملئ بالعلماء والصالحين من التابعين. علي كل حال اذن الله لدولة بني امية ان تزول وحق عليهم قول الله: (يخربون بيوتهم بأيديهم) ولم نبعد عن الصواب حين قلنا أن مقتل الوليد علي أيدي أبناء عمومته كان بداية النهاية لدولتهم ولم تجتمع لهم كلمة بعده كما حذرهم الوليد نفسه ولقد حاول بعض بني أمية مثل العباس بن الوليد أخي يزيد قائد الثورة علي الوليد، ومروان بن محمد أن يوقفوا التدهور الذي آل إليه بنو أمية وأن يمنعوا الثورة على الوليد لكنهم فشلوا في ذلك واستطاع الثوار الإحاطة بالوليد في قصره في قرية تسمي البخراء علي بعد أميال من تدمر وقتلوه في أواخر جمادي الاخر سنة 126 هـ.
وجاء مقتله دليلا علي حالة الانهيار الذي وصل اليه أبناء البيت الأموي الذين فقدوا كل إحساس بالمحافظة علي دولتهم والأخطار التي كانت تحدق بها من كل جانب ولقد سهلوا بعملهم هذا لأعدائهم القضاء على دولتهم وعليهم جميعا في مدى ست سنوات بعد مقتل الوليد بن يزيد.
أبناؤه
وهؤلاء ولد الوليد بن يزيد أمير المؤمنين أم الوليد هذا أم محمّد بنت محمد بن يوسف أخى الحجاج بن يوسف. وولد الوليد هذا:
- الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، لأم ولد.
- وعثمان بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم: أمه عاتكة بنت عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن أبي سفيان بن حرب، لا عقب لهما، ولاّهما العهد؛ وقتلا بعده.
- ويزيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- والعاصي بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، قتل بإفريقية قتله عبد الرحمن بن حبيب الفهري.
- وسعيد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أمّه أم عبد الملك بنت سعيد بن خالد ابن عمرو بن عثمان بن عفان، لا عقب له.
- والعباس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم وبه يكنى الوليد.
- وموسى بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- وفتح بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أعقب.
- وفهر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- وقصي بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- ولؤي بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أعقب.
- وواسط بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- وذؤابة بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
- والمؤمن بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم فيه البيت والعدد، فمن ولده بنو المغيرة الأشبيليون، قتل المؤمن بإفريقية، قتله عبد الرحمن بن حبيب الفهري.
- والوليد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أعقب.
لا عقب لواحد منهم إلاّ لفتح ولؤي؛ والمؤمن؛ والوليد؛أعقب هؤلاء؛ وأمّ الحجّاج، تزوجها محمّد بن أمير المؤمنين يزيد بن الوليد، ثم خلف عليها يحيى بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم؛ وأمة اللّه بنت الوليد؛ تزوّجها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك. فمن ولد المؤمن بن الوليد هؤلاء: بنو المغيرة الإشبيليون؛ منهم، مروان بن الحكم بن الحكم بن عبد الملك ابن الوليد بن عبد الملك بن المؤمن بن أمير المؤمنين الوليد بن يزيد؛ وله ابن اسمه محمّد، من أهل العدالة والعلم بالحساب والتصاون، من أصحاب أبي مسلم بن خلدون؛ وأحمد بن محمّد بن المغيرة بن عبد الملك بن المغيرة بن المؤمن بن أمير المؤمنين الوليد بن يزيد. وقتل المؤمن والعاصي هذان بإفريقيّة، قتلهما عبد الرحمن بن حبيب الفهري. وكان العاصي هذا ولؤيّ قد دخلا مع عبد اللّه بن مروان أرض النوبة. وولد لؤي بن الوليد، يزيد، والعبّاس؛ فولد العبّاس بن لؤي، محمّد، ولؤيّ؛ فولد لؤي بن العبّاس بن لؤي، أبو الوليد، ومحمّد.[3]
مراجع
- الطبري. تاريخ الأمم والملوك. جـ7 ص8
- سير أعلام النبلاء للذهبي جـ5 ص370
- جمهرة أنساب العرب لأبن حزم الأندلسي
قبلــه: هشام بن عبد الملك |
الخلافة الأموية 743 – 744 |
بعــده: يزيد بن الوليد |
- بوابة الإسلام
- بوابة أعلام
- بوابة أفغانستان