المنصور سيف الدين قلاوون
المنصور سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ورأس أسرة حكمت مصر والمشرق العربي مايزيد على قرن من الزمان، كان من رجال الملك الصالح أيوب (الصالح أيوب زوج شجرة الدر، و ليس والد صلاح الدين الأيوبي). وأبلى بلاء حسناً في معركة المنصورة، وعلا شأنه بعد ذلك، فكان من كبار الأمراء أصحاب النفوذ في دولة بيبرس، وبويع له بالسلطنة في الحادي عشر من رجب سنة 678هـ خلفاً للملك الصغير العادل بدر الدين سُلامش. وتتحدث أغلب مصادر هذا العصر عن لقب الألفي وهو لقب أطلق على السلطان المنصور قلاوون وذلك نسبةً إلى قيمته، فقد اشتراه أستاذه الأمين علاء الدين بألف دينار وقد ارتفعت قيمته لحسن سيرته.[2]
سلطان مصر | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
المنصور قلاوون | |||||||
سلطان مصر | |||||||
فترة الحكم 1279-1290 | |||||||
|
|||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 1222 القاهرة | ||||||
الوفاة | 10 أكتوبر 1290 القاهرة | ||||||
مواطنة | الدولة المملوكية | ||||||
الديانة | مسلم سني | ||||||
أبناء | الأشرف صلاح الدين خليل الناصر ناصر الدين محمد بن قلاوون | ||||||
عائلة | المماليك البحرية | ||||||
سلالة | الدولة المملوكية | ||||||
الحياة العملية | |||||||
المهنة | عاهل [1]، وسياسي | ||||||
اللغة الأم | لهجة مصرية | ||||||
اللغات | العربية ، ولهجة مصرية | ||||||
الخدمة العسكرية | |||||||
المعارك والحروب | الحملة الصليبية السابعة | ||||||
السلطنة
بعد أن اُجبر الملك السعيد على خلع نفسه ورحيله إلى الكرك عرض الأمراء السلطنة على الأمير سيف الدين قلاوون الألفى إلا أن قلاوون الذي كان يدرك قوة الأمراء والمماليك الظاهرية [3][4] رفض السلطنة قائلاً للأمراء " أنا ما خلعت الملك السعيد طمعاً في السلطنة، والأولى ألا يخرج الأمر عن ذرية الملك الظاهر ".[5] فأستُدعى سلامش الذي كان طفلا في السابعة من عمره [6] إلى قلعة الجبل [7] وتم تنصيبه سلطانا بلقب الملك العادل بدر الدين ومعه قاضى القضاة برهان الدين السنجارى وزيراً وعز الدين أيبك الأفرم [8] نائبا للسلطنة وقلاوون الألفى أتابكاً[9] ومدبراً للدولة وكُتب إلى الشام بما تم فحلف الناس بدمشق كما وقع الحلف بمصر أصبح قلاوون هو الحاكم الفعلى للبلاد وأمر بأن يخطب بإسمة واسم سُلامش معاً في المساجد وبأن يُضرب اسمه مع اسمه على السكة [10] كما شرع في القبض على الأمراء الظاهرية وإيداعهم السجون بينما راح يستميل المماليك الصالحية [11] عن طريق منحهم الاقطاعات والوظائف والهبات بهدف سيطرته الكاملة على البلاد تمهيداً لاعتلاءه تخت السلطنة.[12] ولما أحس قلاوون أن البلاد قد صارت في قبضته بالكامل استدعى الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل وقال لهم: " قد علمتم أن المملكة لا تقوم الا برجل كامل" فوافقه المجتمعون وتم خلع سُلامش بعد أن ظل سلطاناً اسمياً لمدة مئة يوم ونُصب قلاوون سلطاناً.[5][10][13]
صلح السلطان مع سنقر الأشقر
بدأ السلطان قلاوون ولايته بمحاربة الخارجين عليه كالأمير سنقر الأشقر، حيث بعث إليه حيث هو بالشام جيشاً بقيادة الأمير سنجر، وظلا في سجال من القتال حتى توالت الأنباء بقرب عودة التتار فكتب السلطان المنصور إلى سنقر "إن التتار قد أقبلوا، والمصلحة أن نتفق عليهم، لئلا يهلك المسلمون بيننا وبينهم، وإذا ملكوا البلاد لم يدعوا منا أحدا"، فكتب إليه سنقر بالسمع والطاعة.[14]
وصول التتار ووقعة حمص
- طالع أيضًا: معركة حمص الثانية
في السابع والعشرين من جمادى الآخرة 680هـ وصل الخبر بقدوم منكوتمر بن هولاكو بجيشه إلى عنتاب، فخرج إليه السلطان وعسكر في حمص، واستقدم سنقر الأشقر وقواته، ودخل التتار حماة فخربوا فيها، ثم وصلوا إلى حمص حيث التقى الجمعان في حمص بتاريخ 14 رجب سنة 680هـ/ (28 أكتوبر 1281م).[15] وقد اضطربت ميمنة المسلمين في البداية، ثم الميسرة، وثبت السلطان ومن معه ثباتاً عظيماً، ماحمل الأمراء والقادة على الانقضاض على التتار وكسروهم كسرة عظيمة، وجرحوا ملكهم، وقتلوا منهم الكثير، وكانت مقتلة تفوق الوصف، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين انتصاراً مظفراً، ودخل السلطان المنصور دمشق في أبهة النصر في 22 من رجب سنة 680هـ (5 نوفمبر 1281م) وبين يديه الأسرى، وحاملين معهم رؤوس قتلى المغول على الرماح.[16]
استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين
عزم السلطان المنصور على استكمال رحلة الجهاد ضد الصليبيين التي بدأها أسلافه، ففي سنة 684هـ فتح قلعة المرقب وبانياس وفي سنة 688هـ فتح طرابلس (لبنان) بعد حصارها واستعمال المنجنيق وغنم جيشه غنائم عظيمة. عزم السلطان على المسير إلى عكا إلا أن الأجل لم يمهله، فكان شرف فتحها لولده الذي خلفه، السلطان البطل الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون.
وفاة المنصور قلاوون
توفي السلطان قلاوون بقلعة الجبل بالقاهرة في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة 689هـ، وفيها غُسّل وكفن، ثم حُمل إلى تربته الواقعة ضمن ما يعرف بمجموعة السلطان المنصور قلاوون في منطقة بين القصرين (شارع المعز) فدُفن فيها، ولا تزال هذه المجموعة العمرانية شاهدة على عظمة هذا السلطان وازدهار عهده.
خلف السلطان المنصور ولده السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون الذي استكمل رحلة الجهاد وفتح فتوحاً عظيمة، ومن بعده أخوه الناصر محمد بن قلاوون وظل الحكم في ولد قلاوون نحو قرن من الزمان.يوجد لة مسجد كبير في شارع المعز لبوابة الفتوح
المراجع
- سعيد عبد الفتاح عاشور، الأيوبيون والمماليك في مصر والشام، القاهرة 1970.
- على إبراهيم حسن، مصر في العصور الوسطى، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الرابعة، القاهرة 1954.
- محمد الياس أبو مصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الإسلامية (غزة)، 2016م.
وصلات خارجية
سبقه: العادل بدر الدين سُلامش |
سلطان مصر | خلفه: الأشرف صلاح الدين خليل |
مراجع
- وصلة : https://d-nb.info/gnd/119198401 — تاريخ الاطلاع: 17 أبريل 2015 — الرخصة: CC0
- المماليك طبقة الرقيق الحاكمة، موقع دنيا الرأي، يوليو 2009
- الشيال, 2/162
- الأمراء والمماليك الظاهرية: أمراء ومماليك السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس.
- المقريزى، السلوك، 2/120
- الشيال، 2/162
- قلعة الجبل : مقر سلاطين المماليك بالقاهرة وكانت فوق جبل المقطم حيث يوجد الآن مسجد محمد على وأطلال قلعة صلاح الدين.
- عز الدين أيبك الأفرم ليس عز الدين أيبك التركمانى الذى كان سلطاناً.
- أتابك : القائد العام للجيش.
- الشيال، 2/163
- المماليك الصالحية: مماليك السلطان الأيوبى الصالح أيوب.
- المقريزى، السلوك، 2/121
- ابن تغرى، 7/286
- محمد الياس أبو مصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الإسلامية (غزة)، 2016م، ص97
- محمد الياس أبو مصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الإسلامية (غزة)، 2016م، ص 102-104
- محمد الياس أبو مصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الإسلامية (غزة)، 2016م، ص 104-114
- بوابة الدولة المملوكية
- بوابة السياسة
- بوابة العصور الوسطى
- بوابة مصر
- بوابة التاريخ
- بوابة أعلام
- صور وملفات صوتية من كومنز