النظريات غير الرسمية لاختفاء رحلة الخطوط الجوية الماليزية 370

اختفت رحلة الخطوط الجوية الماليزية 370 في الثامن من مارس عام 2014، بعد المغادرة من كوالالمبور إلى بكين، وعلى متنها 227 راكبًا و12 من طاقم الطائرة.[1] صرح رئيس وزراء ماليزيا السابق نجيب رزاق أن رحلة الطائرة انتهت في مكان ما في المحيط الهندي، ولكن لم يقدَّم أي تفسير إضافي.[2] رغم إيجاد حطام يُعتقد إلى حد كبير أنه يعود لتحطم الطائرة،[3][4][5] فإن البيانات الرسمية لاقت الكثير من تساؤلات الخبراء، واقتُرحت عدة نظريات عن اختفاء الطائرة.[6] بعض تلك النظريات وصفت بأنها نظريات مؤامرة.[7][8] تبقى الحادثة خاضعة للتحقيقات.

خلفية الحدث

شكك أقرباء الضحايا بحقيقة تصريحات الحكومة الماليزية عن فقدان الطائرة، ونظموا مظاهرة احتجاج أمام السفارة الماليزية في بكين بهدف إجبار الحكومة الماليزية على كشف أي معلومات تخفيها عن مكان الرحلة 370.

كتب روب بروذرتون، وهو محاضر في غولدسميثس، جامعة لندن، أن نظريات المؤامرة تظهر مباشرةً بعد حدوث أي كارثة وعدم توفر المعلومات الحاسمة عن سببها. كتب أندرو ليونارد أن الكشف عن معطيات الأقمار الصناعية الجديدة بعد أسبوعين من إخفائها عن العامة دعم مؤلفي نظريات المؤامرة.[9]

من العوامل الأخرى عدم صدور نداء استغاثة من الطائرة.[10] وفق باربرا ديميك من صحيفة لوس أنجيليس تايمز، فإن منتقدي تصريحات الحكومة الماليزية وجدوا أيضًا ما يدعمهم في بيان مركز تنسيق الوكالات المشترك في 29 مايو 2014 الذي نص على أن الطائرة لم تكن في منطقة البحث التي كانت السلطات تمشطها منذ أبريل 2014.[11]

اكتشفت رحلات البحث حطامًا يعتبر بتأكيد كبير أنه نتج عن حادثة التحطم.[3][4][5]

الانتقادات والاستجابة

تدعي مواقع الإنترنت التي تركز على نظرية المؤامرة أن التصريح الرسمي بأن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي «محاولة سافرة لإخفاء الحقيقة».[12] تذكر هذه المواقع بأن طائرة بوينغ 777 لا تمتلك الوثوقية البنيوية للنجاة من التحطم في المحيط، وأن ذلك سيكون كما لو اصطدمت الطائرة بجدار إسمنتي بالسرعة الحدية (ألنهائية). إذا اصطدمت الرحلة 370 بالمحيط، حسب زعمهم، فإنها ستتحطم إلى عشرات آلاف القطع، والعديد منها يطفو فوق سطح الماء (كوسائد المقاعد) وسيكون من الممكن رؤيتها تطفو باتجاه شطآن المنطقة أو يمكن لفرق البحث إيجادها بسهولة.[13] تلاشت هذه الانتقادات بعد التعرف على عدة قطع من الطائرة في السنوات اللاحقة لاختفائها.[14]

ذكر البروفيسور كاس سنشتاين من جامعة هارفارد أن المعلومات المتضاربة الصادرة في البداية عن الحكومة الماليزية تفسر الاهتمام بالنظريات البديلة. جادل سنشتاين، الذي كان قد كتب عن الموضوع، في مقابلة له مع صحيفة وول ستريت في 20 مارس 2014 بأن نظريات المؤامرة بشكل عام تولد من رحم الأوضاع المريعة والكارثية لأن هذه الأحداث تجعل الناس غاضبين، وخائفين، ويبحثون عن «هدف».[15]

قال ديفيد سوسي، وهو مفتش سابق في إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة (إف إيه إيه)، إن النظريات المقدمة في هذه المسألة مهمة عند انعدام وجود معرفة، إذ تساعدنا النظريات والملاحظات على التفكير بعدة احتمالات. في 26 مارس 2014 صرح على سي إن إن قائلًا:

عند التحقيق في حادثة، من المهم الإتيان بنظريات. وخاصة الآن عندما لا نمتلك أي شيء. ليس لدينا أي شيء مفهوم. ليس لدينا شيء لنقوله، آه، نعم؛ لأننا لا نعلم أين الطائرة ونحن نحتاج لأن نعرف السبب. إذا أخذنا نظرية ما، فإن الطائرة في المكان الذي نبحث فيه الآن، إذا أخذنا نظرية أخرى، يكون فيها نوايا دفينة سيئة، كأنهم كانوا يحاولون تجنب الرادارات، فيمكن أن تكون الطائرة في مكان آخر. إذا قلت بأنها كانت، مهما كانت، عليك استخدام هذه النظريات، وموازنتهم مع الحقائق بحيث تعرف إلى أي النظريات تلجأ.[16]

كتب تيم بلاك نائب رئيس تحرير مجلة سبايكد: «... في هذا الظلام، في شبه غياب المعرفة هذا (عن إم إتش 370)، ازدهر التنظير».[17] وفي افتتاحية في جريدة شيكاغو سن-تايمز، لم يصرح فقط بأن «نظريات المؤامرة تملأ فراغًا عند ندرة الوقائع المعلومة»، بل وحرض أيضًا الحكومات على البحث عن الطائرة لتفنيد هذه النظريات وطمأنة عوائل الضحايا ليصلوا إلى راحة البال.

الفرضية الشائعة، المذكورة أيضًا هنا، بأن إم إتش 370 تفادت الرادار الإندونيسي مبنية فقط على تصريح بأن الطائرة لم تكن مراقبة من قبل إندونيسيا.[18] من السهل على مراقبي الرادار ألا ينتبهوا بصريًّا إلى جسم غير متوقع.

مراجع

  1. "The Search for MH370". University of Southern California. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 28 يناير 2015. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  2. "Missing Malaysia Airline plane wreckage not in identified area". Malaysia Sun. مؤرشف من الأصل في 06 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 29 مايو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  3. "ATSB Transport Safety Report, External Aviation Investigation, AE-2014-054: The Operational Search for MH370" (PDF). Australian Transport Safety Bureau. 3 October 2017. صفحة 106. مؤرشف من الأصل (Final report) في 10 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 07 أكتوبر 2017. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  4. "Le débris d'avion retrouvé fin juillet à La Réunion appartient "avec certitude" au vol MH370, annonce le parquet de Paris" (باللغة الفرنسية). Francetvinfo. 3 September 2015. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  5. "MH370 search: Mozambique debris 'almost certainly' from missing plane". BBC News. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2020. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  6. "Grief, anger and more questions after Malaysia declares Flight 370 crashed". سي بي إس نيوز. Associated Press. 24 March 2014. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  7. Brotherton, Rob (20 March 2014). "Flight MH370: The allure of the conspiracy theory". New Scientist. مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  8. "Conspiracy theories don't help to understand cause of Malaysian jet's disappearance". Chicago Sun-Times. 26 March 2014. مؤرشف من الأصل في 15 أكتوبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 27 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  9. Leonard, Andrew (24 March 2014). "Quit it, conspiracy theorists: MH370 wasn't the result of a shadowy plot". Salon. مؤرشف من الأصل في 14 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  10. Sam Frizell (11 March 2014). "The Missing Malaysian Plane: 5 Conspiracy Theories". تايم (مجلة). مؤرشف من الأصل في 28 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 13 مايو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  11. Demick, Barbara (29 May 2014). "Missing Malaysia Airlines jet not in search area, officials say". Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  12. "Malaysia Airlines Flight 370 Now Clearly A Government Cover-Up: All Evidence Contradicts Official Story". مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 08 ديسمبر 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  13. Wen, Philip (25 March 2014). "MH370: Distrust breeds conspiracy theories". Stuff.co.nz. مؤرشف من الأصل في 09 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  14. Scruton, Paul. "Missing flight MH370 – a visual guide to the parts and debris found so far". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 16 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 15 مايو 2019. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  15. "Flight MH370: Why Are Conspiracy Theories Seductive?". Wall Street Journal. 20 March 2014. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 26 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  16. CNN Transcripts – Piers Morgan Live – 26 March 2014. Retrieved 28 March 2014. نسخة محفوظة 2016-03-04 على موقع واي باك مشين.
  17. Black, Tim (19 March 2014). "MH370: conspiracy theorists adore a vacuum". Spiked. مؤرشف من الأصل في 25 يوليو 2017. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
  18. Clara Chooi (7 April 2014). "'Untrue' that MH370 avoided Indonesian radar, Hishammuddin says- Malaysia- The Malay Mail Online". The Malay Mail Online. مؤرشف من الأصل في 15 مارس 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 أبريل 2014. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة)
    • بوابة طيران
    • بوابة عقد 2010
    This article is issued from Wikipedia. The text is licensed under Creative Commons - Attribution - Sharealike. Additional terms may apply for the media files.